الطائر مع دميته التى ترافقه وتسليه
لندن - خاص
اضطر صغير بطريق لهجر عائلته والانفصال عنها بعدما ظل شقيقه النهم يلتهم جميع طعامه. وقد وجد هذا الصغير ضالته في رفيق دمية آثر مرافقتها مؤثراً إياها على أفراد عائلته.
وبدا هذا البطريق الصغير يعاني من الضعف والهزال كما بدأ الوهن يدب في أوصاله بعدما تكفل شقيقه الأكبر بالتهام كل المعروض من السمك طعاماً له؛ وظل ذلك الشقيق مستمراً على هذا الدأب.
ولأجل هذا فقد ازدادت مخاوف القائمين على طيور البطريق بحديقة توركاي الحيوان للأحياء المائية بمدينة ديفون فاضطروا إلى إبعاد صغير البطريق من قفصه. بيد أن هذا الطائر المائي الصغير الذي لا يتجاوز عمره ثلاثة أسابيع كان في حاجة ماسة للرفقة. لذا فقد لجأ العاملون إلى شراء دمية على هيئة بطريق من المتجر الموجود داخل حديقة الحيوانات لتقوم مقام الشقيق البديل لهذا الفرخ الذي ظل متشبثاً بصديقه الجديد وملازماً له طوال اليوم.
يشار إلى أن هذا البطريق الصغير من فصيلة أفريقية ولم يتم بعد تحديد نوع جنسه.
وتحدث طوني ديركن رئيس العاملين بالحديقة قائلاً: "في البداية بدا أن كل شيء يسير على ما يرام ولكننا لاحظنا بعد ذلك أن أحد الفرخين كان ينمو بمعدل أسرع من الآخر. توجد بطبيعة الحال فروق واضحة في الأحجام والأوزان في الحياة البرية ولكن المشكلة تحدث عندما يصبح الفرق واضحاً أكثر مما ينبغي".
وأردف يقول: "إننا نميل إلى عدم التدخل لأن من الأفضل للطيور أن تحتضن صغارها بطريقة طبيعية. ولكن مع ازدياد الفارق واتساع الهوة أصبحت هنالك مشكلة. لقد كان الطائر الأصغر يحصل على طعام ولكنه لم يكن كافياً. وعندما سقط مترنحاً في الحوض قررنا أن نمد له يد العون".
واستطرد بقوله: "إن الدمية تعد بمثابة شيء يستخدمه صغير البطريق لكي يشعر بالاطمئنان والراحة، وأن يعمل بمثابة أخ بديل في الوقت الحالي؛ حيث يعيش هذا الصغير حالياً في عش دافئ ومريح من بساط من زبد يحاكي الوجار الطبيعي".
وفي الفترة الأولى كان الصغير يقتات بطعام هو عبارة عن سمك ساخن قبل أن يتحول طعامه تدريجياً إلى الطعام العادي لطيور البطريق. ويتم إطعامه حالياً بمعدل ست مرات في اليوم من قبل فريق قوامه خمس أمهات بديلات. يشار إلى أن أحجام صغار البطريق من الفصيلة الأفريقية مقاربة لأحجام صغار الدواجن الأليفة. وهي سريعة النمو، وتقارب حجمها الأقصى في ثمانية أسابيع. وسرعان ما تفقد ريشها وينمو لها ريش الطائر الصغير الذي تحتفظ به حتى يبلغ عمرها عاماً ونصف العام.
وأضاف لويس رويل أحد العاملين بالحديقة قائلاً: "إن صغير البطريق هادئ ولكنه فضولي لأبعد الحدود. وهو يستمتع بالاستحمام في مياه ضحلة دافئة. وعندما يتطلب تسوية ريشه بمنقاره فإننا نتكفل بالمهمة نيابةً عنه". هذا وسوف يعود هذا الصغير إلى مجموعته عندما يشتد ساعده ويصبح قوياً بما يمكنه من مغالبة الآخرين ومنافستهم للحصول على الطعام. وبالإضافة إلى الدمية التي تتخذ هيئة طائر البطريق، فإن صغير البطريق مرتبط أيضاً بدمية على هيئة بفن، والبفن هو طائر بحري من طيور الأطلسي الشمالي ذو منقار مثلم ملون.
العرض العادي
