عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-01, 04:00 am   رقم المشاركة : 1
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً
Red face التصحّر الفكري


التصحُّر الفكري

بداية لن آتي بجديد لكني لم أصبرعن التفوّه بما أعانيه طمعا في من يشاركني لعله يخفـف عني .

لاأخفيكم أن الفضول هوالذي تسبّـب لي -فكم قاد من رجل إلى حتفه- فقد قادني في أحد اليالي إلى تقليب القنوات الفضائة،والعربية منها بالذات! فلطمتني صدمة قوية على وجهي من هول مارأيت.!

شاهدت المنافسة قائمة على أشدّها في انتقاء أجود المذيعين،والمقدمين -وسامة-من الجنسين لجذب أكبرعدد من المشاهدين!!!

كان فضولي قويا عندما ذهبت أهيم على وجهي علِّ أوفّق ببرامج تثري.لكن ماذا عساني أجد لاأقول ضحالة في التفكير لأن الضحالة قدتنمو متى ما وجدت التربة الخصبة,وإنماتقزيم الفكر،وتهميشه.
بدأت أتسأل مانوعية هؤلاء المشاهدين؟ وهل سينقادون لهذا التهميش؟
إلي هذاه الدرجة بلغ تسفيه الأحلام ودورنا التصفيق فقط!!!

خارت قواي عندما أدركت أن الانتقاء لايقتصر على المذيعين وإنما تعدّاه إلى ضيوف الحلقات...

واصلت الفضول فوجدت المسابقات يتم تقديمها برعاية نُخب مختارة لو تسأل المشاهد بعد نهايتها عن النتيجة لايتوانا بالتصريح بعدم حظورها لذاتها !!!

ذهبت أقِّلب هذه القنوات بسهولة عبر(الريموت) فاصبحت أمام سيل من برامج الفن،والطرب قد استحوذت على مساحة تكاد تغطِّي حيِّزا لايستهان به من البرمج الأُخرى!!!

تحاملت على نفسي أملا في الظفر بما أريد وإذا كرة القدم قد غطّت مابقي من مساحة! بعدها أُصبت باغماءة،وعندما أفقت منها بدأت أحاول التخفيـف عن نفسي من هذا الهم والهوس و الكابوس -الذي أصابني- عن طريق إقناعها بأن هذا المتوقع من الإعلام الموجّه
.
لكن هذا الاقناع لم يكن سوى تخديرللمشاعر بالدرجة الأولى اختفى بسرعة ولم يكن بداً من علاج يزيل هذا الألم.ذهبت أعلل نفسي بتوجّهي إلى شرائح لابأس بها من المشاهدين لأستنطقهم حول رأيهم بالمعروض الفضائي، والعربي منه بالذات.

اعتورتني المصيبة بشدة، ومفاصلي ضلّت أماكنها بعد مشاهدة آثارالتربيةالفضائية بادية لاتكاد تنفك عند أي حديث جانبي يدور،هذا الحديث المسّطح المهمّش المبسّط حتى غدا المشاهد في الغالب لايميّز بين المـمكن وضده

عندذلك لاإراديا تذكرت قول الفرزدق:

لاخير في حُسنِ الجسوم ونبلها إن لم تَزِن حُسنَ الجسومِ عُقولُ


وقول ابن الرومي:

وليس عِتابُ المرءِ للمرءِ نافعا إذا لم يكن للمرءِ عقلٌ يُعاتبه

ربما تندفع الغرابة لبلوغ هذا المستوى السحيق إذا ماتصوّرنا تحول وسائل الإعلام إلى مصدر مهم للفرد في اتجاهاته التربوية !! بسبب غياب الوعي بالبناء الإعلامي مماأدى إلى القصور في توجيهه توجيها صحيحا.

نتيجةذلك: هموم الأمةلامكان لها،التسوُّل الفكري ،اقتصارالحديث على موضوعات عامة مابين رياضية،وفنّيية،سياحة،مسابقات ترفيهية!!!وكأنهاهي الأصل وغيرها...







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا