عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-18, 01:29 pm   رقم المشاركة : 5
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً







‏ورأيتُ حلماً أنني ودعتهم
‏فبكيتُ من ألم الحنين وهم معي
‏مرٌ علي بأن أودع زائراً
‏كيف الذين حملتهم في أضلعي؟


عروس الدانة ج (2)
الجزء 5
....


"نعم ..كيف اخدمكِ"
تعثرت .. ماذا تقول ؟ ثواني مرت
شيهانة: " أنا شيهانة .. والدك أخبرني أنك هنا في المستشفى ، واحتاج مساعدة ."
ابن المستشار :"نعم نعم المعذرة لقد ارسل لي بخصوصك و لزحمة العمل نسيت ..
تفضلي اختي بما أساعدك ..؟"
طمأنينة .. وعاطفة الإخوة استيقظت لتضيء وحشة الوحدة و تهزم شبح الخوف
شيهانة :" أمي .."
فتغص بعبرة تخنق مخرج الصوت ..
من جديد شبح الخوف يتقدم بصرخات مرعبة ..
تحاول أن تفتح مجرى التنفس ..
تاخذ نفسا عميقا واخر و اخر
فيأتيها صوته :
" أين أمك الأن .؟ أهي ما زالت في الطوارئ ؟"
شكرته من داخلها أن اختصر عليها هذا الحديث فهزت رأسها ..
فأعاد سؤاله .. "أين .. في الطوارئ؟"
فطنت أنه لا يراها
..
فأجابت : "نعم "
حسنا أنا قادم الأن ، دقائق فقط ..
..
أغلقت الخط و هدوء يزحف ببطء إلى روحها ، أخرجت محارم و مسحت عينيها
وهي تتمتم بلا حول ولا قوة الا بالله ..
أعادت الاتصال بعبدالسلام .. يا للخيبة ما زال مغلقا ..
عادت لذكراها .. و مشهد سقوط أمها في المنزل و صراخ الخادمة في أذنها ..
فردد :" يارب ..أمي أمي "
يرتفع نغمة جهازها معلنا اتصالا
فرحت .. لعله اخيها ..
ينقطع الخط و شخص يقف بجانبها
ترفع رأسها لتلتقي بشاب طويل
مرتدي معطفا تتدلى بطاقة شخصية كتب عليها : أخصائي نفسي تحته بنطال أزرق و كمامة طبية تخفي ملامحه ..
وهو يقول : " أختي شيهانة ؟"
..
..

تمد كوب القهوة لجدتها فتضعه أمام ابنه حفيدتها ، تعترض عبلة :
" يا جدة أغرقتها بالدلع ..!"
تضع الجدة يدها على رأس الصغيرة و تتمسح عليها و تقول :
" هي عندي لا دخل لك بها .."
وتقبلها وتتابع موجهه حديثها لصغيرة :
" كم شهد عندي "
تضحك شهد بعد أن أعجبها تدليل الجدة
وقالت بدلع :
" واحدة أنا فقط " تضحك الجدة و صقر
فتمد لأخيها كوبا اخر ..
و قالت وهي تنظر لصقر ..
" متى نويت أن تتقدم للخطبة من سلام .!"
وضع كوبه في الارض و قال و هو منشغل في جهازه اللوحي :
" بعد ما ينتهي موسم الحصاد و وعودتي من العاصمة .."
تقطع حديثه جدته بنبره عالية :
" صقر الوقت يمر و العمل لن ينتهي
الذي ينتهي عمرك ، اليوم بل الان خذ موعدا مع والدها .. "
رفع عينه لجدته .. لهفة و شوق ترويه تقاسيمها نظراتها المتأملة .. يعطف عليها بقوة
لكن في داخله لا رغبة له الان عقله مشغول ..
أعماله تحتاج منه ..أن يتابعها بدقة ..
قال:
" لعلي انتظر حتى .."
عادت لقطع حديثه و قد عادت شخصية جدته القديمة عندنا كان طفلا فكانت تنافح عنه أبناء الحي و طلاب المدرسة و تجابه والده ، ليظل عندها ..
" أعطني الرقم ، أنا من ساتدبر أمرك !"
ونبرة الغضب غلفت كلماتها
أمال إليها يسترضيها و هو يخرج جهازه من جيبه ، وهو يردد في أذنها :
"إلا أمي الدانة و زعلها "

......
لنا لقاء باْذن الله
..









التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس