أما والذي حـج المحبـون بيتـه *** ولبـوا لـه عند المهل وأحرمـوا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـا *** لِعِـزَّة ِمـن تعنـوا الوجوه وتسلم
دعاهـم فلبـوه رضـا ومحبـة *** فلما دعـوه كـان أقـرب منهـم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولــم تثنهـم لَـذَّاتُهـم والتنعـم
ولما رأت أبصارهـم بيتـه الذي *** قلوب الورى شوقـا إليـه تضرم
فلله كـم مـن عبـرة مهراقــة *** وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدم
فلله ذاك الموقف الأعظـم الـذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبــار جل جلالـه *** يباهي بـه أملاكـه فَهْـوَ أكـرم
فأشهدكم أني غفـرت ذنوبهـمْ *** وأعطيتهـم مـا أمَّلـوه وأنعـم
فكم من عتيق فيه كمـل عتقـه *** وآخر يسعـى وربـك أكـرم