*
تمور القصيم... والكرم
*
ما إن تحط رحالك في القصيم، حتى تعرف أنك ستخوض تجربة غنية تنطبع في ذاكرتك إلى الأبد... من إخوة يحملون الضيف على أكف الراحة ويتنافسون على إكرامه وتوفير وسائل الراحة له، إلى تنظيم رائع للخدمات بما يسهّل وصول الزائر إلى أي مكان في المنطقة.
في الرحلة إلى منطقة القصيم، حظيتُ ووفد منطقة الجوف الذي كنت بصحبته، بكرم الضيافة من قبل سعادة أمين منطقة القصيم *صالح الأحمد، ورئيس بلدية محافظة الاسياح الاستاذ عبد العزيز الهدبان وعضو المجلس البلدي *إبرهيم الربدي، ورجل الأعمال الشيخ إبرهيم المهيلب، وغيرهم الكثير من المسؤولين الذين فتحوا لنا قلوبهم قبل أبوابهم، لنتعرف على الخدمات المتميزة التي تتميز بها المنطقة.
كنت سمعت كثيراً عن مهرجانات التمور التي تقام في منطقة القصيم، لكني عندما وصلت إلى بريدة قبل أسبوع رأيت ما فاق الوصف، بدءاً من حجم الانتاج وتنوعه، مروراً بطريقة تنظيم مئات السيارات التي تحمل انتاج المزارع، وصولاً إلى مئات الشبان السعوديين الذين وجدوا في المهرجان فرصة عمل كبيرة.
وأعتقد أن ما تمتاز به منطقة القصيم هو نتيجة طبيعية لجهد متواصل بذله أهالي المنطقة على محورين، الأول تطوير وسائل الانتاج من مزارع وأشجار وطرق ري وعناية، والثاني تطوير وسائل التسويق التي كانت تتم في بعض الساحات بطرق تقليدية وانتقلت إلى صناعة منظمة تنظيماً رائعاً عبر سوق يتيح لجميع المزارعين عرض منتجاتهم بطريقة عادلة، ويسمح للزبائن باختيار ما يناسبهم من أنواع التمور التي ترد بشكل يومي من المزارع وحقول النخيل في صناديق مخصصة معلومة الوزن في تنظيم تتخذه إدارة المهرجان لمنع التلاعب في الأوزان.
ولا تكتفي أمانة منطقة القصيم بذلك، بل تعمل على تطوير السوق بشكل كبير ليصبح مدينة مخصصة للتمور تضم جميع الخدمات التي تقدم للتجار والمزارعين، إضافة إلى مواقع مخصصة لأنشطة التجارة المرتبطة بالتمور وصناعتها، خصوصاً أن زراعة النخيل تقدمت بشكل كبير حتى وصل عدد الأشجار إلى 6 ملايين نخلة.
ولا شك أن طريق الجوف - حائل أسهم في تسهيل التواصل بين منطقتي الجوف والقصيم وفتح آفاقاً من التعاون بين ساكني المنطقتين، وسهّل تنقل البضائع، وسيكون له دور محوري في تنمية العلاقات التجارية بين شمال المملكة ووسطها.
*الاعلامي صالح الحجاج*