منتدى بريدة - منقول : معركة القيم..

#منقول يقول

معركة القيّم

دائماً هناك ثوابت غير مطروحة للعرض علي طاولة المفاوضات،
غير خاضعه للتنازلات والمساومات،
غير خاضعة لقاعدة المصالح والمفاسد،

ثوابت يخضع لها كل شيء ولا تخضع لأي شيء ..

هي السارية التي تُرفع (مهما كانت الظروف) ،

و هي المحرك ، و هي الغاية و منها تنبع الوسيلة،

و هي التي يخدمها السلوك ،

و هي الشيء الوحيد المستحق للبذل والعطاء. .

حينما قال ابو جهل لابي طالب :

((( ان محمدا يسب آلهتنا و يسفه أحلامنا ( قيمنا ) و يذكر ان آبائنا في النار))

قال لهم عليه الصلاة والسلام :

(ألا أدلكم علي كلمة ملكتم بها العرب و دانت بها لكم العجم وأصبحتم ملوك الجنة ؟! ..
قولوا لا إله إلا الله تفلحوا).

هذا يجعلنا نفهم هذه المعاني:

1- الكفار كانوا يفهمون القضية وكانت واضحة لهم جدًا،
بدليل العرض الذي عرضوه :
( يسب آلهتنا ويسفه أحلامنا ويذكر أن آباءنا في النار ) !!

فهذا يدل أن النبي و هو في أشد مراحل الاستضعاف

كانت قضيته واضحة جدا ! ،

و هذا من سمات الطليعة:
( وضوح القضية ) = (بالأسلوب المناسب للناس .)

أما التنازل عن بعض القضايا بذريعة أنها لا تصح الآن،
وأن الناس لن ترضي، و هذا الكلام

النبي صلي الله عليه و سلم فعل هذا وهو في أشد مراحل الضعف.

2 – الأمر الثاني أنهم لما ذكروا الاتهامات هذه للنبي،

((( النبي صلي الله عليه و سلم تجاهل الرد عليهم تمامًا )))

وقال لهم:

( ألا أدلكم علي كلمة اذا قلتموها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجم؟)

بهذا أدخلهم في صلب القضية من جديد و لم ينشغل بالرد عليهم ،

وهذا يؤسس لمعنى آخر وهو عدم الاستدراج لقضايا فرعية... .

أحياناً نجد أنه رُبما يقول البعض:

( سرية المنهج ) ضرورة هنا لأن الوضع كذا كذا ،
و لكن هناك فارق بين ( سرية الدعوة و سرية التنظيم ) ،
و بين ( جهرية الدعوة و سرية التنظيم ) ،
يعني رغم حفاظ المسلمين علي سرية كيانهم وقتها
و لقاءاتهم في عز الظروف الصعبة في دار الأرقم ،
إلا أن مع ذلك الدعوة كانت علنا و كان المبدأ
(فاصدع بما تؤمر ) ..
و لم يُنتقص من المنهج و لو قليل ..

فربعي ابن عامر في خطابه حينما سُئل من أنتم ؟

قال :

لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد..((لى عبادة رب العباد))..

ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،

ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .

#المصدرأمّةبوست..