عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-18, 02:14 pm   رقم المشاركة : 8
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً









عروس الدانة ج2
الجزء (8)


...
‏لم أكترِثْ يوماً بطعنةِ غادرٍ

‏أدري بأن نهايتي أفراحُ

‏كلُّ الذينَ تكالَبُوا لأذيّتي

‏طارتْ بهم نحوَ الجحيمِ رِياحُ

‏لم يُؤذِني إلا الذينَ أُحِبُّهُمْ

‏مُذ أودَعُوا قلبي الحنينَ وراحوا


فواز_اللعبون
......


" أمي .. الحياة جميلة "
نظرت الأم الرؤوم لابنتها ، تتأمل الأحداث الماضية ، و كيف رأت و لمس تغيير في شخصيتها ، أهي دعواتها التي وافقت بابا مفتوحا فاستجيبت ..أم رحمة الله التي تشملها كل حين ..
لا تعلم لكن ما تعلمهأنها سعيدة .. فرحة
تحس أن العالم كله بيديها ابنها و ابنتها بخير و صحتها في تحسن ..
أجابتها :
"بوجودك معي ..يا شيهانة
نعم البنت أنت ِ ..
اصبحتِ أقوى و أصلب .."
تغض الابنه طرفها .
تتذكر تلك الدروس التي تعلمتها
من مستشارها ..
حفظت رسائله بعد أن رتبتها
تعزز من ذاتها بتوجيهه و أفكاره
كم مرة وقفت أمام المرآة تتكلم ، و تثبت أنها تخطت تلك المرحلة القاسية
وكم دونت بأوراقها ما يبعثر سكونها ، و يشرخ ثقتها ، .. و أحرقتها ..
واتخلصت من تلك الايام و دفنت تلك الذكريات المؤلمة
وبصوت عالٍ تقول :
"لقد انتهت .. رحلت تلك الأوجاع إلى الأبد "..
تردد قوله دائما :
( أنت عملاقة و قوية تستطيعي هدم حصون وهمية
أنت قادرة على قيادة الدفة و ابدعتِ بمجالات اثبتِ للجميع أنكِ مميزة ،
أنتِ قادرة على الصعود للقمة ..و أنا هناك انظر إليك و أتعجب من ثباتك .. و سرعة تقدمك .. )


..
يقطع سيل أفكارها دخول عبدالسلام ،
وصوته العذب يبعث فيها الأمن و الامان ..
ترحب الأم بِقُرّةِ العين ، و عضيدها و سندها
في حياتها..
..
يقبل رأس والدته و يصافح اخته ، ويخصها بنظرة فرحة ..مستبشرة
تبتسم له ، و تسأله :
" الفرحة على وجهك، افرحنا معك .!!"
يسألها :
" ألم تتصفحي بريدك اليوم .؟"
نظرات الاندهاش و الترقب المتسائلة ؟؟
منها و من أمها ..!
" لا .. لماذا "
اجابته ..
قال :
" إذا أنا سأنقل لك الخبر :
تم الموافقة على مشروعك ، وما عليك إلا اختيار مزرعة تتوفر بها الشروط وتبدئي بالدراسة على .."
صرخات .. و قفزات هنا وهناك
ملأت بها جلسة البيت
ودموع تخفيها الأم فرحة لحال وصلت إليها ابنتها لم تظن أن تصل إليه يوما ..
...
...
"البركة يا بني ..
هل حددت عقد القِران ..؟"
يداعب ابنته اخته و يلون معها رسوماتها ..
ويجيب :
" ما زال الوقت مبكرا
عندي أعمال في العاصمة ، عندما اكون مستعدا "
رفعت الصغيرة رأسها لخالها و بكاء فلوة مازال عالق في ذهنها ..
وقالت :
" فلوة ابنه عمتي بكت و قالت لجدتي :
(اقنعيه أن اعود إليه )
لماذا كانت تبكي ..؟"
توقفت يده عن الرسم بكراستها
نهض بثقل لألم قدمه ..وبحركة ه
يتكئ على عصاه ،ويتوجهه لغرفته مناديا عاملة المنزل ، تلحقه الجدة ، وتناديه:
" صقر .. صقر "
يقف اجلالا لها .. وخوفا عليها من حزنها لغضبه ..
وتتابع :
" فلوة مضت أيامها .. دعها تتكلم ما تشأ
مازالت جاهلة ف...."
فقاطعها :
" ليست جاهلة عمرها 28سنة
لكن مدللة و تريدني خادما تحت قدمها .."
أخذ نفسا عميقا و قال :
" أمي .. جميع النساء سيئات خُلقا و ماكرات كاذبات ..مستهترات بالحياة
اهتمام بالقشور ..و مباهه بالأسواق و السفر
لا مسؤلية .."
وبصوت اعلى :
"جميع النساء ..!!"
دمعت عينها من حال حفيده الذي أخفاه من أمد بعيد ..لم يشكو ظل صامتا على تلك التجربة ، مضت 3سنوات وكأنها وليدة اليوم ..
الجميع من أهله و أقاربه في الماضي .. وصفوه بالجمود و القسوة و هو لم يتفوه بكلمة ..
الان تيقنت أنه ما زال يتالم لحال ماضيه
وقالت تحاول ان تلطف حاله :
" و أنا .. و عبلة "
نظراتها بعيده عنها و قال :
" أنتما تختلفان .."
" بل هناك من هن أفضل منا خلقا و تربية ، لا تجعل فشلك مع فلوة قياس للحياة الزوجية .."
..
..
" أسميتهم :صقر و حسام و محمد و أمين ،
والجدة و صقر وعبلة يباركون لكِ "
تأملتها نوار ..
فرحته لا توصف ..
لم تظن أنه سيصل بفرحته
أن اهدى لجميع الطاقم الورد و الحلوى
و زين غرفتها و طلب استقدام عاملتين لمساعدتها على التوائم
..
همست :
" هل استحقك .. حقا "

..
لنا لقاء باْذن الله
ملاحظة :
اعتذر عن التأخر بالكتابة
ظروفي الصحية و الاجتماعية
حدت من انطلاق قلمي







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس