وما ردَدْتُ لهم تجرِيحهم أبدًا أُلملمُ الجُرحَ في قلبي وأرتحلُ ! .... عروس الدانة 2 (3) ... تسير بين شجيرات في فناء المنزل ، تتفقدها ..تنظفها من الفضوليات من الأعشاب و الحشرات ..تعمل بجسدها ، لكن فكرها مسافر مع الذكريات ..التي كتبتها للمستشار .. يرتفع نداء أمها لها ، فتلبي النداء ، أخبرتها بقدوم جاراتها مساء اليوم لزيارة ، مباشرة قالت اعتذر أمي لن أقابل احدهن ، اجهز لك ما تحتاجين .. لكن ..) (شيهانة..!) قاطعتها الأم و اكملت : ( الهروب ليس حلا ، واجهي الجميع أنت لم تخطئي..و ما حدث لك مقدر من كنتِ جنينا في رحمي .. لست أول من تطلق ، وأنت من طلبته ،) أجابت أمها مندفعة مخدوعة ..!) غصت بعبرة غرزت في حلقها ، والدموع كونت طبقة أمامها شوهت الرؤية أمامها .. وتابعت : ( لماذا أنا بالذات ..؟) (ولماذا أنت ابنتي ؟ و لماذا انا أمك ؟ و لماذا الصخر قاسي .؟ و لماذا الماء شفاف ..؟ شيهانة حالتكِ تسوء .. أفكارك تميل لمنحنى خطير .. نحن لا نختار ، لنا رب رحيم ثقي أنه يقدر لنا الخير ، و إن كان في ظاهرة شر .. اريد ابنتي القديمة أين هي ؟؟؟) شهقات و أنفاس متسارعة .. تخور قوتها تجلس بجانب أمها .. و تخفي وجهها في كفيها .. .. تنهض امها مغادرة ..بعد أن احست بعلامات ارتفاع السكري و الابنه غارقة في صمتها .. أعلن بريدها بوصول رسالة في نفسها : (.. ليس وقتك يا مستشار .. هل استعجلت في هذه الخطوة لما أنا عشوائية في عملي .. أين أنا .. لست أنا .. أمي تبحث عني و أنا ابحث عن نفسي ) إشارة أخرى لبريدها بدون تأخير .. فتحت بريدها كما توقعت سحائب نجد .. ""كل صفعة تعلمنا درساً ، وكل سقوط يدربنا على الوقوف جيداً ، وكل تجربة قاسية تخلف لك تذكاراً من الحكمة ، وكل طعنة تزودنا بالثبات أكثر ، فلا نحزن عند الصدمات فلولاها لبقينا مخدوعين لمدة طويلة هي قاسية ... لكنها صادقة !" .. شعور غريب ، هناك في الداخل قوة وكان عملاق يريد أن ينهض ، أو سجين يحاول كسر القيد تفيق على صراخ العاملة بوقوع أمرٍ جلل ..!! .. تطمئن أن جميع الترتيبات على أكمل وجه فرحة الجدة ، و ضحكات شهد أضفت جواً على بيت الدانة تبحث عنهما .. فكانا في مقدمة المنزل استعدادا لزيارة سلام و أمها .. عادت لغرفة الاستقبال بعد أن ساعدتها أم عبدالمجيد ، جلست تلتقط أنفاسها .. استعلمت بجهازها عن الرسائل الجديدة في برنامج التواصل ، رسائل اعتيادية ، قادتها أشواقها إليه .. فتحت صفحته الخاصة اخر ظهور كان قبل خمسة أشهر حدثت نفسها : ( ما أقساك .. بعثرني الحنين ..!) .. رسالة من سلام افاقتها من إبحارها تقول : (أم شهد نحن الأن أمام المنزل ) تنهض وتغلق صفحة موجعة .. تستنزف منها الكثير .. تاخذ نفسا عميقا يجدد الحياة في أوراق جافة .. .. بصوت خائف و مرتجف ، لم تعتد أن تتكلم به : ( احس بأن حركة الأجنة أقل عن السابق ، الالم شديد من الأسفل .. هنا ) وتشير إلى بطنها .. وتكمل: ( لا اريد فقدهم .. أرجوكم) .. مجموعة من الأطباء حولها .. يدخل سالم .. عندما رأته على صوتها : (سالم قل لهم ينقذوا أطفالي .. أريدهم ..فقط هم .لن انظر لغيرهم ..) ابتسم زوجها الحنون .. وقال لا تخافي .. لهم رب يحفظهم الطبيب يقول : طبعي قلة حركتهم بسبب ضيق مكانهم ، سيجرون عليك فحوصات و نطمئن أكثر .. ) يمسح على يدها و فيتابع : (أريد زوجتي القوية ..التي تقهر الظروف ) .. تنظر إلى اللاشيء تحادث نفسها أقوة أمام أم تخاف على فقد حملها ..!! .. لنا لقاء باْذن الله 🌹🌹
[frame="7 50"] نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن .. [/frame]