عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-17, 06:47 pm   رقم المشاركة : 4
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً

(4)






أغلقت الخط ,ولم أنم تلك الليلة لفرط سعادتي ,فهناك من يحس بي ,بنيت أحلاما عظام وأوهام جسام في مخيلتي ...هذا ما أذكره من مكالمته في المرة الأولى .



كنت كل ليلة أحادثة إلى قبيل الفجر فيداعبني بأحاديث تطربني فحواها عن شخصيته القوية ,وأن الفتيات يعاكسنه بالأسواق لفرط جماله ,لكنه لا يلتفت لأحد منهن .

وكان دائما يسألني عن دراستي ,بعد أن أحس أنني أهتم بها كثيرا ,واستمر الحال ثلاثة أشهر ,وذات مره اتصل ونبرة صوته ضعيفة قال:

_"رنيم لقد تفجرت مشكلتي "


قلت سائلة :_"ماذا حدث ؟"

فأجابني :"اليوم أصر أبي أن اذهب معه إلى بيت العميد,لعقد القرآن على ابنته فرفضت وأصر والدي على معرفة السبب لرفضي فأخبرته الحقيقة "

قلت له :"لأنها رجعيه "

فقال :"هذا السبب الأول ,وقد ذكرت له السبب الثاني "

وبفضول طفولتي سألته :_"ماهو السبب الثاني ؟!"

قال بصوت هادئ أخافتني :_" لأني أحب!!"

في ذلك العمر لم ابلغ السن ولا القدرة على التعبير بهذه الألفاظ وفصمت فتابع هو يقول :_"رنيم ....عندما حادثتك لأول مره خالجني إحساس غريب نبض من الأعماق ,حين أهاتفك أرتاح كثيرا ,وإذا سألت عن حالي اسعد,وأشعر بأن هناك من يهتم بي ,...رنيم ,أنا لا استطيع أن أصف شعوري وأنا احتاجك ولا اقدر أن أعيش بدونك وأنتظر الليل حتى تعود لنفسي روحها وذلك عندما اسمع كلماتك التي تنساب في داخلي فأرتاح وتهدأ نفسي.....رنيم أنت القوة الخفية التي ينبض بها قلبي ,...ولهذا رفضت ابنة العميد من أجلك أنت لأنني احبك .

بالرغم مني هاتفي من يدي بعد أن ارتجفت , تسارعت دقات قلبي , وحبيبات من العرق اجتمعت في جبيني, وتلاحقت أنفاسي مسرعة, سمعته ينادي فتناولته ولبيت نداءه فقال لي:_"ألم تشعري كما شعرت ..ألم تحسي كما أحسست ...أجيبي رنيم ..؟!"

فقالت له_:" أنا كذلك لكني خائفة "

وهكذا .وبعد أن غلب على قلبي وخيم على عقلي أهاتفه كل ليلة , يتغزل بي و احلم بقصور من الخيال معه ,وما ذلك إلا خيال مراهقة ساذجة , واستمرت علاقتي معه عشرة أشهر أصبحت ادرس السنة أولى ثانوي وهو في السنة الثالثة في الجامعة ..خلال تلك الفترة عرف كل صغيرة وكبيرة من حياتي بعد أن ملء فراغي العاطفي بكلماته وإشعاره عشت في أرض غير هذه الأرض ,أنام على اسمه ,وأنهض على اسمه قول عدنان هو الذي يطاع , وأوامره هي التي تنفذ , وكان معجبا بكتاباتي ,وكنت بدوري اكتب له الرسائل متغزلة به ,كلماتي تدور حول محور الشوق والهوى .... صورته معي أينما ذهبت ,نتبادل الهدايا والرسائل عن طريق ابنة أخته التي معي في نفس الصف .

كل ذلك يحدث وصوت من الأعماق يرفض واقعي , , وحين أصارحه بها ,يرسل لي قصص مترجمه ويقول لي :_"هذه الحياة التي يجب أن نحياها لنسعد .."

ذات ليلة رأيت أمي في المنام ترمقني بحنان وعاطفة وحين أهم بمعانقتها تشير إلى ملابسي بأنها قذرة ..وتكررت الرؤيا أكثر من مرة واتجهت طبعا إلى عدنان وأخبرته الخبر , فأطلق ضحكة ساخرة وقال :_"اسألي ابن سيرين "

لم اعلم أن الأقدار تحيك لي أحداث بهذه الرؤيا فمن حسن حظي وتقدير الله عزوجل , ورحمته بي أن وجدت معلمة في مدرستي تجيد تفسير الأحلام فذهبت إليها فرحت بي وبشت ...لأن رنيم وكما تقول تحمل أخلاقا عالية علاوة على مستواها العلمي المرتفع ...!!!

فقلت لها :_"أن لي صديقة رأت رؤيا" ورويت لها حلمي ...نظرت غلي بدهشة
وقالت :_"هل والدتها متوفاة "

حركت رأسي بالإيجاب فقالت:_" إن صديقتك تحب أمها كثيرا,وقد اشتاقت إليها فحلمت بها لكنها لم تستطع معانقتها لأنها أذنبت ذنبا ومازالت عليه ,بدليل أن أمها تشير إلى ملابسها القذرة .."

رجفة سرت في جسدي عند سماعي لكلامها فقلت لها :_"وما تعتقدي ذنبها يامعلمه ...؟!"

ابتسمت لسؤالي وقالت :_"لا أعلم !"

وأردفت هذا دورك ..

عدت إلى البيت قلقة أفكر متسائلة ماذنبي حتى ترفض أمي معانقتي !

ولم يكن أمامي سوى عدنان .

هاتفته مباشرة فكان نائما فأصريت على نهوضه ,نهض وقال لي بصوت خشن جاف :_"ماذا لديك؟"

قلت :_" عدنان أتعرف ذنبا أذنبته لترفض أمي معانقتي ؟"

فقال :_"ماهذا الجنون , اتنهضيني من النوم لتسأليني هذا السؤال !"

وأغلق الخط بكيت كثيرا لأني ضايقته , ولأن أمي رفضت معانقتي .


"رنيم ...وفاء أنتما هنا ....ونحن نبحث عنكما !!







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس