بالامس القريب كنت في مدينة جدة كان ذهابي يستوجب مقابلة شخصاً ماء وفعلاً تمت المقابلة
كان ذلك الشخص شديد التّدين وهذا مابدى لي من مظهره,حقيقة تقعشر جلدي عندما رأيته خوفاً
أن لا أخذ الحرية فيما يخصني إتضح بعد دقائق من إستقباله لي أنه مطوع مُلتزم ولكن بشكل ثاني
ليس كما هي بعض مطاوعتنا,فمطوع الغربية لا يمانع من أن يكون مرافقه
أو جليسه مُدخن فهو مُلتزم كما هم المطاوعة اللي نعرف فله لحية طويلة وثوبه قصير ويتمسوك أكثر وقته بمسواكً طويل عريض!
لعل كل شي له فوارق وتجد الفورقات في كل شي وأنا وجدت مابين مطوع جدة ومطوع القصيم كم فارق فالاول يتجدد مع الحياة ويتماشى مع الوقت مستخدماً في تدينه العبارة الشهيرة ( مالي ومال الناس ) ويستحيل أن يتدخل في إموراً لا تخصه
أو شؤن غيره..كان مشهدي خير برهان لما سأذكر فاصاحبي المطوع الحجازي كان طيلة رفقتي معه مسؤلاً عن نفسه..
لم يأمرني بشي ولم يسألني عن كيفية صلاتي وهل سأصلي معه أو سأجمع الوقتين معاً كما يفعل البعض هنا عندما يستضيف ضيفاً ! ولم يتدخل وينصحني عن طول ثوبي أو لماذا أنا حالقاً لحيتي..
مطوعي البسيط هو من ذهب بي لإحدى المقاهي الراقية عندما علم أني مُدخن للأرقيلة
(الشيشة) وهو من سألني عن نوع النكهة التي أُفضل داخل المقهى بل انه في الأخير هو من دفع الحساب!
صراحة خطر في بالي أن أتدين وأصير خوش مطوع بس مطوع جداوي بمعنى أن أكون على مبداء من البداية بقصر ثوبي وأشيل مسواك وأخلي دوم قدام عيوني عبارة ( مالي ومال الناس )