ليس من مصلحة الإسلام والمسلمين أن نشيع في أوساط الناشئة والشباب أن أمتنا دوماً مغلوبة على أمرها ، وأن المسلمين مضطهدون مهزومون متفرقون لابأس لهم ولاوزن في عالم اليوم ، فذلك يوقر في النفوس مايتناقض مع عزة المسلم (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون ) فإذا كان المسلمون اليوم يواجهون هجمة شرسة من أعداء الإسلام فقد واجه أمثالهم أسلافنا وصمدوا وصبروا وجاهدوا وانتصروا ، ولم يدر بخلدهم يوماً أن يستسلموا أو ييأسوا فذلك يتناقض وصحيح الإيمان وجميل التوكل ، كم من أجيال جاهدت ، وجاءت بعدها أجيال لتقطف الثمار!
واليوم رغم كل مايقال عن مآسي أمتي فإن الكتلة الكبرى منها مازالت تنبض بالحياة وتفور بالحيوية ، فما زال من أمتي من يسعى للجهاد ويطلب الاستشهاد،ضارباً عرض الحائط بتثبيط القاعدين ويأس المرجفين ، ومازال من أمتي شباب يقبض على دينه ويستمسك بهويته ويدعو لإسلامه في بحر لجي من الفساد والانحلال ، وفي أمتي أصحاب أيادٍ بيضاء في البذل والعطاء ، يداوون الجريح ويطعمون الجائع ، ويكسون العاري ويعلمون الجاهل ، تجاوز عطاؤهم حدود الجغرافيا ليحلق حيث يوجد المسلمون .
ماأكثر عناصر القوة في أمتي فقط تحتاج إلى من يوظفها في المكان والزمان المناسبين