الموضوع: قصص وعبررر
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-17, 03:17 pm   رقم المشاركة : 13
رباب
مشرف عام
 
الصورة الرمزية رباب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : رباب غير متواجد حالياً

: ..الجزء_الأول..
‏.
قصة حقيقية مؤثرة لعلنا نأخذ منها الدروس والعبر ، حيث تقول احدى الاخوات :

عشت طفوله بائسة أقل مايقال عنها بأنها كئيبة مظلمة وسط أسرة فقيرة
لا تكاد تجد ماتسد به رمقها من الجوع...

لم أعرف طعم الحلوى والسكاكر كباقي الأطفال في طفولتي ، ومازلت أذكر أننا كنا ننتظر الأعياد ومناسبات عند الجيران كي نتذوق اللحوم والفواكه التي حرمنا منها .

كانت أسرتي مفككه وكل فرد فيها لا يشعر بالآخر فلكل منا عالمه الخاص، فكل فرد من أسرتي للأسف كان لديه مايشغله من أعمال وخصوصيات يخجل قلمي من ذكرها.

كان أبي يعمل ( عامل ) في أحد المعارض وراتبه البسيط لا يصل بالأسرة إلى نهاية الشهر .

كان أبي إنسانا" سلبيا" قانعا" من الحياة بعشرة أطفال مشردين في الشوارع لايعلم
عنهم شيئا، وربما كان لأستخدامه المخدرات في بداية حياته وكثرة دخوله وخروجه من
السجن آثاراً سلبيه جعلته لا مبالياً بكل ماحوله ، كنت أشفق عليه أحياناً وأنا أراه
كثير الصمت والشرود ولا يحرك ساكناً .

أما والدتي ، فأعذروني إن تحدثت عنها بهذه الطريقة المؤلمة ، فالحقيقة أشد إيلاماً ، فقد كانت تتسكع بين بيوت الحارة طوال يومها وكأنها لم تستوعب يوماً أنها زوجة وأم ، وكانت دائماً تنظر إلى مافي أيدي الآخرين
وتحسدهم وتطلبهم وتريق ماء وجهها ليجودوا عليها ببعض الفتات .

أما إخوتي ، فحدث ولاحرج فهم يعيشون بين جنبات الشوارع، وأغلبيتهم إنحرفوا عن جادة الصواب ، حتى إخوتي ( البنات ) لم يقمن وزناً للأخلاق ولا للشرف ولا حتى لنظرة المجتمع ، والكارثة أن إخوتي بمجرد وصولهم إلى الصف الرابع إبتدائي فإنهم يتركون الدراسة من غير سبب .

في ظل هذه الأحداث من حولي، عشت هذه الطفوله البائسة وأنا كارهة لوضعي ناقمة على أمي وأبي اللذين تجردا من أشرف وأسمى لقب في الوجود ، كنت متمسكة بدراستي وبقوة وكنت من المتفوقات بالرغم من قسوة الظروف من حولي وتفكك أسرتي وانحرافهم جميعاً .

وسأحدثكم عن اليوم الذي غير مسار حياتي وفيه بدأت مأساتي التي لولا إيماني بالله لما تجاوزتها .

فحين حصلت على شهادة الصف الثالث متوسط وأنا الوحيدة من أسرتي التي وصلت لهذا المستوى ، تقدم رجل لخطبتي وكان عمري حينها (15عاما) وكان عمره 60 عاماً ومصاب بالضغط والسكر وكان تاجر مخدرات .

مما جعلته تجارته هذه تجني أرباح كثيرة وهو السبب الوحيد الذي جعل لعاب أبي وأمي يسيل ولايكاد يقاوم الإغراء المادي الذي يتراقص أمامهما ، ومن دون تردد وافقا ولم يأخذا أذني .

فصرخت في وجهيهما وقلت:لا أريده، أريد أن أكمل دراستي زوجوه أختي الكبري .








: : ..الجزء_الثاني..
.
التكمله ..
.
ولكن لا حياة لمن تنادي ، فقد تم زفافي وسط جو كئيب ولم تبالي أمي بي .

أتعلمون ما أول شئ وضعته أنا في حقيبتي؟!

وضعت دروسي وكتبي
ودخلت داري الجديدة ، عفوا أقصد سجني ،
وبمجرد أن أغلق الباب وراءه بدأ بإفتراسي بكل وحشية ، وبعد أن أنتهى من جريمته
تناول شرابه الكريه واستلقى مثل الثور على فراشه .

ولكم أن تتخيلوا فتاة في الخامسة عشر من عمرها في هذا الموقف المروع الذي اغتال
آدميتها ونقاءها .

خمس سنوات مرت من عمري دفعت ثمنها
كفاتورة قاسية للجشع والطمع اللذين أعميا
أبصار أهلي ، خمس سنوات من عمري دفعت
ثمنها غالياً وذقت فيها كل ألوان العذاب من
ضرب بالسياط والنعال _أكرمكم الله_
والحبس والحرمان من الطعام ، كل ذلك لم
يقهرني بقدر ماقهرني وجعلني أنزف من
الداخل حرماني من الدراسة ورفضه التام
لذهابي إلى المدرسة ، أصبحت أشبه هيكل
عظمي نتيجة الهم والغم، ولكن الله الرحيم
يشاء أن يهبني أطفالاً يشغلونني ، فأنجبت
ولدين وبنت خلال ( 5 سنوات ) فقط. كان
عمري حينها (20) وعاهدت نفسي أن أجنب
أطفالي جميع مامررت به في طفولتي لان
ابوهم إنسان متجرد من شرف الأبوة ،
فبمجرد أن يشرب الخمر فإنه يقوم بضربي
وإياهم ، أتدرون أنني في أغلب الليالي
الطويلة كنت أحتضنهم وأنام وإياهم ونحن
جالسين خوفا من أن يقوم بقتلنا كما كان
يتوعد ، أما حين يكون بحاجة إلى المخدر
ولايجده فإنه يقوم بتحطيم الأثاث وطردي مع
اطفالي إلى الشارع وكثيراً مايقوم جيراننا
الطيبون بإيوائنا رحمة وشفقة بنا .

فكنت أدعوا الله في الليالي المدلهمه أن يفرج كربتي ويزيل عني هذا البلاء الذي تعجز نفسي على إحتماله .

وقد أستجاب الله لدعائي ..

ففي ذات يوم سمعت صراخ الجيران من حولنا وهم ينادوني :
( ياأم فلان زوجك .. زوجك .. زوجك )
فركضت أنا وأطفالي مسرعين ..!

لنرى ماحدث ، حيث قام زوجي بالعراك مع رجل من زبائنه اختلف وإياه على ثمن قطعة هيروين، فتطاعنا بالسكين ، فطعنة زوجي ومات على الفور .

لقد شاهدت زوجي المجرم وقد تلطخت ملابسه بالدماء وهو يرتجف بين أيدي الشرطة ، كانت شفتاه تميلان إلى اللون الابيض من هول الموقف ، أما عيناه فقد كانت زائغتان ينظر إلى الناس من حوله بذهول .

فلا تسألوني عن مشاعري المضطربه ، لا أدري هل هي لحظات سعادة أم شماته ، لم أشعر إلا وأنا أردد لاشعوريا : الحمدلله، الحمدلله





: ..الجزء_الثالث..
.
التكمله ..
.

بعد أسبوع من القبض عليه
مات بعد ارتفاع الضغط وإصابته بنزيف دماغي .

كنت أنظر في منزلي ، بصقت على دولاب ملابسه ، وعلى كؤوس خمره وعلى سوطه الذي ألهب جسدي وجسد أطفالي ، وجاءت أسرتي تعزيني بوفاته وأنا التي لم أراهم منذ سنتين .

كانت أول كلمه قالتها لي أمي حتى قبل أن تسلم علي .

قالت ( الله يرحمه .. هل عنده ورث ؟!!!)

ولولا خوفي من الله لطردتها ، ومن تصاريف الله أن زوجي كان مديون وحين علمت أسرتي بذلك لم أعد أراهم فقد خافوا أن أشكل عليهم عبئاً إضافياً أنا وأطفالي ، فشعرت بالألم الممزوج بالقهر .

جلست أفكر فأنا أرملة جميلة في العشرين من عمري وعندي 3 أطفال وليس لدي أي مصدر للرزق وأمامي طريقان :
الأول هو طريق الكفاح والصبر والثاني هو طريق الكسب السريع حيث أبيع أنوثتي للراغبين في إمرأة وحيدة مثلي .

واخترت الطريق الأول بلا تردد ، وكان أول مافعلته أنني رحلت عن منزلي الأول الذي شهد أسوأ ذكرياتي ، إلى مدينة بعيده واستأجرت غرفة صغيرة بحمامها فقط ، وأنا أعترف لكم بأن هذه الغرفة حقيرة حتى في نظر الفقراء. ولكن ماجعلها مثل الحلم في نظري هو أنني وحدي فيها مع أطفالي فقط.

بدأت أبحث عن عمل شريف ، ولقد سخر الله لي جيران طيبين يتصدقون علينا ببعض الطعام والملابس القديمة ، ووجدت عمل حكومي كعاملة نظافة في أحد المدارس الثانوية القريبه .

اشتريت لأطفالي ملابس جديدة وألعاب وطعاما" طيبا" ولأول مرة منذ أربعة أشهر أطبخ دجاجاً لأطفالي ، واشتريت لهم بسكويتاً وشوكولاته وكنت أرى السعادة في أعينهم .

مرت سنة كامله وأنا في وظيفتي استطعت أن أكسب احترام مديرتي وتعاطف المعلمات وحب الطالبات ، وذات يوم ؟

سألت نفسي : لماذا لا أكمل تعليمي الثانوي خاصة أنني في مدرسة ثانوية ؟

عرضت الأمر على مديرتي فشجعتني وقدمت أوراق انتسابي وكان صدفه أن ابني البكر يدرس في الصف الأول ابتدائي وأنا أول ثانوي ، اجتهدت في دراستي بالرغم من الأحمال الملقاه على عاتقي كأم وموظفة وطالبه !
.
وفي خلال3 سنوات حصلت على شهادة الثانوية العامة بنسبه 97%

بكيت كثيرا وأنا أرى بداية الخير وأرى ثمار جهدي بدأت تنضج ، فانتقلت من عملي مستخدمة وقدمت على وظيفة كاتبه في إحدى الدوائر الحكومية ، براتب جيد بالإضافة إلى
تقديم أوراق انتسابي إلى الجامعة [قسم تربية إسلامية ] واستأجرت شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ ودورة مياة ولأول مرة يدخل tv إلى بيتنا ]]
.
.
يتبع،،
..الجزء_الرابع..
.

وبدأت ارتاح في حياتي خاصة أن أطفالي دخلوا المدارس وأصبحوا متفوقين دراسيا وأخلاقياً .

مرت أربع سنوات عصيبه حصلت من خلالها على البكالوريوس بتقدير إمتياز مع مرتبه الشرف .

وبعدها تم وبفضل الله تعييني مدرسة ثانوية ، وكان ابني الكبير في الثالثه عشر من عمره واحتضنني وقال :
( أنتي أعظم أم أنا فخور بك )
واحتضنتهم جميعاً وظللنا نبكي بلاشعور لساعات ، ولأول مره أقبض مرتباً ضخماً ، وبدأت أدخر جزء كبير من مرتبي لكي أبني منزل خاص لي ولاينائي ، وقدمت على الماجستير وحصلت عليها خلال سنتين فقط بتقدير إمتياز مع مرتبه الشرف .

وبدأت في بناء منزلنا الجديد ، ثم قدمت على الدكتوراه وكان مشوارها صعبا" جدا" جدا" جدا" خاصة أن أطفالي بدؤا يكبرون وكان الإرهاق يكاد يقتلني وأنا أشتت نفسي بين عملي كمعلمة وبين مذاكرتي للدكتوراه وأبحاثي وبين مذاكرة أولادي وبين الإشراف على بناء المنزل الجديد .
.
وحصلت على درجة الدكتوراه وتم تعييني كأستاذة في الجامعة وكان عمري حينها 37

أتعلمون لحظة استلامي لشهادتي بمن فكرت ؟؟
لقد فكرت بأمي ، ترى لو رأتني في هذا المشهد فهل كانت ستبكي من الفرح ، أم أنها ستسألني عن العائد المادي الذي سأجنية من وراء ذلك ؟!!!!

ولكن لا تعتقدوا أني عاقة لوالدتي أو أنني لم أحاول صلتها في مامضى ! بالعكس لقد ذهبت إليها أكثر من مره ووجدتها كما هي لم تتغير ، أما أبي فقد توفي بعد وفاة زوجي بسنة وقد كنت أرسل لها من مرتبي كل شهر .

أما إخوتي وأخواتي فلم يكن يشرفني التعرف إليهم أو تواجدهم في حياتي فابتعدت عنهم من أجل أبنائي .

أبتسمت الحياة لي بعد عبوس طويل..

وأنا الآن أخبركم عن وضعي أنا وأبنائي :

أنا الآن لي مركزي الإجتماعي وأعيش في بيت فخم وعندي الخدم والسائقين .

أما أبنائي : فقد تخرجوا جميعاً من جامعاتهم العلمية وابني الكبير أصبح طبيباً جراحاً، وابني الثاني مهندس معماري ، وأبنتي الصغرى طبيبة أطفال .

وقد زوجتهم جميعاً وأصر ابني الأكبر أن يعيش هو وزوجته معي فملآ علي البيت بالحياة وضحكات أحفادي ، وها أنا الآن في الخامسة والخمسين من عمري والحمد لله

قصتي هذه أهديها لكل يائس ومحبط ، لعل بها من بصيص أمل يبدد لحظات اليأس في حياته .

وصدقوني لو أستسلمت لليأس ولحظاته المريره لما وصلت إلى هذه الحياة التي أعيشها الآن بفضل الله أولاً
ثم بفضل تمسكي بالأمل .

صدقوني ومن تجربه خضتها واستطعت النجاح فيها، ليس هناك أجم ل من التفاؤل، والتشبث بالأمل حتى وإن كان صغيييير .

:قال تعالى :
(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)
.
انتهت القصة ..
.

.







رد مع اقتباس