من المتعارف عليه أن العمل الفني يقوم بهدف عرض المشاكل الاجتماعية بأسلوب مشوق وإبداع فني مبهر ثم يقدم حلوله المناسبة لهذه المشكلات ..
هذا هو الغرض الحقيقي لعرض الأعمال الفنية والأدبية ولكن هذا المفهوم صار معكوساً مع ماتعرضه الفضائيات من مسلسلات خليجية لتصبح هذه الأعمال هي المشكلة التي تحتاج لحل سريع من المجتمعات الخليجية ..!!
إن المسلسلات الخليجية لاتقدم للأسف أي فن حقيقي أو رسالة هادفة سوى نشر الكآبة في نفوس متابعيها الذين ينحصرون غالباً في النساء ليكون كل بيت خليجي وبسبب إحباطها وفشلها أشبه بالمصحات النفسية ..!!
الفهم الخاطئ والرسالة التجارية المتجردة من أي قيم لمنتجي ومخرجي هذه المسلسلات جعل أعمالهم تقوم على محاولة الإبهار المصطنع والاعتماد الكلي على النواحي الشكلية باستعراض الأزياء الملونة والبيوت الفارهه والماكياج المكثف فتنكشف رداءة العمل عندما يأتي مشهد يحتاج لتعابير صادقة لتبحث حينها عن الوجه الأصلي للممثلة خلف طبقات الماكياج المتراكمة على ذلك الوجه الدميم ..
أما مشاهد الضرب والاعتداء والدماء المتناثرة على الأرض والبكاء المبالغ فيه فهي مشاهد يعتمد عليها كاتب النص ومخرج العمل لإخفاء العيوب الإبداعية عندهما فيهربا بهذه المناظر من الفشل إلى الإخفاق ..
إلى متى ونحن نقدم أنفسنا لمن يريد ابتزازنا وإفساد بيوتنا ..؟ فلم تعد تجذبنا أي إعلانات لأي مسلسل خليجي لأنها متشابهة جميعاً بالمضمون والإخراج والهدف وتعتمد على الشكليات الخاوية من أي رسالة سامية تخدم أسرنا بل أصبحنا نعاني منها ومن أسلوب أخراجها وحوارها بانعكاسها السلبي على بيوتنا ونساءنا ..
فهل يتصدى أهل الإعلام والمسئولية وأعلام المجتمع لهذه الكارثة الإنسانية والأخلاقية التي تسعى لهدم البيوت ونشر الأمراض النفسية فيها ..؟ أم ننتظر قريباً لنرى كل أسرة خليجية فيها قصة حقيقية لأحد هذه المسلسلات الهابطة ..؟
العرض العادي
