[align=center]
معاناة أســرة سـجين غائب كما ترويها ربة بيت
[/align]
[align=right]
تتحدث لنا اليوم سيدة البيت الأولى والراعية لأهله في غياب العائل الوحيد لهم حيث يقضي عقوبة اصلاحية طويلة
انها زوجة السجين والمسئولة الأولى عن بيته وأولاده حاليا وتكشف لنا كيف هي معاناة الأسرة .. قائلة :
أنه قد يتعجب القراء عند قراءة قصتي وقد يقولون بأنها ضرب من الخيال ولكن لتعلموا أن كل حرف فيها ينبض بالصدق والحقيقة لواقع نعيشه
فقد نسجتها من خيوط معاناتي ,لتعرفوا أنني ما عانقت اليأس فيها يوما ً لأنني توكلت علي ربي سبحانه وفوضت أمري إليه فمنحني قوة الأيمان والأمل
بعد ما كنت أعيش في استقرار مع زوجي وأبنائي الستة في منزلنا المستأجر
وزوجي يحمل مؤهل الثانوية وحصل على وظيفة جيدة في أحدى المؤسسات الأهلية براتب متوسط يسد حاجتنا الأساسية .. وأبنائنا المواظبين في دراستهم .
جاء ذلك اليوم المشئوم حين دخل زوجي المنزل وكان يترقب و خائف و بينه وبين رفيق له اتصالات كانت تبدوا مريبة بنسبة لي ,
حاولت الاستفسار عن سبب هذا التوتر و لكن لم يجبني لكنه عاد وقال لقد ارتكبت خطئا ولكنه لأجلكم والآن أنا خائف كثيرا لأجلكم أيضا ,
لم أفهم ما يرمي له زوجي !!.
ثم تلقى اتصالا و أسرع بالخروج من المنزل وبعد عدة ساعات من القلق تلقيت اتصالا بأن زوجك مطلوب .. وموقوف لدى الجهات الرسمية..
ماذا ؟ كيف ؟
كيف سنبقى نحن وحدنا في البيت؟
لم أتوقع أن الأمر بهذه الخطورة !! ,
وبعد فترة ذهبت لزيارته .. فسألني كيف سيكون حالكم من بعدي؟
من سيرعاكم.. من سليبي احتياجاتكم ؟ كان قلقا جدا علينا من هذه الناحيه و ظاهر مرار الندم و الحسرة عليه و كان يتجرع عبارت صوته وهو يتكلم معي.
سألته عن سبب ما هو عليه؟
قال: ربي أراد بي خيرا حيث ابتلاني بهذا الأمر وليكشف أمري حتى لا أطعم أبنائي بمال مصدره بيع السموم ,
لقد تعرفت على شيطان بشري أغراني بالمال وحاول مرارا وتكرارا وبدأ يصور لي حالي الآن وأنها وبعد تنفيذ العملية كيف سيكون ..
وأقنعني بأنها صفقة واحدة وسوف ترفعك فوق وتحسن مستواك المادي والاجتماعي وتحقق كل أحلامك وأحلام أسرتك .
فلعب الشيطان برأسي و زين الأمر بعيني وبسطه لي فقمت بنقل البضاعة كما طلب مني وعند تسليمها كانت عيون الأمن تراقبني فكشفتني إرادة الله تعالى وقدري .
وها أنا ذا هنا أنال جزائي جزاء خيانتي لنفسي ولديني و وطني وشبابه .
أيقنت بالواقع ومعاناة غيابه لطول محكوميته فعشت في ظلمة قاهرة وحزن قاتل فترات لا يعلم بها إلا الله ,
بلغ في قلبي الألم حتى أني شعرت بتراكم الكون من حولي ,
فقد فصل زوجي من وظيفته و لم يعد لنا وسيلة رزق إلا ما يجود به أهل الخير بين الفينة و الأخرى تضاعفت الهموم والمعاناة فنحن أســرة هي ضحية بــلا ذنب
ولكن قوة إيماني بربي ودعواتي كانت تمدني بالأمل , عدت تساؤلات اجهدت تفكيري حيث أني لا أعرف
كيف أن أبنائي سيتلقون خبر سجن أبيهم .؟
وكيف سيواجهون المجتمع و زملائهم بالمدرسة بعد ذلك ؟
من أين لي توفير احتياجاتهم ومستلزمات المنزل؟
كيف لي أن أسدد ايجار منزلنا ؟
و إلى أين سينقلنا الحال كلما تقدمت بنا الأيام ؟
يالها من هموم لمن يعيشها بين الأســر الضحايا , واذا بي وأنا على هذه الحال أتلقى اتصالا من زوجي من داخل السجن ,
يفيدني بزيارة أعضاء من لجنة رعاية السجناء وأسرهم ويطلب مني أن اذهب لمراجعتهم ,
وبالفعل ذهبت للقسم النسائي بمقر اللجنة حيث استقبلتني الأخوات بود وحنان وطمأنوني بأنني وأولادي سنلقى منهم كل رعاية وأهتمام
وقد بادرت اللجنة بتقديم مساعدة مالية كما ساعدتني بسداد إيجار المنزل ثم خصصت لي مبلغا شهريا طوال غياب عائلنا
وتواصلت رعايتهم بالضمان الاجتماعي و وفر لنا مبلغا جيدا يسد حاجتي ومتطلبات البيت والأبناء مع ما يقدمونه من مواد غذائية وملابس موسمية وبطاقات تموينية
وكل ذلك يضاف أيضا لما يقدمونه لزوجي من اهتمام ودورات تأهيلية و خدمات داخل السجن , حيث حظي زوجي بفرصة إتمام دراسته الجامعية من خلال التحاقه ببرنامج التعليم عن بعد
وعلى حساب اللجنة للحصول على مؤهل يساعده بالتوظيف ورعايتنا بنفسه بعد الافراج عنه باذن الله !
و الحمد لله أن يسر لنا هذه وجود هذه اللجنة بجهودها وبذل الداعمين لأنشطتها في مجتمع اسلامي متماسك يشد بعضه بعضا بالتكاتف والرعاية ,
وعسى أن يكون ذلك خيرا لهم و لنا بإذن الله وأسأل الله الكريم أن يجزي القائمين عليها والداعمين لها خير الجزاء
فما تقدمه اللجنة للسجناء وأسرهم شئ عظيم لمسناه وعشناه وغيرنا على أرض المعاناة بما تقدمه من رعاية شاملة وأنشطة و برامج مختلفة يستفيد منها السجين وأسرته
الضحية بلا ذنب .
[/align]