يُحكى أنَّ حطاباً كان يسكن في كوخ صغير ، يعيش معه طفله وكلبه
، و كل يوم و مع شروق الشمس
يذهب لجمع الحطب و لا يعود إلا قبل غروب الشمس ، تاركاً الطفل في رعاية الله مع الكلب ..
فقد كان يثق في ذلك الكلب ثقة كبيرة ، و الكلب وفياً لصاحبه ويحبه ، و في يوم من الأيام وبينما كان الحطاب عائداً من عمل يوم شاق سمع نباح الكلب من بعيد على غير عادته !!
فأسرع في المشي إلى أن اقترب من الكلب الذي كان ينبح بغرابة قرب الكوخ !!
و فمه ووجهه ملطَّخان بالدماء فصُعق الحطاب وعلم أنَّ الكلب قد خانه و أكل طفله فانتزع فأسه من ظهره وضرب الكلب ضربة بين عينيه خرَّ بعدها صريعاً !
و بسرعة دخل الحطاب إلى الكوخ ليرى بقايا طفله المأكول وبمجرد دخوله للكوخ تسمَّر في مكانه و جثى على ركبتيه و امتلأت عيناه بالدموع عندما رأى طفله يلعب على السرير و بالقرب منه حيَّة هائلة الحجم مخضبة بالدماء ، قد لقت حتفها بعد معركة مهولة !!
حزن الحطاب أشدَّ الحزن على كلبه الذي افتداه و طفله بحياته ، و كان ينبح فرحاً بأنه أنقذ طفله من الحيَّة لينتظر شكراً من صاحبه و ماكان من الحطَّاب إلا أن قتله بلا تفكير !!
• الحكمة من القصة :
عندما نحب أُناس و نثق بهم فإننا يجب ألاَّ نفسر تصرفاتهم و أقوالهم كما يحلو لنا في لحظة غضب و تهوّر ، في لحظة يغيب فيها التفكير السليم !
فلا نتريَّث و لا نستعجل الحكم و لنتذكر ماقد رأينا من خير منهم و لحظات سعيدة معهم قبل الحكم !
فقد نفقد أُناس ندرك فيما بعد أنَّهم
أحبونا بصدق ولكن في وقت لا ينفع فيه الندم !