عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مئة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو)) ..
و في رواية قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
((يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً))..
و عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه قال :
كنت واقفاً مع أبي بن كعب ، فقال :
لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ؟ قلت : أجل ، قال :
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
يوشك الفرات أن ينحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول من عنده : لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله ، قال : فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مئة تسعة و تسعون .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تذهب الدنيا حتى ينجلي فراتكم عن جزيرة من ذهب ، فيقتتلون عليه ، فيقتل من كل مئة تسعة و تسعون .
^^
شرح الحديث
قال الإمام النووي رحمه الله - في معنى انحسار الفرات :
ومعنى انحساره ، انكشافه لذهاب مائه ، وقد يكون بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب ، و هو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ، و مر قريباً من هذا الجبل كشفه ، و الله أعلم بالصواب . أهـ .
وقال الحافظ ابن حجر عن سبب تسميته بالكنز ، في الحديث الأول ، و عن سبب تسميته بجبل من ذهب في الحديث الثاني :
و سبب تسميته كنزاً باعتبار حاله قبل أن ينكشف ، و تسميته جبلاً للإشارة إلى كثرته .
أما معنى أن يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مئة تسعة و تسعون و لا ينجو إلا واحد ، الظاهر من معنى هذا الحديث أن القتال يقع بين المسلمين أنفسهم !!
لأن قتال المسلمين مع أعدائهم وغيرهم يسمى ملاحم .
=
تعريف نهر الفرات :
هو بالضم ثم التخفيف ، و آخره تاء مثناة من فوق ، والفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه ، و مخرج الفرات فيما زعموا من أرمينية ثم من قاليقلا قرب خلاط و يدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم إلى ملطية ، و يصب فيها أنهاراً صغار ، ثم يمر بالرقة ثم يصير أنهاراً لتسقي زروع السواد بالعراق ، و يلتقي بدجلة قرب واسط ، فيصيران نهراً واحداً عظيماً يصب في الخليج العربي.
والله اعلم ..