[align=center],
.
.
.
هاتفني قبل صعوده الطائرة بقليل , قائلاً :تركت لك وصية ستجدها تحت الشجرة الكبيرة .
وأغلق الخط , الشجرة الكبيرة الشجرة الكبيرة , هكذا اصبحت أرددها من هول ما حلّ بي , لِما خصها دون غيرها من الأشجار , وفجأة تذكرت , نعم , يا ألله كيف نسيت هذا , فهناك قد تعاهدنا كثيراً , ونحتنا على جذع الشجرة عبارتين (لا تقلق سأنتقم) , (سأنتقم لا تقلق), قبل سبعة عشر عاماً , قبل أن نعرف كل هذا التطور الذي أخرجنا من أجسادنا , قبل أن تفوح رائحة الكذب بجلودنا , قبل أن نبيع أنفسنا مقابل حفنة دراهم , قلت له حينها : نحن كهذه الشجرة جذورها تصل الرحم بأوراقها , تسقيها من مائها , تطعمها من طعامها , تتقاسم معها كل الآلام , تشعر بحزنها إذا هبت رياحٌ عاصفة وتهزها , هذه الأشجار تبكي نعم لقد رأيتها تبكي , ولكن حاجتها للماء لا تجعلها تبكي ماءاً , بل دموعها الأوراق التي تتساقط لتعبر عن مدى وجلها , عن طوفان اليأس الذي أغرقها , عن حرارة الشمس التي تحرقها , عن فصل الخريف . يا ألله لهذا الفصل الكئيب الذي ما إن يمر حتى تكاد أضلعنا تتبرأ منّا , كل شيءٍ بهذا الفصل يدعو للذبول فألوان الحزن تصبح حمراء مائلة للصفرة , قلت له حينها أكره هذا اللون الذي يدل على عدم صفاء حالنا .
والآن وبعد هذا كله تمنيت ولو للّحظة أن يقول سأنتقم لا تقلق , ولكنّه كلفني الكثير , حملني مالا أطيق , ثأره أصبح يخنقني , لذا ...
لا تقلق , سأنتقم ..![/align]
[align=left]فواز ندى الفواز[/align]