عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-18, 06:31 pm   رقم المشاركة : 1705
ملح ـوس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية ملح ـوس





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ملح ـوس غير متواجد حالياً

عن المغيرة بن حكيم الصنعانى عن أبيه قال: أن امرأة بصنعاء غاب عنها زوجها وترك فى حجرها ابناً له من غيرها غلاماً يقال له أصيل فاتخذت المرأة بعد زوجها خليلاً فقالت له: إن هذا الغلام يفضحنا فاقتله فأبى فامتنعت منه فطاوعها فاجتمع على قتل الغلام الرجل ورجل آخر والمرأة وخادمها فقتلوه ثم قطعوه أعضاء وجعلوه فى عيبة (هى وعاء من أدم) فطرحوه فى ركية ( هى البئر التى لم تُطو) فى ناحية القرية ليس فيها ماء فأُخذ خليلها فاعترف ثم اعترف الباقون فكتب يعلى –وهو يومئذ أمير- بشأنهم إلى عمر فكتب إليه عمر بقتلهم جميعاً وقال : والله لو أن أهل صنعاء اشتركوا فى قتله لقتلتهم أجمعين .
وكان الفاروق رضى الله عنه لا ينسى ابداً كل من قدّم للإسلام شيئاً ولو كان صغيراً ..وياله من وفاء نحتاج إليه فى هذا الزمان الذى انعدم فيه الوفاء عند أكثر الناس –إلا من رحم الله-
وها هو مشهد عظيم للوفاء . عن زيد بن أسلم عن ابيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- إلى السوق فلحقت عمر امراة شابة فقالت: يا امير المؤمنين هلك زوجى وترك صبية صغاراً والله ما ينضجون كُراعاً ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت ان تأكلهم الضبع وانا بنت خفاف بن إيماء الغفارى وقد شهد أبى الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال: مرحباً بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً فى الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاماً وحمل بينهما نفقة وثياباُ ثم ناولها بخطامه ثم قال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير .
فقال رجل : يا أمير المؤمنين أكثرت لها .
قال عمر: ثكلتك أمك والله إنى لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصناً زماناً فافتتحاه ثم أصبحنا نستفئ سهماننا فيه .
إلى أصحاب الأمانى الدنيوية الزائلة أُهدى إليكم جميعاً تلك الأمنية العُمرية .
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال لأصحابه : تمنّوا .
فقال بعضهم : أتمنى لو أن هذه الدار مملؤة ذهباً أُنفقه فى سبيل الله وأتصدق .
وقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة زبرجداً وجوهراً فأنفقه فى سبيل الله وأتصدق .
ثم قال عمر : تمنوا.
فقالوا : ما ندرى يا أمير المؤمنين.
فقال عمر : أتمنى لو أنها مملوءة رجالاً مثل أبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبى حذيفة وحذيفة بن اليمان .
أما عن موقفه رضى الله عنه فى عام الرمادة فعن ابن الجوزى قال : وذلك أن الناس أصابهم جدب وقحط وجوع شديد حتى جعلت الوحوش تأوى إلى الإنس وكانت الريح تسفى تراباً كالرماد فسُمى ذلك العام عام الرمادة وكان الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها وإنه لمعسر.
فآلى عمر ألا يذوق سمناً ولا لبناً ولا لحماً حتى يحيى الناس وإن غلاماً لعمر اشترى عُكة من سمن ورطباً من لبن بأربعين ثم أتى بهما عمر فقال عمر رضى الله عنه : تصدق بهما فإنى أكره أن آكل إسرافاً كيف يعنينى شأن الرعية إذا لم يمسسنى ما مسهم .
فجمع عمر رضى الله عنه الناس للاستسقاء وأخذ معه العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا فالآن نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا .
ثم طلب من العباس أن يدعو الله فقام العباس فقال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بى إليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس .
وبعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والطاعة والبذل والتضحية أحسّ فاروق الامة باقتراب اجله فقام يدعو بهذا الدعاء راجياً من الله ان يحقق له تلك الأمنية الغالية .
قال رضى الله عنه :" اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك".
بل إنه رأى رؤيا بتلك الشهادة. فعن معدان بن أبى طلحة العمرى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قام على المنبر يوم جمعة فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر النبى صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر رضى الله عنه ثم قال : رأيت رؤيا لا أراها إلا بحضور أجلى ورأيت ديكاً نقرنى نقرتين فقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت : يقتلك رجل من العجم .
ولقد بشّره الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بتلك الشهادة . فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف فضربه برجله وقال:" اثبت أُحد فما عليك إلا نبى وصدّيق وشهيدان".
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً غسيلاً فقال:"أجديد ثوبك هذا أم غسيل؟" قال: غسيل يا رسول الله قال:"البس جديداً وعش حميداً وتوف شهيداً ويعطيك الله قرة عين فى الدنيا والآخرة"
وحان الوقت لتتحقق تلك الأمنية الغالية (أن يرزقه الله الشهادة فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فعن عمرو بن ميمون رضى الله عنه قال:"... إنى لقائم ما بينى وبينه إلا عبد الله ابن عباس غداة أصيب وكان إذا مرّ بين الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهم خللاً تقدم فكبّر وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك فى الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبّر فسمعته يقول: قتلنى أو أكلنى الكلب حين طعنه فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على احد يميناً ولا شمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنساً فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه –ذبح نفسه- وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف قدّمه (أى للصلاة بالناس) فمن يلى عمر فقد رأى الذى أرى وأما نواحى المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون: سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة .
وفى رواية: ثم غلب عمر النزف حتى غُشى عليه فاحتملته فى رهط حتى أدخلته بيته فلم يزل فى غشيته حتى أسفر فنظر فى وجوهنا فقال: أصلى الناس؟ فقلت : نعم, قال: لا إسلام لمن ترك الصلاة ثم توضأ وصلى .
قال الذهبى : قال ابن عمر: كان رأس عمر فى حجرى فقال: ضع خدى على الارض فوضعته فقال: ويل لى وويل أمى إن لم يرحمنى ربى "
وفى اللحظات الأخيرة من حياة الفاروق رضى الله عنه قال لابنه: يا عبد الله بن عمر انظر ما على ّ من الدّين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه قال: إن وفى له مال آل عمر فأدّه من أموالهم وإلا فسل من بنى عدى بن كعب فإن لم تف أموالهم فسل فى قريش ولا تعدهم إلى غيرهم فأد عنى هذا المال .
انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل : يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإنى لست اليوم للمؤمنين أميراً وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يُدفن مع صاحبيه فسلم فاستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكى .فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يُدفن مع صاحبيه فقال: كنت أريده لنفسى ولأوثرنه به اليوم على نفسى . فلما أقبل قيل : هذا عبد الله بن عمر قد جاء . قال: ارفعونى : فأسنده رجل إليه فقال: مالديك؟ قال: الذى تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال: الحمد لله ما كان من شئ أهم إلىّ من ذلك .
فلما قُبض رضى الله عنه وضع هنالك مع صاحبيه .
قال أبو وائل رحمه الله : قدم علينا عبد الله بن مسعود فنعى إلينا عمر فلم أر يوماً كان أكثر باكياً ولا حزيناً منه ثم قال : والله لو أعلم عمر كان يحب كلباً لأحببته .
وقيل لعبد الله بن عباس : ماتقول فى عمر؟
قال : رحمة الله على أبى حفص كان والله حليف الإسلام ومأوى الأيتام ومحل الإيمان ومنتهى الإحسان ونادى الضعفاء ومعقل الخلفاء كان للحق حصناً وللناس عوناً قام بحق الله صابراً محتسباً حتى أظهر الدين وفتح الديار وذكر الله عزوجل على التلال والبقاع وقوراً لله فى الرخاء والشدة شكوراً له فى كل وقت فأعقب الله من يبغضه الندامة إلى يوم القيامة .
ولا نملك عند وداع هذا الصحابى الجليل إلا أن نقول له : جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء فكم تعلّمنا من سيرتك العطرة التى فاح عبيرها فى الدنيا كلها ... وكم تعلمنا من مواقفك الخالدة التى سطّرتها على جبين التاريخ بسطور من النور... فلن ننساك أبداً ما دامت أرواحنا فى أبداننا ... فرضى الله عنك وأرضاك وجمعنا وإياك فى جنته ومستقر رحمته إخواناً على سرر متقابلين..


=







لاتنسى = ( إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يُكشف إلا بتوبة) ..




اما اللباس " ولباس التقوى خير" ..







التوقيع

الحمدلله رب العالمين
رد مع اقتباس