الموضوع: رأصني يا قدع ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-09, 03:56 pm   رقم المشاركة : 1
محمد المعتق
عضو قدير





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : محمد المعتق غير متواجد حالياً
رأصني يا قدع ..


[align=center]
في الاحتفالات الشعبية في مصر ، يأتون بفرقة شعبية غنائية ، تحيي لهم تلك الليلة غناء ، ويتراقصون على أنغام تلك الأغاني الشعبية و غير الشعبية ، و يكثر ذلك جدا في احتفالات الأعراس ..

من المظاهر الملازمة لمثل هذه الاحتفالات في الأعراس ، أن يقوم أحد الجماهير سواء من أقارب العروسين أو أصدقائهما ، بإيقاف الفرقة الغنائية ثم يعطي لقائدها مبلغا من المال ، ثم يختار أغنية محددة ، و يحيي العروسين أو غيرها ، ثم يرفع صوته بالكلمة المشهورة ( رأصني يا قدع ) ، وهو بذلك يستفز الفرقة كاملة لكي تؤدي أغنية راقصة تجعله يرقص بلا شعور ، و يبدأ بالرقص على أنغامها مستعرضا كل فنون الرقص التي يجيدها أمام العروسين و الجماهير كافة ..

و باختلاف البيئة هناك .. يختلف الرقص بعد ( رأصني يا قدع ) ، ففي الصعيد – مثلا – يرفع الراقص عصا غليظة معه بيده اليمنى ، ويرفع طرف ثوبه قليلا بيده اليسرى ، ويبدأ بالتمايل الخفيف ، وقد يخرج معه آخر يراقصه بنفس الطريقة تماما ..
أما في القاهرة فإنهم يتراقصون ببدلاتهم الأنيقة ، محاولين إظهار قدرتهم على التماشي مع الإيقاع ، و في الغالب يتشارك مجموعة من الشباب النزول إلى المنصة ليقدموا رقصة جماعية ..

ولم تشهد منصات الاحتفالات الشعبية و المدنية أكثر من ذلك ، إلا أنه في التجمعات الصاخبة ، الخارجة عن الذوق العام ، و التي تقام خلف الأسوار ، بإضاءات خافتة ، يجتمع فيها ثلة قليلة محددة سلفا ، فإن هؤلاء يؤدون مع أنغام الموسيقى كل ألوان الرقص بما في ذلك قدرتهم على خلع ملابسهم مع الإيقاع .. وهؤلاء أنفسهم لو كانوا في أحد الاحتفالات مع الناس ما فعلوا ذلك .. احتراما للذوق العام ، وحياء من الحاضرين ..


ذكرني ذلك بعض ما أشاهده من كتابات ، ومشاركات ، لا تحترم الذوق العام ، ولا تراعي القراء وتباينهم ، ولا تبالي بما يحدثونه من أثر على مستوى الفرد والمجتمع ، بل يعتقدون أنهم بذلك يفتحون أبوابا مغلقة من الحوارات الجريئة ..! و النقاشات التي تكشف خفايا الأمور ، معللين ذلك .. بــ( كفى دس الروس في التراب كالنعام ) ..!

ذكروني بـ(رأصني يا قدع ) .. فهم يخرجون على المنصات ( المتصفحات ) .. ويدفعون لقائد الفرقة .. ثم يجمعون أمرهم و يصرخون ( رأصني يا قدع ) ليبدأ القائد و الفرقة دق الطبول و خلق الإيقاع المناسب ..
لكنهم بصدق تفوقوا على الشعب المصري ، فبعض المصريين لا يرقص بتفسخ ٍ إلا في أماكن خاصة جدا ، ومع مجموعة خاصة ٍ جدا ، أماهؤلاء فهم يرقصون كل ألوان الرقص ، صالحه وطالحه ، أمام الناس ، بل لا يسلم منهم الحاضرون ، ولا الزائرون ، ولا المارة أيضا .. فهم اتخذوا من جرح الذوق العام سبيلا لشهرتهم ( خلك مشهور لو بقامعه !! ) ، و من قلة الحياء طريقا للتعليم – زعموا- ، من سلاطة اللسان قاعدة للحوار ، لا يفرقون بين رجل ٍ و أمرأة ، ولا كبير ٍ ولا صغير ، ولا يحترمون الأرض التي يكتبون عليها ، غرهم في ذلك حلم المسؤول ، وسعة باله ، و دعواته لهم بالصلاح قبل أن يطالهم العقاب .. !!


مجموعات لا تتجاوز ثلاث .. راقص يدفع كي يثير الجمع، و يصرخ بصوته ( رأصني يا قدع ) ، وفرقة لا تتجاوز كونها ( شد لي و اقطع لك ) ، و بعض المصفقين الذين هم ( مع الخيل يا شقرا ) ..

ولو كان كل ما يقولونه و يفعلونه ، و ما يتحدثون به ، في مجلس خاص ، و مع بعضهم لا تسمعهم أطياف المجتمع ، لما سجلنا ذلك من خوارم المروءة ، فالمجالس الخاصة تجمع بين طبقة محددة ، فكرا و أسلوبا واهتمامات ، ولها أيضا بعض الخصوصية والحرية ..


إن هؤلاء ( رأصني يا قدع ) و فرقة ( شد لي و اقطع لك ) و جماهير ( مع الخيل يا شقرا ) .. يتهمون كل من عارضهم بأنهم مثاليون ، و تجاهلوا القاعدة التي سارت مثلا ( لكل مقام ٍ مقال ) ، وأنه ( يكفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) ، و ( رحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه ) ..
وهم مع ذلك كله لا يفرقون بين الخاص والعام ، وما يقال وما لا يقال ، فإن جاءهم من يدرك ذلك رموه بالمثالية .. وهي أقل سوءا من الأخرى ..

والأخرى هي أن يرموا مخالفيهم بالنفاق ، فيقولون منافق تتحدث هنا وكأنك صحابي جليل ، و إذا كنت في مجلس آخر قلت أشد مما نقول .. !! وكأنهم لم يقرؤوا حديث حنظلة رضي الله عنه لما أتى أبا بكر وهو يبكي ويقول نافق حنظلة ، فلما سأله أبو بكر عن السبب ، قال : إذا كنا عند رسول الله بكينا و تعبدنا وخشعنا و أنصتنا ، وإذا كنا بين أولادنا ضاحكنا و مازحنا .. فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ساعة وساعة يا حنظلة ) ، كما تناسوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مع أبي بكر ٍ و عمر على البئر و كان مدليا بقدميه إلى فم البئر مع صاحبيه وقد بدت فخذيه ، فلما دخل عثمان بن عفان ، ستر فخذيه ، فسأله عمر عن ذلك فقال : ألا استحي من من تستحي منه الملائكة .. ؟! ..



و أخيرا ..
من الخطورة بمكان أن يشكل ثلة من الزملاء قيمة هذا المنتدى الاجتماعية .. !!

ملاحظة : هذا المقال ليس موجها لأحد بعينه ، بل هو يعالج فكرة موجودة في المنتدى ، و إن من الذين قد تنطبق عليهم هذه الكلمات من هم في الخارج أفاضل نعرفهم ، ولكننا هنا نحاسب معرفات ٍ لا أشخاص ..
[/align]







التوقيع

الحب والحرب .. والسلام !


تويتر : almeataq@

رد مع اقتباس