عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-18, 08:19 pm   رقم المشاركة : 403
ملح ـوس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية ملح ـوس





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ملح ـوس غير متواجد حالياً


حُكي عن إبراهيم بن أدهم أنه كان يسير إلى بيت الله راجلاً على قدميه ..
فإذا أعرابي على ناقة فقال: يا شيخ إلى أين؟
فقال إبراهيم: إلى بيت الله.

قال: كيف وأنت راجل لا راحلة لك؟

فقال: إن لي مراكب كثيرة.
فقال: ما هي؟

قال: إذا نزلت عليَّ بليَّة ركبت مركب الصبر،

وإذا نزلت عليَّ نعمة ركبت مركب الشكر،

وإذا نزل بي القضا ركبت مركب الرضا،

وإذا دعتني النفس إلى شئ علمت أن ما بقي من العمر أقل مما مضى.

فقال الأعرابي: أنت الركب وأنا الراجل...

==

و حُكي أن أبا منصور بن ذكير كان رجلاً زاهداً صالحا، ،
فلما دنت وفاته أكثر البكاء فقيل له: لم تبكي عند الموت؟ قال:
(( أسلك طريقاً لم أسلكه قط ))،، فلما توفي رآه ابنه في المنام في الليلة الرابعة فقال:

يا أبت ما فعل الله بك؟ فقال: يا بني إن الأمر أصعب مما تعد - أي: تظن - لقيت ملِكاً عادلاً أعدل العادلين،،

ورأيت خصماء مناقشين، فقال لي ربي:

يا أبى منصور قد عمرتك سبعين سنة فما معك اليوم؟

فقلت: يا رب حججت ثلاثين حجة. فقال الله تعالى: لم أقبل منك.

فقلت: يا رب تصدقت بأربعين ألف درهم بيدي. فقال: لم أقبل منك.

فقلت: ستون سنة صمت نهارها وقمت ليلها. فقال: لم أقبل منك.

فقلت: إلهي غزوت أربعين غزوة. فقال: لم أقبل منك.

" فقلت: إذاً هلكت". فقال الله تعالى: ليس من كرمي أن أعذب مثل هذا يا أبا منصور، ،

(أما تذكر اليوم الذي "نحَّيت المدرة " عن الطريق كيلا يعثر بها مسلم) قلت نعم قال:
( فإني قد رحمتك بذلك، وإني لا أضيع أجر المحسنين.)

=

فظهر من هذه الحكاية أن دفع الأذى عن الطريق إذاً كان سبباً للرحمة والمغفرة، ،

فلأن يكون دفع الأذى عن الناس نافعاً للدفاع يوم الحشر خصوصاً عدم الأذية للمؤمنين وخصوصاً للأهل والعيال.

ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)...

حديث " لقد رأيت رجلا في الجنة يتقلب في شجرة قطعها عن ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين "


*" المَدَرُ ": قِطَعُ الطينِ اليابِسِ ،
وقيل : الطينُ العِلْكُ الذي لا رمل فيه ، واحدته مَدَرَةٌ ؛
وامْتَدَر المَدَرَ : أَخَذَه .
ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً ومَدَّرَه : طانَه .
ومَكانٌ مَدِيرٌ : مَمْدُورٌ .
والمَدْرُ لِلْحَوْضِ : أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ ،

وقيل : هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين ...






التوقيع

الحمدلله رب العالمين
رد مع اقتباس