عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-17, 11:11 pm   رقم المشاركة : 3
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً

(3)











حملقت فيها بدهشة وقلت:
"وما الذي لاأعلمه ....؟؟"
فلم تتكلم ...امسكت بيدها وخاطبتها بعاطفة الإخاء ...فقلت:
"رنيم...أناأحبك..... ولا أرضى أن أراك حزينة ...متألمة ...فلا أساعدك.......افهميني"
قالت بابتسامه يتيمة مبتورة الأعضاء .........
"فهمتك ......وشكرا لشعورك...."
فقلت لها ثائرة :"أنا لم أقل ما قلت لأجل أن تشكريني لكن من أجل أن تحدثيني ..,وتخففي ما بك من هم تحملينه....!!!!"
سحبت يدها من يدي ,ووضعتها على جنبيها ,وأغلقت عينيها بشدة .....,تنهدت ...,وقالت:
"القصة طويلة ,وقديمة ,أتى فنبش الجرح من جديد, وذكرني بماضي بغيض"
فقلت:"أفهم من حديثك أنك تعرفين الأستاذ من قبل "
هزت رأسها بالإيجاب وأردفت قائلة :
"وبئس المعرفة تلك...!!!"
سألتها ........................!!!؟؟؟مالحكاية
نظرت إلى الأعلى ..,وعلقت بصرها على طائر في شجرة البندق ....,وقالت:
"هي ذكرى مريرة......تحرقني .. وتعكر صفوي ,...تثير كوامني و مواجعي ....أبغضها ..,أكاد أجن إذا هبت رياحها..."
وتابعت ...:"أسافر بك إلى الماضي ...فعندما كنت في السنة الثالثة اعدادي ,..وفي يوم أسود ....لن انساه أشتد وطأة المرض على والدتي ..,فهرعت على الهاتف لأتصل بوالدي لكنها نادتني ...وأمسكت بيدي .....,ورجتني أن أجلس بجانبها ...
جلست فقالت لي:
"حبيبتي رنيم ...,أنت الآن فتاة عاقلة ....,وتستطيعين أن تدبري أمرك بنفسك ,وها أنا ذا أحس بقرب منيتي .....فقاطعتها بكلمات يغلب عليها النشيج ....:-
"لا تقولي ذلك بل ستشفين(إن شاء الله )وتعود صحتك..."
قالت بنظرات تتفجر حنانا :-
"رنيم ..حافظي على نفسك ..وإياك وأن تبيتي خارج البيت ..,لا تخرجي إلا لجدتك فقط ..,فأنت ترين أباك مشغول في عمله ,فحافظي على نفسك ..وادعي الله أن يرحمني .....رنيم ..ثقي بالله وإياك والبوح بأسرارك....واهتمي بدراستك ..,وحافظي على صلاتك ....."
فقطع صوتها نوبة من السعال الشديد ,استغليت الفرصة ,وذهبت إلى الهاتف وأخبرت والدي وعدت من جديد إلى أمي ,........فكانت ساكنة ...,اعتقدت أنها نامت ..,لكن عيناها مازالتا مفتوحتين وتنظران إلى أعلى والبياض غلب عليها ..........................,
ناديتها ...:-"أمي , اتصلت بأبي وسوف يحضر حالا مع الطبيب ...,فلم تتكلم لفني الرعب ...,أمسكت بيدها هززتها ناديتها .....
عند ذلك تجسدت أمامي حقيقة الموت ,صرخت بأعلى صوتي ......
فأقبلت الخادمة ,وسألتني عما جرى ...,فقلت لها:
"أمي ...أمي ..
وكانت الخادمة كبيرة في السن ,وفهمت واقع أمي ,فأمسكت يدي تريد أن تخرجني .....رفضت بشدة ,وانكببت فوقها ..,ضممتها إلي بشدة ...,فقلت والنحيب مزق صوتي :
"أمــــــــــــــــــــــي ..عودي , ....."
وكنت قد أصبت بحالة هستيرية..شديدة .., أقبل أبي مع الطبيب ,وسقطت بعــــــــــــــــــــدها...
أصبحت بعد أمي –كومة من الحطام –بيتنا خاوي لا حرارة فيه ,ولا عاطفة ...ولا دفئ....
فأبي لا أراه إلا نهاية عطلة الأسبوع لمدة ساعتين فقط ....,والخادمة همها ,...أن اتناول وجبتي بانتظام ...,..وأنام بانتظام ,وجدتي كبيرة في السن و مريضة .
وأنا في خضم الحياة وحيدة كسنديانة اجتثها الألم أبكي كل ليلة ..ولاأنام إلا وبيدي ثوب والدتي يرحمها الله....
بين أعماقي روح ضائعة تجهل معنى الحياة ........
كورقة خريف لا تحفل بسطوع شمس أو نزول مطر ...
بموتها تكسرت مجاديفي ..,تمزقت شرعتي .....أوهكذا خيل لي ..
عندما تعاودني الذكريات ...,وتطل صورة الأمس حيث أمي ,تضيق الدنيا في عيني .., فكرت بالانتحار ..لكن في آخر لحظة ..أقلع عن الفكرة ...لأنه سيكون بداية عذابي ...
وذات مساء هجر النوم أجفاني ...وحينما انقضى جزء من هزيع الليل..... خرق رنين هاتفي هدأته...... واستمر ...,ولم يكن عادتي الرد علي ارقام اجهلها . .., وفي النهاية تناولته ....وأنا صامته ..كان المتحدث شخص قال:
"مـــــــــــــــــرحبا!!!"
قلت:-
"من؟؟"
قال:-"أهكذا يكون أدب المهاتفه ؟"
قلت :-"ماذا تريد ؟؟"
قال:"ردي تحيتي أولا!!!"
قلت:-"أهلا ...,ماذا تريد ؟؟"
قال:"كلمتان ...فقط أريد البوح بهما ...!
قلت مباشرة :"ولماذا أنا بالذات ؟؟"
قال :"صدقيني ...لقد تناولت هاتفي ..وطلبت الرقم عشوائي فخرجت ...أنت ..,وأنا لا أعرفك سواء خرجت أنت أم غيرك؟؟!,سأقول ما عندي ..,وأنا وحيد وليس عندي شخص أبوح له بما أشعر وأعاني منه فهل سمعتي ..؟؟ولكن علي أن أتكلم أنا فقط ..,هل أنت موافقة؟؟؟"
صمت وأغلقت الخط ..بهدوء..
واتصل مباشرة , فلم استجيب له ..,ثم أعاد الاتصال.. فتحت الخط وأنا عازمة على أن لا أتحدث .........
قال لي صارخا:"ما هذه يا آنسة.""".أتعتقدين أن الناس ليس لهم مشاعر ..,كيف تغلقين الهاتف في وجهي ؟؟؟؟!!"
قلت مباشرة ببراءة :"أنا آسفة!"
فقال :"وأنا لن أقبل هذا الأسف .."
فقلت :"ولماذا؟؟1"
قال :"أنت جرحتني ..وأدميت كبريائي ..!!..أنا إنسان ملئ بالجراح و الآلام , يذهب جل ليلي بالبكاء والأنين ..,وعندما ضاقت بي الحال لم أجد من يواسيني ..اتجهت لهاتفي عل الله يوفقني في شخص يفهمني ..,ويضمد جراحي ويساعدني على حل مشاكلي ...,ويعيد البسمة إلى شفتي ..فأنا إنسان حزين ..وأتمنى الموت ..,أقول لنفسي ..ربما أجد الشخص الذي يسعدني ويريحني ...!
وعندما أردت أن أبوح لك بما أشعر ,لأني ارتحت لصوتك ..الذي يخالطه نبرة حزن ,أغلقت الخط و ثم تريدينني أن أقبل عذرك ..!!"
قلت محرجة :"أكرر أسفي "
قال:"أنا مستعد أن أقبل أسفك ..,ولكن"
قلت:" ولكن ماذا؟؟؟"
قال:"تسمعينني ولعلك تجدين حلا لقضيتي ؟!"
قلت:"حسنا تفضل !!"
قال بارتياح :"بدأنا نتفاهم ..أحب أولا:أن أعرفك بالشخص الذي تحدثينه :اسمي عدنان أدرس في السنة الثانية من الجامعة تخصص لغة عربية أبي دكتور في نفس الجامعة ,وقضيتي أن والدي سيرغمني على الزواج من ابنة عميد الكلية ليتقرب منه ويكون رئيسا للقسم ,وأنا لاأريد هذه الفتاة !!"
ثم أمسك عن الكلام ليرى هل استوعبت حديثة أم ..لا ؟...........وأنا مسكينة على سجيتي ,ببراءة قلت :
"لماذا لا تريدها ؟؟ ...هل هي قبيحة ...؟؟"
وبالكلمة الأخيرة قاس تفكيري ..فقال :
"بل هي جميلة جدا ..,لكنني لا أريدها لسببين :
الأول :لأنها رفضت مهاتفتي , ويدل ذلك على رجعيتها وأنا أريد إنسانة متحضرة..وواعية ..وفاهمه "
فسألت مباشرة :" السبب الثاني !!"
قال بعد أن تنهد ..:"لاأستطيع أن أحدثك به الآن , لأنه قد حان وقت خروجي على حيقة منزلي ....لأراقب القمر .....,وأكتب قصائد عذابي .."
سألت بطفو لية :"هل تستطيع كتابة الشعر ؟!"
قال:"نعم , ,كثيرا ...ماكتبت في الليل يا.......عفوا....ماذا تريديني أناديك؟.."
ببراءة مختلطة بحماقة ..:"اسم رنيم "
فقال بصوت خافت :" رنيم ..’يا الله ماأروع اسمك ,اسمك جميل فهل أنت كذلك ؟!"
ضحكت وقلت :"يقولون ذلك .."
فقال لي :"رنيم ..لماذا أنت حزينة؟؟"
قلت بدهشة :"وكيف عرفت ؟!!"
قال:"مع أول كلمة سمعتها منك أحسست بذلك "
فقلت بعد أن فجر كوامن نفسي و لمس جرح في داخلي...:-
"أنت على حق ,أنا حزينة و أتمنى الموت ولا أنعم بطعم الحياة ..,هجرتني الإبتسامة من غير رجعة ,ودعت الجرح من غير لقاء ..,أرى الدنيا سوداء خادعة .., ابتلعت والدتي ....فعشت وحيدة وحزينة "
فقال :"وأين والدك ..وأخوانك ..؟؟"
فقلت له :"والدي يعمل في الميناء..في كل الأسبوع ماعدا يوم الجمعة أراه فيها لمدة ساعتين ..فقط...!.,وليس لدي أخوة فأنا وحيدة والداي ,لا يعيش معي إلا الخادمة ...لايهمها إلا تنظيف البيت واطعامي وجدة انهكها المرض .."
فقل لي:" أليس لك صديقات وزميلات "
قلت له :"كلا,..لا أصاحب أحد ,...وجل اهتمامي ..منصب على مذاكرتي فقط.."
فقال بمكر ..:"آه ..أنت إنسانة ..يائسة تستحق الرثاء "
عند ذلك طفرت من عيني دمعة وبكيت وقلت له:
"نعم ..,أنا إنسانة ..يائسة وحيدة "
قال لي بحنان وعاطفة..:-
"رنيم.., لا عليك لا تبك ..,وأنا مستعد ان اساعدك ..وأخرجك مما أنت فيه ,ضعي يدك في يدك لنساعد بعضنا بعضا ,هاه ..مارأيك؟ "
تخيلت أنه مركب النجاة لقاربي المتحطم ,وقطرات المطر لايامي المقحطة , فقلت ...وياليتني ماقلت :"أنا موافقة"









التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس