تأملت مليا في الآيتين لأعرف الفرق , فوجدت أن الآيتين تتحدثان عن نِعَمِ الله تعالى على الناس , ولأن أولى الناس بالخطاب هم العرب الذين نزل فيهم القرآن , وهم أول من أنكره وكفر به , فإن آية النحل تتحدث عن نِعَمٍ عامة يشترك فيها البشر كلهم , وهي نعمة الأزواج والأولاد والرزق من الطيبات , فجاء الضمير ( هم ) لإرادة الاختصاص بأنكم أيها المخاطبون أول من كفر بهذه النعم .
أما آية العنكبوت فتتحدث عن نعمة الحرم الآمن , وهي نعمة خاصة بالعرب , فلما جاء بيان إنكارهم لهذه النعمة لم يأت الضمير ( هم ) ؛ لأنه لا أحد يشاركهم في هذه النعمة , فلا مقام للاختصاص هنا .
والله تعالى أعلم