عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-09, 08:37 am   رقم المشاركة : 1
هنري
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية هنري






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : هنري غير متواجد حالياً
أمور مختلطة في ذاكرتي!!









بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أتطلع لشهر أبريل لتبدأ معه عطلة الصيف والتي عادةً ماتكون طويلة في غالبية الدول .. شهرين أو ثلاثة أشهر.


استيقظت في صباحية ذلك اليوم حيث إختلطت المشاعر عندي من فرحة بتوقف الدماغ عن التفكير الأكاديمي! وبحزن على 8 ساعات من النهم المعرفي اليومي!! (ولم افكر في نفسي بل فكرت في الجميع!)

فكرت بشوق للذهاب في رحلة لغابات في المنطقة الفلانية أو أتجه لأنظر إلى عجائب البحر في رحلة غوص رائعة!
أحسست بالنهم الشديد لقراءة بعض الكتب التي لاتخدمني أكاديمياً ولكنها تجذبني أكثر من تخصصي!
فكرت في بعض اللحظات المستقطعة من الثماني ساعات والتي قد تزداد (تطوعاً) إلى 14 ساعة!
وبماذا سوف تستبدل في ذلك الفراغ!

خلت انني سوف أطلق المجال لتفكيري العاطفي والتفكير كمراهق في بداية مراهقته وإطلاق المجال للنزوة البشرية الأولى بدافع حب الإطلاع الذي يغلف به معظم المفكرين الغربيين مسار الإنحراف الشهواني!!
(ربما سقطت بها أنا وسقط بها الكثير ولكن هذه هي العطلة بقولهم!!)

فدائماً ماتُفهم على أنها إيقاف للعقل عن التفكير المنطقي الروتيني وإعطاء التهور والغباء والتخبط والخمول والمغامرة والتقصي والتثقف فرصا لتنازع البرنامج اليومي!
تلك مشاعر مختلف لربما حزتها وحازها غيري!


...................
#
بعد شهرين من العطلة قضيتها بالدراسة وقراءة بعض الكتب الجميلة الدينية وغير الدينية وإطلاعي على بعض الثقافات الغريبة والجديدة ... وبعض الأفعال الغريبة والمتهورة المتسمة بالمغامرة وبتحدي الذات!
يكفيني إنذهالاً كيف رافقت أنا وأحد الأصدقاء اليابانيين ثلاث فتيات في قارب يقطع إحدى البحيرات والجزء البريء منه هو قضاء الوقت بالتجديف لمدة ساعة ونصف !!
ورغم ذلك لم أرى شيطاناً بيننا!
بالطبع لم يكن أحدهم مذهولاً غيري لإنني قضيت فترات السنة بمعزل عن الجنس الآخر بالجامعة بحجة تمسكي بالعلم والدين على الخروج في حفلة عيد ميلاد ساذجة بنظري ويدعمها أيضاً أنني أمشي مع القول الذي يحرمها. وأصرح بذلك!

بعد نزولي من القارب وجدت أنني إنسان مليء بالمتناقضات!
فكيف أرافقهم وأنا في حقيبتي كتاب إبن كثير (تفسير القرآن الكريم)
ولكنني كنت أعلم أن الرحلة والأشخاص لم يكونوا من إختياري!
وأن هذا إختبار وهذا لايعني أن أنزوي بل إندمجت وتحدثت وفعلت كل شيء طبيعي!
ولم أحتج إستفتائاً روحياً أو دينياً من أحد!!


......................

#
المخيم الذي تلا الرحلة والذي كانت مدته ثلاثة أيام في العراء وطبعاً لايوجد فصل أراه منطقي بين الجنسين.
يقول (أنا)!!: كنت أحافظ على الصلوات وفي وقتها وبالأذكار ومع ذلك أذهب لأكلم تلك وأمازح الآخرى!
ولن أذكر نقاشاتي مع الذكور لإنها هي الغالبة على الوقت ولكن أريد أن أركز على الجزء الذي رأيته متناقضاً!

............................
#
أجلس في الحافلة ولسوء حظي أرى ظلي في الحافلة إمرأة ... تريد قضاء رحلة العشر ساعات بالكلام الكثير .. فأخذت أكلمها .... وتقول لي قصصها العاطفية الساذجة بنظري لإنني أراها وضاعة بشرية! والأدهى والأمر أنها أسرفت بالتفاصيل!

بعد إنقضاء ساعتين حملت المصحف وتدبرته وقرأت منه... ثم بعد ذلك عدت لأحدثها أنا هذه المره عن كيفية إقامة علاقة مع الجنس الآخر ومن تلك الأحاديث التي تتدغدغ المشاعر (رغم أنني أحسست بتلك اللحظات أنني في طريق خاطئ) إلا أن نفسي تقول ما الخطأ " فأنت أنت"!!
عادت لتكمل التفاصيل الساخنة حتى أنتهت وعدت أقرأ المصحف من جديد!
وصلنا للمدينة فطلبت مصافحة الوداع فرفضت(لدوافع دينية) وذهبت... فقالت هذا إيميلي لنتواصل لإبقاء الصداقة فقط!
عرفت أن الأمر لابأس به .... ففي النهاية كانت إيميلاتها جميلة ومثقفة بحكم أنها كانت خريجة تنمية وحماية البيئة الحقيقية!
فهي تكبرني بأعوام!

ولم أكن بحاجة لمفتي ليخبرني بجواز حصولي على إيميلها لإنني أعرف نيتي!

.................
كلها هذا جرى في تلك العطلة ... وقد رأيت الكثير من الكسالى هناك ... وبالتأكيد أنا لم أكن نشيطاً كالبعض ولكنني كنت في منتصف الميزان!
ولكنني تعجبت من الخمول الذي رأيته من البعض هناك ... فمن معاشرتي علمت أننا لسنا الوحيدين الذي نقع في مستنقعات الكسل والخمول ... فعندنا وعندهم خير وهذا مايبقي الموازين معتدلة!
حيث تذكرت نفسي عندما كنت أصحو قبل آذان العصر بقليل من جراء نومي عند الساعة ال9 صباحاً!
حيث ضحكت على نفسي حينما تذكرت تلك الأيام الخوالي
فتذكرت خلاني حينها .... وكيف كنا نقضي وقت الصباح بالصياعة والتجول البريء!
فحدثتني نفسي أن أنظر إلى تطورهم وهل أن الثقافة العامه تحسنت ... فتحدثت مع محمد وقلت له محمد هل قرأت شيئاً ؟
قال لا!
ما يلزم.
قلت له مالذي يلزم: قال إدمان المباريات وكرة القدم تأخذ وقتي
.........
واتصلت على الآخرين كلهم فلم أجد من يرد علي بقوله أنه جلس على أحد الكتب التي تتحدث عن الدين.
فضحكت على نفسي وعليهم وتذكرت أياماً كانوا يقولون أنني "زقرتي"!!!
حيث كنت أنا الوحيد الذي يحسن من لحيته!!
......


خطر ببالي الأخير وهو عليٌ الصديق اللطيف.

اتصلت على علي والذي كان من أيام الثانوية مؤذناً لأحد المساجد .... ولا أنكر إعجابي بشخصيته حينها..
ولكنني احتقرت إهتمامه بعملية (تجميل السيارة ووضعها في الشارع ليراها المارة!!) ولقد كانت سيارته بحق جميلة وغير مألوفة
وقلت في نفسي أليس هذا نوعاً من الخيلاء والمباهاة التي لطالما آلمني عليٌ بها حينما كنت آتي مُسبلاً ثوبي

تذكرت نقطة طريفة:
إستغربت من علي نعته لي بالغافل دينيا عندما إلتقيته كما يقول فأنني أحفظ أكثر منه من القرآن الكريم.






التوقيع

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

آخر تعديل بنت البدائع يوم 28-12-09 في 03:27 am.
رد مع اقتباس