عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-10, 11:15 pm   رقم المشاركة : 41
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الرابعة والعشرون : المشي والزحف ورقم أربعة .

قال الله تعالى : {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(45) سورة النــور
ذكر الله في هذه الآية الكريمة أنواع المخلوقات والدواب , وأصل خلقها , وأنها مخلوقة من ماء , وجاء هذا الماء نكرة , لأن المعنى أنه خلق كل دابة من نوعٍ من الماء مختص بتلك الدابة [ الكشاف : 3 / 246 ] .
ثم قسم الله تعالى أنواع الدواب حسب دبيبها على الأرض , وهي ثلاثة أقسام :
1. الزواحف , وهي التي تمشي على بطنها , كالحيات ونحوها .
2. ما يمشي على رجلين كالإنسان والطير .
3. ما يمشي على أربع كالحيوانات البرية المعروفة .
ثم بيّنَ سبحانه أنه يخلق ما يشاء , وفي هذا إشارة إلى أنه قد يوجد أنواع أخرى غير هذه , وذلك كالدوابّ التي تمشي على أكثر من أربع كالعنكبوت والعقارب ونحوها .
ونستفيد من هذه الآية ما يلي :
1. أن غير العاقل إذا جاء مع العاقل فإنه يجوز أن يأخذ حكمه , فالتي تمشي على بطنها والتي تمشي على أربع دوابُّ غير عاقلة , ومع ذلك جاء التعبير عنها بما يعقل بشيئين : الأول : ضمير الجمع المذكر في : ( ومنهم ) وضمير الجمع المذكر خاص بالعقلاء , والآخَرُ قوله ( مَنْ ) واسم الموصول هذا خاص بالعقلاء , ولكن لأنَّ هذه الدوابّ جاءت مع الإنسان الذي يمشي على رجلين فقد غلب العاقل غير العاقل , ومثل هذا قوله تعالى :
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ } (
18) سورة الحـج .
2. أن الزحف على البطن قد يسمَّى مشياً , وخاصة إذا كان سريعاً , كما في بعض الزواحف السريعة جداً , فسمى الله زحفها على البطن مشياً ( يمشي على بطنه ) كما قد يسمى المشي زحفاً إذا كان بطيئاً كقوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ}
(15) سورة الأنفال , فسمى مسي الجيش زحفاً ؛ لأنهم يمشون بثقل وبُطْء , والله تعالى أعلم .
3. نلحظ هنا أن العدد أربع هو أعلى شيء في أنواع الزواحف , وقد تكرر الحديث عن هذا العدد في سورة النور بأنه الغاية في جنسه في أكثر من موضع , فجعله الله تعالى أقصى أنواع الشهادة في الزنا
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (4) سورة النــور , وجعله الله تعالى أعلى شهادة للمتلاعِنين : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} (6) سورة النــور . وأيضاً جعله الله تعالى أقصى أنواع الانتظار بين الزوجين في الخصومة : {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (226) سورة البقرة , وجعله الله عدة المتوفى عنها : {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (234) سورة البقرة , وجعله الله مدة السياحة في الأرض : {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} (2) سورة التوبة , وجعل الله الأشهر الحرم أربعة { مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (36) سورة التوبة , وخلق الأرض في أربعة أيام : {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ}
(10) سورة فصلت .
فلا بد أن هناك سراً خلف هذا الرقم كما أن هناك سرا عجيبا خلف الرقم سبعة , ولله الأمر من قبل ومن بعد , وهو تعالى أعلم وأحكم .







رد مع اقتباس