من كان يعرف المذيعة الكويتية حليمة بولند قبل ان تطل في برنامج صادوه والذي قالت فيه جملتها المشهورة "أمبيه.. أبي زوجي، أبي أبوي.. ابوي اخوي .. لا لا مستحيل".
الكثير من الرجال رددوا باصواتهم الخشنة الضاجة بالشوائب والنغمات الشاكوشية جملة حليمة محاولين استرجاع والقبض الذهني على طريقة كلام حليمة السائحة.
محاولة ارتشاف المتعة من جديد وترطيب القلب القاحل جعلهم يغيبون عن التمعن فيما كانت تعنيه هذه الكلمات من توصيف لشخصية المذيعة الخليجية الجديدة.
(أمبيه) هي كلمة دلع خالصة وهي تشير الى شخصية المذيعة الخليجية التي اصبحنا لا نعرف أهي تتدلع أم ان الله خلق لسانها مرتخياً فتخرج الحروف من فمها وكأنها تأوهات... المذيعة رنا على mbc-Fm تردد دائماً جملة "معاكم، أنا.. رنا" فينسى المتصل جميع من كان يود ان يقدم لهم الاغنية هدية ويهديها لرنا بحرارة واضحة.
وعندما قالت حليمة "أبي زوجي.. أبي ابوي.. ابي اخوي" فيمكن فهم ان تقديم الزوج الحديث - في ذلك الوقت كانت حليمة في شهر العسل - على الاب العتيق ذا دلالة ان شخصية المذيعة الخليجية الجديدة تعاني من الخفة وتتخلى بسرعة عن الماضي والتراث لتترمي بمجملها في احضان المستقبل والتكنولوجيا وفي هذا قطع للجذور ونسف للعملية التوازنية المطلوبة التي تجعل البرنامج مزيجاً من الحاضر والماضي والمستقبل في اطار متناسق ومتماسك.
اما كلمة مستحيل فهو دليل على العقلية القطعية التي تتخذ احكاماً نهائية تأبيدية من دون صبر وتعقل وهذا ما يؤدي غالباً بالمذيعة الخليجية الجديدة الي الاصطدام مع المؤسسة الاعلامية التي تعمل بها ومؤخراً خرجت حليمة من تلفزيون الكويت بعد خلافات مع بعض المسؤولين فيها كما لم تستطع المذيعة ناهد الشيخ ومنذ اربع سنوات على الاستقرار في محطة واحدة.
نعلم انه قد اختلط الهزل بالجد لكننا نريد ان نقول من كل هذا ان المذيعة الخليجية الجديدة اصبحت موديلاً برّاقاً مبهراً لكنه سريع الشحوب وهش قابل للكسر.
الرجال ملولون ولا يمكن الاعتماد عليهم او الثقة بهم وهم بعد مدة سيهرعون بحثاً عن مذيعة جديدة تتدلع وتعيد لهم شيئاً من فحولتهم المكبلة والمضمحلة ولكنهم في اوقات الجد وعندما يكونون وسط ابنائهم لا يغيرون المحطة عن مذيعة رزينة حتى لو كانت غير جميلة تتوسط شاشتها.
هل معنى هذا اننا نريد مذيعات دميمات؟! لا.. لا ولكن ما المانع لو اصبحت المذيعة الخليجية الجديدة: "ثقافة وكنافة"!!