عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-17, 07:27 pm   رقم المشاركة : 1
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً
على ضفاف الجرح ... بقلمي


على ضفاف الجرح






[overline]( 1 ) [/overline]




الجميع منشغل إلاهي ....ناديه تحدث أمل ,وهند تحدد لشفتيها لونا أحمر ......وساميه ترسم بعض الزهور ...وهي ....ما فتئ لسانها يردد ذكر الرحمن ........ثم فتحت كشكولها ودونت أعلى الصفحة .......أدب أندلسي المحاضرة الأولى ...الدكتور .......
التفتت إلي بحكم أنني أقربهن وقالت بابتسامه هادئة :"وفاء أتعرفين اسم دكتور المادة ؟"
فقلت :"نعم الدكتور ..(سليم ),ولكن قبل يومان ,سمعت رئيسة القسم تتحدث بالهاتف عن اعتذاره
وندب أستاذ من كلية الآداب في جامعة الملك سعود لايحمل إلا الماجستير ,يقال أن اسمه عدنان "
غيمه سوداء اظلت وجه رنيم ,أثناء حديثي معها وتابعت بابتسامه ذات مغزى :"مازال البحث جاريا لمعرفة المزيد"
شيء ما فاجأها , فعلقت عيناها بالسقف ....ولم أشأ إفساد هواجسها فتركتها وعدت إلى فضولي أراقب الطالبات ..وفي مكمن سري أفكر فيها
....دائما في صمت وإن تحدثت فبكلمات قليلة العدد عميقة المعنى ,تملك المقدرة في إيصال أفكارها لسامع بصورة واضحة تماما ..فنادرا ما تجلس في مجموعة ..فأغلب وقتها تقضيه في المكتبة
..,مهتمة بالتاريخ ,ومع ذلك فهي في قسم اللغة العربية ...كل ما نعرفه عنه أنها وحيده أبيها الذي لاتراه إلا في عطلة الأسبوع لإنشغاله في إدارة الميناء ,اعتمدت على تربية جدتها لها بعد وفاة أمها ....افقت من أفكاري على سؤالها :
_"أهو مواطن أم متعاقد"
لم أعي ماتعني فسألتها
_"من تعنين ؟"
فقالت بشيء من الجدية :"الأستاذ , أستاذ المادة!""
فأجبتها بشيء من الغباء:" أتقصدين الأستاذ عدنان"
هزت رأسها موافقة....فقلت :"بل مواطن ,ومن هذه المدينة أيضا ...أخ ناديه يعرفه في الجامعة "
زمت شفتيها , وعادت ..سحابة السواد من جديد على وجهها ...
ماذا دهاها ؟وحقيقة لاأستطيع سؤالها فهي لا تسمح للاخرين لمعرفه أسرارها ... انتبهت على صوت يخرج من سماعات في الحائط ...دليل على أن الأستاذ يستعد لبداية المحاضرة ....
فهرعت الطالبات لفتح الشاشات وتجمهرهن حولها, .
.........وأخيرا خرجت صورة الأستاذ على الشاشة ,وصاحب ذلك صراخ الإعجاب من قبل الطالبات ,...بالرغم مني رنت مني إلتفاته إلى الشاشة
,لتقع عيني على رجل منحه الله جمالا..كاملا..,وجهه كالبدر يتدلى على جبينه بعض من خصلات شعره, ونظاره بيضاء وعينان كالصقر وملامح حادة متناسقة تمتمت بانبهار ...."ياللروعة"...التفتت رنيم إلي بغضب وقالت :"حتى أنت ياوفاء!!"
خجلت , حاولت أن أنقذ نفسي من الموقف فسألتها:
_"أيوجد في المكتبة مراجع للمادة ؟"
فقالت بعد ان أخرجت ورقة عليها أسماء كتب كثيرة, وتابعت :
_"حتى المصادر موجودة بكثرة"
فقلت :"جيد."....
وقبل أن أكمل ...ارتفع صوت الأستاذ مرحبا بالطالبات ,ومهنئا بالعام الدراسي الجديد, وبدأ يعرف عن نفسه :
_"عدنان أحمد ماجستير بالأدب الأندلسي ......"رنا مني التفاته إلى رنيم فدهشت حين رأيت يدها تتكور وسط صدرها متكور على نفسها ...
واصل الأستاذ حديثه بقوله :
_"تهمني القراءة الخارجية وسعة الاطلاع , ولا تتوقع طالبة أن تنال درجة الإمتياز إلا بعد جهد بذلته "وهمست الطالبة بقولها :
_"يكفي أن نرى طلعتك ياأستاذ "
وترتفع الايدي لالتقاط صور له بأجهزتهن ..


...واستمر الأستاذ في حديثه عن طريقته في التدريس وماذا يريد , وما لا يريد, وتستمر رنيم بشد القبض على يدها ويدها الأخرى على ورقة المراجع
..
وتنتهي حالة الارتباك بأن انتصبت واقفة, واستأذنت من المشرفة وخرجت....
...أغلب الطالبات دهشن كما دهشت لتصرفها ,أكاد أعدها على أصابع اليد المرات التي تخرج منها رنيم من المحاضرات .....
الأستاذ مازال يتحدث ويطنب في القول على طريقته :
_"على كل طالبة أن تستعد في كل محاضرة لسؤالها عن المحاضرة السابقة ,وسوف تخصص عشر درجات لذلك , فلا أقل من مرجعين , ويكتفى بمصدر واحد "
يقلب الأستاذ أوراقه ويتابع :
_"هل من سؤال فيما سبق "
يسود الصمت ويعلو الضحك في احدى أنحاء القاعة من مجموعة طالبات أطلقن على أنفسهن "طوف الحمامة "
ويصاحب ذلك الضحك أن يتقاذفن بقصاصة من الورق ....دفعني الفضول لمعرفة مابها....ولعل الله فقذفت بقدرته إلي ,وأخفيتها بسرعة البرق بين أوراقي
ونهضت أحدى الطالبات وسألت الأستاذ إن كان هناك نصوص أم يكتفى بدراسة الأدب , فأجاب الأستاذ :
_"لا يمكن أن يتجسد لنا مستوى الأدب إلا بدراسة النصوص , فالنصوص هي الروح التي تبعث الحياة في جسم الأدب "
وفي أثناْ ذلك ولجت رنيم بهدوء وسكينة إلى القاعة ,فصمت الأستاذ عن الكلام قليلا وقال حانقا:
_"أيتها المشرفة ما اسم هذه الطالبة المستهترة التي لم تهتم بموعد المحاضرة وتعاقب فتكون عبرة لغيرها....."
وكانت رنيم قد توقفت عن المشي تسمع حديث الأستاذ وحينما انتهى التفتت نحو المشرفة راجيه ,فأشارت المشرفة بيدها مطمئنة ,وتوجهت إلى أقرب سماعة وقالت :
_"نعم أستاذ , أنا المشرفة "
فقال وهو مازال ا:
_"كيف تسمحين لطالبة أن تدخل إلى المحاضرة متأخرة ..ألست مسئولة عن انتظام الطالبات قبل بدء المحاضرة"
فأجابت المشرفة بأدب:
_"عفوا أستاذ , فهذه الطالبة مستأذنه قبل قليل وها هي عادت "
ألجمته الإجابة, صمت قليلا ,, وقال :
_"حسنا نكمل المحاضرة "
عادت رنيم الى مكانها ,و أسندت رأسها بين يديها , ثم مسحت وجهها براحتيها ,اسندت ظهرها إلى الكرسي , أخرجت تنهدا ساخنا ثم علقت نظرها إلى السقف ....وكل ذلك وأنا أراقبها , والأستاذ مازال منهمك في مقدمته .
وحينما شارفت المحاضرة على النهاية القى الأستاذ قنبلة بقوله:
_"........وبالنسبة للامتحان الفصلي فنصف الدرجة تمتحن شفهي ....والذي يعتمد طريقة إلقاء النص شعري أو نثري وبعض الأسئلة العامة عن المادة , والنصف الآخر امتحان تحريري والذي يعتمد على صياغة الأساليب الأدبية وجودة الخط علاوة على إتقان المادة العلمية"
فعلت الضجة في أنحاء القاعة استنكارا لحديث الأستاذ , والكل يشجب ..ويرفض طلب الأستاذ ,لكن لم تتقدم أي طالبة واستمر الحال لمدة خمس دقائق ...فطفح كيل الأستاذ وطلب أن تتقدم احدى الطالبات لتخبره بالأمر الجلل, الذي وقع في القاعة فأحدث ما أحدث ...فتقدمت أسماء _قائدة الفرقة _وقالت:
_"لو سمحت أستاذ "
_"نعم"
_"ما تطلبه ليس بمنصف"
فأمال رأسه قليلا مع ابتسامة لا تخلو من بعض التهكم وقال:
_"أولا ما اسمك؟"
_"اسمي .., اسمي .. أسماء "
فقال الأستاذ بسخرية واضحة :
_"ومن هو الذي ليس بمنصف يا أفعال ...عفوا
يا اسماء "
عند ذلك أرتفع صوت الضحك من الطالبات.
من كلامه هذا أحسست أنه يريد أن يضعف من موقف أسماء .صدق حسي ...فقد أجابت بتردد وكانت من قبل تحاور الأساتذة في اللقاءات العلمية :
_"أنت..حضرتك قلت ..قد ذكرت الأسلوب والإلقاء ,نعم الأسلوب , فقد اشترطت ذلك وأغلب الطالبات إن لم يكن جميعهن لا يملكن ما طلبت ,.....ثم...ثم أين مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات ..كذلك جودة الخط الذي هو قدرة لا يملكها الكثير..."_تنفست قليلا _ثم أكملت"والطريقة ليست معهودة على الطالبات من قبل الأساتذة .....هذا ما أود قوله)
ثم صمتت لتمسح جبينها .
وكانت رنيم قد التفتت تاحية أسماء تنظر وتتابع حديثها ..وتمخص الجبل وتنحنح....وقال:
_"أولا :اللغة العربية عموما والأدب خصوصا ,تحتم على دراسها أن يتقنها تحدثا ,وإلقاءا, وتزداد روعة إن زينت بدرر من الأساليب الأدبية الغير متكلف فيها ,فيظهر روعتها وقوتها ومكانتها ....وبالنسبة للفروق الفرديه ,فأنا مراعيها ,فلم أشترط فقط المادة العلمية ’ أو الأسلوب أو الخط لكنني طلبتها جميعا , حتى الإمتحان نصفه تحريري ...ونصفه شفهي ....وذلك مراعاة للفروق الفردية ..
ثانيا:ماذكر عن الطريقة المعهودة فأعتقد أن كل أستاذ له طريقته الخاصة به ,وهو الذي يحددها ..وليس غيره...أستوعبتي ماأقول....!!!
............انخرست أسماء...ولم تعي جوابا ..وكأن أمرا ما كبل فمها .
إرتفعت عيني نحو الشاشة ...لأجد الأستاذ مبتسما إبتسامة ...فاترة محشوة بجمهور من السخرية ...ثم أستأذن وخرج ....,مع خروجه ...ارتفع صوت الطالبات تعليقا على كلام الأستاذ مكونات ...زرافات ..ووحدانا الكل ساخط من الأستاذ بسخرية وبين الفينه والأخرى يعلو صوت أسماء محتجة على طريقته وتتساءل عن ذلك الأسلوب الذي يريده أن تنتهجه في الأمتحان ويبلغ منها الغضب مبلغه فتنطلق كلماتها النارية قائلة :
_"سأقدم بشكوى للعميدة , وعليكن أن توقعن عليها مفهوم "
ويرتفع هتاف الطالبات حولها متجمهرات بالموافقة –وكنت ماأزال جالسة بجانب رنيم أتابع معها الأحداث ...التفت إليها وسالتها:
_"مارأيك بما حدث "
– وقالت:
_"لعله من الأفضل التريث "
وحينما هممت أن أحاورها أقبلت أسماء ناحية رنيم مع حاشيتها وقالت:
_" وأنت يارنيم موكل إليك صياغة أسلوب الشكوى نريدها بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى تبديلة بأستاذ آخر"
وبكلمات هادئة قالت رنيم :
_"أسماء هل لي أن أتكلم "
_"تفضلي " "
_"أولا اذكري الله "
_"لاإله إلا الله"
_"ثانيا: أرى التريث في أمر الشكوى ..."
_" إلا الشكوى ..."
_"أسماء ألم تعدينني !!!"
_"المعذرة أكملي "
_"أقول من الأفضل التريث في الشكوى لثلاث أسباب :
الأول :إنك لاتملكين ما تشكين به الأستاذ ,
الثاني :نجربه في التدريس فربما يكون حماس وسرعان ماينطفئ ..,
الثالث :لاأعتقد بوجود البديل إلا أستاذ عام بدليل إنتداب هذا الأستاذ من الجامعة فأرى التريث ,وسرعان ماتكشف لنا الحقائق ....وإن غدا لناظره لقريب.."
فتقول أسماء بصبر نافذ:
_"لكن سخريته لاذعة , ألم تسمعي عندما قال لي:ياأفعال ...فتجيبها رنيم ...
_"أسماء قدمي حسن الظن ,لاتتخبطين في سوئه , ثم إن هو يسخر ,أتقابلين السيئة بالسيئة..."
خفضت اسماء رأسها وزمت شفتيها وقالت:
_"حسنا لننظر ولنرى "
بعدها خرجت من القاعة تصحبني رنيم ومن خلفنا باقي المجموعة , والجميع صامت ...لعلهن يفكرن كما أفكر فيه .
ثم أنتهى اليوم الدراسي , وعدت إلى البيت ...وفي المساء تصفحت كشكولي , فوجدت قصاصة بين اوراقه فضضتها فكانت:
_"لوسمحت ياأستاذ ما نوعية الشامبو الذي تستعمله لشعرك.."!!!ابتسمت يالله عليهن ...
"
تذكرت رنيم تناولت جهازي وطلبتها فأجابتني _"قلت لها : "
_"إذا الأستاذ مواطن ,ويعرف بنات بلده والحقيقة هو فتنة امام الطالبات المستهترات , فما رأيك أن تطلبي منه بطريقة غير مباشرة أن لا يظهر في الشاشة !!!"
وكأنها ملدوغة قالت:
_"أنا ....مستحيل ......لاأستطيع أبدا..."
_"وما المانع !!"
قالت:
_"لا أريد أن أحدثه أبدا "
تفاجأت من كلامها ورددت على أسماعها :
_"لاأريد أن أحدثة أبدا! لماذا يارنيم ؟؟؟؟"
صمتت ثم قالت :
_"الذي أريد قوله ...أنه من الصعب القول للأستاذ يأن لا يظهر صورته الصوربمختلف اشكالها في متناول الجميع ,
....وفاء ,,,القضية أكبر من ظهور الدكتور في الشاشة ,بل القضية نفوس تحتاج إلى صهر من الشوائب عالقة بها , تحتاج إلى بذرة صالحة ,لتخرج عناقيد الخير , :
_"
وهكذا مرت الأيام تطوى سريعة..........ماعدا محاضرات الأدب الأندلسي.....
....فقد كان...الأستاذ ينادي بكل محاضرة مجموعة من الطالبات لسؤالهن عن المحاضرة السابقة..., أو قراءة النصوص ...وكنت عند بداية كل محاضرة يمتلكني الخوف , ويهز أعماقي , ليس بسبب المادة العلمية ......أو هول الموقف .., لكن الخوف منبعث ..من شخصية الأستاذ الساخرة ...., فأنا كأي طالبة ... لاأريد أن تمسني سخريته ..ويلدغني استهزاءه , وربما لذلك الإحترام والكبرياء الذي يلف ذاتي
......, والذي من طبيعتي ...الحمد لله ...سلم الله لم يستدعني ....ولكنه استدعى ...صديقتي ...رنيم...











التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس