عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-17, 03:49 pm   رقم المشاركة : 7
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً










‏قلبي الصغير أنا،لم يعتد الوجعا
‏واعتاد أوجعهُ،لما بنا فُجعا
‏.
‏يا ليتنا ما التقينا في الهوى أبداً
‏ولاعشقنا،ولا فينا الهوى سمعا


عروس الدانة 
(7)


.....







لقطات لمناظر طبيعية ، سيارات متنوعة 
شواطئ بحر أزرق ،
تناثرت حوله أكواخ خشبية في وسط بحيرات صناعية ،
أشجار جوز الهند العالية ،
واطفال يلعبون بالرمال 

ورجال ونساء يظهرون اكثر مما يخفون من اجسادهم يتعرضون لاشعة الشمس و قد استرخوا على مقاعد واسعة ...
ثم
انتقالة كبيرة لكثبان رملية وسيارات الدفع الرباعي تسير فوقها ،
تجمع شبابي ضخم ، وهتافات ، 


هذا كل شيء ..
قلبت الكاميرا ليس سرا ما رأت هي حياة اي شاب ..
عادية ، واقعية أيضا

..وضعتها على الطاولة 

وأرخت جسدها الكرسي 
رفعت رأسها و أغمضت عينيها 
تحادث نفسها :

(أين انا الان 
ماذا انجزت وماذا قدمت
...
تائهه ..حياة عبارة عن مجموعة ألوان متداخلة
و متاهة لطرق متشابكة ..
ماذا اريد ..؟ 

إلى أين اريد الوصول ..؟؟

متزوجة أنشد الاستقرار ...
القفص الذهبي 
و انا في ضياع وقفص من حديد
يخنقني

وزوج لا اعرفه ..
وأهل زوج يرفعون السقف على جدران متخلخلة

...
تنهدت ..
اخرجت انفاس مكفنة بعجز و حيرة 
..

دقائق على صلاة الظهر 
صوت رنين ..
تتبعه ليوصلها لغرفة النوم 
..
فتحت باب الغرفة ..

فكان انبعاثه من جهاز حمد النقال 

اقتربت منه ..
ليظهر على الشاشة
(الحب يتصل بك )

وصورة لظل امرأة 
يزين العرض فيها 

..
رددت ((الحب ))
ايكون السر 

تقلب حمد ..
ارعبها
توقفت انفاسها و اجفانها 
فقط دقات قلبها 
تدفع الدم بقوة لأنحاء جسدها لتبثه الحياة 
يتوقف الرنين

ويسكن حمد عن الحركة 

لتعاود تنفسها السريع 
تعوض ما فقدت من أكسجين 
..

وبسرعة البرق 
خطفت الهاتف 

تحاول فتحه 
فكان مقفل برمز 
رددت :
( ما أغباني ..)

فكرة ذعرت و خشيت منها


ترددت بحيرة

ومهابة للفعل السيء الذي تفكر فيه لكن ...!!

لكن لا ضير 
من المجازفة

وهو الحل .. !!

مازالت في ترددها 
اتغامر ..
امّم ربما تهور ،،،

صوت من داخلها يقول ؛
(انه الوقت المناسب )
.. 

بترت حيرتها 
فتقدمت لحمد و قربت الهاتف لتسجل بصمته

ويفتح القفل 

وتنفتح معه عينا حمد ...


.....




..

(محاولة اخيرة ساجازف بها )

قطع فكرها ..
طرقات الباب ،
ويدخل سالم
وابتسامة ترتسم على محياه ..
بسمة تفاؤل و حب لزوجة يراها أجمل النساء و أفضلهن !!!

قال وهو يتقدم وقد رفع يده بكيس صغير

صباح الخير .اخبار حبيبتي )

ترسم على شفتيها ابتسامة باردة وتجيب

(بخير ، لكني لازلت سخطة من تصرفك )

يقبل جبينها ويمسح على شعرها البندقي
ويدخل أصابعه بين خصلاتها ..
ويقول

( للمرة الألف اقول لك الامر كان لي مفاجيء ولم اتوقعه بهذه السرعة ..
صقر موصي علينا وبشدة ) 


صقر ..صقر 
الى متى ..! 

رفع الكيس الذي بيده وقال :
( هذا دوأك الذي طلبتي ..مع اننا في مستشفى و موفر لنا ما نريد و تطلبين ان احضر لك دواء من الشقة ..)

أبعدت نظرها عنه وقالت :

(الصداع الذي يعاودني لا ينفعه الا دوائي ..)

ربت على كفها وقال :
( كلنا فداك يا نوارتي ..أنا سعيد سعيد ..
الطبيب يقول الاسبوع الاول و الثاني يبشران بخير ،
بعد ان استقر الحمل بسلام في مكانه الطبيعي ،
سأباشر صقر و و أخي أول ما يثبت الحمل ..)

همست :

(وهذا ما يحزنني )

كرهت جلسته و تتأمله وهو يتكلم كأنها تنظر الى طبقة حقيرة
لا تليق بمقامها السامي ..
فطنت لقوله :

( أتركك الان ..)
يقبل كفها التي كانت بيده ،
و يخرج مودعا 
..

تفتح كيس الدواء وتخرج منه علبة تعرفها جيدا ثلاث سنوات تلازمها ..تحرر حبة منه ، و تتناول علبة ماء من على الطاولة .. 

وعندما همن بوضعها في فمها
سمعت 
صرخة ...




...



....

أيام مرت بعد سفره ،
و هاتفه مغلق .. 

فقط ارسل لها بانه سيسافر و سيتغيب مدة لا يعلم متى ..
لتجهز له حقيبة ولها ولابنتها 
أوصلهم لبيت الدانة ..

فقط قبل شهد وغادر ..

لا تنكر ان الجدة فرحت بها
وبدلع ابنتها عليها 
لكن ان تسير بطريق معصوب العينين ..
صعب و صعب جدا ..
صراخ ابنتها علا تنادي :
(خالي خالي )

انه الصقر ..
تبتسم في داخلها لراحة قلبية تحتويها ..
وجوده حولها كالجدار الصلب 
بل كالسد الضخم ..

لا تنسى ..


كيف هاتف اسامة تلك الليلة لمدة طويلة ..

ثم جاء اليها ويمسح على كتفها ونظرات الرحمة و الشفقة تتفجر منه

ويهمس لها : ( ستنفرج باْذن الواحد الاحد 
لكن اصبري )

..

يقبل راس الجدة
و يدها ويحمل الصغيرة
و يسير بها بعرجته التي تزداد عندحمله لها

يتجه نحو احد المقاعد و يجلس الصغير بجانبه 
يلتفت ويقول :
(شهد اغلقي عينيك)

تلتفت شهد و تقول :

( القط الكبير ليس هنا )

يقهقه
و يلف كتفيها الصغيرين بذراعه ويقول :
( القط نائم الان.. ثم خالك بجانبك لن اسمح له أن يتقدم من الأميرة شهد
، هيا اغمضي عينيك ..)

تضع أصابعها الصغيرة على عينيها وهي تقول :

(خالي اتلعب معي لعبة الغميمة ،،؛)

فيقهقه اخرى ..
من براءة شهد 
يحس انه يعود طفلا خفيفا مرحا

لم ترسم الاقدار ندبها في حياته 


ويخرج من جيبه كيس فيه لعبة اكترونية
صغيرة 
تصرخ الصغيرة :

(هدية هدية )

تمد يدها الصغيرة لتتلقفها ، فيرفعها بعيدا
وقال 
مؤنبا :

(لم اقل لك افتحي عينيك ،لم خللتي بالاتفاق ..؟)

بصوت اقرب للهمس قالت :

(سمعت صوت الكيس فتشوق لها. ،،)

هييييييييه صرخت عاليا وقالت:

( مثل لعبة سديم )
ليفاجأ بان تلتقطها ،
وتسرع الى أمها المقبلة من بعيد تريها إياها 
....


(اراك تحب الأطفال .. )

همست الجدة و في قرارة نفسها حديث معه
فأجابها :

( ومن لا يحبهم نقاء و براءة و طهارة )

فقالت الجدة :

( ألا تريد أطفال يحملون اسمك و يخدمونك عند كبرك ..)

فقال مبسما :

( ليتهم يشترون لاشتريتهم )

ضربة خفيفة على فخذك من جدته ،
ليضحك عاليا ..

تلتفت اليه الجدة بجسدها وتقول بإصرار:

( اسمع يا ولد أحد الامرين :
ام ترجع فلوة إلى ذمتك أو ..)

فيقاطعها :

( اقسم بالله لو وضعوا رأسي بين رجلي لقطعه ما أرجعتها ..وأما غيرها 
..)
وانتبه لارتسام الالم على وجه أم السبعين

فغير نيته وقال :

(وأما غيرها... فلك ما تريدين 
...
وانا تحت شورك يا غالية ..)

دموع تلونت بها عيناها
فتسارع تمسحها بطرف شيلتها ..
وتتمتم ببعض الدعوات له
يميل اليها و يضم رأسها لصدره و أكمل مسح دموعها
.. ويقول بصوت هادئ وخافت :

دموعك غاليه يا أمي ) ..
.....













التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس