قصيم... ياهبة الكريم
يا منبع الحب العميق ...ومدفن الجرح الأليم
يا بذرة الإيمان في ارضي .. ويا روح الأديم
يا سرمد الإخلاص في زمن سقيم ..ويا هوى الوجد الكليم
يا فجر أحلام الطفولة والصبا ..يا عرس أيام الشباب
خلاصة القلب السليم ..
..أأقول أهواك..قليل ما أقول أمام تيار الحنين
أأقول حبك في خلايا الروح يسري.. لا وربي ..ذاك سري
قد عرفت الحب طفلا ..قد ورثت الشوق .. تنسمت أريج الحسن
ياليلاي ليلا .. ما لأمري ..بات يفضحه الأنين
قصيم ... ياذكرى تجول بخاطري ..
تنثال كل خواطري ..فتجود كل مشاعري
في بيتنا ..في حقلنا ..في طين شارعنا القديم ..وظل نخلتنا العجوز
في خبز حارتنا الحبيبة ..أو على متن القليب .. نجود نرمي بالحجارة
بقديد جدتنا ..وقرص البر بالسمن الغزير ..يفوح يغرينا اختماره
بالعيد يأتي بالاهازيج البريئة ..
بالشقاوة فوق سطح الدار ..ننتظر انبلاج الفجر ..
نسبق عبق أنداء الشروق
وبذلك الثوب المتنتر حين ألبسه ..أتيه ..لعالم الأحلام
امضي ..أشعل الدنيا قناديل احتفاء.. من يطول هامتي ..
عند السواقي والنخيل .. كم قصة ..باتت يرددها الأصيل
.
بثغر عمتنا الصغيرة ..يحوينا شدوها .
بل يمتلك منا العقول
بحبائل الصيد البسيطة حين ينصبها أخي .. مابين بركتنا وحائط جارنا
صوت المكائن ..كان أغنية الصباحات الندية
ترقص الأعماق مني ... تزف لي ..عطر المزارع حولنا
تروي غراس العمر ..بل تروي القلوب الوالهة
بشتائك الرطب المؤرج بالغضا ..وبدفء أشجار السمر
بعناد طفلتك التي .. تعلنه بعد تسلق السدر الكبير وبذلك الصوت الحنون إلى الصلاة .. بنداء جدي ..مات جدي
غير أن دعامة الميمون في قلبي الصغير إلى الممات
بهديل كل حمامة ..تشدو القصيم ..
بعيون كل جميلة ..تبدو القصيم
حتى هنا ..في هذه اللحظات ..تغمرني القصيم
..فلقد عرفتك ذلك اللحن الأصيل بثغر والدتي
..خضاب العمر أنتِ يا قصيم
لا بل رايتك مأزر الإحسان ينثر عطره ...في كل ناحية
وأنت حبل ميثاقي القديم
ماذا أقول عن القصيم ..أاقول أنتِ حكاية العمر الأثيرة
أم أقول بأنك اللحن الخرافي الذي ينساب في الأعماق ..للذكرى المثيرة
يا جمار الروح أنتِ .. كيف لا تغدين في حبي أسيرة
يا خلايا النفس تنبض بالحياة .. تنفس القلب الحياة
يا صورة تفشت بجوف القلب .. اعشق لحظة تبدين لي فيها خيالا آسرا
للقلب .. يطريني ارتشاف سرابك الولهان ..يطربني التلذذ بالظما
من أجل عينيك المعاني جمة ..منثورة الأوزان ..ياليلاي لم تأت جريرة
إني أغازل تربك الزاكي ..أغازل فيك حبي للوطن
إني لأرسم لوحة للذكريات ..يحط حاظرها على غصن فنن
إني أعيذك يا حياة الروح من هذا الزمن
إني أعيذك من ضلالات الفتن
إني أعيذك من ترانيم الحزن
أنت التي علمتني نظم القوافي الشاردة
أنت التي ألهمتني كل المعاني الواعدة
أنت التي أسقيتني ماء العقيدة دافقا ..في القلب يلهب باردة
هذي القصيم
فيها سأبقى ما حييت ..أعيد ذكرى والدي
ما مات من أحيا مواتا والدي
أحييت أرضينا
مضى عمر من الأحلام ..يشهد بالحقيقة والدي
أحييت قلب الصخر فينا
بل تفجر بالحياة وبالعيون ..
م ن ق و ل
العرض العادي
