عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-17, 08:52 pm   رقم المشاركة : 2
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً

(2)



في يوم من الأيام وكالعادة جلست رنيم في نهاية القاعة , وانا بجانبها ..حضر الأستاذ ..ثم قال : :
_"تخرج رنيم عبد الله إن كانت موجودة "
التفت إلي رنيم بسرعة , وحملقت في بعد أن أمسكت بيدي ,فقالت المشرفة :
_"نعم,إنها موجودة "
قال الأستاذ:_"إذا لتتفضل إلى السماعة مع ديوان بن زيدون ص61"
سقط الكتاب من يد رنيم , تنفست بعمق مدت يدها حيث الكتاب وأخذته بهدوء تمتمت بكلمات لم اسمعها ....وتوجهت حيث السماعة ,وأصبحت , قالت بصوت منخفض :_"نعم أستاذ "
رفعت بصري إلى الأستاذ تمعنت جيدا فأحسست ببعض الأرتباك قد تلبسه من خلال حركته الغير منضبطه بتقليب أوراقه ربما أبالغ لكن هذا ما لاحظته .
فسألها :_" ما اسمك الكامل؟؟"
قالت :_"رنيم عبد الله..... "
قال الأستاذ يستعجلها :"اسم العائلة...العائلة ماهي ؟؟؟؟"
ضغطت رنيم بشدة على الكتاب ,صمتت لحظات ,وقالت:
_"هانئ "
فصمت الأستاذ برهه..
أمر ما يختلج في صدره ....ثم قال:
_"اسمك لم يكتب بالقائمة كاملا!!......لماذا؟؟؟"
قالت رنيم في هدوء _" لا أعلم "
قال :_"اقرئي " وفتح كتابه
ارتبكت رنيم وقالت:_" كم الصفحة؟؟؟"
قال :_"61"
فتحت رنيم الصفحة المقصودة وبسرعة البرق فكانت هناك قصيدتان:-
الأولى "ما ذنبي انا" والثانية بعنوان "قبلة مسواك" .
تأملتها , واحسست بخيوط من المعاناة تمر بها ....وذلك ما عرفت عنها اشمئزازها لنوعية من القصائد الغزلية كالتي طلبها الأستاذ وكدت أجزم بإعتذارها , ولكنها لم تلبث بإن قرأت القصيدة الأولى والتي تقول :-
إن ناء فعلك بي فما ذنبي أنا
حسب المتيم أنه قد أحسنا
لم اقبل حتى كان عذرك في الذي
أبديته واخفى وعذري أبينا
ولقد شكوت بالضمير إلى الهوى
ودعوت من حنق عليك فأمنا
ثم انتهت .
وكانت القراءة رائعة وتبقى قراءة قصيدة قبلة المسواك...لكن رنيم ..صمتت قال الأستاذ:
_"اكملي"
فقالت بكلمات آليه :_"انتهت القصيدة "
فقال:_" اعني اكملي قراءة الصفحة ....يارنيم...."
رفعت بصرها إلى السقف وشدة بقبضتها إلى الكتا ب , وتنفست بعمق ,..وعادت إلى القراءة:
أهدي إليك بقية المسواك
لاتظهري بخلا بعود اراك
فلعل ....فلعل نفسي....
وصمتت رنيم.
وصمتت القاعة
,وصمت الأستاذ
,وكأنني أسمع دقات رنيم
والتي زمت شفتيها و وأغمضت عينيها وظلت واقفة .
قطع حبل الصمت صوت الأستاذ لرنيم بإكمال القصيدة للمرة الثانية , فنظرت رنيم إلى السماعة ..بحزن وقالت بشئ من الضيق :
_"لن أكمل القرآءة"
(وكانت تكملة القصيدة:-
فلعل نفسي أن ينفس ساعة
عنها , بتقبيل المقبل فاك
ياكوكبا بارى سناه سناءه
تزهي القصور به على الأفلاك
قرت وفازت , بالحظير من المنى
عين تقلب لحظها فتراك )
فقال الأستاذ :-_"ولماذا؟؟"
قالت وهي تحاول أن تتمسك بهدوئها :
_"لأنها سخيفه "
فقال الأستاذ وقد طاش غضبا :
_"وأنا آمرك بمتابعة القراءة "
فقالت بعدما اختنق صوتها " لا أستطيع"
فقال الأستاذ وهو متفجر غضبا :
إذا ..اعتبر ذلك رفض لأمر الأستاذ المادة ...,وفرض رأيك على رأي الأستاذ بقولك سخيفة ,....بل وتحدي
.......من ألآن أنت محرومه عشر درجات من اعمال السنه .......
وبهدوء تركت رنيم السماعة على الطاولة وتناولت كشكولها ,وخرجت أمام دهشة الجميع
,بل انصدمن الطالبات بأن تقوم المثالية بالكلية على هذا التصرف....
أما أنا فتحقق لدي أن هناك أمرا ما خلف الكواليس لا أعرفه في
ذات رنيم
...فتصرفها ليس طبيعيا ,وكان بإمكانها القرآءة ثم تتفاهم مع الأستاذ لاحقا...لكنها لم تفعل للأسف ...
أفقت على وعيد الأستاذ :_"لرنيم ستندمين على تصرفك والأيام .....ستثبت ذلك...عودي إلى مكانك.."
وكان يظن أنها مازالت موجوده في القاعة.
أكمل الأستاذ الشرح بدون اسئلة..فنهضت من مكاني واستأذنت المشرفة وخرجت...واتجهت ناحية استراحة المجموعة فوجدتها جالسه صامته ,....وقد نشرت الكآبة جناحيها حولها
اقتربت منها ...جلست قبالها ...رفعت رأسها بيدي ........فكانت ساخنة كالمدفئة ..ناديتها بكلمات هادئه:-
_"رنيم لا تحزني ,فأنت تملكين مبادئ سامية "
فلم تزل صامته
حاولت ان أنقب عن كلمات تناسب حالها ,وتابعت :-
_"أمعقول أن تهتز رنيم من أجل تصرف منبعث من استاذ ساخر...."
وحينما نظرت إلي خرست ..تأملتني , ثم قالت بتألم وهي تهز رأسها يمنة ...ويسرة...,هي تقول:
_:"وفاء ..وفاء ...أنت لاتعلمين شئ..."







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس