[align=right].
.
حنين*
وأسْدِلَ السّتار مِنْ عَلَى مَسْرَح الكَون
وسَارَت تلكَ العَرُوس لتَسْقُط فِي بِئْر مُعَطّلة..
تَارِكةً وَرَاءها قَصُرها المَشِيد..
وسَرَابُ الأمَانِي يتَرَاءى لَهَا بينَ الحُفَر..
بينَمَا الرّاكِبون فِي البَحْر يَمْخُرون الأمْوَاج
غيرَ آبِهينَ في المآل..
الأنْدَلس المَفْقُود
بَيْنَ تَارِيخ مَجِيد وَآخَر مَرِير..
ولكنّها الحَيَاة دُوَل..
ولايزَالُ التّاريخ يُعِيد نَفْسَه..
ويعزفُ عَلى أوتَار السّنِين , ألحَان الخُلود
فهلْ ياتُرَى سَتَبْكِيك الأيّام وَالليَالي؟
كما بكت لفقدكِ عُيُون المُحِبِين..
وعَلى تَارِيخُك المَجِيد رَوَى الأفْذَاذ بُطُولاَتهم..
بينمَا البَقِيّة البَاقِية ترددُ فِي زَوَايا الأمْكِنَة..
مَا قَالَهُ الأوّل:
جَادَكَ الغَيثُ إِذَا الغَيثُ هَمَى
يَازَمَانَ الوَصْلِ بالأنْدَلس
لمْ يَكُن وَصْلُك إِلّا حُلُما
فِي الكَرَى أَوْ خِلْسَةَ المُخْتَلِس*
كنتِ مَاضياً جميلاً..ولنْ تَكُوني نَسْياً مَنْسياً..
فلا زالتْ أثاركِ تَبْكيكِ شَوْقا..
والمَاجِدُون كَوَاهُم الوَجْد وَأضْنَاهُم فِي سَبِيلكِ
المَجَد..
لا.. لنْ تَكُونِي حُلُماً..
بلْ حَاضِراً عَبِقاً منْ المَاضِي الجَمِيل..
بنت الرافعي
.
.[/align]