ذلك تـــأويل مــالم أســــطع عليه صـــــبرا

[دِيم]

[align=right]

في صبيحةِ ليلةٍ ممطرة أجبرت خصلات شعري على السكون بمساعدة ذاك السشوار
وإن كنت لا أستخدمه إلا بإيعاز من أختي التي تريد الإطمئنان في كل مرة نذهب بها إلى مناسبة على مستقبلي
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
طالعني وجه هيلاري كلينتون وهي تتحدث بثقة الأبطال عن ما ستفعله ومافعلته ومافعله الأمريكان لكن هذا لا يعنيني
يعنيني صورة قفزت بين ناظري ألا وهي عيدة الجهني
ضحكتُ ولماذا لم أكن كلينتون أو الجهني ؟
.

ومالفرق بينهن كلهن نساء وكلهن يظهرن أمام الكاميرات غرتُ منهن لماذا لست أنا؟
ولماذا تستأسدُ المرأه حين تقف أمام جموع البشر في حين أنه لابد لها التعلثم والخطأ في تصفيف العبارات بدل تصفيف الشعر ؟
تذكرتُ خصلاتي اللواتي لايزلن يقفن في كل الإتجاهات يردنني أن أسدلهن على ظهري
ظهري ذاك الذي لم يحمل عبئا إلى الآن ولم يحمل مسؤولية زوج وأولاد
أووه تذكرت تلك المسؤولية ؟
وهل لي بتحملها حين أريد وحين لا أريد بإمكاني أن ألقيها عن كاهلي ؟
.
.
لا ماهذا شعري يحترق لابد لي من إطفاء ذاك الإزعاج المسمى بالسشوار عل كريماً مرطباً للشعر يسكن تلك الجنيات المتطايرة من شعري
أين أجده ؟
فتحت أدراج إخوتي الذكور وجدت بغيتي لكن ماهالني كريمات للبشره والشعر ومرطبات للشفاة وأخرى للأنف؟!
وبودرة كالتي في حقيبتي أسرعت بإغلاق الدرج ربما كنت أحلم
مسكين ابننا السعودي مدلل ويريدون منه شغل وظائف وضيعة يريدونه بائع وسباك ونجار وخباز وهو الذي لايستطيع بإتيان كوب من الماء كي يروي عطشة من شمسنا الحارقة
أعانهم الله .


,


لا لابد لي أن أسكن خصلاتي وأمرر كحلاً على عيني ليخفي ماكان من إرهاق ليلة البارحة ..
أووه يبدو أن يومي هذا لن يمر بسلام مع اجترار ذكرياتي التي بدأت تنوح حين وقع ألبوم الصور بين يدي
لقطات من الزمن أوقفت في حفنةٍ من الورق كي أعيش اللحظة كلما رأيتها بسعادتها ومتناقضاتها وابتساماتها المغتصبة
هاهي أنا أبتسم ببلاهه في كل صورة تجمعني مع أبي وأخوتي وهاهي أمي تخفي وجهها لأن حرمة الصور لن تستطيع تحمل نارها
أكره الذكريات المصورة .

,

لابد أن خصلاتي بدأن يتململن من تلك الكسولة التي عجزت عن اسكانهن
أخذت مشطي وبدأت بتسريح شعري
بهدوووووء
بهدووووء
لكن (كلكوعةً أعاقتني ) ماهذا ؟
يا إلهي علكة مالذي أتى بها إلى شعري بالتأكيد إنها أنا حين أغضب من رواية ما أضطر للعلكة التي تخفف عني حدة الأحداث .
مالحل ؟
الكلكوعة كبيرة ولابد لها من مقص ؟
زميت شفتي وأتتني فكرة لن أقول بأنها شيطانية ولكنها مجنونة بعض الشي؟
مسكت مقصي _منقذي_ تذكرت عذاباتي اليومية مع هذه الخصلات الطويلة مر بذاكرتي شريط جرائمهن المرتكبة بحقي
,
في العيد الماضي سرقن مني 60 دقيقة كي أجعلهن يبدين أجمل
وفي كل مناسبة تَطرأ على الأهل أكتئب وهل حكم الشسوار نافذ في كل مرة ؟
وضعته على منضدتي وأنا أبتسم تبسم الليث سأنتقم الآن
بدأت بقص خصلاتي الواحده تلو الأخرة وكأني أحرر أسرى قوانتنامو الواحد تلو الآخر
أنهيت قطع دابر الفتنة
ولكني سكتّ دقيقة صمت حداداً على روح تلك الكافرات
ذهبت السكرة ونشوة الأنتصار خرجت خروج المزهو وإذا بأمي تحمل صينية القهوة لجاراتها
وإذا بها تُسقطها من يديها :
ابنتي باسم الله عليكِ ماذا حل بك؟
أخذت تصرخ وتنادي جاراتها :
أن تعالين
هرعن مسرعات وإذا بهن يُسقط في أيدهن بُنيتنا العاقلة مالذي حل بك
صمت وأنا مبتسمة :
مرت أحداث كثيرة بظرف ساعةٍ كنت عند (المطوع) يقرأ علي وينفث وأنا أستمتع بقرائته يذكرني بجدي رحمة الله
نظرت إليه عبر نافذتي الصغيرتين(البرقع) وإذا به يشبهه ودتت أن أقبل رأسه لكن هذا لا يصح
قرأ قرأ قرأ
امتعض
اذهبوا ابنتكم أصح من ذاك البغل


,

أجل كنتُ بغلاً حين رضتُ لحكم خصلاتي في كلّ مناسبة أدعى لها أو تدعون لها
حقاً نحن مجتمع أناني ألا تعلمون بأن لاشيء يقبع على رفوف الصيدليات يختص بإسكان الشعر وهبوطه إلا استعملته ولكن لاجدوى في كل مرة يفاجئني بشكلٍ غريب

أنانيون حقاً


أوه هيلاري كم أنتِ محظوظة بالتأكيد لديها جيشٌ من المسرحين يمسدون خصلاتها الناعمة
ويالهناء عيدة الجهني لاتحتاج إلى ذاك الجيش فعبائتها تغنيها عن تلك الجيوش

*في صبيحة ليلة أجبرت عيني قسراً على النوم استمتعت بها وخلاياي بصوت الرعد

[/align]