[align=center]مقال مقتبس من جريدة الرياض ليوم الثلاثاء 23 فبراير للكاتب الدكتور عبدالعزيز الجارالله
في زاوية مدائن تقول :
يا وزير الصحة لماذا «استوردتم» الإيدز؟!..
د.عبدالعزيز جارالله الجارالله
حرصتُ أن أستمع إلى رأي وزير الصحة الدكتور حمد المانع في قضية الإيدزوكنت أتوقع أن يكون أكثر شجاعة ويعترف بالخطأ الذي وقعت به الوزارة بالتعاقد مع ممرضتين من جنوب افريقيا مصابتين بالإيدز وأن يعتذر الوزير للمجتمع السعودي على هذا الخطأ ويحاسب الجهات المتسببة بالتعاقد مع مصابين بالإيدز لكن ماحدث أن الوزير د. حمد المانع في مؤتمره الصحفي الذي نشرته الصحف يوم الاثنين الماضي بدلاً من أن يعتذر لمواطنيه وأبناء بلده والمقيمين ويحاسب المتسببين أخذ دور المدافع عن قرار (استقطاب) المصابتين بالإيدز والتعاقد معهما وتأنيب الصحافة ووسائل الإعلام بل وتحريض الممرضتين على رفع قضية ضد الصحافة لأنها شهرت باسميهما..
الوزير د. المانع يحرض المصابتين على رفع قضية تشهير ضد الصحافة ويتجاهل أن الوزارة وجهازه الطبي والإداري هما المسؤولان عن التعاقد مع طاقم طبي مصاب بالإيدز.. إذن أليس للمجتمع الحق في الرفع إلى الجهات القانونية والمحاسبية والرقابية عن هذه القضية ضد جهاز الوزارة وإدارة الوزير اللذين سمحا بالتعاقد مع مصابتين بالإيدز وعملهما في الجهاز الطبي؟..
يا معالي الوزير ألا يملك المجتمع الحق وكذا الأجهزة الرقابية في مساءلتك عن هذه الكارثة ..تحويل مستشفياتنا إلى مكمن وبيئة وحاضنة للايدز بدل أن تكون داراً للعلاج والشفاء؟.. وحتى يطلع الجميع أعيد نشر ما قاله وزير الصحة في المؤتمر الصحفي الذي لم ينف تعاقد الوزارة معهما لكنه كما قال لم يمكنهما من العمل « .. وتناول المانع ما طرحته الصحف عن وجود ممرضتين مصابتين بالإيدز من جنوب افريقيا تعملان في المدينة الطبية الا انه نفى عملهما في المدينة وأن الفحوصات التي أجريت لهما كانت اساسية.. واضاف الوزير رغم أن النظام العالمي لا يمنع مريض الإيدز من مزاولة العمل كطبيب أو ممرض أو أي مهنة اخرى سيما وأن طرق انتقال الإيدز معروفة مشيراً إلى انه ليس من حق أي كاتب وكاتبة الاعلان عن اسم المصابة بالإيدز معتبراً ذلك من التشهير الذي يستحق المقاضاة من قبل الممرضة أو من ينوب عنها».. انتهى جريدة «الرياض» أول أمس الاثنين.
هل يريد الوزير د. المانع اسكات الصحافة وتخويفها والتحريض بالمقاضاة لكون الصحافة كشفت للمجتمع خطأ الوزارة في التعاقد مع ممرضتين مصابتين بالإيدز؟..
أما الأمر الثاني فهو تعليق معاليه في نفس المؤتمر على التعاقد مع (130) من الممرضات الكوسوفيات غير المدربات وعدم اجادتهن اللغة الانجليزية حيث قال وزير الصحة د. حمد المانع: «إن مستشفيات المملكة تعتبر بيئة خصبة للتعليم واكتساب الخبرة وإن سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا فتحتا مكاتب لاستقطاب الممرضات اللاتي انتهت عقود عملهن في السعودية للعمل لديهما» انتهى جريدة «الرياض» يوم أمس الاثنين. فهل الوزير د. المانع يريد أن يحول أجسادنا وأجساد أطفالنا ونسائنا ومجتمعنا إلى حقل تجارب للممرضات والأطباء الأجانب الذين يأتون من أقصى جزر الشرق واواسط الغابات الافريقية ليتعلموا في أطفالنا ونسائنا حتى يحصلوا على شهادات للعمل بها في أمريكا وبريطانيا وباقي العواصم الاوروبية.. هل هذا ما يريده وزير الصحة أن يحولنا إلى مختبر كبير للتجارب والتدريب من أجل الأمريكان والبريطانيين .. لماذا لا يتقدم الوزير الصف قليلاً لخدمة وطنه ومجتمعه ويتحصل على طاقم طبي مدرب وجاهز بدلاً من جعلنا الادنى بين شعوب الارض يتعلم بنا الآخرون؟.
وزير الصحة د. المانع الذي رفع شعار التحريض لرفع القضايا ضد الصحافة كان عليه أن يراجع إدارته من الداخل التي اخطأت في استقدام وتوظيف من هو مصاب بالإيدز والتبرير لذلك المصاب بالنظام العالمي الذي يجيز عمل المصابين بالإيدز، فهل الوزير مضطر وبحاجة ملحة للمصابين بالإيدز للعمل في المملكة؟.. فإذا كانت دول العالم تحارب المرض خارج بلدانها بمساعدة تلك الدول تقوم وزارة الصحة بالتعاقد مع المصابين وداخل المستشفيات ليخالطوا المرضى؟! وهل بالضرورة أن يصر الوزير المانع على أن يؤدي مجتمعنا دور المختبر الواسع لتدريب الممرضات والطواقم الطبية العالمية ؟..
هذه قضايا عامة والمجتمع شريك في نقاشها لانه يمس اثمن ما يملكه الإنسان وهو صحته فهل يترك الأمر لوزارة الصحة وفريقها الإداري والطبي ليقرر السماح باستقطاب ممرضات الإيدز للعمل في مستشفياتنا وتحويل مجتمعنا إلى ساحة لتدريب الطواقم الطبية العالمية؟..سؤال لا بد له من إجابة .
أنتهى
أما أنا فلا اعلم هل ننتظر ان يحدث عندنا ما حدث للأمهات الليبيات في اصابة ابنائهم بالأيدز عن طريق الممرضات البلغاريات؟؟؟ لنتحرك بعدها والألم يعتصر قلوبنا ؟؟؟عندها لن ينفعنا هذا التحرك ياوزير الصحة بشيء لأنه اتى متأخراااا كثيرااااا
والسلام ختام [/align]
يا وزير الصحة لماذا «استوردتم» الإيدز؟!..
العرض العادي
