[كرمع]

[align=center](11)



قلبت البيت بحثا عنه ..

تقول أمي : ربما تكون المحفظة قد سقطت خلف دالوب الملابس ؟ .. ولكن .. لاجدوى !!

قد يكون في السيارة ؟

ربما .. بحثت في كل منافذ السيارة .. بعض جحورها عدت إليه مرتين أو ثلاثا .. ولكن .. بلا جدوى..

- ماهي آخر لحظة فقدت فيها المحفظة ؟

- تحديدا ؟ .. لاأذكر .. ولكنني أذكر أنني بعد رحلتي الطويلة نهاية الأسبوع الماضي احتجت إليه فلم أجده ..

سألت عنه الشباب في الاستراحة .. وبالأخص أولئك الذين رافقوني في الرحلة ..

لم يروه !!

أيست منه ..

تركت البحث عنه .. لم أقل ( فليذهب إلى الجحيم ) كما يقول كتاب الروايات !! ولكنني جئت بها بالمعنى الذي يواطئها في لهجتنا الدارجة فقلت : ( بصقر !!)

وساعتما كنت متوجها إلى أحد أعمالي تفاجأت بالمؤشر الضوئي الأزرق والأحمر لرجال الأمن في منحنى الطريق ..

- الرخصة والاستمارة يالطيب ؟

افتعلت البحث عنهما .. لعل رحمة تنزل هذه الساعة .. ولكن للأسف .. لم أتجاوزه إلاوأنا أكور في يدي ورقة المخالفة الصفراء !!

ومرة أخرى .. رأيتهم .. فانحدرت بسيارتي في منحدر طيني على جانب الطريق حتى رأيت العنت والمشقة ..

عزمت على استخراج رخصة قيادة وبطاقة أحوال جديدتين .. ولكن من يدري .. ربما أجد محفظتي اليوم أو غدا ..

الناس كلهم يتحدثون في الأسهم .. وقفت على رأس المحاسب قال لي : بطاقة الأحوال ؟

- سأخرج وآتيك بها .. ولكنني لم أعد إليه !!

ذهبت إلى الأحوال المدنية .. وقدمت عريضة في استخراج بطاقة أحوال بدل فاقد ..

وبينما كنا في دكة الاستراحة مع الشباب .. وأصواتهم تتعالى بالضحك والتعليق .. لفت انتباهي اثنان في طرف

المجلس ينظران إلي ويبتسمان وهما يقلبان بين يديهما شيئا .. بينما يحاولان إظهاره لي ..

وحينما ركزت بصري .. صحت بهم : محفظتي ؟!!

وضحكا في صوت واحد .. ثم رماه أحدهما علي ..

- أين لقيتموه؟؟ ابليس نفسه لايدري أين اختفت هذه المحفظة .. قلت وأنا أقلب أغراضي .. رخصتي .. بطاقتي ..

بالله عليكما .. أين عثرتما عليه ..

- أنت غبي .. ماافتقدته بعد الرحلة ..

- إلا .. بلى ..

- أخذناه ذلك اليوم من ثوبك في السيارة ؟!!!

أخذتني الدهشة !!

- طيب .. أنا سألتكم عنه بالاستراحة ..

وضحك أحدهم وكأنه يوحي أن المسألة لاتعدو كونها مقلبا خفيفا وهو يقول :

- أبدا .. حبينا اندردش معك !!![/align]