عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-08, 11:00 am   رقم المشاركة : 52
مياسة
كاتبة قديرة
 
الصورة الرمزية مياسة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مياسة غير متواجد حالياً
بعد أن أصبح لون الجبهة برتقال ,,!



|--*¨®¨*--|سلام الله عليكم موصولاً بالرحمة والبركات |--*¨®¨*--|

أيام,, ويهبط العيدّ نحو الأرض السابعة،، بِهلاله الرشيق،، بِنجومه المُتراقصة.. بِملابسه الجدِّيدَّة، بِعطوره،، بِحلوِّياته وهداياه.. وبِـ أشياءٌ أخرى لايعلمُها البعض...
[كُل هذا بعد مشيئة الله]

قالتْ لي أُمي بِنبرة جازمة: سوف أقوم بتخمير الحنّاء،، استعدي هذه الليلة..!
يا للهول،، وياللكرب الأعظم.. فلم أعد تلك الطفلة التى تهرب إلى بيت جيرانهم،، وتحتمي بهم.. ريثما تنتهي أزمة الخلط واللطخ في بيتنا
- ماذا أفعل في ورطتي هذه،،؟وليس أمامي سوى الجلوس على الكرسي المُخيف،، أشبه مايكون بمقعد الاعترافات الإجرامية.. مُستسلمة لِـ يد أمي التي ترمي على رأسي كُتل غليظة من ذاك الخليط الإرهابي..؟
نعم أعترف بكرهي لساعاته، وكرهي للأنهار التي تتقاطر منه، وكرهي عند إزالته
أما هو، فإني أحبه وأحب كل شجر الجنة,,

انتهت أمي الحنون (ماعدا أيام الحنّاء) من إخفاء كل معالم الشعر بالاسمنت البني،، لأذهب نحو المرآة, بعد أذكار وتلاوات تُثبت قلبي عند رؤية وجهي المُؤثث أعلاه..! فإذا بي أرى جبهتي خرائط للاتحاد السوفيتي سابقاً،، وعلى اليمين قطر والبحرين،، وأقصى اليسار ملامح من البرتغال! بعد أن أصبح لون الجبهة برتقال،،!
كم تعاطفتُ مع رقبتي المسكينة،، وهي تحمل أوزاناً وأثقال!! كعجوز تسترزق الله، تضع صُرتها فوق رأسها... وتذهب في إتجاه السوق ،،

بعد ساعات محسوبة بالدقائق والثواني،، حتى خفتُ من ساعتنا الجدارية أن تصرخ بوجهي: لاتُبحلقي بي كثيراً !!!
الآن أتت آخر مرحلة عصيبة،، ربما أشدُّها رعباً،، وهي وقت إزالته،، معركة داحس والغبراء,, بين الماء والحنّاء...خرج أبي لصلاة الفجر, وبعد عودته المُتأخرة.. عرف أن الغسل لم ينتهي بعد..!! ,,,, فطرق الباب وقال: أنتِ مُحاسبة في الدفع يوم صدور فاتورة الماء.. !!
أن تُزيل الحنّاء من على رأسك.. هذا يتطلب منك خزان مياة مكتوب باسمك..
فلم يمر عليّ أشد من عِناد هذا الخليط ،، حينما يأبى أن يقتلع إلى الجحيم،،، بل ويتفنن بتقطع شعرك واحدة تلو الأخرى وهو قابعاً مُتسمكاً بالجذور

بعد انتهاء المعركة،، لأمي قُلت:
نعم كسبتُ فائدة الحنّاء،، ولكني خسرتُ نصف شعري المُتقطع !
والأجر من أجل سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ,,
اليوم الاصعب 22-9-1429هـ







رد مع اقتباس