عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-10, 07:32 am   رقم المشاركة : 80
جمان البحر
عضو قدير
 
الصورة الرمزية جمان البحر





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جمان البحر غير متواجد حالياً

في عام 2008 ذهبت مع ابي للتخصصي لأجل موعد لدي بعيادة الأنف والأذن والحنجرة ..


المهم ,, جلسنا ننتظر دورنا وحينما حان بعد انتظار طويل , دخلنا العيادة ,,
كان فيها طبيبين إما أنهم من الجنسية الباكستانية أو الأفغانية ..
المهم ,, حين جلسنا ,, بطبيعتي أتفحص الشخص المقابل لي ومن شكله أحدد موقف مبدأي تجاهه ..
أحدهم كان شكله مرتب نوعاً ما ,, لحية طويلة وكثيفة ,, سوداء ,, يتخللها بعض الخصل البيضاء والرصاصية ,, شعر مصفف بطريقة أنيقة للخلف ..

أما الآخر ,, فكان ذو لحية برتقالية يتخللها بعض الخصلات البنية المحمرة .
هندامه غير مرتب ,, معطف لونه أبعد مايكون عن البياض ..
يرتدي قبعة (طاقية) هي الأخرى لم تعرف للبياض طريقاً ,, صفراء وأطرافها بنية أو اممم لا أذكر بالضبط كيف كان لون أطرافها المهم أنها كانت تنم عن انعدام النظافة فيها ..
اشمأزيت من منظره ولم أرتح له .وذكرني بأشكال الخبازين الأفغان بقبعاتهم الصغيرة وألوانها التي تشتكي من انعدام النظافة.
تقدم إلي صاحب الهندام المرتب ونظر في حلقي وقال : اللوز كبيرة يلزمها عملية ..
وسألني كم سؤال وأجبت عليه ..
وأنا أوجس خيفة من ذلك القابع في الخلف ..

ما أعلمه عن الأطباء أن الفحص الأول هو من اختصاص الأخصائي و اما الاستشاري ففيما بعد وغالباً يكون عمله عمل العمليات فقط ..

سحبت والدي وهمست في أذنه .. : لو تحلّم أسوي العملية عند هالخباز بايعة عمري أنا ؟! حتى خباز حويلان طاقيته أنظف من طاقية هذا الطبيب ..وأشك انه خباز لابس يونيفورم طبيب -كما نسمع في العادة من أحاديث الناس- ..

ابتسم والدي لحديثي وألقى نظرة على الطبيب المعني وسأل الطبيب المقابل لي من يعمل العملية أنت ؟
أجاب بالنفي ..
وذكر لنا اسم طبيب من جنسية أفريقية ..
وأخبرنا بأن العملية ستكون بعد 4 شهور على أقل تقدير .. ومعنى ذلك أنني سأعملها في الشتاء وهذا لا يصلح في هذه النوعية من العمليات ..

رفضت وقت العملية وقلت لوالدي : أريدها في الإجازة الصيفية ..
قال والدي : طيب أشوف لي واحد أعرفه أغديه يساعدنا ويدبر لنا موعد بالصيفية ..
استأذنا منهم وخرجنا ..
ذهب والدي الى موظف في المستشفى وحادثه قليلاً ..
ثم أتى إلي ..
وقال : الرجال يقول لازم نشوف عن الطبيب وش يقول ..
جاء إلينا الموظف وبجانبه رجل يكاد طوله يصل الى المتران هذا ان لم يكن أطول .. صاحب بشرة سمراء داكنة وعيون بيضاء لامعة , ورأس أصلع خالي من الشعر لمعة الإضاءة واضحة فيه .
تسمرت خلف والدي وبهمس سريع قلت له : اذا هذا الدكتور تراي ما أبيه .. خير أنا بايعة عمري .. لو أموت ماحطيت نفسي بين يدين هالقصاب ,, شايفن ذبيحة تقدمن له ..
ابتسم والدي وهذه المرة احمر وجهه من كتم الضحكة ..

سأل الموظف : ما عندكم دكتور غيره ؟! كأن بنتي هونت تبي دكتور ثاني ..
قال الموظف : فيه عندنا دكتور مصري ماله الا شهرين ..
وأرسلنا للعيادة التابعة له ..
دخلنا العيادة وكان فيها دكتور مصري مهندم ..
تحدثنا معه قليلاً وسألته ما إذا كان هو من سيعمل العملية لي أم لا .. فأخبرني بأنه أخصائي والاستشاري الآن عنده (بريك) ..
استلم أوراقي وأخبرنا بإمكانية وجود موعد في العطلة ولكن يجب علينا الحضور بعد ساعتين لنقابل الاستشاري ..

بعد ساعتين ذهب والدي لوحده وقابل الاستشاري وأخذ الموعد ..
وعلى الغداء قال لي : الدكتور عيّا يستقبل ملفك عنده يقول بنتك تتشرط ما أبيه .
انفعلت ففاجئني بضحكة وقال : لاتخافين خلاص عطانا موعد .وزي ماتبين بعد .

دكتوري العزيز لم أشاهده الا بعد العملية بالرغم من أنني أشك بأنه لم يبقى دكتور في المستشفى الا وجاء للاطمئنان على إمكانية عمل العملية لي قبل العملية بيوم .
فمن دكتور التخدير الى دكتور الأمراض الصدرية إلى دكتور القلب .. ومابقي الا دكتور العظام لكي يطمأن على إمكانية فتح فكي دون كسره


بعد العملية بيوم أتى مجموعة من الأطباء عددهم 6 أو7 تقريباً ..
فلم أعرف من هو بالضبط طبيبي .
أحدهم كان شكله بخاري لذلك شككت بأنه طالب امتياز أو طبيب مقيم .
والآخر هندي .
والبقية مصريين ..
أحدهم أصلع طويل القامه .
والآخر مهندم لا بأس بشكله .
أما الأخير فكان صعيدي ,, عرفته من طريقة تصفيف شعره التي اعتدنا عليها في المسلسلات المصرية حينما يعرضون لنا الإنسان الصعيدي المكافح المتوفق والذي يدرس الطب في القاهرة .

وآخر لم يكن وجهه غريباً علي , لكن لم أستطع معرفته ..
وتفاجأت بأمي تسلم عليه وتعرفه بنفسها ..
عرفت من اسمه أنه طبيب مستوصف حي أخوالي ..
والأخ لم يقصر سأل عن كل أفراد العائلة وبأسمائهم مفصلة .
سألته والدتي عن الاستشاري الذي عمل لي العملية ..
وجزاه الله خير فك الشفرة التي تحيرني وأشار إلى أخينا في الله الصعيدي ..

بمجرد التفاتهم عني الى الباب سحبت أمي وهمست لها : يحمد ربه هالدكتور الي ماشفته قبل العملية ولا كان حالفة ما أسويه عنده لأن شكله صعيدي من الفلاليح أخاف همه حفظ الكتاب ومايعرف يمسك المشرط ..

لكن الحمدلله .. ربي يسّر الأمور ..







رد مع اقتباس