منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   ديوانية الشعر والأدب (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=29)
-   -   رواية : عروس الدانة ..بقلمي (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=390410)

جزيرة 08-08-17 09:51 am

رواية : عروس الدانة ..بقلمي
 
http://i.imgur.com/YBQUjM9.jpghttp://
..











http://i.imgur.com/TPsW8bR.jpghttp://



‏ليس ذنبي أنّ دربي ما استوى
‏كان ذنبي ثوبُ أحلامي الطّويل ..


عروس الدانة
.....



(1)

أنفاس متسارعة ، وأصابع مضطربة ، عبثا تحاول تهدأة خفوُق شديد ما بين الضلوع ، تشتت ارتباكها و مخاوفها بترتيب تسريحة شعرها .. افعلا هي شيهانة التي عرفت بالجموح والتمرد ..!!
أين شجاعتها و قوتها ..؟
بل أين ثقتها و أين انطلاقها ...!!!
ما لبثت أن غرقت في استرجاع السويعات التي مضت ..
(أمي لاقوة لي في قلبي ..أمي كرهته من صوته .. لا اريد إتمام زواجي .. اطلبوا منه أن يطلقني ... صدري يضيق أكاد اختنق من...)
..
(أي جنون تهذين به ..بيوم زفافك تطلقين ،..)
وبنبرة الأم الرؤوم تكمل :
(أنتِ خائفة فقط وهذا طبيعي ، لا تقلقي ، حاول أن تسعدي وتطمئني ..الزواج حفظ وستر ، و حياة جميلة ..أترك عنك هذه المخاوف ، وهي مشاعر أي عروس ...)
قطع ذكراها طرقات على الباب ..و دخول حمد مبتسما ..
صمت كل شيء حتى أنفاسها ..فقط دقات قلبها وصلت إلى حلقها ..
ورجفة سرت من أخمص قدميها حتى رأسها ..تحاول ما استطاعت لباس ثوب الشجاعة ..لكن هيهات
نظراته تتاملها .. شد على شفتيه ورفع رأسه وقال:
( جسمك نحيل ..امّممم لا يعجبني ..)
قطع عليه سهامه لعروسه نغمة من جهازه النقال ، رفعه وشاهد شاشته فابتسم عاد من حيث أتى وهو يشرع في الرد لطالبه
(أهلا بالحب .......لا إلا زعلك لا احتمله ..لا الحياة معك ....)
وغابت بقية كلماته بخروجه من غرفة العروس المحبطة ..

...
بين مزارع النخيل
يقود السائق بكر سيارة سيده صقر بعد الإشراف اليومي على حظائر الحيونات ، ويتجه نحو الدانة وهو عبارة عن بيت كبير يحوي غرف كثيرة وفناء واسع ، وبالرغم من قدم المبنى إلا ان صقر أهتم به واصلح ما فسد فيه
ويعيش فيه تلبية لرغبة الجدة دانة الذي سمي باسمها ..
نزل من السيارة وبعرجته الخفيفة يتكئ على عصاه ويسير مناديا أم عبد المجيد وزوج بكر
خادمة جدته ..
تهرع وقد رفعت جلبابها لان لا تسقط ..
تلبي نداء سيدها ..
( أهلا عمي صقر ..)
برغم من أنه يملك أعصابه في كثير من الأحيان إلا أن من حوله يهابه فتاريخه لا يشفع بتأخير أوامره
يسألها وهو يسير متجها الى داخل البيت ..مارا باحواض النعناع و الورقيات
(كيف حال أمي دانة )
(السكر ارتفع اكثر من العتاد )
توقف واستدار بمساعدة عصاه وقال :
( من زارها اليوم ..؟)
(اااا ..ععع..)
بزمجرة شرسة
( من ..؟ )..
( عععمممتي .. عمتي نورة وبنتها ففلوة ..)
..
لم تسمع ما يقول ، لكنها تدرك أنه يشتم خالته وطليقته ..



بهدوء يدخل غرفة الجدة ويتجه الى فراشها يمسك بيدها ويقبلها ويقبل رأسها بلحضات يتحول إلى طفل صغير يتذلل عند قدميها يدلك لها ساقيها ، يستنشق عبق جميل رسخ فيه لرائحة امرأة انتشلت من يتم الأم وقسوة زوجة الاب ، ترعرع بين جنبيها يتقاسمان الجوع والشبع ، حتى اصبح الدكتور صقر
فعوضها بما يستطيع وما زال ..
(أأنتَ قدمت ..)
( نعم ياروح صقر .. كيف حالك أمي )
( الحمد لله أنا بعافية ...)
( لم السكري مرتفع ..!! ااحزنكِ احدهم .؟ )
( يا بني فلوة كبرت و تغيرت عن أول حالها عرفت خطائها و تعجبها ..فلعل....)
فقاطعها :
( والله لو لم يبقى إلا هي من النساء لن أرجعها كرهت النساء جميعهن ..)
( وأنا ..)
فغير صوته بكل رقه وحب
( أنت ..أجملهن وأطهرهن وأفضلهن ..
لا وجود مثلكِ..)
( بل يوجد لكن لم يرد الله لك أن تفتح عينيك )
( أماه سأفتح .. لكن لا تهتمي لخالتي وابنتها ، .. أماه أنت الأهم الان أنتبهي لصحتك .. فأنتِ لي الام والأب و الأخت و الصديقة .. اكتفيت من الناس بك .. )
تحاول أن تعتدل وتقول له :
( ساعدني اريد أن اطمئن على شجيراتي ، ولا تكثر من عسل كلماتك لأني أعرفك أكثر من نفسك )
ابتسم وانشرح صدره هي من تستطيع إسعاده
فقط هي ..

........
بإذن الله لنا لقاء

جزيرة 08-08-17 10:15 am

http://i.imgur.com/6nwVt16.jpghttp://





...

‎لا أبتغي وَصلَ من يَبغي مُفارَقَتي
‎ ولا أَلينُ لِمَن لا يشتهي ليني



عروس الدانة
(2)
...



طرق على باب الجناح
ايقضها من نومها
..
(أين أنا .. لمن هذه الغرفة ..؟)
لينعاد عليها شريط ذكرى البارحة
زفافها وخوفها و الزوج ال... لا تعرف بماذا تصفه ..
الطرقات تتتكرر لتنهض ،وتصلح من شأنه،
الوقت ما زال مبكرا
التاسع صباحا ..
وهي لم تنم الا السابعة
خرجت من الغرفة وتوجهت للباب
سألت : ( من الطارق ..؟)
ومن سيكون غير زوج الغفلة كما يقال
(افتحي شيهانة أنا حمد )
تتاكد من مظهرها بحركة سريعة وتفتح الباب
أليست عروس ويجب أن تكون في أبهى حلة
لكن ...
لا تعلم شيء ما لا تريد أن تعرف ضيق ملامحه بدأت تطفو على شواطئها
ولج حمد ..
لتترقب نظره منه أو كلمة أو ما سمعت عنه (قبلة الصباح ) للعروس أو هدية يمينها كما أخبرتها صديقاتها ..
لا شيء ..حتى لم يلتفت ليراها
مباشرة إلى غرفة النوم
أغلق الإضاءة و خلع ثوبه وضطجع ضاما أحد وسائد السرير بيد
والأخرى أمسكت بجهازه النقال ..
..
وقفت تنظر اليه ،
(تريد أن تصرخ :أنا موجودة ؟)
دقائق ..
وكأنه انتبه لوقوفها ..
التفت اليها من مكانه وقال :
(ما بك ..؟
لا تخجلي ؟
أنا زوجكِ ..
أمي تقول :أن العروس تكون جائعة ولا تاكل من خجلها ..جهزت المطبخ بكل ما لذ وطاب ..!!
أنا أفطرتُ في الخارج ، واحتاج لنوم لساعات ،بعد تعب ليلة البارحة ..!!)
أعاد رأسه لوضعه الاول حيث شاشة جهازه
..
(وأنا مازلت كالبلهاء .. اهذا الزواج الذي يقولون
أين حديث شقيقتي وفاء : أن أجمل الايام في الزواج أولها فهي أيام دلال و انفجار مشاعر ..!!
يتكلم عن الجوع الاكل وكأنني قادمة من أفريقا
..
انتبهت على صوت نفسه المنتظم دلاله على استغراقه بالنوم .. لملمت نفسي الكسيرة وخرجت وأغلقت الباب ..
إلى الان بداية لا تبشر بخير ..أين أنت أمي ..؟))

..
في منزل أقصى المدينة صغير ،يعلو صوتا عاليا يصرخ ويشتم
وخلف أحد الأبواب أم شابة وحولها صغيرتها ترتجف خوفا ورعبا
والأم تحاول ما استطلعت أن تمسك بيد الصغيرة و تضمها وتمسح على رأسها
شهد :
(أمي ..لم أبي مخيف )
عبلة :
(لا يا جميلتي لكن هو مريض.. ونسى أنا يأخذ الدواء ..)
شهد : (دعينا نذهب لبيت الدانة .. أريد رؤية العصافير و الدجاج اطلبي من خالي صقر يقلنا اشتاق لجدتي ..)
تراقب عبلة لبنتها وهي تتحدث ..تتذكر سنوات عمرها السابق و كيف كانت تخاف من سطوة زوجة أبوها ..فتبث لوالدها شوقها لأخيها صقر ، وجدتها وبيت الدانة هربا من حياة الذل عند زوجته تلبث أياما وتعود من جديد ..اأتاريخ يعيد نفسه و ، وتظل تعيش نكد العيش بين زوجة أب قاسية و زوج يعاني من ما يعاني من أدوية غريبة ..
..
تتأكد أن كل أركان بيتها كما تحب أن تكون ..نظافة وترتيب ..تشرف بنفسها على وليمة العشاء .. كيف لا والصقر سيشرفهم ..
تدخل جناح الاستقبال تبخره وبنظرة متفحصة لارجائه ..ترتب بعض الخداديات وهي تشتم اعمال العاملة ..
تسمع من يناديها
((نواره نواره ))
تخرج لتلبي نداء زوجها سالم ، يراها ويتجه مسرعا ،يسألها :
( أكل شيء على ما يرام ..اينقصكم شيء.؟)
فتجيبه بهدوء عجيب من مشاعر داخلها مضطربة :
( لا ..)
فيكمل منفعلا :
( صقر و أبي على وصول القهوة ضعيها في ..)
تقاطعه بهدوئها الذي يكاد يحرقه :
( وضعتها .)
يكمل طريقه ينتظر ضيوفه
تتأمله .. (حتى أنت يا سالم تبدأ باسمه قبل ابيك .. ما فعلت بقلبي يا صقر.. تحلق في السماء و نحن آلمتنا رقابنا ننظر إليك .. اعرف أنك لم تكن نصيبي ، هذا ما يقوله عقلي . لكن قلبي له رأي آخر .!! )

..
لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 08-08-17 02:57 pm

http://i.imgur.com/wOToZlQ.jpghttp://



‏سأصْبِرُ لا ..أنّي على ذاك قادِرٌ
‏لعَلّ ليالي هَجرِهِ تَتَصَرّمُ




عروس الدانة 
(3)

........




صوت خرير الماء ايقضها من نومها في جلسة الجناح ..( لم أنا هنا ..نائمة .. ) عدم الاستيعاب للواقع أو الهروب منه اصابها بالنسيان المؤقت 
درب تسير فيه تجهل معالمه و نهايته
...
(شيهانة ..شيهانة ..)
تظاهرت بالاستغراق بالنوم ، يطلب من هاتفه النقال رقما ، :
(أهلا أمي ، ...حاضر ،ستنزل بعد ساعة ، 
... لا لن تتاخر )
رددت في داخلها: (كاذب لطيف )
أعاد ندائه
(شيهانة ..هيا انهضي ،،!
الضيوف على وصول وأمي منحرجة لتأخرك ..)

(ضيوف ..أي ضيوف !!) هتفت بعد أن اعتدلت جالسة 

ابتسم على شكلها المضطرب .. 
وتمتم (نعم ضيوف على شرفك ..زوجة حمد )

تأملته وهو يتحدث .. (حمد) لغز لم أَجِد له حلا وبابا مرصدا لم احصل على مفتاحه يملك طيبة و تقاسيم متناسقة ،
لكن ..ايقضها من تأملها
سؤاله : 
(هل أعجبتك..! ) وهو يبتسم
..تمتمت( ومغرور أيضا )

أشاحت نظرها عنه ونهضت قائلة :

(بالأذن سأستعد ..؟؟)

دخلت الغرفة و أوصدت الباب ، ليلتقط سمعها ضحكاته ، وهو يحادث أحدهم في هاتفه
..

(أكرمك الله يا عّم ،كلفت على نفسك و أهل بيتك )
قالها صقر و ينهض من سفرة عمه .
ليجيب سالم :
(ساعة خير حضورك ، و واخي إلى بيتي ، وليس مقدارك ..)

قاطعه صقر :

( ياعم أنا هو ..أنا ابن اخيك ، بارك الله في رزقك، وكما عهدتني ما ينقصك أطلب ولا يكن في صدرك ما يشغلك ..)

..
بهذه الكلمات هان على سالم ما يضطرب في صدره
فتمتم :
(ما ا أكثر معروفك ..يا بن أخي ..!!)
احتراما لعمه ، وانتشاله من ذَل السؤال قال :

( أطلب ياعم ..!!)

تنهد وكأنه يخرج هما سكن صدره 

وقال وعيناه في الارض :

(لست بصغير سن ، ومتزوج لي أربع سنوات ، وزوجتي لم تحبل ، فأريد ان تبحث لي عن طبيب حاذق ..)

قاطعه بتواضع :
( أبشر بما يسرك ،
لي صديق في العاصمة يدير مستشفى فيه عيادات متقدمة ساكلمه أحدد لك موعد يناسبك ، وسكنك في مجمعي السكني شرق العاصمة ..)
..

..
ايقبل عينيه
أم جبينه
أم يده ..
فقد فتح عليه أفاق من الأمل ..
يحاول أن يخرج كلمة ..يشكره
لم يستطع تأثرا،
عبرة خنقت مجرى تنفسه ..

استفاق على تقبيل صقر لرأسه ،
مع تذلل و إظهار العطف لعمه وهو يتمم :
(صقر وحلاله فداك ياعم )
..

لم يستطع الدخول يواجه ضيوفه بعد تأثره بمواقف ابن اخيه ،
عاد يشكر زوجته 
فوجدها مع عاملة المنزل تعيد ترتيب الطعام ، 
فقال بعد أن ادخل هواء يتسع فيه خروج حروفه :
(سلمت الايادي يا نوارتي ، كما عهدتك السيدة الأولى في الطهي ،)

رفعت رأسها وبغرور الواثق :
(فقط في الطهي )

قهقه ونظرات الإعجاب لها تنفجر من عينيه ،. و قال:
( ظالم من يكفيه منك طهيك ..!!)

لكن هناك ما يشغلها عنه و عن غزله 
فسألته ،
وهي تدور بعينيها حول الاطباق 
:
( من الذي اكتفى بالفاكهة فقط ..؟؟)

أجابها , وهو يعود لضيوفه :
( صقر ، لا يحب الأكل الدسم ليلا ..)

فتجلس في مكان صقر .. 

وتاخذ كأس الماء الذي تبقى منه قطرات ، لتكمل شربه وتردد :
(اعلم ان ما أفعله جنون .. لكن لا قيد لقلبي )





...


لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 09-08-17 02:05 am

http://i.imgur.com/QrEPefC.jpghttp://



‏وكم شَجٍ ضاحِكٍ والحزنُ يطحَنُهُ
‏يبدُو خليّاً .. وفي جَنبَيهِ إعصارُ!

‏--------

‏والذُّلُّ للــحُرِّ جُـــــرْحٌ لا دَواءَ لَهُ
‏والـعـَيْشُ في الــذُّلِّ إنْ سَـوَّغْتهُ عَارُ









عروس الدانة 
(4)

......






تودع ابنتها تُمسح على رأسها، تتمتم ببعض الآيات تحصنها ،
بوق الحافلة يعلو ،
فتخرج الصغيرة ، تشيعها عبلة بنظراتها ..

تعود حيث الزوج النائم
توقظه ليقضي فرضه و يستعد لدوامه .. 

تجهز له ملابسه وتعد له إفطاره ..
تجلس بجانبه تهزه بلطف ..

(أسامة ..أسامة الساعة السابعة و النصف ، تاخرت على دوامك )

يتحرك ببطء ويتناول جهازه ليتأكد من الساعة 
فيحوق و يسألها :

(لماذا لم توقضيني لصلاة الفجر ؟)

ويستمر بالحوقلة و ينهض لشأنه ..

تتأمله 
وتتسأل :

(إلى هذا الحد لا يعي ما يفعل ..؟؟)

يمسك برأسه ويحرك يده بين منابت شعره ..

يحاول أن يخخف ما يشكو ،،
رفع نظره لها ،
فوجدها كما هي زوجة حنونة متفانية محبة ..،
لكن يصعب عليه أن ينطق بكلمات جميلة لها تكون ثقيلة ،
صعب مخرجها 
فقطع صمته :

( عبلة اجلبي لي مسكّن ، رأسي سينفجر ..) 

خرجت صامته ، استغل خروجها ،
وأخرج من جيبه أقراص في علبة قلبها ،
لا تحوي تعليمات
أو أمسك بجهازه و كتب في محرك البحث عن اسمها ..

ليخرج له معلومات عن الدواء ، ما آلمه ..

.....


..


(أهي تلبس عدسات)

(فستانها من تصميم مصمم البناني ...)

(لا اعتقد أن شعرها طبيعي ..ربما قد زرعت .. قريبتي تعرفها أيام الجامعة و تقول ..)
( رموشها اصطناعية ..؟؟)

أحساس بالغثيان . و الدوار .
لهذا الحديث التافه و الاهتمامات الساذجة ..
طبيعة بعض النساء لا تتغير ..
تمسك بالمشرط و تمزق كما ترى هي ...!

نهضت ..
ومن حولها صمت يراقب العروس ،
بكل ثقة تتجة لام زوجها
تأخذ مكانا بجانبها 
لتمهد بالاستاذان ..

كانت بعض النساء جلس خلف طاولتها
بجلسة خاصة ، ولم ينتبهن لقربها ..

و أكملن حديث قد بدأنه ..

( الحمد لله ستر الله عليه بهذا الزواج ..!!)

( الرجل عيبه بجيبه ، لكن المرأة مسكينة يلاحقها عيبها حتى تموت )

( صدقتِ .. مع أفعاله فقد تزوج من عائلة كريمة و موظفة في الجامعة ..وابني الصائم المصلي ..من نطلب له زوجة يتشرطون ب....)

صمم أم طنين .. مع مغص شديد ..دوار لا تعرف .. !!!
نهضت بقدمين مطاطيتين ..
استأذنت بالصعودلقسمها ..
أذنت لها الخالة وأمرت أحدى الصغيرات لتوصيلها ..
فرفضت بلباقة 
..
دخلت 
وأغلقت الباب ..
وهي تردد :

الرجل عيبه بجيبه
مع أفعاله ..
..؟؟؟؟؟

ما معنى هذا ..؟
...
.......



(نوارتي أستدعي ، غدا صباحا سنسافر الـــ..)

فقاطته :
( نسافر ،،؟؟)

يرتب وضع غترته .. وهو يكمل :

( إلى العاصمة لنا موعد في عيادة المساعدة على الإنجاب ..)

كالصفعة واجهها بكلامه ..

مشاعر كره و نفور .. يحاوطها ..
"منه أنجب .. "

وأكمل :

(أربع سنوات كافية للانتظار ..
استشرت صقر ..فدلني و تكفل بكل شيء ..
ووالله أول ابن لي ساسميه باسمه )

..
تأملته يتحدث 
وهي تفكر ..

"حتى هنا في غرفة نومي اسمع باسمك ..
"
نهضت و قالت :

( ذكرتني أمرا هام )

خرجت إلى المطبخ ملأت الكأس بالماء
و تفتح الثلاجة ، و تاخذ قرصا اعتادت عليه كل ليلة
..
تمتمت :
( ابنا وسيسميه صقرا ...!!

وانا اتمنى الصقر ابا ..!!"




..

جزيرة 09-08-17 05:01 am

http://i.imgur.com/sdFi67e.jpghttp://





لا وقتَ عندي
‏ كي أجادِلَ جاهلاً
‏أو أن أعرّضَ بالحسودِ وألمِزَه
‏روحي أعزُّ عليّ من
‏” أشيائهم"
‏ولدي ما أسعى إليه لأنجزَه

‏.




عروس الدانة
(5)
.....


أعلن المؤذن دخول وقت صلاة المغرب ، تنظر إلى ساعتها تارة و إلى الرائي تارة ..
وعدت أمها بالزيارة ..لكن العريس لم يحضر منذ مغرب أمس ..
اتجهت للمطبخ ، سكبت كاس من العصير
وجلست على كرسي طاولة الطعام ، الصغيرة
استقت قطرات منه..
وأبحرت في أفكارها ..
(أأنا لم أقبل به ..؟ أم هو لا يحبني ..؟؟
أم أطلب أهتماما سمعت أن العروس تحاط به
..أين الخلل ..؟
لا أكاد أقبله كزوج ،،،!!
أهي الأرواح المجندة .؟
أم ماذا يا رب ... يارب ؟؟)
..
حديث عجائز الامس أغلق نوافذ التفاؤل ،
نهضت فجأة و قد تبلورت فكرة في عقلها
اتجهت مباشرة لغرفة النوم ..
تبحث في أغراضه تتعرف عليه
فتحت أدراجه ..أوراق سماعة لنقال ، بخاخ انف ..لا شيء مهم ..
اكملت بحثها في دولاب الملابس قلبت .. لا شيء مهم .. اعادت ترتيبها كما هي . وبدون قصد لمست بطرف ذراعها جسما قاسيا في أحد جيوب ملابسه المعلقة ..
ادخلت يدها وأخرجت لاقطة صور (كاميرا ).. متطورة حاولت فتحها فلم تنجح ..
ربما تحتاج شحن او متعطلة ..قلبتها صناعتها متقدمة ..
كادت تسقط من يدها بعد أن سمعت باب الجناح يغلق ..!!


...


عاد من الصلاة ، وصوت عصاه يحدث صوتا مميزا لمن يسمعه فيعرف بقدومه وهذا ما حدث عندما شاهد احدى خالتيه تقف ترحب به في جلسة جدته الصيفية ..الخارجية
المحاطة بورق النخيل وخوصه ، يسقفه أوراق العنب ..أمام بيت الدانة
وكما توقع خالته و ابنتها متواجدتان
زفر هواء لفظ فيه شعور الكرة و التقزز منهما ..
قدم بهيبته ، وقبل رأس جدته و يدها وفعل بخالته المستقبلة له
ثم مد يده و هو بعيد لخالته ، حتى لا يرى ابنتها الجالسة بجانبها ..
سلاما ..مختصرا.. باردا
عاد الى حيث جدته وأعطاهما ظهره متعمدا
وهمس في أذنها عن سفره فجرا لمقر عمله في مدينة مجاوره كدكتور زائر من جامعته لجامعتهم ..
اعدا تقبيل رأسها .. وغادرها متجه للبيت وقف فجأة بعد ان سمع صوت سيارة قادمة ميزها ..
ابتسم رغما عنه .. غير جهته للبوابة ..
يُستقبل أغلى الناس على قلبه اخته وطفلتها شهد ..
ولم ينتبه للعينين اللتان تراقبه

..


خرجا من العيادة .. وقد أمسك بيدها .. خوفا وحبا ..يهمس لها بان كل شيء سيُصبِح على ما يرام ..
وهي صامتة كعادتها ..الامر اشتد عليها
ما تخشاه اقترب
حلمها بالصقر يتضاءل
أمام موج سالم
انشغلت بالتفكر كيف تمنع إكمال فحوصاتها ..
..
..


‎كادت ان تسقط من يدها ، وكان الأقرب لها مخدة السرير و بثواني أخفتها داخلها ..
‎لينفتح الباب ،
‎بهيئة مزرية .. ثياب ممزقة .. رائحة كريمة كدمة في الشفاه و أخرى فوق العين ..
‎يدخل بمشية مترنحة ..
‎يقترب من السرير .. ويلقي بجسده بالعرض يحاول ان يقتلب يعدل من وضعه .. انين خفيف يبثه ..
‎ويتكور كطفل .. لحضات مرت واُخرى ..لتسمع انتظام نفسه ..
‎وكأنها ليست موجود وحتى لم يلتفت اليها
‎تقترب منه تتأمله ..
‎قطرات من الدم على السرير من جرحه قبل ان يجمد في وجهه ..
‎اخارج من مجزرة ،،؟
‎من هذا ..؟؟
‎رائحته ازدادت قوة .. غثيان و اشمئزاز تملكها
..
‎اغلقت الباب بعد ان غلبها الجانب الإنساني فلحفته وأطفأت الانارة
..
‎حيرة تملكتها ..
‎ماذا تفعل .. ؟
غربة وضياع تلفها
‎وهم حاصرها :
‎ما مستقبلها ..؟
‎بالرغم منها خنقتها عبرتها
‎فبكت وبكت حالها ..
‎تمنت حضن أمها ترتمي به
‎وظهر والدها تحتمي به
‎وكتف اخيها تعتضد به
...
‎مرت سويعة
‎هدأت بعد أن استرجعت
‎طرقات على باب جناحها
‎ونداء باسمها
..
‎ليست مستعدة لاستقبال
‎ضيوف او مجاملة أحد
‎استمر الطرق
‎عدلت من حالها
‎سالت عن الطارق :
‎(من ..؟؟ )خرجت ضخمة تحاول اخفاء تاثر صوتها من البكاء
‎(شيهانة أن تغريد افتحي )
‎هذا ما ينقصها شقيقته
‎(نعم يا تغريد أتحتاجين شيء )
‎فتسمع همس خلف الباب و صوت رجل معها
‎رباه ما هذه العائلة ..!!
‎( شيهانة افتحي أريدك بكلمك لا تنفع أن تقال
‎على الباب )
‎تفكير سريع
‎وقالت : (لحظة واحدة )
‎اتجهت لجهازها النقال
‎وطلبت شقيقها ..
‎(أهلا عبدالسلام .. عبدالسلام )
‎(ههههه هههههه نعم نعم
‎انا عبدالسلام هل الزواج أنساك السلام ههه)
‎همست ليس وقتك ..
‎( المعذرة كيف حالك وحال امي وأولادك .؟)
‎فرد متماشيا معها: (الجميع بخير و)
‎فقاطعته: (تستطيع ان تقلني الان اشتاق لامي)
‎قدمت الطلب و العذر معا ..
‎صمت ..
‎( استمعني ،،؟)
‎( نعم أسمعك )
‎ادرك ان اخته ليست اخته التي يعرفها
‎( حسنا أنا قادم ) ..
‎( شكرا لك انتظرك )

..
‎علت طرقات الباب من جديد ، تنادي باسمها
‎توجهت الى الباب ، وفتحته ..
‎تقف أخت زوجها وقد ضمت يديها الى صدره
‎وخلفها رجل قد ادار ظهره لها
‎تفاجأت بالوضع ، فأعادت إغلاق الباب
‎لتضع تغريد يدها و تدفع به ..



....

‎(خالي .. خالي)
‎ضمته ، و ادخلت رأسها في صدره تطلب الأمان منه وعقدت يديها حول رقبته ..
‎(شهد خنقتي خالك ..)
‎قالت ذلك و هي التي تتمنى هذا الحضن لتسكن ذاك الخوف و الاضطراب .. بل عدم الامن والسكن لقلبها
‎تمتم وهو يحملها نحو المنزل :
‎( دعيها ، أحب شهد و اشتاق لها ، هي ابنتي التي لم أنجبها )
‎قبل شعرها و سألها : ( كيف هي حبيبة خالها )؟
‎وبراءة قالت : ( ابي يخيفني ، يصرخ و يصرخ وأمي تجلس معي و تقفل الباب في غرفتي )
!!!!!!
‎وقف عن سيره ، والتفت الى اخته ، و نظر لها بعيون سائلة ...!!!!
‎زمت شفتيها و أغمضت عينيها
‎وهزت رأسها موافقة ..
‎جمدت تقاسيم وجهه
‎رفع يده لظهر الصغيرة المحمولة على كتفه ومسح عليه يبث لها طمأنينة كررها عدت مرات و أعاد سيره نحو المنزل
‎ونظرات عينيه تبث تصميما



.....
‎لنا عودة باْذن الله

جزيرة 10-08-17 02:24 am

http://i.imgur.com/IFuP8To.jpghttp://



يا ليتها تبكي لأفهم حزنها
موجوعةٌ بالصبر لا تتكلمُ

لا ترحميني بالتصبِّر واسكبي
دمعاً؛ فدمعكِ يا حبيبةُ أرحمُ ..!



عروس الدانة 
(6)
......








(شيهانة طلبتك ..لحظة )
نظرات عينيها ذليلة خائفة ..

وأنفاسها مبعثرة ..
فقالت شيهانة بعد أن اختفت خلف الباب ..

( معاك رجل ..)
سمعت صوته يتمتم بكلمات لم تفهم منها إلا

(غبية ..تظنني سأدخل ..!!)

التفت تغريد نحوه وتهز كتفه وتقول :
( سأفهمها عن حمد وأخبر...)

( لا ..لا ..ويلك أن تكلمتي ..تفضحيننا مع بنت الناس إياك ..)

رددت بينها وبين نفسها ((تفضحيننا ))

ماذا بعد من المصائب لم اعلمه
..
قالت الشقيقة :
( شيهانة بعد أُذنك أريدك دقائق ..فقط دقائق ..!!)
تحدث نفسها:

((عبدالسلام على وصول .. لا ضير من سماعها لكن ..))

لمحت التردد على وجهها ، فقالت 
:
(أرجوك لن اعطلك فقط .. دقائق )

ففتحت الباب .. دخلت تغريد ،
و اتجهت مباشرة لاريكة في قسم الاستقبال .. 

جلست و قالت ، و انفاسها متسارعة :

( شيهانة .. خالد .. اخي الذي رأيته معي قبل قليل..)

فهزت رأسها موافقة .' بلت تغريد شفتيها بريقها و تنفست بعمق و تابعت :

( عندما ولادة حمد توفى والدي مباشرة ،
فكان الجميع يرعاه و لايريدون رؤية دمعة في عينه ، أوامره مجابه و حاجته تصله في غرفته 
وزاد تدليله من عمي الذي تزوج من أمي ،ليرعانا عن قرب ..)

توقفت قليلا و كأنها تتذكر أمر فقد ارتسم الالم على ملامح وجهها ،
مسحت راحتها جبينها 
وتابعت :
( زاد الامر سوء طيبته و رؤيته من حوله انهم طيبون .. فجره أصدقاء السوء للكثير مما يندى له الجبين .. أصر على السفر في بعثة خارجية .. مما هيأ له الامر ..
عاد بغير الذي غادر به ...

عمي رحمه الله توفى وهو حزين على حاله 
حاول به خالد ..
فادخل في مصحة في المنطقة الشرقية .. الحمد لله تعدل حاله و أستقر وضعه فقررت والدتي تزويجه فرفض ..
فأصرت عليه ..

وقبل زواجكما اكتشف خالد انه عاد الى رفقته 
وسفره ..

فكانت آمالنا بالله ثم بك أن يصطلح حاله 
..)
وبدون شعور ، نهضت شيهانة وهي تحس أنها في بحر هائج ،
وقالت بمرارة ساخرة :

(ومن قال لكم انني طبيبة نفسية ..
أي بلوى قذفتوها بل مستنقع خضته بهذا الزواج ، ..)

طرقات الباب قطعت حديثها ، وصوت ينادي :

تغريد .. تغريد )

نهضت تغريد و هي تحرك أصابعها في راحة يدها بحركة مقلقة ،
نظرت لشيهانة وقالت :

(بعد اذنك .. )

اتجهت نحو الباب وفتحته فكان خالد يقف خلفه مباشرة وقال :
( طلبتك يا بنت الاجاويد اسمعي مني ..؟؟)

صمتت وصوت انفاسه مرتفع وقال :
( لك علينا ان لا نظلمك معه.. قبل قليل عاد وحاله لم يعجبني فكلمته ، و نصحته وعلت ، اصواتنا ،،ووصل بِنَا الأمر إلى التشابك بالايدي ..لا تهتمي س.....)

قطع حديثه رنين هاتف شيهانة ،
نظرت له فكان شقيقها عبدالسلام 
فقالت براحة :
( الحمد لله جاء الفرج ..)

فقال خالد باستعطاف :
( طلبناك لا تفضحينا ..!!)


...
(عبلة .. كيف حالك مع أسامة )

سألها و عينيه تحاول أن تخترق داخلها ،
وتنقب في أغوارها ، حال شقيقته لا يسره ..
فأبعدت نظرها خوفا من أن يفضحها المها و حزنها ،
قالت ودموع لمعت في عينيها :

(الحمد لله .. لا تقلق .. انا بخير !!)
.
قال ونبرة صوته تعلو :
( لستِ بخير ..!! لكن اخبريني بالحقيقة الان .. )


.....


انتهت من شحن لاقطة الصور ( الكاميرا ) ،
تناولتها و أخفتها في أقصى مكان ترى أنه لا يصل إليه يده عند مصلاها ،
لمحت ساعتها فكانت الثالثة و الربع
هذا و قت عودته من سهرته ،
لا تدخل غرفة النوم إن كان موجودا
غيرت مفارش السرير لكن بمجرد نومه تعود الرائحة الغريبة ،
تهمس بينها وبين نفسها
( أرائحته أم سد وهمي بنيته بيني وبينه يجعلني اشمها في كل مكان ..!!)

..
تذكرت موقفها قبل ايام 
وكلمات شقيقه خالد :
( طلبتك يا بنت الأجواد لا تفضحينا ..
والله إن أمي تلحق بعمي كمدا ..!!)

وبحركة سريعة نزع غترته و ألقاها داخل الجناح ..

ثقل على كتفيها ركبها ..
مسؤلية ،أم مستقبل مجهول !!!

صرخت في داخلها :

( وأنا ما ذنبي .. ما ذنبي ..؟؟)

بدبلوماسية رحبت بشقيقها عبدالسلام ،
وكان عذرها أنها مشتاقه له فقط وتريد أن تراه ..!!
..

افاقت على صوت المفتاح ..

ودخوله عليها ..
تمتمت
(لا بأس هو في مزاج جيد ..؟)

وقف ينظر اليها ..

ابتسم لها..
فكان القمر ابتسم من جماله و حسنه
..
ردت عليه الابتسامة ، وقالت :
(اهلا حمد ، تاخرت اليوم ، ؟)
فقال وهو يقترب :
(ظلمتك معي انا أحب السهر 
و اجتماع الاصحاب ، فياخذني الوقت ، )

لمس خدها بيده وتوجه لغرفة النوم ..
..

عبرة نشبت أظفارها في حلقها ، واختناق لأنفاسها .. هذا ما قدرت عليه
..
توجهت للمرآة تنظر ، تتأمل
اي نقص يشوبني أم أي عيب يسوأني .؟) 

تتلمس وجهها بيديها ،
وتهمس : ( أين ..الذي يقال عن فرحة العروس و سعادتها ..)
جلست و هي تكتم نشيجها ..

جمعت نفسها حول بعضها و ضمت ركبتيها بيديها .. ليغطي شعرها ملامحها 
وكأنها تسدل ستارا على حياة لا روح فيها ..
.
.
صوت الاذان كالسيف قطع عليها أحزانها ..

تستعيذ بالله 
وتردد مع المؤذن تتجه لمصلاها ..
تقضي فرضها و تشكو لربها حالها ..

جلست في مصلاها تكمل أذكارها ،
فكان قد ظهر بعض من حجم الكاميرا .. 
نهضت لترى من هو حمد على حقيقته ..!!


.
....


بخوف و هي تمسك بيد زوجها :

( ماذا سيفعلون بي ياسالم .. ؟)

جمع يديها وضغط عليهما بحب و عاطفة ، 
وقال :
( لا تخافي ، عملية بسيطة وقصيرة ستمكثين فيها ايام لعل الله يأمر لنا بخير ..)

سالت باستنكار :
(اي عملية لم تبلغني سابقا 
،أتخطط ياسالم ..؟؟ وأنا آخر من يعلم .. وبجسدي .. !!ماذا سيفعلون ..؟؟)

نظر إليها وبصرامة قال لم تعهدها منه :

( طفل انابيب !!)

...




لنا لقاء باْذن الله 


جزيرة 10-08-17 03:49 pm

http://i.imgur.com/JJpfjBF.jpghttp://








‏قلبي الصغير أنا،لم يعتد الوجعا
‏واعتاد أوجعهُ،لما بنا فُجعا
‏.
‏يا ليتنا ما التقينا في الهوى أبداً
‏ولاعشقنا،ولا فينا الهوى سمعا


عروس الدانة 
(7)


.....







لقطات لمناظر طبيعية ، سيارات متنوعة 
شواطئ بحر أزرق ،
تناثرت حوله أكواخ خشبية في وسط بحيرات صناعية ،
أشجار جوز الهند العالية ،
واطفال يلعبون بالرمال 

ورجال ونساء يظهرون اكثر مما يخفون من اجسادهم يتعرضون لاشعة الشمس و قد استرخوا على مقاعد واسعة ...
ثم
انتقالة كبيرة لكثبان رملية وسيارات الدفع الرباعي تسير فوقها ،
تجمع شبابي ضخم ، وهتافات ، 


هذا كل شيء ..
قلبت الكاميرا ليس سرا ما رأت هي حياة اي شاب ..
عادية ، واقعية أيضا

..وضعتها على الطاولة 

وأرخت جسدها الكرسي 
رفعت رأسها و أغمضت عينيها 
تحادث نفسها :

(أين انا الان 
ماذا انجزت وماذا قدمت
...
تائهه ..حياة عبارة عن مجموعة ألوان متداخلة
و متاهة لطرق متشابكة ..
ماذا اريد ..؟ 

إلى أين اريد الوصول ..؟؟

متزوجة أنشد الاستقرار ...
القفص الذهبي 
و انا في ضياع وقفص من حديد
يخنقني

وزوج لا اعرفه ..
وأهل زوج يرفعون السقف على جدران متخلخلة

...
تنهدت ..
اخرجت انفاس مكفنة بعجز و حيرة 
..

دقائق على صلاة الظهر 
صوت رنين ..
تتبعه ليوصلها لغرفة النوم 
..
فتحت باب الغرفة ..

فكان انبعاثه من جهاز حمد النقال 

اقتربت منه ..
ليظهر على الشاشة
(الحب يتصل بك )

وصورة لظل امرأة 
يزين العرض فيها 

..
رددت ((الحب ))
ايكون السر 

تقلب حمد ..
ارعبها
توقفت انفاسها و اجفانها 
فقط دقات قلبها 
تدفع الدم بقوة لأنحاء جسدها لتبثه الحياة 
يتوقف الرنين

ويسكن حمد عن الحركة 

لتعاود تنفسها السريع 
تعوض ما فقدت من أكسجين 
..

وبسرعة البرق 
خطفت الهاتف 

تحاول فتحه 
فكان مقفل برمز 
رددت :
( ما أغباني ..)

فكرة ذعرت و خشيت منها


ترددت بحيرة

ومهابة للفعل السيء الذي تفكر فيه لكن ...!!

لكن لا ضير 
من المجازفة

وهو الحل .. !!

مازالت في ترددها 
اتغامر ..
امّم ربما تهور ،،،

صوت من داخلها يقول ؛
(انه الوقت المناسب )
.. 

بترت حيرتها 
فتقدمت لحمد و قربت الهاتف لتسجل بصمته

ويفتح القفل 

وتنفتح معه عينا حمد ...


.....




..

(محاولة اخيرة ساجازف بها )

قطع فكرها ..
طرقات الباب ،
ويدخل سالم
وابتسامة ترتسم على محياه ..
بسمة تفاؤل و حب لزوجة يراها أجمل النساء و أفضلهن !!!

قال وهو يتقدم وقد رفع يده بكيس صغير

صباح الخير .اخبار حبيبتي )

ترسم على شفتيها ابتسامة باردة وتجيب

(بخير ، لكني لازلت سخطة من تصرفك )

يقبل جبينها ويمسح على شعرها البندقي
ويدخل أصابعه بين خصلاتها ..
ويقول

( للمرة الألف اقول لك الامر كان لي مفاجيء ولم اتوقعه بهذه السرعة ..
صقر موصي علينا وبشدة ) 


صقر ..صقر 
الى متى ..! 

رفع الكيس الذي بيده وقال :
( هذا دوأك الذي طلبتي ..مع اننا في مستشفى و موفر لنا ما نريد و تطلبين ان احضر لك دواء من الشقة ..)

أبعدت نظرها عنه وقالت :

(الصداع الذي يعاودني لا ينفعه الا دوائي ..)

ربت على كفها وقال :
( كلنا فداك يا نوارتي ..أنا سعيد سعيد ..
الطبيب يقول الاسبوع الاول و الثاني يبشران بخير ،
بعد ان استقر الحمل بسلام في مكانه الطبيعي ،
سأباشر صقر و و أخي أول ما يثبت الحمل ..)

همست :

(وهذا ما يحزنني )

كرهت جلسته و تتأمله وهو يتكلم كأنها تنظر الى طبقة حقيرة
لا تليق بمقامها السامي ..
فطنت لقوله :

( أتركك الان ..)
يقبل كفها التي كانت بيده ،
و يخرج مودعا 
..

تفتح كيس الدواء وتخرج منه علبة تعرفها جيدا ثلاث سنوات تلازمها ..تحرر حبة منه ، و تتناول علبة ماء من على الطاولة .. 

وعندما همن بوضعها في فمها
سمعت 
صرخة ...




...



....

أيام مرت بعد سفره ،
و هاتفه مغلق .. 

فقط ارسل لها بانه سيسافر و سيتغيب مدة لا يعلم متى ..
لتجهز له حقيبة ولها ولابنتها 
أوصلهم لبيت الدانة ..

فقط قبل شهد وغادر ..

لا تنكر ان الجدة فرحت بها
وبدلع ابنتها عليها 
لكن ان تسير بطريق معصوب العينين ..
صعب و صعب جدا ..
صراخ ابنتها علا تنادي :
(خالي خالي )

انه الصقر ..
تبتسم في داخلها لراحة قلبية تحتويها ..
وجوده حولها كالجدار الصلب 
بل كالسد الضخم ..

لا تنسى ..


كيف هاتف اسامة تلك الليلة لمدة طويلة ..

ثم جاء اليها ويمسح على كتفها ونظرات الرحمة و الشفقة تتفجر منه

ويهمس لها : ( ستنفرج باْذن الواحد الاحد 
لكن اصبري )

..

يقبل راس الجدة
و يدها ويحمل الصغيرة
و يسير بها بعرجته التي تزداد عندحمله لها

يتجه نحو احد المقاعد و يجلس الصغير بجانبه 
يلتفت ويقول :
(شهد اغلقي عينيك)

تلتفت شهد و تقول :

( القط الكبير ليس هنا )

يقهقه
و يلف كتفيها الصغيرين بذراعه ويقول :
( القط نائم الان.. ثم خالك بجانبك لن اسمح له أن يتقدم من الأميرة شهد
، هيا اغمضي عينيك ..)

تضع أصابعها الصغيرة على عينيها وهي تقول :

(خالي اتلعب معي لعبة الغميمة ،،؛)

فيقهقه اخرى ..
من براءة شهد 
يحس انه يعود طفلا خفيفا مرحا

لم ترسم الاقدار ندبها في حياته 


ويخرج من جيبه كيس فيه لعبة اكترونية
صغيرة 
تصرخ الصغيرة :

(هدية هدية )

تمد يدها الصغيرة لتتلقفها ، فيرفعها بعيدا
وقال 
مؤنبا :

(لم اقل لك افتحي عينيك ،لم خللتي بالاتفاق ..؟)

بصوت اقرب للهمس قالت :

(سمعت صوت الكيس فتشوق لها. ،،)

هييييييييه صرخت عاليا وقالت:

( مثل لعبة سديم )
ليفاجأ بان تلتقطها ،
وتسرع الى أمها المقبلة من بعيد تريها إياها 
....


(اراك تحب الأطفال .. )

همست الجدة و في قرارة نفسها حديث معه
فأجابها :

( ومن لا يحبهم نقاء و براءة و طهارة )

فقالت الجدة :

( ألا تريد أطفال يحملون اسمك و يخدمونك عند كبرك ..)

فقال مبسما :

( ليتهم يشترون لاشتريتهم )

ضربة خفيفة على فخذك من جدته ،
ليضحك عاليا ..

تلتفت اليه الجدة بجسدها وتقول بإصرار:

( اسمع يا ولد أحد الامرين :
ام ترجع فلوة إلى ذمتك أو ..)

فيقاطعها :

( اقسم بالله لو وضعوا رأسي بين رجلي لقطعه ما أرجعتها ..وأما غيرها 
..)
وانتبه لارتسام الالم على وجه أم السبعين

فغير نيته وقال :

(وأما غيرها... فلك ما تريدين 
...
وانا تحت شورك يا غالية ..)

دموع تلونت بها عيناها
فتسارع تمسحها بطرف شيلتها ..
وتتمتم ببعض الدعوات له
يميل اليها و يضم رأسها لصدره و أكمل مسح دموعها
.. ويقول بصوت هادئ وخافت :

دموعك غاليه يا أمي ) ..
.....








جزيرة 11-08-17 05:32 am

http://i.imgur.com/Va5lAll.jpghttp://


‏أميلُ بقلبي عنك ثُمّ أرُدُّهُ
‏ وأعذِرُ نفسي فيك ثُمّ ألُومُها

‏-







عروس الدانة

(8 )
....
بترت حيرتها
فتقدمت لحمد و قربت الهاتف لتسجل بصمته
ويفتح القفل
وتنفتح معه عينا حمد ...
...
لا أنفاس
لا حياة
شلل اصاب اطرافها
جمود وكأن قدميها كالجبال
تحادث نفسها :
(. أاهرب أم اجلس بالأرض ..!
أم اعتذر ..!!
يالله
عيناه مخيفة متوحشة...
يارب ...يارب
..!)
رجفة شديدة وكان تيار كهربائي
بثه من نظراته ليقذفه عليها...
...
ما هي إلا لحظات ثواني معدودة
حتى أغلق عينيه وعاد لنوم ..!!
ساعات مرت ... لا بل قليل هي
لكنها طويلة و ثقيلة ..
نظرت لجهازه ..فحركت شاشته بسرعة حتى لا ينغلق قفله ..
وبهدوء خرجت ..
وحبيبات العرق توزعت على جبينها و راحة يديها .. حرارة الجو شديدة
أو هكذا حست ..
تساءلت : أهكذا شعور كل لص أم فقط أنا

توجهت لغرفة الاستقبال في الجناح وجلست على احد الأرائك تلتقط أنفاسها
وتهدأ من روح مضطربة ..
شهيق غني بالهواء تدخله إلى جسدها ليبث حياة لانفاس حبست بل ماتت قبل خروجها
..
توجهت مباشرة لجهات الاتصال
فكانت :
الحب 5
خالد
الوالدة
الحب
الحب
الحب
الورشة
خالد
الحب
الحب
...
عزيمة لفك شفرة هذا الحب
تملكتها ...
بحثت عن برامج تواصل في هاتفه
فكانت جميعا مفتوحة بدون اقفال
..
تترك جميع المحادثات الا محادثات الحب هذا
..
وجدت في أحد البرنامج محادثة
((حمد ..لا تنسى دواءك ...قد يعاودك ألمك كما في المرة السابقة ))
(( مللت مللت ..حياتي كلاها أدوية ))
(( حمد عيوني لك و قلبي تحت امرك .. لكن دواؤك ملزم به .. هي فترة و ستتركه ، عبثك الاخير أعادك للخلف بضع خطوات
(( الا يوجد حقن أسبوعية لتختصر لي ))
(( للاسف لا يوجد الى الان ما يناسبك من نفس الدواء ))
(( اعلم
لكن ضغط أمي و ظروفي الحالية هي من أجبرتني
دعينا الان ..أمل ..اشتقت إليك ))
((هههه .. البارحة كنت معي ))
((أنت هوائي الذي اتنفسه .. العبير الذي احتاجه الماء الذي يروي عطشي ))
(( وعروسك أين هي ..؟؟))
(( لا اريد إلا أنتِ .))
(( وأنتَ قلبي الذي ينبض ))

فجأة يسحب الجهاز من يدها
وصرخة من حمد ، و هو يقول :
(أ هذه تربيتك .. يا ابنه الأصول .؟؟))
نظرت لوجهه ..
شعر أشعث و عينان تطلق شرار
وشفتين مزمومتان وتعابير وجه مشدودة
..
رعب شديد هزها وقفت بسرعة
حركت يديها بعشوائية
تحاول أن تجمع بعض الأبجديات
تجمع حروف تكون كلمة ..
وكان فمها انغلق بصخرة و صعب فتحه
اهتزت قدميها كالهلامية فقدت بعض توازنها فمدت يدها لطرف الأريكة تستند عليه وأنزلت رأسها تتاكد من قربها لها ليتساقط شعرها على وجهها ..اعطاهابعض الأمان بعد ان حجب و جهه عنها
..استفاقت على صرخته عليه وهو يقترب منها :
( عن ماذ تبحثين )..؟
الإحساس بالخطر استنفر حواسها جميعها رفعت شعرها عن وجهها لترى طريقها
..تحاول عبثا الهروب من تقدمه لكن الاريكة حجزتها
حتى انزل راْسه وانفاسه تلفح وجهها
( تكلمي )
صورة مشوشة و اهتزاز للاثاث بصورة غريبة .. لتقع بعدها مغشيا عليها ..





....


((ممنوع تناول أي دواء ، غير ما يأمر به الطبيب ))
كان هذا كلام الممرضة و هي تدخل على نوار ، و أردفت ؛ (اعطيني ، إياه لاؤريه الطبيب ،)
شدت عليه في راحة يدها ..
وتمتمت ؛( الان سننفضح ..!!)

وحركت رأسها رافضة كلام الممرضة وقالت :
( هو دواء لصداع ..!!)
( حتى وان كان .. لابد لطبيب أن يراه ، ناوليني اياه. هيا )
همست نواره في نفسها

(الان ساكتشف ، ويخبروا صقر ..))
وبفكرة سريعة وضعت قرص الدواء في علبة الماء و أغلقتها و بحركة سريعة ذوبت القرص ومدته للمرضة مع ابتسامة صفراء
...
لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 12-08-17 04:31 am

http://i.imgur.com/3zhTb27.jpghttp://


‏ننسى الجراحَ ولا ننسى تذكُّرَها

‏إذا برا الجرحُ لم يبرأْ بنا الأثرُ !



عروس الدانة
(9)


....

كان واقفا يكلم الطبيب عن حالها
ويحس بتأنيب ضمير ، لانه أخافها وزيادة
قلة في تغذيتها ..عوامل أدت لانخفض الضغط
وسقوطها
فقطع حديثه ،نداء امرأة كبيرة بالسن
تنادي :
(أين ابنتي ..أين ابنتي )
بنشيج حزين
وخلفها رجل يعرفه من قريب ..انه عبدالسلام شقيق شيهانة ...ووالدتها
تمتم :
( من اخبرهم ..؟))
اقبلا عليه و قد غادره الطبيب
صافحه بوجه مكفهر ، و قد عقد حاجبيه و والدته ما زالت على حالها ..وقال:
-: (ما اصابها ..!! كانت كالوردة في المنزل
يفوح شذاها على الجميع ..؟؟)
فقاطعته والدته :
( يا بني اين ابنتي ؟ قلبي يحدثني بسوء أصابها ..؟؟)
وتكمل تمتمتها :
(كنت إحس انها تعاني من شيء ما لكنها كعادتها تكابر و تكتم الى ان تنفجر ..)
ويكمل شقيقها : ( إن اصابها مكروه أنت المسؤول بل المتهم ..)
.
.
وفِي أعماقه هناك صراخ و أصوات غير واضحة ..
- مات عمي انت المتهم بوفاته لأعمالك المخزيه
- حمد انت وباء على المجتمع
- حمد أمي اصيبت بالضغط بسببك
- خالد ..اخوك حمد افسد ابنائي هو المتهم ..

..
اهتزازات غير موزونها في أطرافه ويحاول ان يضبط حركته
لكن بالرغم منه تهتز
يتلعثم بكلمات غير مفهومه و يتعرق جبينه
ليأتي شقيقه خالد والذي كان غير بعيد عنه
يمسكه و يسحبه بتؤده و هدوء
و يجلسه على مقعد
يدلك أطراف يديه ، و يمسح على وجهه ، يضع يده على صدره ، وينفث عليه
و يخرج من جيب حمد أقراص يعرفها جيدا
ويتصل بجهازه النقال ..يهاتف به شخصا يعرف حالة حمد حق المعرفة..

كل ذاك وانظار عبدالسلام تخرق اجسادهم
يتساءل :
- من هؤلاء الذين ابتلت بهم شقيقته..؟
- أهو مريض ام مجنون ام ..!!
تهز أمه كفه و تذكره بشقيقته والذهاب لها ..
يتمتم له بالدعاء ، يغادر متجه لغرفة شقيقته بعد ان كان قد سأل عنها في طوارئ المشفى
وصورة زوج أخته قد حفرت ندبا في قلبه

..

بعيد مغادرتهما تقبل الطبيبة أمل إلى حمد و شقيقه و قلبها يكاد يقف خوفا عليه
تسابق من أمامها من مراجعين و كادر طبي ، لتصل اليه ..
الى روح سكنت قلبها ، وحطت مودته في روحها ..
..
راعها ما رأت ..
جلست بجانبه تمسك بيديه ليطمأن وتنظر داخل عينه ..
تهمس له : ( حمد تسمعني
أنا حبيبتك أمل ..!!
حمد أنت الأفضل ..!
حمد لا تهتم ..!؟
حمد .. حمد ..!!)
لا اجابة مازال يتخبط باهتزازات شديدة
و كلمات غير مفهومه يجمع كفه و يحاول ان يضرب راْسه ..
( لابد من نقله للملاحظة علامات ارتفاع الضغط ظاهره و نوبة الصرع قد تكون قادمة ..!)
و بمهنية و بمساعدة خالد و ممرضات ينقل حمد و امل تمسك بيده و تهمس باذنه
..
لانها وحده فقط من يعرف
حمد حق المعرفة
....


صامته..
ما زالت صامته ولم تنطق بكلمة إلا كلمات تعد على الاصابع بعد أن ترى دموع والدتها تسيل و هي تكلمها
...
صدمة قوية ..
تظن انها العروس السعيدة
فتكتشف أنه متزوج و يحب زوجته
جدار من ثلج للمشاعر معي
وهي ..زوجته
كلمات و أشواق كالورد المزهر وقت الإشراق المزين بحبات الندى ..
..
وهي في المستشفى لم يزرها ..
مع انها ظلت يومين بسبب هبوط ضغط و و فقر دم حاد ..
والان لها أربعة ايام ..
حطام من مشاعر ممزقة و عواطف مغتالة و أحساس مذبوح ..
..
أأنا من بنيت آمال من تراب ،فجاءت موجة فهدمتها
لا اعلم ..
لكني موجعة .. موجعة

.....
بكرسي متحرك تنقل إلى غرفة الإشاعة التلفزيونية ..
هي الاولى التي تذهب لرؤية جنين قالوا إنه يسكن في أحشائها ..
إضطراب في اطرافها ..
إلى الان لم تصدق بنمو جنين
ما زالت في الاسبوع السادس لكن أكدت لها الطبيبة إمكانية رؤية كيس الحمل ..
مصطلحات جديدة لا تعرفها ولا تريد ان تعرفها
لكن اختلف الوضع ..
أدخلتها الممرضة في غرفة الانتظار مع مريضات ..بمختلف الإعمار
..
كان مكانها عند امرأة متوسطة في العمر
كاشفة الوجه والذي نما شعيرات فيه
لاحظت الاخيرة مراقبة نوار لها ..
فحاولت تقديم حجاب رأسها للأمام ليغطي ما ظهر منها ..
وابتسمت لنوار وقالت :
(دائما من يراني اول ما تقع عليه عينه على شعر وجهي الطويل
لكن من أجل الذرية كل شيء يهون ..)
..
وكعادتها بالثقة و الجراءة الزائدة سألتها نوار:
وما دخل هذا بهذا ..!
تنفست المرأءة بعمق و قالت :
كان عندي ورم حميد أزلته فآثر على قدرتي بالإنجاب .. الان أخذ عقاقير متنوعة والتي لها اثارها السلبية ..
لأجل ان احصل على صغير احمله بين يدي و أضمه إلى صدري ..
..
بعد فترة صمت قصيرة
قالت نوار: ( لا أتنازل عن جمالي بسبب طفل ..!!!)
نظرت لها المرأة نظرة طويلة
تحمل جيوش من المعاني .. وقالت : ( لا يستطعم بالماء إلا العطشان !!)
..
فنادت الممرضة على اسمها ..
وهي تردد ((لا يستطعم بالماء إلا العطشان ))

..
اختفت من أمامها
شيء ما تحرك في الداخل
داخل قلب من الحجارة .. قاسي ..
خاوي من المشاعر مظلم من النرجسية


...
لنا لقاء باْذن الله


جزيرة 13-08-17 12:48 am

http://i.imgur.com/6Y9M50N.jpghttp://







أُخفي وراء الباسماتِ مدامعي
فيُشيعُ سرّي خَـدّيَ المبلولا
.
لا أُتقنُ التمثيلَ.. وجهيَ فاضحٌ
فلمَ النساءُ تُفضلُ التمثيلا؟


عروس الدانة
(10)

.....



(شيهانة أفتحي الباب ،،!)
تنظر إلى الباب ، لا تريد فتحه ، لكن من يقف بوجه عبدالسلام ..!
لا تريد رؤيه أحد .. لا يزال الوقت - كما ترى - مبكرا لمناقشة الموضوع ..
الجرح ما زال ينزف ..ملتهب .. يتالم عن ملامسته او هبوب رياح عليه
دعوه .. لعله يلتئم من نفسه ..
..
يستمر الطرق ، واسمها يتردد على مسامعها
..تنهض و بخطوات بطيئة .. تحرر الباب من قفله .. و تفتحه إلى نهايته ..
ابتسامة .. لا حب يشرق به وجهه
ونظرات حنونة رؤومة .. من عينيه
يقف أمامها ويسألها :
(أخبار غنج ..!!)
يالله هذه كنيتها منذ الصغر ..
أيخبرها أنها ما زالت دلوعته.. و تحت جناحه
..
(طيبة ) همست بخفوت ..
تحرك يدها تجاه الغرفة و تتمتم :
( تفضل ..)
(لا ) يهز رأسه و يتابع :
( الغرفة كئيبة ..لنخرج معا لمشوار صغير ..
تغيير عن جو البيت .. و جوك الخانق )
تهز رأسها معترضة و كأنها ترد عليه بهزه
و تنزل رأسها ، وتقول :
( لا رغبة لي ،سأبقى هنا ..!!)
رحلت ابتسامته وحل محلها نظرات ..
لم يسبق لها رؤيتها ..وقال:
( إلى أين تريدين أن تصلي بهذه التصرفات
صدقيني .. جميع قراراتك و مشاريعك معطلة و
أنتِ مسجونة الإرادة هنا ..)
ارتفع صوتها عما سبق و قالت :
( لا تفهم ما بي ،لا أحد يفهم لا أحد ..!!
واذا وجدت نفسي قادرة على المواجهة سأخرج ...)
قاطعها بنبرة أقوى و اشجع :
( يا أختي و ابنتي أنتِ
بعض المواقف لا تؤجل ، هي مصيرية و العيش داخل المشكلة لا يحلها .. أخرجي من الدائرة
وانظري لها من جميع اتجاهاتها
ولن تستطيعِ و انتِ في هذه الغرفة
تفكيرك هو هو ..
بل أرتقي .. ناقشي.. حاوري .. أقرئي..استشيري .. وابتسمي .)
أحست بنوبة بكاء قادمة ،، حاولت الصمود
وعبرة خنقت حلقها ..
قالت هامسة:
( الأن أحاول صدقني ..!
شقيقتك تعرضت لموقف .. لا اعرف كيف أصفه
..زوج تاريخه سيّء .. ومتزوج .. ومريض ..
وتريدوني أن أخرج و ابتسم و أفكر )
يتغير صوتها بعبرة قادمة و تكمل :
(طاقتي استهلكت و تحملي نفذ بفضل ما عشته بالأيام الماضية )
فرد عليها بقوة :
( و الحل ..
أن تقفلِ على نفسك الغرفة
و تندبي حظكِ ..
فإن لم ترحمِ نفسك .. أرحمي والدتك التي مرضت لمرضك ..)
وهنا
كانت قاصمة الظهر ..
أتخفي نشيج يرتفع
أم قسوة عضيد ..


..
لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 14-08-17 12:46 am

http://i.imgur.com/uATtO4F.jpghttp://







‏لستُ أدري
‏أين تسري بي خطايَ
‏كلما طاوعتُ قلبي وهوَايَ
‏تائهٌ في كل أمري
‏غارقٌ ، ذابت عُرايَ
‏متعبٌ أبغي شفائي
‏و على اللهِ هُدايَ



عروس الدانة
(11)


...


شدة ارتجافها و انهمار دموعها ، نبه عبدالسلام عن حالتها قبل أسبوع ..
اقترب منها وضم كتفيها بحنان الاب و عطف الأخ وآمان الولي ..
أنفاس تتسارع و شهقات تجتدي الهواء
يحاول أحتواءها .. و جمع شتاتها يريح رأسها على كتفه .. و يتمتم :
(لا تثريب عليك .. حنانيك يا غالية
هي مرحلة من مراحل عديدة ستمر ..
لا تتضايقِ )
يناولها محارم لتمسح بها دموعها ، و يكمل و عينه ترقبها :
( هيا يا حبيبة أخوها خذي شهيق .. ادخليه وأخرجيه من فمك .. نعم .. كرري .. كرري )
و تتبع أوامره و بحذافيرها هو فقط هو ..
ومن لها غيره ..
يكمل توجيهاته :
( الان أريد ابتسامة جميلة .. أرى فيها أسنانك )
تجتهد برسم شبح ابتسامة .. ممزقة.!!
(لا هذه لا ترضينِ.. أين صوتكِ النشار الذي ازعجتي فيه ابني .. فيصرخ في نومه)
فتظهر ابتسامة زينت ملامحها ..
وخلعت اسبال حملتها .. ولم تكن لها يوما ..
يمسك بيدها .. و يسحبها معه ويقول :
( هيا إلى أمي )..!!



..

اقشعرت من المادة اللزجة التي و ضعت لها ..
التجربة جديدة ، و المكان غريب ..
تراقب ما حولها ..
وكلمة المرأة تتردد في أذنها :
(( لا يستطعم بالماء إلا العطشان ))
تهمس بينها وبين نفسها :
و من قال أني لم أعطش .. يكفيني ما أكابد من عشقي لصقر .!!!!
..
يقطع تفكيرها قدوم الطبيبة المسنة ، وتشرع في عملها .. شاشة سوداء لا تفقه منها شيئا
الطبيبة تطلب من الممرضة حضور الطبيبة المسؤلة عن الحالة ..
ليتجمهر العديد من الطاقم الطبي حول الشاشة .. و يتحدثون بلغة للاسف تجيدها ..
نظراتهم موزعة بينها وبين الجهاز ..
فهمت حديثهم .. لكن جمود في مشاعرها
أوهمهم بجهلها ..

..


لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 15-08-17 01:27 am

http://i.imgur.com/2g9dCSx.jpghttp://




عروس الدانة
(12)
.....


أعاتب طيفه إن لم يزرني
لعل الطيف أوعى للعتاب
ألا يا طيف أبلغه عني
بأن الشوق أفقدني صوابي





قطعت عليهم النقاش، بسؤال الطبيبة المختصة وبلغة عربية : ( هل من خطب ).
نظرت الطبيبة لمثيلاتها وتسألهن بما تجيب ؟
الجميع اجمع أن يكون الطبيب الاستشاري هو من يخبرها ..
وصلتها المعلومة و ما زالت تلبس قناع الثلج
..
عادت إلى غرفتها في المشفى بمشاعر داخلية مختلفة ، وإن خبأتها عما حولها
تردد (أربعة أجنة موجودة في الان في الرحم ..!!)

..

أوصل جدته إلى غرفتها ، وتأكد من مستوى السكري و الضغط ..
وخرج إلى من أشغلته عن عمله في الجامعة و المزرعة ..
ينادي بأعلى صوته عليها.. لتقبل وقد رسم الإرهاق تحت عينيها هالات سوداء ..
وتظل الحكيمة ..الصابرة و المتفائلة
يسألها عن شهد ..سكرته كما يحب أن يناديها
فتجيب : (خلدت إلى النوم ..)
..
يمسك بيدها
ويخرجها حيث جلسة الجدة الخارجية ، ليوافق خروجهما هبوب نسيم بارد تمتاز به أجواء قرية القرعاء في ليالي الصيف ..
يجلس بجانبها ، يتأملها و يبتسم ..
تبادله الابتسامة ..
وتقول له :
( يارب أدم هذه الابتسامة ..)
فتزداد ابتسامته ، و يقول :
( الحمد لله ، وصلني خبر اليوم أثلج صدري
و هز قلبي فرحا ..و كأنني صاحبه !!)
فتسأله :
( أشركنا في فرحتك يا دكتور ..؟)
فقال:
( نجحت عملية التلقيح لعمي و زوجته
وهي حامل الان ..وان سارت الأمور بشكل طبيعي فستلد 4أطفال ..يالله يا عبلتي ..
كرم الله و رحمته لا حد لها ..)
تمتمت :
( الحمد لله ، يستحق عمي و زوجته كل خير ..)
نظراته تسمرت عليها
وطال وقتها
..
فسألته :
( وكأن لديك خبر تريد بثه لي ..)
فهز رأسه ..
والحرج غلب عليه ..



..
لنا لقاء باْذن الله



جزيرة 17-08-17 06:53 pm

http://i.imgur.com/AmK41pn.jpghttp://




أمضي مع الناسِ والذكرى ترافقُني
‏وأنثني حاملاً ضِيقاً على ضِيقِ

‏تكادُ روحي بلا رِفْقٍ تفارِقُني
‏إذا تذكرتُ مَن خانوا مواثيقي




عروس الدانة
(13)

...


أحست أن صقر لديه ما يخبرهاعن أسامة, و لعله محرج ..
(صقر ..الا تعلم عن أسامة من خبر ..هاتفه مغلق منذ قدومنا هنا )
حاول تلطيف الجو للخبر القادم فقال :
( هل مللت من بيت الدانة .؟)
و بثقل الجبل و عمق البحر .. قالت :(مكوثي في بيت الدانة أحب إليّ من مكوثي في منزلي ..
يكفيني هنا أن تحس شهد بالامان ..)
فكانت بحديثها فتحت أمامه باب صعب عليه فتحه لوحده ..
فسألها :
( عبلة .. ما حدث لأسامة حتى يصل إلى هذا الحال..؟)
هزت رأسها يمنة و يسره .. و هي تسترجع أحداث آلمتها :
(برحلة صيد أخطأ أحد أصدقائه بشفرة سكين حادة فبدل ادخالها ببيتها غرزها في باطن يده و كان متحمسا ..
فاندفع الدم بكميات هائلة
حاول اسامة مساعدته بإخراج السكين فيزيد النزيف، و يصرخ المصاب ..
قرر حمله للمستشفى ،الذي قبض عليه بتهمة محاول قتل رفيقه ...
و ما هي إلا سويعات و يخرج رفيقه و يبرئ أسامة ..والذي ارعبه صورة السكين و تدفق الدم
..
بعدها رفض إمساك أي سكين أو استعمالها
ثم بدأ بهلوسة الخوف من أمساك السكين لشروع بقتلنا او جرحنا ..!!
استمر الحال أشهر
حتى نصحه رفيق سوء بزيارة مشعوذ على هيئة طبيب..
فأعطاه دواء .. لا اعرفه لكن حالة اسامة لا تطاق ..
يثور و يصرخ ..
احاول الهروب بشهد عنه ..
رعب و خوف .. عشناه معا ..)
..
كان منصتا و يراقب تعابير اخته..المخنوقة
و الكلمات المرة ..
انتبه لسؤلها :
(صقر .. أتعرف عنه شيئا).
هزّ رأسه موافقا و نظراته تثقبها ..
...
...
(ماذا قلت لها؟؟)
سؤال الأم المتوجعة ..
ابتسم ابتسامة الواثق و قال:
( عندما يتدخل عبدالسلام ، فليرتح بال أم عبدالسلام ).
فتمتمت..
( وِنعْم بك من ابن..
حفظك الله و أسعدك )
يقطع همسها
قدوم شيهانة بالقهوة و ملحقاتها..
تقدمها أمام أمها ..
وتضيفها وهي صامتة.
أفكارها ثارت من جديد أثناء اعدادها للقهوة .. القهر و الظلم و الخداع وو
لكنها وعدت نفسها التجلد و الثبات ..بل و المقاومة ستستمر في قيادة مشاعرها
..
أحاديث عابرة
ليتلقى أسامة اتصال.. يرد بكلمات مقتضبة و برسمية بالغة وأخذ منه الحزم و العزم اثرا
على محياه ..
ينهي اتصاله ، و يلتفت لأخته .. ينظر إليها بتركيز .. و بنبرة قوية و شجاعة يسألها:
( أما زلتِ مرتدية درع الشجاعة .؟ ، أم خلعته و لبستِ اسبال الناسك .؟)
ثواني هي طويل لتقرر و تثبت و تنطلق
أنفاس سريعة و نظرات مركزة على وجه أخيها
تستمد القوة ..أجابت :
( بل درع المحارب ..!)
ينهض و هو يقول :
( إذا هيا مرسم خارطة طريق نسير عليها ،
الطبيبة أمل بانتظارنا ..!)

..
لنا لقاء باْذن الله

جزيرة 19-08-17 02:48 am

http://i.imgur.com/h3VQlxK.jpghttp://




‏وكم أقسمتُ أني حينَ يأتي
‏سأعتبُ بل سأقسو في العتابِ
‏وما إن ألتقيهِ فليسَ يبقى
‏سوى فرحي، وصمتي، واضطرابي


عروس الدانة
(14)
.......





الرعشة هجمت عليها من جديد..
أنفاسها تسارعت ..كلمات أخيها تتردد في أذنيها ..تنظر إلى أمها .. تطلب المدد
ما زال المحارب .. غُراً فتياً ..!
لم يعتد على حمل السلاح ..
و غبار الحرب .. فضلا عن قيادة المعركة ..!
تنادي أمها:
(أمي )..!
هزت الأم رأسها موافقة ..وقالت :
( توكلي على الله ، و اذهبي..
ما عهدتك إلا قوية .. )
....

يدخل مسرعا ..
يتجه إليها يقبل رأسها و يدها و جبينها ..
يمسح على بطنها ، و لمعة الدموع في عينيه ، تعبر عن سعادته..
يتمم ..( الحمد لله .. الحمد لله )
يرتب لها لحافها و وسائدوها..
ويجلس بجانبها على كرسي ملاصق بالسرير
و يمسك يدها و يقبل أصابعها واحدا واحدا
..
وهي على جموده تعيش
لم تستوعب حتى الان ، أن أربعة من الأجنة من سالم .. تعيش داخلها ..!!
مشاعر غريبة طغت عليها لم تفصح عن لغتها ..!
حاولت أن تغتصب ابتسامة له ..وقالت :
(أسعيد أنت .؟)
ينظر إليها بعين الحبيب..و يقول :
( سعيدٌ جدا لنا جميعا .. نسيت ) يقطع حديثه

و ينهض فجأة و ليسجد لله شكرا على ما أنعم الله عليه..


..
هز رأسه موافقا و قال :
( عبلة .. أسامة مصاب بوسواس الخوف من استخدام السكين وصل به الأمر أنه وسوس بخوفه من قتلكم .. وهذا علاجه بسيط و سهل ، لكن المشكلة من الدواء بل الداء الذي أخذه من الدجال .. أدخله في دهاليز مخيفة .. فأصبح مدمنا لأحد أنواع المخدرات .. الان ..)
قاطعته بلهفة :
( أهو بخير ..؟
أصدقني الخبر ..؟)
فقال :
( هو بخير .. الان هو في مستشفى الأمل بالعاصمة و يخضع لعلاج مركز و يتلقى كذلك تأهيل نفسيا ..)
تمتمت :( الحمد لله )
ونظرت .. بعمق إليه و قالت :
( شكرا صقر )
فابتسم و قال :
( على ماذا ..! أم على أخباري المزعجة ؟)
نظر إكبار و إعجاب و فخر كان نصيبه..من عينيها وقالت :
(بل على جهودك مع أسامة ..!)
فضحك خجلا من أخته و قال:
( و كيف عرفتِ ؟)
إجابته :
( أخي و أعرفه ..!!)
تنهض و تقبل رأسه و تودعه و تذهب ..
يتبعها بنظره
و الشفقة على شقيقته الوحيدة تدمي قلبه
منذ الصغر ذاقت ما ذاقت .. و صبرت و تحملت ما تعجز عنه أقوى النساء ..

..
لنا لقاء باْذن الله




جزيرة 20-08-17 01:35 am

http://i.imgur.com/ai7LPFX.jpghttp://






كٓبُرٓ الحٓنينُ بِبُعدِهِمْ
‏مٓنْ قالٓ إنّٓ البُعْدَ يُنسي ؟!






عروس الدانة
(15)
....





يسير أمامها بخطواته السريعة، و هي تحاول اللحاق به، و مسايرته.. لكن لا جدوى
تنظر يمنة و يسرة تشتت فكرها عما ينتظرها..
..
يقف عبدالسلام أمام باب كتب على لافتته
"دكتورة أمل"
أخصائي نفسي
يطرق الباب ..فتفتح الباب الممرضة .
يمسك بيد أخته , حماية من واقع مجهول ، و ثقة لسند قوي ..وقوة لروح خائفة ..
يدخلا ..
تستقبلهما طبيبة محجبة تلبس كمامة ..
رحبت بهما وتهمس للمرضة .. لتخرج على أثر همسها ..
اجلستهما ..
و نظراتها تميل لشيهانة ..
وبكل عملية تقول :
( أنا الدكتورة أمل أخصائي نفسي، أعمل هنا منذ تسعة أشهر ، وقبلها في مصحة في المنطقة الشرقية لي خبرة ثمان سنوات في هذا المجال ..
عّم الصمت بعد هذه المقدمة
..
التفت إلى اخته و قال :
(أعندك سؤال..؟)
همست ..
سؤال .. بل أسئلة تدور بأفلاك مختلفة و مجرات يصعب حصرها من علامات الاستفهام
رؤية ضبابية معتمة ..
انتبهت لنداء عبدالسلام :
( شيهانة ..؟)
أفاقت على أنها مركزة بنظرها على وجه الطبيبة ..لا هي ضرتها
اخفضت رأسها و عقدت يديها ، ثم اطلقتها ،
عدلت من وضع نقابها
..
أمل ..تراقب حركاتها و تقرأ بوضوح شعورها
ارادت أن تبث لها الطمأنينة و السكينة ..و تتعامل بمهنية
لكن ..
هناك حمد ..
الذي ملك تفكيرها
و بشعور الزوجة الأولى و الاحق بالزوج و لما قدمت وبذلت لخروجه مما كان فيه
قالت مندفعة :
( عندما تزوجت حمد .. كان كالطفل ضعفا و اليتيم. روحا ..
عالجت جسده و رممت روحه ، سهرت معه الليالي، صبرت على صخبه و وهيجانه
بنيت فيه ابجاديات الحياة من جديد ، وعزفت له ألوان التفاؤل و بذرت له الأمل
أمسكت بيده ، و سرت به خطوة خطوة أمهد له كل عسير ووعر
تحملت أشواكه .. حتى اعتدتها و أحببتها..
حمد ..
أمواج عاتية .. فاحتواه بحري فهذبته و نقيته..
قاطعتها شيهانة :
( و تزوجته.؟)
(نعم) إجابتها و اكملت :
(لأني أحببته كطفل ،ثم كزوج ..
في المصلحة لا يهدأ إلا إذا رآني ، و لا يأكل إلا من يدي ، ولا ينام إلا اذا سمع صوتي ..
أنتِ ... لا تعرفِ طبيعة عملي .. افهم الشخص بصوته و نظرته و هيئته و حركة يده وغيرها
صدقيني الظروف ساقتني إليه ..
لم يكن طبيب في وقت مرضه .. فاستعان بي رئيس القسم ..
فكان ما كان ..
لن أكلمك عن علاقتي بحمد بعد شفائه فهذا أمر خاص بي ..
لكن هناك حقيقة أودّ أن تعرفيها ..
مع أي ضغط نفسي كان او جسدي ..يتعرض له ..سيفقد السيطرة
فينهار أو يقتل أو يضرب ..
أهمل دواؤه بعد زواجه منك ..
ولم يستطع المقاومة لان يعود للعيش من جديد
وهو إلى الان وكما تعلمين نصف رجل ..مالم يتحسن حاله...!! )
(سااافلة.. حقيرة )
هذا ما همس به عبدالسلام و نظراته لأخته مستفهمة ..؟؟؟
سألها :
( لماذا لم تخبريني عن حالك معه ؟؟)
أهو حرج أم ضيق أم ..
شعور باغتها أن تقلب الطاولة على رأس الطبيبة ..تنهض فجأة و تقول :
( أرجوك أريد العودة إلى البيت ..!!)
ببطء نهض و شكر الطبيبة ، و توجه ناحية الباب ليخرج ..
التفت إلى شقيقته .. التي توجهت لأمل قائلة :
( أسعديه .. و اهتمي به )
( و أنتِ) بعد ان وقفت متحمسة
همست ..
( أنا لا شيء ..)
خرجت تتبع خطوات أخيها
للقاء الاصعب ..
لتبتسم الزوجة فرحة ..

..
لنا لقاء باْذن الله


الساعة الآن 12:20 pm.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة