( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر مايشاء إنه بعباده خبير بصير )
لاحظي ختام الاية (ينزل بقدر )والسبب ~> إنه بعباده خبير بصير )
يوم بسط الرزق تعالت الذنوب وأصبحت جهارا ، طغت النفس واستكبرت ، فكان لابد من أن يكون الرزق موزون وبحساب دقيق، لترجع النفس لربها
: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ}
أي: لغفلوا [ص: 759] عن طاعة الله، وأقبلوا على التمتع بشهوات الدنيا، فأوجبت لهم الإكباب على ما تشتهيه نفوسهم، ولو كان معصية وظلما.
{وَلَكِنْ يُنزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} بحسب ما اقتضاه لطفه وحكمته {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} كما في بعض الآثار أن الله تعالى يقول: "إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أمرضته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا المرض ولو عافيته لأفسده ذلك، إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني خبير بصير "
السعدي