هذا المقال نشر للمرة الثانية في الجزيرة وهو من التضخيم الإعلامي الذي يقوده محافظ عنيزة المكلف وهذا هو المقال
[align=center]عنيزة.. قاعدة الاستثمار المتينة
عبدالعزيز الوكيل /عنيزة [/align]
عنيزة في قلوب أهلها هي الربيع الدائم.. وفي أذهان زوارها هي المرتع الخصيب للرفاهية.. بأقلام الرحالة هي التاريخ الناصع.. عنيزة كالوردة التي يغازلها الضوء فيزيد نضارتها وتفتحها فتشع جمالاً وتنثر عطراً.. تناوب المثقفون على سجع كلماتهم لهذه المدينة المشعة فأثروها بالعبر والثناء.. فازدادت حسناً وبهاءً وسطع اسمها على صفحات (الجزيرة) بأقلام كتابها.. من صراحة السماري على ثقافة فاطمة العتيبي ونخبوية إبراهيم التركي ودرامية فوزية النعيم ورومانسية عبدالعزيز الجطيلي وشاعرية الدكتور العشماوي وتنوعات بندر الحمودي.. وهمسات محمد العبيد.. ولأنها عنيزة فلقد وجد فيها الكل ما يحرك أوتار خاطرته ليسجع منها ما يليق بعنيزة.. وبقلمي المتواضع أحاول اللحاق بركب مثقفيها لا مضيفا لعنيزة صفحة من صفحات المجد الذي سطره الزمن وحفظه التاريخ بالرقم والحدث.. ولأن أرض عنيزة خصبة لكل المناشط.. ولأن أهلها يحملون لها الحب الذي لم تشهده ليلى من قيس.. فقد أثمرت هذه الأرض بهمّة رجالها وعزيمة شبابها وطموح أبنائها أثمرت طفرة اقتصادية مؤشرها دائماً بلونه الأخضر لا يعرف الانحدار.. وما دام التاريخ لا يسجل إلا الحقائق والأرقام.. فليشهد معي بعض الحقائق.. في صيف عنيزة تأتي أكبر المنافع الاستثمارية لأهلها.. بوجود العديد من الاستراحات والمنتزهات والروابي الخضراء والفعاليات المتنوعة يصل زوارها في اليوم الواحد إلى (40.000) زائر وخلال أشهر الصيف الثلاثة يكون الإجمالي (3.600.000) زائر أي ما يعادل تقريبا عدد سكان مدينة الرياض.. وتصوروا معي المردود الاستثماري من وجود هذا العدد من الزوار خلال فترة وجيزة من العام.. ولا أنسى التذكير بأن معظمهم من النساء والأطفال وهؤلاء هم أساس تنشيط الاستثمار.. وحينما يمضي الصيف تنتقل راية تداول الاستثمار للشتاء.. وهذا الفصل لم يغفل عن استثماره أهالي عنيزة بوجود المنتزهات البرية الممتعة (منتزه الغضا) وحتى لا تخمد ثورة الطفرة الاقتصادية حرص أهل عنيزة أن يصاحب هذا الفصل فعاليات مهرجان الغضا والذي تزامن معه إقامة مخيمات الغضا الاستثمارية ومخيمات الدراجات النارية وركوب الخيل والعربات الصغيرة ومحلات خدمات المتنزهين والتي يصل عددها إلى أكثر من (200) محل يقدر دخلها الإجمالي يوميا إلى (1.000.000) ريال وتمتد هذه الفترة لأكثر من شهر.. وهذا داعم اقتصادي آخر لهذه المدينة.. ومن الدعائم الاقتصادية الأكثر صلابة يأتي مهرجان سوق التمور الذي يعد الأكبر على مستوى المملكة ويمتد لفترة ثلاثة أشهر ويبلغ إيراده لتلك الفترة (150.000.000) ريال تقريبا.. ولا شك بأن هذه القفزات من النمو الاقتصادي لم تأت جزافاً، بل كان خلفها عقول تفكر وشباب يخطط وكوادر قادرة على التنفيذ حسب الخطة.. وقد علمت مؤخرا أن لجنة الاستثمار في عنيزة بقيادة محافظها النشط المهندس مساعد السليم لا يرون ما تم تقديمه إلا نقطة من بحر قصة طويلة لارتقاء سلم المجد، حيث إن المرحلة القادمة تلوح بفتح قناة ساخنة مع دبي وماليزيا وسنغافورة للاستزادة من خبرة من سبق في صناعة الاستثمار.. هكذا هي عنيزة لا تستكين لأدنى درجات النجاح ولا تتوقف عجلة الإبداع ما دام هناك أبواب لم تطرق لفتح جبهات أخرى للارتقاء بمؤشر الاستثمار إلى المستويات الدافئة.. والمواقع الخصبة لجلب رؤوس الأموال للاستثمار في أرض الاستثمار.. وإذا كانت عنيزة استثمرت 7 أشهر من العام لتنمية الموارد المالية لأبنائها.. فإن الأشهر الخمس المتبقية هي أيضا حبلى بالفعاليات المتنوعة والمهرجانات الجذابة مثل (مهرجان التراث والثقافة، مهرجان الآثار والموروث الشعبي، وفعاليات مزاين العوارض والنجد، وفعاليات مزاين الطيور، ومهرجان الزهور، ومهرجان التسوق).. وهذا هو ديدن أهالي عنيزة البحث الدائم عن كل ما يمنح الصلابة المناسبة لقاعدة الاستثمار.. لكونه الطريق الأقصر لايصال عنيزة إلى مصاف المدن المتميزة في صناعة السياحة.. وهذا هو المكسب الحقيقي حينما تتمكن من استدرار موارد من خارج عنيزة إلى داخل عنيزة.
http://www.al-jazirah.com/166754/rj8d.htm