العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 16-05-07, 10:14 am   رقم المشاركة : 1
الأخ نوح
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الأخ نوح غير متواجد حالياً
الآن ! اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد ( جميع الحلقات ) .


بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر عن التأخر في تنزيل باقي الحلقات وها أنذا أضع بين أيديكم كامل اللؤلؤة , فأتمنى أن تحوز على إعجابكم , وشكراً

اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد

فصول في سيرة فقيد المنابر : محمد بن علي السعوي ( رحمه الله )
1373هـ - 1425هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : كنت وعدتكم بإخراج هذه اللؤلؤة وها أنذا أحسب أني وفيت بما وعدت به وستكون على حلقات أسبوعية وهذا ألطف بي حتى يتسنى لي إخراج أكبر عدد من الحلقات , ولا أنسى إن نسيت أن أذكر أن هذا العمل جهد بشري يعتريه الخطأ والنقص , ولا أجد لي عزاء إلا قول من قال فأحسن :
إن تجد عيباً فسد الخللا *** جل من لا عيب فيه وعلا
_______________________

الحلقة الأولى / فجر الأربعاء 10-10-1427هـ


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد :فإن منزلة العلماء في الإسلام عظيمة وذلك لأنهم حملة ميراث النبوة فعن أبي الدرداء  قال : سمعت رسول الله  يقول : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله طريقاً من طرق الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم , وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء , وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن الأنبياء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) , لذا كان لزاماً عليَّ -وقد ألممت بأخبار ليست بالقليلة عن علم من أعلام هذا القرن ألا وهو الشيخ : محمد بن علي بن سليمان السعوي- أن أدلو بدلوي وأطلع الأخوة على بعض سيرته رحمه الله فهذه فصول متناثرة في سيرته ( رحمه الله ) , وقد راودتني نفسي كثيراً في إخراج هذا العمل المتواضع ليحصل بذلك فائدة عظيمة للخلق ألا وهو : الاقتداء , فالشيخ الراحل نحسبه والله حسيبه مثالاً يُحتذى في جوانب عديدة إذْ أن له مواقف فريدة في خضم الحياة منها المعروف ومنها الخفي , ونظراً لما يتمتع به الشيخ رحمه الله من إخفاءه لعمله فقد خفيت كثير من أعماله ومواقفه في حياته ولكن : نظن أن الله علم صدق الرجل فظهرت أمور كثيرة بعد وفاته منها العجيب ومنها الغريب , وظهرت أسر غفيرة كان الشيخ يعولها وظهر وظهر ... , لقد بان بعد انتقاله للدار الآخرة ما كان يخفيه من أعمال صالحة , وهكذا فليكن المسلم , قال ابن تيمية رحمه الله { ذنوب الخلوات أصل الانتكاسات وعبادات الخلوات أصل الثبات } فاللهم إنا نسألك الثبات على الحق حتى نلقاك , وبحكم قرابتي للشيخ الراحل فإن في الذاكرة مواقف كثيرة لا تنسى , وبعضها قد يُكتب ويُنشر لأول مرة ولعل هذا من بركات هذا المنتدى فقد حفزني كثيراً للكتابة عن فضيلة الشيخ , لا أريد أن أسترسل في المقدمة ففي الجعبة شيء كثير أتركه لتروه ما بين دفتي هذه اللؤلؤة , ثم يجدر أن أخبركم بالتقسيم الموضوعي لهذه اللؤلؤة وهو كالتالي :

1- حياته ونشأته ومشايخه وتلاميذه :

- نسبه

- صفاته الخلْقية والخُلُقية

- حسن معاملته للناس

- تواضعه

- كرمه

- حلمه

- شفاعته للمحتاجين

- السعي في الصلح

- خلقه مع العمال

- بيعه وشراؤه

- بره بوالديه

- حالته الاجتماعية

- ذرية الشيخ

- أعماله ووظائفه

- وفاته

- مشايخه

- تلاميذه

2- آثاره العلمية :

3- نشاطه في التدريس :

4- موقفه من الفتن المعاصرة :

5- المواقف العامة في حياته :





1- حياته ونشأته ومشايخه وتلاميذه :

نسبه :

هو : الشيخ الوقور أبو عبد الله محمد بن علي بن سليمان بن علي السعوي , من قبيلة عنزة , وأصل عائلة السعوي من ( المريدسية ) وهي أحد أرياف بريدة الغربية , وُلد الشيخ في بريدة حاضرة العلم والعلماء في 1/7/1373هـ , وسكن الجبيل والدمام في بداية حياته مع والده الذي ذهب للعمل ثم عاد وهو صغير ونشأ في بريدة نشأة دينية , وهنا بعض التواريخ المهمة في حياة الشيخ الراحل :

1/4/1386هـ ( تخرج من الابتدائية من مدرسة الشماس والمسماة : العباس حالياً )

5/11/1392هـ ( تخرج من المعهد العلمي في بريدة )

7/7/1396هـ ( تخرج من كلية الشريعة )

7/9/1396هـ ( عين معيداً بكلية الشريعة في الرياض )

17/4/1398هـ ( عين موظفاً بكلية العلوم الاجتماعية لحاجة الكلية إليه )

1/11/1397هـ ( تعين مدرساً في معهد البكيرية بناءً على طلبه ومن أجل والدته )

3/8/1400هـ ( نقل من المعهد العلمي في البكيرية إلى المعهد العلمي في بريدة )

1401هـ ( عين خطيباً في جامع الجردان في بريدة )

27/4/1402هـ ( توفي والده في بريدة )

24/6/1404هـ ( أصبح مأذون أنكحة رسمياً من وزارة العدل

28/2/1409هـ ( دخل المستشفى لإصابته بمرض الملاريا أثناء إحدى زياراته الدعوية للسودان )

10/4/1409هـ ( حصل على دورة الأئمة والخطباء في كلية العلوم العربية في القصيم )

10/10/1409هـ ( حصل على دورة تخريج الأحاديث في كلية الشريعة بالقصيم )

13/4/1410هـ ( حصل على دورة في القرآن الكريم وتجويده في كلية الشريعة في القصيم )

1415هـ ( انتقل من الجامع الكبير للخطابة في جامع الذياب في حي المنتزة الغربي )

1416هـ ( انتقل من جامع الذياب إلى الخطابة في جامع الراشد , ولا زال فيه حتى وفاته )

1422هـ ( حصل على شهادة الماجستير من جامعة الإمام في الرياض في قسم العقيدة )

1424هـ ( ابتدأ بالدراسة التمهيدية لبرنامج الدكتوراه ووافاه الأجل قبل إكمالها )

19/2/1425هـ ( توفيت أمه رحمها الله )

2/4/1425هـ ( توفي مساء الجمعة في حادث مروري على طريق الرياض السريع )



صفاته الخلْقية والخُلُقية :

كان الشيخ رحمه الله : متوسط القامة ليس بالطويل ولا بالقصير , وليس بالبدين ولا بالنحيف , حنطي اللون , ذو لحية خفيفة , تعلو الابتسامة محياه , إذا جلس يحدث أحداً تجد رأسه منحنياً قليلاً تواضعاً يخلط كلامه بابتسامة هادئة في فصاحة عربية وإيجاز , وكان حليماً لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله , وكان لا يواجه أحداً بشيء يكرهه , وكان كريماً معطاء حتى ظن بعض أقارب الشيخ بعد وفاته أن الشيخ خلَّف أمولاً كثيرة لما كان يرى من سخائه وبذله , فلا أذكر أنه رد سائلاً بل يعطيه ما تيسر عنده .



حسن معاملته للناس :



الشيخ في معاملاته كأنه من الرعيل الأول , وما إن تسمع قصصه في التعامل إلا ويسبح خيالك مع الطراز الأول من السلف والصحابة , فالشيخ يستوي عنده الفقير والغني والصغير والكبير فيعطي كل واحد من الناس ما يستحقه وأكثر من الانبساط إليه والنفقة والكلام وهكذا , حتى إنه بسبب تعامله المستمد من الكتاب والسنة اهتدى بسببه أشخاص وبكى لقصصه أشخاص وتأثر آخرون وإليك قصتين تبين ذلك :

الأولى : ذكرها الشيخ : سليمان العثيم ( زميل الشيخ في المعهد العلمي ) يقول : كان الشيخ لتوه اشترى سيارة ( هايلوكس غمارتين 1985م ) يقول : فأتى الشيخ ذات مرة إلى المعهد راجلاً والحزن قد خيم عليه فسأله الشيخ سليمان عن السبب : فقال الشيخ : لقد سرقت سيارتي التي اشتريتها بالأقساط والحمد لله , فذهب الشيخ معه إلى الشرطة ثم وجدت السيارة عند أحد الاستراحات وقد صدم بها أكثر من صدمة فأحضر الأشخاص إلى الشرطة وحضر الشيخ فلما رآهم وعند انتهاء التحقيق قال الشيخ : أما أنا فقد عفوت عنهم ( الحق الخاص ) وأرجو أن تكون آخر سرقة لهم .

الثانية : رواها لي الشيخ : سليمان العدل وهو من أقدم أصدقاء الشيخ الراحل , قال الشيخ العدل : خرج الشيخ محمد رحمه الله يوماً من المعهد العلمي حيث يُدرِّس هناك وكان قد استلم الراتب نقداً ووضعه في سيارته ونزل لكي يصلي في الجامع الكبير ثم أتى أحد الأشخاص وسرق المبلغ من سيارة الشيخ , ثم عُثر عليه بعد ذلك وحضر الشيخ في الشرطة مع الشخص فتنازل الشيخ عن حقه وطلب من الضابط أن يكلم الشخص فقال له : هل أنت محتاج ؟ قال الشاب : نعم , قال الشيخ : خذ المبلغ كاملاً لا أريده ولكن أريد أن تعطيني منه مبلغا معيناًً والباقي لك وفي كل شهر تحضر إلي في الجامع أعطيك 2000 ريال , يقول من حضر الموقف : فإذا الضابط يبكي من هول مارأى وسمع , فما مرَّ سنة ونصف إلا وذلك الشاب قد استقام وحفظ أجزاء من القرآن , فغفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جنانه .

لو تأملنا فنحن إلى قليل من الرحمة واللطف مع عباد الله ومع المذنبين أحوج إلى كثير من العلم , فرب بسمة أدخلت رجلاً في الإسلام , ورب عطف ولين مع مدعو أجبر ذلك المدعو أن يسلك طريق الخير والرشاد .ولو نظرنا لحال الشيخ مع القصتين لوجدنا أنه لا ينتصر لنفسه وهذا معنى عظيم يكاد يندر في هذا الزمن



إلى اللقاء في الحلقة القادمة
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية / فجر الأربعاء 17/10/1427هـ
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه , لن أطيل فأنتم بشوق لقراءة هذه الحلقة , ولن أعلق كثيراً بعد إيراد المواقف لأنها تعبر عن نفسها , وأتمنى من الأخوة ممن لديه قصص عن الشيخ أن يفيدنا بها أو يرسلها على البريد الالكتروني الظاهر في التوقيع فأنا سأستفيد منها غاية الاستفادة
تواضعه وكرمه
تواضعه :
كان الشيخ رحمه الله مدرسة في التواضع ولين الجانب لعباد الله وكان التواضع سمة للشيخ عرفها الصغير والكبير , لم يقل : لا يوماً في حياته بشهادة أولاده وأحبابه وطلابه , إذا لم يعجبه الأمر قال : لعل كذا أو ننظر في الموضوع , وهكذا رحمه الله.
لقد أحب الناس فأحبوه , لا يفرق بين الكبير والصغير ولا الرفيع ولا الوضيع في ابتسامته وشفاعته وتسامحه , كان يحب الغريب عن البلد والمسكين واليتيم ويسعى في حاجته مهما كلف الأمر كان لا يحب أن يقبل أحداً رأسه , وإذا قال له أحد طلابه يا شيخ قال : أنت الشيخ ولست أنا , وكان يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يصر عليه صاحب الدار , وكان من تواضعه أن أركب معه في سيارته خادم جامع الراشد
روح الأمين ( بنغالي ) ثم يكلم الشيخ على أولاده في البيت ويقول لهم : اسمعوا قراءة أمين فيقرأ ويستمع أهل الشيخ لقراءته فقد كان لسانه جيداً في القراءة إضافة إلى إلمامه بطرف لا بأس به من التجويد , وكان قد تعلم التجويد على الشيخ محمد في الجامع , وقد أراد الشيخ أن يبيع سيارته في آخر حياته وهي : مرسيدس 1995م بسبب قصة حصلت له وهي : أن فقيراً أتى إليه في الجامع وطلب من الشيخ أن يساعده فأدخل الشيخ يده في جيبه فلم يجد سوى عشرة ريالات فأعطاها إياه فقال السائل وكان معتوهاً بعض الشيء قال بلهجته
العامية ( اللحين معك هالشبح ولا معك إلا عشرة أريل ) !!! , فبعدها فكر الشيخ أن يبيع سيارته ويشتري سيارة صغيرة تواضعاً لله نحسبه كذلك والله حسيبه , واشترى سيارة صغيره من نوع ( سيدرك )
بجانب ( المرسيدس ) .
وقد قال له أحد الدعاة مرة : يا شيخ لو أغلقت بابك دون الناس فإن الناس إذا رأو الباب مفتوحاً دخلوا فقال الشيخ : لا يمكن أن أرد الناس عن بابي , فيا الله يا له من موقف ويا له من استحضار عجيب لنية خدمة عباد الله , ويا له من تواضع لعباده , غفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جنانه , ومن تواضعه أنه في يوم من الأيام استوقف أحد الطلاب أتدري لماذا ؟ ليسأله عن عطره الذي وضعه فقد أعجبه ! فما رأيك بشعور الطالب بعد ذلك ؟!
إن كريم الأصل كالغصن كلما ازداد علماً تواضع وانحنى
ومن تواضعه : أنه ذات يوم في الحرم المكي جاء إلي أحد الأخوة فقال : لقد رأيت عجباً قلت ما لخبر ؟ قال كنت عند درس الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان فالتفت فإذا الشيخ محمد قد أسند ركبتيه وجلس يستمع للدرس , فيا له من تواضع ! حقاً لا ينال العلم مستحيي ولا مستكبر
ذكر أحد الأخوة الثقات أن الشيخ ذات مرة إبان إمامته في جامع الجردان في أوائل هذا القرن 1400هـ , أخذ يغسل دورات المياه للجامع فبينما هو يغسل أحد الحمامات إذْ أغلق عليه أحد المارة الباب ولعله من الصبيان فأخذ يطرق الباب حتى أتى أحد منسوبي الجامع وفتح الباب للشيخ ولم يذكر أن الشيخ دعا عليه أو اغتاظ , فلله دره من مربي فهل يعقل أن الإمام يقوم بعمل الخادم ؟ نعم , ماذا لو جربت أخي أن تخدم مسجد حارتك بأي نوع من أنواع الخدمة البدنية والمالية ؟ ستجد أثر ذلك في قلبك برداً وسلاماً .
ومن تواضعه إنه إذا هاتف أحداً لا يقول له معك الشيخ أو الداعية لا بل يقول اسمه , حتى إنه كلم أحد التجار ذات مرة فقال التاجر من معي قال : محمد السعوي , فما عرفه وكان بارداً مع الشيخ لأنه لا يعرفه فقال الشيخ : إمام جامع الراشد فعندها انطلق الأخ يعتذر من الشيخ لعدم حسن استقباله للشيخ ثم إنه كلم على أحد أولاد الشيخ وطلب منه أن يوصل اعتذاراً آخر للشيخ .

كرمه :
كان كريماً جواداً وما إن تراه ينفق ويطعم حتى تظن أنه في عداد الأغنياء , والأمر ليس كذلك , حتى إن كثيراً من أقارب الشيخ لم يعلموا أن الشيخ عليه ديون وأن حالته المادية لا بأس بها إلا بعد وفاته , وإلا فإنهم كانوا يظنون أن الشيخ محمد من التجار لما يرون من بذله وسخائه , وقد وصلته مرة بالبريد فاتورة باسم لم يره من قبل فقام الشيخ وسدد فواتيره وسدد معها فاتورة الرجل الغريب ثم إن الرجل سأل عن الفاتورة بعد ذلك فعلم أن الشيخ هو من سددها عنه فكلم الشيخ وألح عليه أن يقبل المال فقال الشيخ : ضيف حلَّ علينا فأكرمناه ! , وكذلك من كرمه ما حكاه لي خادم جامع الراشد : روح الأمين فقال إن الشيخ ذات مرة أخذ بيده وأركبه سيارته ثم ذهب به إلى محلات الملابس والكماليات وطلب منه أن يشتري من كل نوع من الملابس اثنين فاشترى ثوبين وغترتين ونعلين وهكذا.. حتى إن روح الأمين أراني ثوباً ذات مرة وقال : هذا من الشيخ , فغفر الله له ,
ويقول أحد المشايخ في المعهد العلمي : لقد أوقف الشيخ ثلث مرتبه على الأسر الفقيرة والمساكين حتى إنه استدان كثيراً لمساعدتهم وبناء بيوت لهم , يقول الشيخ صالح الونيان : جاءني الشيخ مرة ليقترض فقلت : يا شيخ مالي مالك فأبى إلا أن يقترض فقلت للشيخ : بشرط أن تكون لك وليست لأحد غيرك وألححت عليه فقال : هي لي , وعندما مات الشيخ وجدنا ورقة بالديون عليه ومن ضمنها مبلغ الشيخ صالح وقد كتب على المبلغ : استدنته من الشيخ صالح لترميم بيت فقير فلما علم الشيخ صالح تأثر تأثراً كبيراً , ومن كرمه ما ذكره الأخ : حمد القسومي ( مغسل الأموات المعروف ) وهو من أعز أصدقاء الشيخ يقول : دخلت مع الشيخ إلى أحد الورشات فإذا بصاحب المحل مع شاب وقد ارتفعت أصواتهما , والشاب له سيارة يريد أن يخرجها من الورشة وقد كلفت مبلغاً كبيرا ويعده بأن يحضر له المبلغ لاحقاً فهو لا يملكه الآن , وصاحب الورشة يرفض , فأخذ الشيخ بيد الشاب وقال كم كلفت سيارتك ؟ قال : 11ألف ! قال الشيخ لصاحب الورشة أخرج سيارته وحسابها علي سأدفعه لك في نهاية الشهر فلما خرج الراتب أعطاني الشيخ 11 ألف وأوصلتها إلى صاحب الورشة , ودخل أحد المشايخ على ملحمة الجبيلي في حي الهلال في يوم وفاة الشيخ فإذا العامل
( هندي ) يبكي , فسأله الشيخ عن سبب بكائه فقال : بلغته العامية المكسرة ( شيخ محمد سعوي في موت ) ! قال الشيخ : هل تعرفه ؟ قال نعم , قبل أسبوع واحد أتى إلي وأنا أبكي فسألني فقلت : أحد الأشخاص اشترى مني بقيمة 450 ريال ووعدني أن يسدد ولم يحضر وسوف يخصم المبلغ من راتبي فقال الشيخ : هذه خمسمائة ريال 450 للمحل و 50 ريال هدية لك فبكى العامل , وحق له أن يبكي فالشيخ مدرسة في العطاء والجود والسماحة والبذل والكرم .
يقول الشيخ عبد الله بن سليمان القفاري ( المشرف العام على الدورة المكثفة لحفظ القرآن في المسجد الحرام وزوج ابنة الشيخ ) أراد الشيخ أن يرمم بيته في حي القويع فكلَّف ذلك ( 35000 ) خمس و ثلاثون ألف ريال , فدفع للمقاول ( 45000 ) خمسة وأربعون ألف ريال ! , فاستغرب المقاول وقال : يا شيخ فيه زيادة ( 10000 ) عشرة آلاف ريال في الحساب فلعلك أخطأت ؟ قال الشيخ لا : الوالدة طلبت مني أن أزيد وهذا فضل من الوالدة لا فضل لي فيه ! فعلاً أمر عجيب فالدنيا والمال في يده وليس في قلبه , ويذكر أخ الشيخ ( إبراهيم ) أن الشيخ أحضر عمالاً للدهان فأعطاهم قبل أن يعملوا ( 700 ) ريال وقال : هذه إكرامية قبل العمل ! وهذا من سخاء الشيخ وحبه للمساكين , وتقول أحد بنات الشيخ رحمه الله : كنت أذهب مع أبي إلى الرياض غالباً وكان والدي يمر بالمجمعة فيقف عند أحد المحطات ليصلي وليتزود بالوقود , وكان من عادته أن يعطي أحد العمال هناك مالاً , وكان الشيخ كلما مر هناك قام العامل وتشوف للشيخ لكي يعطيه المال , وربما قال الشيخ : أين رفيقنا نعطيه ما تيسر , فهذه لمحة من حبه للجود والبذل وحب المساكين .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
نوح

_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثالثة :ظهرالأربعاء 24/10/1427هـ
شيوخه وتلاميذه – حلمه – شفاعته للمحتاجين وإحسانه لهم
شيوخه وتلاميذه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإن الشيخ طالب للعلم من الطراز الأول وكان حريصاً في دراسته بتقييد المساءل ومراجعتها وكان مكثراً للقراءة حتى أنه لم يكن في كتبه في مكتبته شيء من الأتربة على كثرتها بل كان كثير التصفح فيها ومطالعتها في إعداد خطبة الجمعة وغيرها من البحوث , وقد طلب العلم بعد تخرجه من كلية الشريعة عن طريق المطالعة والحفظ على نفسه حتى لربما جلس يقرأ حتى قبيل الفجر .
لقد تتلمذ الشيخ على عشرات العلماء عن طريق التعليم النظامي في المعهد العلمي وكلية الشريعة في الرياض ومنهم : الشيخ صالح البليهي والشيخ صالح السكيتي والشيخ علي الضالع والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة , وكان آخرهم الشيخ عبد الله بن جبرين في برنامج الدراسة التمهيدية لدرجة الدكتوراه , وقد سمع الشيخ في شريط مسجل وهو يودع الشيخ عبد الله في آخر محاضرة له ويقول : حللنا يا شيخ فقال الشيخ : ما عرفنا عنكم إلا كل خير وحرص وجد , وعندما سمع الشيخ بوفاته تأثر بذلك واتصل على أولاد الشيخ معزياً.
ولقد طلب الشيخ العلم على فضيلة الشيخ محمد بن منصور المنسلح في مسجده , ومما ميز الشيخ محمد السعوي قوة حفظه التي كانت عوناً له بعد الله في الإفتاء حيث أنه انشغل فلم يكن له دروس بعد تخرجه من الجامعة , والشيخ رحمه الله تخصص تخصصاً كاملاً في خدمة الفقراء والمساكين وسد حاجتهم , ولذا لم يكن لم يفتح دروس علمية , والحمد لله فكل على ثغر من ثغور الدين .
أما عن طلاب الشيخ فلقد خرج الشيخ رحمه الله جمعاً كبيراً من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وطلاب العلم والعاملين في جميع شرائح المجتمع ومنهم د : سليمان أبا الخيل وكيل جامعة الإمام ود: مزيد المزيد عميد جامعة القصيم سابقاً ود: علي النملة وكيل شؤون الطلاب بفرع جامعة القصيم سابقاً والشيخ أحمد الشاوي الخطيب المعروف والشيخ عبد الله بن سليمان القفاري ود: سليمان الغفيص ود: سليمان الدبيخي ود : عبد الله الفوزان , والشيخ القاضي إبراهيم القفاري والشيخ منصور البليهي ود: إبراهيم الحميضي والشيخ تركي الغميز والشيخ القاضي محمد الفندي والشيخ القاضي يوسف الضالع ود: فهد اليحيى ود:يوسف العقل ومعالي الدكتور : يوسف بن محمد الغفيص عضو هيئة كبار العلماء والشيخ د: عبد العزيز الخضيري الأستاذ بجامعة القصيم قسم القرآن وغيرهم كثير من العلماء والقضاة والذين لا يمكن حصرهم
حلمه :
يقول الشيخ عبد الله بن سليمان القفاري : لزمت الشيخ طويلاً لم أره اً إلا يوماً واحداً فقط عندما كنا طلاباً في المعهد العلمي في الصف الأول ثانوي وكان أحد الطلاب في مؤخرة الصف وأحدث تشويشاً فلم يلتفت الشيخ كعادته وأكمل الشرح ثم إن الطالب قام وخرج من نافذة خلف الصف فرأينا الشيخ متأثراً وجلس على الكرسي يستغفر الله لمدة تزيد على 7دقائق ثم قام وأكمل الدرس وكأن شيئاً لم يكن .
ومن القصص التي تدل على وافر حلمه رحمه الله : في يوم وفاة أمه وأثناء تغسيلها في مغسلة جامع الخليج دخل أحد أقارب الشيخ وهم ينتظرون في كراسي المغسلة فتكلم على الشيخ واتهمه بكلام لا أود ذكره , والشيخ في مصيبة كبيرة كيف لا وقد سماها الله مصيبة ( فأصابتكم مصيبة الموت )
فقال الشيخ يا فلان لمن هذا وأشار إلى نعش معلق داخل المغسلة ( قالها وهو يبتسم ) فقال الرجل مستهتراً لأنه ظن أن الشيخ يستهزئ به قال : معروفة هذا للأموات قال الشيخ : لا الله يهديك هذا لي ولك أما الأموات فقد ذهبوا !! , فسكنت نفس ذلك الرجل .
شفاعته للمحتاجين وإحسانه لهم :
الشيخ مدرسة في ذلك ويحرص دائماً على إخفاء عمله والقصص على ذلك كثيرة ومنها :
يقول أبو يحيى ( يماني الجنسية ) لقد خدمني الشيخ وأدخلني إلى بيته وكان بيني وبين الشيخ من العطاء والوصال مالا يعلم به أحد حتى أبناؤه وهم يرونني في مكتبته فهو يعطي ولا يعلم به أحد إلا الله ويقول : جئته مرة ليشفع لي في موضوع تأشيرة زيارة لأحد أقاربي وطلبت منه أن يكتب لي خطاباً لأحد المسئولين فقال مر علي غداً فلما مررت عليه قال : لنذهب سوياً إلى الرياض لنكلم أحد المسئولين في منزله فقلت : لعلك تكتب يا شيخ وهذا يكفي والعمل هو لي وأنت مشغول فأبى أن يكتب وأصر على الذهاب معي إلى الرياض , يقول أبو يحيى : وصلنا إلى الرياض وذهبنا عند الشيخ أبو الحارث أبو زوجة الشيخ وجلسنا في مكتبة الشيخ ثم لما جاء النوم قلت للشيخ أريد أن أذهب إلى بعض أصدقائي فأبى إلا أن أنام في هذه المكتبة وألح عليَّ ثم جاء بفراشين ثم قلت له ولكن لا أسمح لك أن تنام معي وتدع زوجك فقال : أنت ضيفي والضيف له حق علينا فأقسمت عليه أن ينام مع زوجه فيكفي ما أخذت من وقته فلما أقسمت ذهب ونام مع زوجه فلما كان من الصباح ذهبنا لأحد المسئولين من المشايخ وعرفه الشيخ بي فرحب بالشيخ ورحب بي ووعد خيراً ولكن لم تقبل شفاعته فاستحييت من الشيخ أن ترد شفاعته وطلبت منه أن يعفيني لأذهب في طريقي فأبى وانطلق معي إلى الوزارة المعنية ثم صلى معهم الظهر فقلت له ياشيخ أنا أدخل وأكلمهم وإذا قالوا من يكفلك ويزكيك أخبرتهم بوجودك لأني يا شيخ أخجل من رد شفاعتك فقال : لا يهمني أن ترد المهم أن أشفع يقول : فدخل الشيخ على أحد المسئولين ووعظه بأهمية تيسير أمور المسلمين والاهتمام بأمر الوافدين فشكر المسئول الشيخ ووعد خيراً وأخذ الأوراق ثم خرجنا فقال الشيخ : أريد أن اذهب إلى مكتب المدير في القسم كأنه لم يجد إجابة من الأول فقلت يا شيخ يكفي فأصر ودخل ثم خرج ووجهه كأنه حزين فجلست أهدئ الشيخ وأقول يا شيخ لا تحرج نفسك والأمر يخصني فجلست أكرر عليه ثم قال الشيخ : نسأل الله التيسير ورجع فيسر الله لي ببركته عن طريق آخر , فانظر كيف كان الشيخ رحمه الله من الإصرار والسعي مهما كان الإنسان طالب الشفاعة .
ويقول أحد محبي الشيخ : لقد سعى الشيخ معي للشفاعة أمام المسئولين والعلماء لحصولي على الجنسية لأني قد ولدت هنا ونشأت وتعلمت في بريدة ثم يقول : لقد بذل الشيخ من وقته أكثر من 15 عاماً فقد ذهبنا إلى الشيخ صالح البليهي والشيخ محمد العثيمين والشيخ صالح بن حميد إمام الحرم المكي وذهب معي إلى الرياض عدة مرات ودخل على المسئولين والوجهاء لمساعدتي ولم يمل ولم يكل وساعدني مع أسرتي في أشياء كثيرة لا تحصى
يحدثني أحد الأخوة الثقات : أن الشيخ أرسله مرة لشراء سيارة لأحد الفقراء المعدومين وأوقفها في مواقف أحد الجوامع , فقلت للفقير هذه السيارة لك وقلت له القصة فكاد أن يجن من الفرح , وهذه واحدة من القصص الكثيرة في هذا الجانب .
وكذلك فإن الشيخ ذات مرة زوج اثنين من المعتوهين وتعب في البحث عن زوجات لهم ثم إنه زوجهم , وهذا يدل على أن خيره واصل إلى الضعيف والقوي , فهو يعمل لله فحسب نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى .
كذلك فإن الشيخ إبان إمامته في الجامع الكبير في بريدة قد فتح حساباً للعاملين في الجامع يأخذون ما شاءوا ثم يسدد في آخر الشهر , وكذلك يخبرني عامل جامع الراشد ( أمين ) أن الشيخ في كل سنة في رمضان يعطيه دراهم في آخر الشهر وصارت هذه عادة له في كل سنة .
يقول أحد كبار السن وهو صاحب بقالة في حي مشعل أن الشيخ يقول له دائماً : من لم يستطع السداد لك فلا تشتكه بل أعطني خبراً وأنا أسدد عنه وكان آخر مبلغ سدده قبل وفاته بعشرة أيام وكان قرابة 2000 ريال .
بعد وفاة الشيخ بأيام اتصل أحد الرجال وهو من البادية فسأل عن الشيخ فردت عليه زوجة الشيخ وقالت : لقد توفي الشيخ فتلعثم في الكلام وتاثر وقطع الهاتف ثم اتصل بعد ساعة وقال : هل يوجد أحد من ابناء الشيخ فرد عليه أحد اقاربه وعزى بالشيخ ودعى له كثيراً وقبل الوداع سأله كيف عرفت الشيخ ؟ قال : لقد رآني مرة في مستشفى الملك فهد في بريدة وهو لا يعرفني فقال لي : هل تحتاج إلى شيئ فقلت : إن زوجتي مصابة بمرض السرطان ثم جاء معي ودخل على المسئولين وسعى في نقلها للرياض حتى نقلها , وأنا اليوم قادم من المدينة إلى زوجتي في الرياض لأزورها وأردت السلام على الشيخ بل ذهابي للرياض ثم أرسله قريب الشيخ إلى أحد المحلات التجارية فأعطاه ما تيسر فقال الرجل : الحمد لله لقد رزقت بالشيخ حيا وميتاً .
ومن قصصه في شفاعته وإحسانه للغرباء ماقاله أخد القضاة وأكدت هذه القصة زوجة الشيخ : سجن أحد العمال من مصر لدين عليه وقيل له : لن يساعدك إلا الله ثم الشيخ محمد السعوي فاتصل على أولاده في مصر وأخبرهم الخبر فاتصلوا بالشيخ , فانطلق الشيخ للسجن وأخيروه أن عليه مبلغ 50000 ألف ريال خمسون ألف فكفله الشيخ وسدد عنه وأخرجه وذهب به إلى منزله وتناول معه طعام الغداء ثم اتصل الشيخ على أولاده في مصر وعندما ردت زوجته أخبرها الشيخ أن زوجها عنده في البيت فصرخت من الفرح وصرخ أبناءها فرحاً بخروج أبيهم وقالت الأم بصوت عالٍ : خرج أبوكم خرج أبوكم , فجاؤوا يصرخون فرحاً حتى إنه كان هناك أحد أبناءه مشلولاً فقام من الفرح فانطلقت رجله وقام يمشي وكان قد أصيب بشلل عصبي ففرح الجميع وكلموا والدهم , وفي الحقيقة أن المشهد لا يحتاج إلى تعليق ! .
إلى اللقاء يوم الأربعاء القادم
أخوكم نوح
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه هي الحلقة الرابعة من سلسلة اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد , أتمنى أن تحوز على رضاكم وعناصرها كالتالي :
- السعي في الصلح
- خلقه مع العمال
- بيعه وشراؤه

السعي في الصح
رحم الله الشيخ محمد فقد كان يمتثل أمر الله كثيراً كما في قوله تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو ومعروف أو إصلاح بين الناس ) فلقد كان جزء كبير من حياة الشيخ في فك الخصومات وقطع المنازعات والإصلاح بين الناس .
يذكر الأخ فهد الجوعي ( أحد طلاب الشيخ ) أنه سافر معه ذات مرة إلى الرياض يقول فركب الشيخ الشيارة وهو متعب والإعياء ظاهر على محياه , فسألته عن السبب فلم يجبني فألححت عليه فقال إني لم أنم طوال البارحة لأن زوجين هاتفوني لإصلاح ذات بينهم فجلست معهم في الهاتف وقتاً طويلاً فلم يجدي شيئاً ثم إني طلبت منهم أن يحضروا عندي في المنزل قريباً من منتصف الليل فأتوا وما خرجوا إلا عند الفجر وقد رضي كل صاحب عن صاحبه , ثم إني صليت الفجر ونمت قليلاً واتيت إليك لسفرنا , فقلت للشيخ : نم قليلاً قال لا كيف أنام واترك صاحبي في السفر فأخذ ( براد ) الشاي وأخذ يسكب لي وأنا أقود .
يقول الشيخ صالح الخضيري : كان الشيخ يفرح كثيراً بمجالس الصلح , حتى إني هاتفته ذات مرة طالباً منه الذهاب معي لمجلس صلح فقلت له ماهو الوقت المناسب قال : لا يهم المهم أن نذهب .
ولذلك كان جزءاً كبيراً من الاتصالات الواردة في منزله طلباً لحل المشكلات الزوجية أو الخلافات العائلية حسب ما يؤكده أبناء الشيخ , لأن الشيخ يملك صدراً رحباً ويسمع لمن أمامه ويجتهد في بيان العلاج فرحمه الله رحمة واسعة

خلقه مع العمال :
معاملة الشيخ للعمال والوافدين باختصار كمعاملة الشيخ لبني جنسه , فلم يكن يرى لنفسه فضلاً عليهم وهذا ليس كلاماً يقال بل هناك من القصص والمواقف التي بينت حاله رحمه الله فمن ذلك :
أن العمال الذين يحضرون للعمل عنده في البيت لا يكلفهم شراء الوجبات الغذائية بل هو يلتزم لهم بذلك ويطلب من أهله أن يزيدوا في المقدار ثم يطلع على الوجبة قبل أن ترسل إليهم وكان يرد أحياناً قطعة الدجاج ويطلب قطعة أخرى أكبر منها , وهذا ما يؤكده أبناء الشيخ .
وقع حادث للشيخ مع عامل من الجنسية المصرية وقد كان الخطأ فيما أظن على العامل ثم تنازل الشيخ عن حقه وتكفل بإصلاح سيارة العامل وأعطاه خمسمائة ريال , وبعد فترة كان أحد الأخوة يكلم أحد أبناء الشيخ عن الحادث فذكر له الحادث بالتفصيل ثم إن ابن الشيخ ذكره بالحادث وما فعل فتلون وجه الشيخ ! وقال : لم يحدث شيء من ذلك وأنهى الموضوع ! فانظر إلى شدة إخفائه لعمله , لا يريد أن يعلم أحد من الناس بأعماله ولو كانوا أولاده , ولذلك تقول زوجة الشيخ : لم نكن نعلم بكثير من أعماله إلا بعد وفاته , وهذا علامة الإخلاص نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله .
دخل أحد المشايخ على ملحمة الجبيلي في حي الهلال في يوم وفاة الشيخ فإذا العامل ( هندي ) يبكي , فسأله الشيخ عن سبب بكائه فقال : بلغته العامية المكسرة ( شيخ محمد سعوي في موت ) ! قال الشيخ : هل تعرفه ؟ قال نعم , قبل أسبوع واحد أتى إلي وأنا أبكي فسألني فقلت : أحد الأشخاص اشترى مني بقيمة 450 ريال ووعدني أن يسدد ولم يحضر وسوف يخصم المبلغ من راتبي فقال الشيخ : هذه خمسمائة ريال 450 للمحل و 50 ريال هدية لك فبكى العامل , وحق له أن يبكي فالشيخ مدرسة في العطاء والجود والسماحة والبذل والكرم .
تقول أحد بنات الشيخ رحمه الله : كنت أذهب مع أبي إلى الرياض غالباً وكان والدي يمر بالمجمعة فيقف عند أحد المحطات ليصلي وليتزود بالوقود , وكان من عادته أن يعطي أحد العمال هناك مالاً , وكان الشيخ كلما مر هناك قام العامل وتشوف للشيخ لكي يعطيه المال , وربما قال الشيخ : أين رفيقنا نعطيه ما تيسر , فهذه لمحة من حبه للجود والبذل وحب المساكين .

وأذكر أنه في صبح السبت يوم الصلاة على الشيخ حضر عامل للمغسلة وهو ممن كان يعمل عند الشيخ فترة طويلة , فلم يستطع أن يملك نفسه من البكاء وكان لا يعرف ما يقول لأهل الميت وإنما اكتفى بالبكاء الحار وما ذاك إلا وفاء للشيخ الوقور .


بيعه وشراؤه :
( رحمكان ممتثلاً لقول النبي الله امرأ سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ) , فلا يكاد يماكس في سلعة بل يأخذها بثمنها , يقول عبد الله بن صالح القفاري ( زوج ابنة الشيخ ) خرج الشيخ مرة لسوق الماشية لشراء الأضاحي وعندما أراد الشراء قال : بكم هذه الأغنام قال البائع : بكذا , قال الشيخ : خذ المبلغ , فقال من مع الشيخ : ياشيخ كاسره ( أي اطلب منه أن يخفض السعر قليلاً ) قال الشيخ : صاحب الأضاحي لا يُكاسر ! , واشتراها ولم يكاسره , وهذا من طبع الشيخ أنه لا يكاسر أبداً ولا يعني هذا بحال من الأحوال ضعفه ولكنه ( رحم الله امرأ سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )يريد أن يمتثل قول النبي ولذلك أحضر مرة في مزرعته عاملين لكي يعملوا عنده في الخراف ( خراف التمر ) وكانوا ثلاثة , فعرضوا في نهاية العمل مبلغاً خيالياً جراء عملهم فتكلم الشيخ معهم قريباً من خمس دقائق عن الطمع والقناعة بالرزق ثم أعطاهم مبتغاهم .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم
اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد _ السعوي - ( الحلقة الخامسة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أعتذر للأخوة مقدماً عن عدم تنزيل الحلقة بالأمس حيث هو الموعد المحدد ولكن لم أجد اتصالاً بالشبكة سائر اليوم فلم أستطع أن أنزل اللؤلؤة إلا ظهر الخميس وأنتم أهل لقبول العذر
وبعد : فهذه اللؤلؤة الخامسة وتتضمن عدداً من العتاصر وهي كالتالي :
( بره بوالديه , حالته الاجتماعية )
بره بوالديه :
عرف عن الشيخ رحمه الله شدة عنايته بوالديه , وفي الحقيقة أننا لو نظرنا في الوحيين وآثار السلف لوجدنا أن البر بالوالدين هو ديدن الأنبياء والرسل ومن بعدهم من الصحابة والتابعين , قال الله تعالى عن يحيى عليه السلام ( وبراً بوالديه ولم يك جباراً عصياً ) وهكذا , وما شيخنا محمد إلا رجل اقتفى أثر السلف من قبله وسار على منهج نبيه صلى الله عليه وسلم , وليس البر في الإعطاء فقط أو في بذل الكلام فحسب إنما أعظم البر احتمال الأذى من والديك وهو المحك الفعلي للبر .
ونورد بعض المواقف المتعلقة ببر الشيخ رحمه الله :
يذكر الشيخ أحمد الشاوي أن الشيخ محمد لما كان يدْرس في المعهد العلمي طالباً , وكانت المكافئة آنذاك قليلة ويفرح بها الطلاب حيث ضيق المعيشة , وكان الشيخ إذا استلم مكافئته أعطاها أباه
( ت 1402 هـ ) وهي قليلة جداً ولكن تعبيراً منه لخدمة أبيه .
وأذكر أننا في حج 1422هـ في حملة بيت الأمة ( المحيميد حالياً ) طلب من الشيخ إلقاء كلمة في
المخيم بمنى , فألقى كلمة عن بر الوالدين , وفجأة وأنا أستمع مشدوهاً لكلام الشيخ إذْ به لا يملك عباراته فيطلق عبراته ثم بكى وأبكى من حوله , عندها لاحظت أن الشيخ لا يتكلم هكذا كلاماً فارغاً وإنما يتذوق بر الوالدين ويعيشه فعلاً ولذلك فإن كلماته خرجت من قلبه غفر الله له .
ومن بره بأمه أن بنى لها فلة في فناء منزله في حي القويع , ولك أن تتخيل أن والدته تذهب إلى الفلة لترتاح وقت الضحى فقط وهذا غالباً ثم تعود لجناحها المخصص لها في بيت الشيخ , والمعنى أن هذه الفلة الكبيرة لأم الشيخ ما بناها إلا لرضا والدته ويقول أقارب الشيخ أن بيت جدتهم يكاد يكون كالجديد لأنها لم تكن تجلس فيه بل تزوره , وهذا من أعظم البر , ولذلك تقول زوجة الشيخ ( أم عبد الله ) : من الحكم وفاة والدة الشيخ قبله . لأنه لو فدر ومات قبلها فإني أخشى على أمه أن يحصل لها مكروه لا تحمد عقباه , ولذلك فإن الشيخ إذا مرض في حياة أمه لا يهنأ لأمه بال ولا يطيب لها قرار حتى يشفى .
وكان من عظيم بره أنه يكون في مكتبته أحياناً فإذا أراد أن يخرج لغرض ما ذهب إلى أمه واستأذنها للخروج وهو قد جاوز الخمسين فلله دره من مربي فاضل .
حالته الاجتماعية :
ولد الشيخ عام 1373هـ وتزوج زوجته الأولى عام 1395هـ وهي أم عبد الله ورزق منها بتسعة أولاد أربع بنات وخمسة ذكور وهم على الترتيب ( مريم ومها ونورة وعبد الله وعلي وعبد الرحمن وثابت وميمونة وأيوب ) وتزوج زوجنه الثانية عام 1415هـ وهي أم حسان ورزق منها بمولودين وهما ( حسان وسراء )
وأحفاده خمسة أربع بنات وذكر واحد , وقد توفيت أم حسان مع ابنتها سراء مع الشيخ في الحادث فرحمهم الله رحمة واسعة
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
ابنكم نوح , ظهر الخميس 9/11/1427هـ [/
size]
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بكم في الحلقة السادسة من اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد _ السعوي –
وعناصر الحلقة كالتالي :
أعماله ووظائفه , آثاره العلمية , نشاطه في التدريس ,
أعماله ووظائفه :
تقلد الشيخ رحمه الله عدداً من المناصب ومن أبرزها تدريسه بالمعهد العلمي في بريدة أكثر من عشرين سنة , وقبلها كان مدرساً بمعهد البكيرية العلمي لفترة سنتين على الأقل , وقد اختير للإعادة بعد تخرجه للجامعه عام 1396هـ , وفي عام 1398هـ عين موظفاً بكلية العلوم الاجتماعية لحاجة الكلية إليه , وكان الشيخ قد قدم أوراقه لنيل درجة الماجستير قبل أكثر من عشرين سنة هو وزميله الشيخ ناصر السعوي ( المعلم بالمعهد العلمي في بريدة ) فوقف الشيخ عن إكمال الرسالة واستمر الشيخ ناصر ولم يكتب للشيخ أن يبحث فيها إلا بعد أكثر من عقدين ففي عام 1422هـ حصل على شهادة الماجستير من جامعة الإمام في الرياض في قسم العقيدة , وفي عام 1424هـ ( ابتدأ بالدراسة التمهيدية لبرنامج الدكتوراه ووافاه الأجل قبل إكمالها .
أما بالنسبة لجانب الإمامة والخطابة فقد تولى الإمامة والخطابة في جامع الجردان في بريدة عام 1401هـ تقريباً ثم انتقل إلى الجامع الكبير في بريدة ( جامع خادم الحرمين ) عام 1406هـ تقريباً ثم انتقل من الجامع الكبير للخطابة في جامع الذياب في حي المنتزة الغربي ثم انتقل من جامع الذياب إلى الخطابة في جامع الراشد من عام 1416هـ , ولا زال فيه حتى وفاته , وقد عرض على الشيخ إمامة المسجد النبوي في فترة من الفترات ولكن والدته رفضت ذلك رحمها الله .
آثاره العلمية :
لم يشتهر الشيخ بكثرة التأليف لانشغاله بأمور الناس الاجتماعية من إصلاح لذات البين وخدمة للفقراء والمساكين وشفاعة لهم , والشيخ لا يعمل تبعاً لجمعية محددة وإلا لسهل الأمر عليه ولكنه جمعية بر لوحده فغفر الله له .
ومن مؤلفاته : كتاب استئناس الخطيب والواعظ بالخطب والمواعظ ( مجلدين ) تحوي بعض خطبه وهذا مطبوع منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً , وسيطبع قريباً ( أربعة مجلدات ) بنفس العنوان , المجلدان الأول والثاني مع زيادة تنقيح والثالث والرابع جديدان .
ومنها : رسالة الماجستير ولكنها غير مطبوعة , وعنوانها : أصول الإيمان في سورة غافر ,
إشراف د. ناصر القفاري .
نشاطه في التدريس :
يبدو أن كثيراً من رواد هذا المنتدى المبارك قد تشرفوا أن كانوا يوماً من الأيام ينهلون من علم الشيخ في مقاعد الدراسة في المعهد العلمي , وسيجيبون هم بأنفسهم عن إخلاصه في تدريسه ( نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكيه على الله ) ولكن هذا ما ظهر لنا ولكثير ممن تتلمذوا على يديه , فتجد أن الرجل يؤدي عمله بإتقان تام , فيتفانى في سبيل إيصال المعلومة للطالب , حتى إن الطالب الذي لا يفهم في أي فن يدرسه يطلب منه أن يصلي معه في مسجده أو يأتيه في منزله كما حصل أن وضع درساً لطلاب المعهد في الفرائض في بيته , ويأتيه أحياناً في مسجده من يقرأ عليه القرآن , وإذا شرح في الفصل في الفقه مثلاً فإنه يحاول بقدر الإمكان أن يفهم الجميع ولا يتضجر من إعادة الشرح , ويكون ذلك غالباً مصحوباً بابتسامة تسكن نفس الطالب المرتبك .
وكذلك الأمر بالنسبة للتحضير فإنه يجتهد في التحضير للمادة واسألوا إن شئتم أصدقاءه من المدرسين في المعهد , فغالباً لا يستريح معهم في غرفة المدرسين وإنما يعد درساً أو يصحح كراسات ونحو ذلك .
وأتمنى من الإخوة أن يضعوا ما يعرفونه لنستفيد جميعاً .
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
أخوكم : نوح : فجر الأربعاء 15/11/1427هـ
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد : فهذه الحلقة السابعة من سلسلة ( اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد – السعوي )
وأعتذر عنه تنزيلها يوم الثلاثاء بدلاً من الأربعاء لظروفي يوم غد الأربعاء .
( موقفه من الفتن المعاصرة , أصدقاء الفقيد )
موقفه من الفتن المعاصرة
كان الشيخ رحمه الله حازماً لا يجامل فيما يعتقده من الصواب ويجتهد فيه , ومن ذلك رأيه في الفتن المعاصرة عموماً , وكانت خطبه شاهدة له بذلك , حتى إنه خطب ذات مرة قبيل وفاته بأشهر عن حرمة قتل النفس وحرمة التفجيرات فأتى إليه مجموعة من الأشخاص بعد الصلاة وعاتبوه وهم في أعمار أولاده تقريباً فأخبرهم أن الأمر ليس عاطفة وليس مجاملة إنما هو ديانة واعتقاد سيسأل عنه المرء أمام الله تعالى , وكانت آخر خطبة له هي يوم الجمعة 2/4/1425هـ التي توفي في نفس يومها عن قصة ابني آدم وحرمة قتل النفس , وكانت على جراء ما حصل في حي ( خضيرا ) شرق بريدة مساء الخميس 1/4/1425هـ من قتل ومحاصرة , فرأيه يدليه بحكمة , وليس بصراحة تجعله هدفاً سهلاً لمن أراد اصطياده .
أصدقاء الفقيد
أما بالنسبة لأصدقاء الشيخ رحمه الله فلا يكادون يعدون كثرة , لأن الشيخ بطبيعته يألف ويؤلف , ومن هنا كثر محبوه , وسأذكر من تربطه بالشيخ علاقة حميمة قوية وليست ودية فقط وسأكتب من يحضرني اسمه , وإني ألتمس العذر ممن سأنساهم سهوا لا إجحافاً .
الأساتذة في المعهد العلمي في بريدة عموماً الموجود منهم والمتقاعد ومنهم :
1- الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان ( المحاضر بجامعة القصيم سابقاً ) .
2- د. سلمان بن فهد العودة ( المشرف على موقع الإسلام اليوم ) .
3- الشيخ عبد الله المطوع .
4- الشيخ سليمان العثيم .
5- الشيخ عثمان العثيم .
6- د. عبد العزيز المقبل .
7- الشيخ ناصر السعوي ( وهو مع قرابته إلا أنه من أصدقاء الشيخ القدامى , وله مع الشيخ موافقات عجيبة , حيث ولدوا في سنة واحدة , وتزوجوا في سنة واحدة , وعينوا للتدريس في معهد البكيرية في سنة واحدة ) .
8- الشيخ إبراهيم الرميحي .
9- الشيخ خالد العبيدان .
10- الشيخ صالح الخضيري .
11- الشيخ أحمد الشاوي .
ومن خارج المعهد :
12- إبراهيم الغنام ( أستاذ العلوم بابتدائية العز بن عبد السلام في حي القويع ) وهذا من غير مبالغة أقرب الناس إلى قلب الشيخ , فدائماً ما يردد أبا صالح على لسانه , فله ذكريات رائعة مع الشيخ , ومن الطريف أن الشيخ تعلم قيادة السيارة على يد أبي صالح الغنام , وله مع الشيخ أسفار كثيرة , وكذلك فالشيخ يأنس برأيه كثيراً ويرتاح له , ومن حب أبي صالح للشيخ أنه قال ذات مرة عند زواج أحد أبناءه بعد وفاة الشيخ : والله لو كان الشيخ حياً لكتبت في بطاقة الدعوة : يتشرف إبراهيم الغنام والشيخ محمد السعوي بدعوتكم ....., ولذلك لما توفي الشيخ مساء الجمعة , ضاق أولاد أبي صالح ذرعاً فكيف يخبرون أباهم لأنه كان نائماً , هل يوقظونه ؟ أم ؟؟؟ وعندما علم بالخبر عند الفجر , أصابه غم شديد مرض ألزمه البيت قرابة الأسبوع .
عبد العزيز الطويان , وهو صديق قديم للشيخ .
الشيخ عبد الله العيادة .
13- حمد القسومي ( مغسل الأموات المعروف ) .
14- د. صالح الونيان فهو من رفقاء الشيخ القدامى .
15- الشيخ إبراهيم العمر ( القاضي بالمحكمة العامة في بريدة ) .
16- د. ناصر القفاري ( ومع ذلك فهو المشرف على رسالة الماجستير للشيخ ) .
17- الشيخ سليمان العدل , وهو كذلك من القدامى , وله مواقف مع الشيخ , وهو محب للشيخ من الدرجة الأولى .
18- حسين جيلان من اليمن فهو صديق للشيخ من أيام جامع الجردان يوم أن كان الشيخ خطيباً له في أول هذا القرن الهجري .
وأعتذر مرة أخرى فالذهن مشتت والنسيان وارد في إسقاط كثير من أصحابه سهوا لا عمداً .
إلى اللقاء يوم الأربعاء القادم بإذن الله تعالى
ابنكم : نوح
فجر الثلاثاء 21/11/1427هـ
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : فهذه هي الحلقة الثامنة من سلسلة اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد _ السعوي _
وسأورد بعض القصص التي قد يتحفظ من يتحفظ عن ذكرها إما لكونها عائلية بحتة أو خاصة , ولكن بما أن الموضوع متعلق بالشيخ أولاً وآخراً رأيت إخراجها ليحصل بها النفع وتمتد الأيدي وتلهج الألسن بالدعاء لفقيدنا رحمه الله , وموضوع الحلقة : مواقف متناثرة في حياة الراحل ليس لها موضوع بعينه , والله ولي التوفيق

1- كان الشيخ رحمه الله حريصاً على الاجتماع ونبذ الفرقة , فأذكر ذات مرة أنه استضاف أهل الحي في منزله ( حي القويع ) ووضع لهم مأدبة كبيرة , وكل هذا حتى تستمر اجتماعاتهم .
2- يقول الأخ : حمد القسومي ( مغسل الأموات ) زرت الشيخ في مكتبته بعد وفاة أمه رحمه الله فجلسنا نتجاذب أطراف الحديث فقال لي يا أبا عبد الله : إن حصل شيء فتولني ! فقلت : بعد عمر طويل إن شاء الله . ولم تمض أيام حتى توفي الشيخ وتولى تغسيله الأخ حمد مع مجموعة من أقارب الشيخ , والسبب فيما يبدو لي أن الشيخ محمد رحمه الله أثناء تغسيل والدته في مغسلة الخليج كان الأخ حمد يطلع الشيخ على أغراض المغسلة من كافور وسدر وطيب وصابون ونعش وكفن وغيرها , ثم ذكر طريقته في تغسيل الميت ( وللحق فإن طريقته من أفضل الطرق في اتِّباعه للسنة وقد زكَّاه عدد من العلماء حينما حضروا معه ليشاهدوا تغسيله منهم الشيخ الدكتور : خالد المشيقح , والشيخ أحمد الزومان ) فأعجب الشيخ بطريقته , فلعل هذا هو السبب الذي دعاه أن يتولاه بعد موته .
سبحان الله ! كأن الشيخ يريد أن يطلع على مكانه الذي سيغسل فيه بعد 42 يوماً ! فعلاً لم تمض إلا هذه الفترة فحُمل الشيخ لتلك المغسلة على الأكتاف وغُّسل حيث رأى وشاهد . اللهم ارحمه برحمتك الواسعة .
3- الأخ حمد القسومي يحضر عنده مجموعة من الأخوة البسطاء وإن شئت فسمهم مساكين , المهم أنهم محتاجون للعطف والحنان , ومد يد العون لهم , وهم يحضرون بشكل شبه يومي فيضع لهم الشاي والقهوة وربما أكلوا بسكويت الشاي مع الشاي , كل هذا مبالغة في إكرامهم , ولذلك تجدهم دائماً يلهجون بالدعاء للأخ حمد جزاه الله خيراً , والشاهد من كلامنا : ما أخبرني به حمد شخصياً حيث قال : إن الشيخ دائما ما يكرمهم ويأنسون بلقياه , ومرة أعطاني مبلغاً
( والكلام لحمد ) وقال هذا قيمة عشاء لرفاقك هؤلاء . ويقول حمد : مرة استضفتهم لوجبة عشاء عندي في المنزل فأخبرت الشيخ ليأتي فلم يرفض إطلاقاً , وهذا من حبه للمساكين وعطفه عليهم , ويقول حمد : بعد موت الشيخ رحمه الله كانوا إذا أكلوا معي عادة ما يقولون : اللهم اجعل أجره وثوابه للشيخ محمد السعوي , وهذا بيان منهم لرد الجميل .
4- الملاحظ لبرنامج الشيخ الشخصي والعام أنه منتظم غالباً حتى في مرض ابنه ثابت عام 1423هـ في رمضان وكان قد أصيب بحالة إغماء مفاجئة لم يعرف لها سبب أُدخل على إثرها المستشفى ومن ثم نقل إلى الرياض وحالته خطيرة ومع ذلك فبرنامجه لم يتعطل وهذا ما لاحظه المقربون من الشيخ , وقد أكد ذلك الشيخ عثمان العثيم ( صديق الشيخ في المعهد العلمي ) في شريط ( وترجل الفارس ) بل حتى في مرض وفاة والدته كان برنامجه منتظماً إلى حد كبير وليس ذاك إهمالاً لا والله ولكن أحسبه رضاءً بقدر الله تعالى .
5- أحد أقارب الشيخ قال بعد وفاة أمه : عجيب أمر ذاك الجبل !!
أطلقها بعد ما رأى صبر الشيخ وثباته رغم هول المصيبة وفداحة الأمر فالممُعَزِّي لو لم يكن يعرف الشيخ لم يشك لحظة أنه ليس من أقارب الميتة , نظراً لثباته العجيب , حتى قال أحدهم : الشيخ يعزي الناس وليس العكس , بل قد يظن سيء الظن أن الشيخ قد فرح بوفاة والدته لما يرى من صبره عند المصيبة , ولا يعني هذا بحال أن الشيخ كان فرحاً مسروراً جذلاناً ! كلا والله ولكن كان صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره .
6- خطب الشيخ محمد رحمه الله ذات مرة عن أحوال المسلمين المستضعفين وكانت المناسبة آنذاك حرب البوسنة والهرسك , ومنذ بداية الخطبة والشيخ قد تغير صوته بشكل ملاحظ منذ البداية , وعندها أحسست أن شيئاً ما سيحصل ! , وفعلاً تغير صوت الشيخ شيئاً فشيئاً حتى لم أعد أميز ما يقول من البكاء والنحيب , ومن الخطبة ما أخرجته مؤسسة بينات في نهاية شريط ( وترجل الفارس ) عن حياة الشيخ , وكان ذلك المقطع ألا وهو الدعاء في آخر الإصدار قد اقتضب من هذه الخطبة , فغفر الله له , لقد كانت هموم الأمة الإسلامية تعيش معه أينما حل وارتحل , حتى يحدثني الشيخ عبد الله العيادة مرة فقال : تكلمت مرة في جامع الراشد عن أحوال المسلمين يقول : فحانت مني التفاتة للشيخ فإذا هو يسبح في دموعه .
7- من المواقف الطريفة أنه خرج من بيته ( في حي القويع ) ذات مرة فإذا الإطار قد علق به مسمار مما أدى إلى عطبه , وكانت سيارته ( مرسيدس ) فأخرج العدة ليغير الإطار ولكن السيارات الألمانية صعبة في التعامل فليست كغيرها مثل التايوتا , فأخرج العصا وجلس يبحث عن الفتحة التي توصل إلى الإطار فلم يجدها , فبينما هو كذلك إذ خرج رفيق دربه ( إبراهيم الغنام ) من منزله , فوجد الشيخ يحاول جاهداً الوصول إلى ما يريد ولكن دون جدوى , فأصلحها له أبا صالح , إذْ أنه خبير فيها فسيارته من هذا النوع , عندئذ قال الشيخ مازحاً : هذي مهب سيارة مسلمين عجزنا عنه ! .
يقول صاحب الشيخ : عبد العزيز الطويان : أن الشيخ قلَّما يجلس مجلساً إلا ويتكلم سواءً من نفسه أو من كتاب أو يُقرأ عليه , وهذا ديدنه فهو محب للفائدة مهما قلَّت .
8- أقرب الناس شبهاً به :
من أقرب الناس شبهاً به : معالي الدكتور : سعد بن ناصر الشثري ( عضو هيئة كبار العلماء )
وكذلك الأخ : حمد القسومي ( مغسل الأموات المعروف )
وكذلك : الأخ محمد بن عبد الله السعوي , ويعمل في المحكمة العامة في بريدة
وهؤلاء الذين على البال وقد يكون هناك غيرهم .
9- إن للشيخ رحمه الله جهود عظيمة في الدعوة إلى الله تعالى عبر ( البالتوك ) وكان كثيراً ما يجادل النصارى في غرفهم , وكذلك الرافضة , جزاه الله عن ذلك خير الجزاء .
10- يقول صالح بن علي العبد المنعم ( جد أولاد الشيخ لأمهم , فهو والد زوجة الشيخ أم عبد الله ) : كنت في فترة مضت أدعو الله تعالى وألح في الدعاء عليه أن يرزقني بأحد المحمدين لكي يصبح زوجاً لابنتي , والمحمدان : الشيخ محمد , وشيخ آخر ( لا أود ذكره الآن ) يقول : فما هي إلا أيام وإذْ بالشيخ مع والده يطرقون بابي طالبين يد ابنتي كزوجة للشيخ , فاستجاب الله دعائي يوم أن رزقني مثل الشيخ .
ومن العجيب في صلابته وثباته على دين الله ما حصل له ليلة زواجه بأم عبد الله , حيث كان الناس في السابق إذا حضروا الزواج جلس النساء في البيت إلى ساعة متأخرة بل قد ينامون , ولما تزوج الشيخ صعد إلى غرفته في الأعلى والنساء في فناء المنزل , فلما أذن الفجر نزل إلى الصلاة فاستغرب النساء فعله فقد كانت العادة أن من خرج لصلاة الفجر ليلة زواجه لا بد أنه لم يوفق مع زوجته , ولكن الأمر ليس كذلك وإنما خرج الشيخ تلبية لنداء رب العالمين , ولا فرق بين ليلة زواجه وغيرها من الليالي فتعظيم الله تعالى وتعظيم نداءه يجب أن يستحضره المسلم في أي مكان , فغفر الله للشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى .
11- يحدثني الأخ : عبد الله بن سليمان الدبيخي أنه شاهد الشيخ محمد ذات مرة في وسط حادث بسيط ولكن أصحاب الحادث اختلفوا في التعويض والثمن , فإذا بصاحب الحق يطالب خصمه بمبلغ 7,000 سبعة آلاف ريال , وخصمه مصمم على عدم الاكتراث بما يقول فنشأ عن ذلك خلاف كبير , فدخل الشيخ في صلح بينهم وتكفل بدفع المبلغ لصاحب السيارة المتضررة وهو مبلغ 7,000 سبعة آلاف ريال , وعندها انتهى الموقف وصلحوا فيما بينهم بفضل الله تعالى ثم بحب الشيخ للصلح .
12- من حسن تربية الشيخ لأولاده الصغار تعليمهم على المسؤولية , ومن ذلك ما حصل ذات مرة عند مؤسسة البريد حيث نزل الشيخ وقال : أين أيوب ؟ ( ابنه الأصغر ) فأعطى أيوب مفتاح صندوق البريد وقال : اليوم دورك ! فلله دره من مربي فاضل .
وتقبلوا تحيات محبكم : نوح
إلى اللقاء في الحلقة القادمة والأخيييييييييرة .
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة التاسعة والأخيرة من اللؤلؤ والزبرجد في سيرة الشيخ محمد – السعوي -
وفاته وما صاحبها من أحداث
قصة وفاته كما يرويها أحد الأخوة الثقات من ( عنيزة )
روى لي أحد الأخوة الثقات من ( عنيزة ) ( نسيت اسمه الآن ) يقول : كنت قافلاً من الرياض في مساء الجمعة 2/4/1425هـ , وعندما نزلت من طلعة ( الغاط ) ومشيت قرابة 20كيلو , إذا بي أرى سيارة تتجه للمسار الثاني وهي قادمة من القصيم , وانحرفت السيارة عن مسارها وانقلبت عدة مرات , ومن حسن الحظ أنه في تلك اللحظة لم تمر أي سيارة في المسار الآخر إلا سيارتي وهي بعيدة عن السيارة المنحرفة , يقول : وقفت ووقف معي آخرون , وبدأنا نسعف المصابين وأنا لا أدري حتى الآن من هو صاحب الحادث , يقول : وإذا بالسيارة قد انحرفت على جانبها الأيسر وقد سقطت على سائقها وغطت نصف جسمه وما زالت فيه حياة , ثم أخرجناه , وما هي إلى دقائق حتى نطق بالشهادة وأنا أسمعه ثم فاضت روحه , وكان هذا في قرابة الساعة 8:30 مساءً , وكانت زوجته توفيت قبله بدقائق , ثم ذهبت بعد أن جاء الإسعاف واستلم الموقف , ثم لما اقتربت من القصيم إذا بالرسائل تنهال على هاتفي الجوال تخبرني بوفاة العالم الجليل : محمد بن علي السعوي , من جراء حادث على طريق الرياض – القصيم , قرب الغاط , فانصدمت حينها فما علمت أني كنت معه قبل قليل , والحمد لله أول وآخراً ( ونقلت لكم كلامه بتصرف بسيط ) .
وكانت ابنته ( سراء ) قد توفيت قبلهما , ولم ينج إلا حسان , وقد أصيب بكسر في ساعده , وعاملة منزلية أصيبت برضوض في رأسها .

ومن العجيب سرعة تناقل الناس لخبر وفاته , ويقول : حمد بن سليمان السعوي , وهو من أحضر الشيخ من المستشفى في الغاط نظراً لرسمية عمله كعمدة من عمد مدينة بريدة يقول : لما توجهت إلى الغاط خارجاً من بريدة وأنا أتمنى أن يكون الخبر مجرد إشاعة , حيث أن الخبر لم يثبت عندي حتى تلك اللحظة انهالت عليَّ الاتصالات من كل حدب وصوب , فغيرت بطارية الجوال لكثرة من اتصل يتأكد من الخبر , وقد هاتف أناس د. سلمان العودة يسألونه عن صحة الخبر فأحالهم عليَّ , وفي غضون دقائق معدودة انتشر الخبر انتشاراً لاذعاً.
حتى إن زوج ابنة الشيخ ( الشيخ عبد الله بن سليمان القفاري ) كان يتصفح الانترنت في ( بريطانيا ) فقرأ الخبر فهاتف أهله ليتأكد فأكدوه , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الشيخ في قلوب الناس ومدى حبهم له .
غسله – رحمه الله – ليلة السبت
وقد وصلت جثة الشيخ رحمه الله وأهله من الغاط قرابة الثانية صباحاً ثم رأى الأخوة أن يغسل الشيخ حالاً حتى لا يضيق الوقت صباحاً ويكثر الناس , وكلُّ يريد الدخول للمشاركة في تغسيله , فلأجل هذا غُسِّل ليلاً – رحمه الله – وحين أدخلت جثة الشيخ مغسلة الخليج تذكرت يوم أن دخلها بنفسه قبل أقل من خمسين يوماً مع حمد القسومي ليطلعه على أغراض المغسلة , فقلت : سبحان الله ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ما كان يدري أن سيحمل بعد أيام قلائل إلى هذه المغسلة ليغسل _ رحمه الله رحمة واسعة –
يوم السبت 3/4/1425هـ
كان يوماً مشهوداً احتشدت الآلاف من المسلمين للصلاة عليه في وقت مبكر من صباح السبت , حتى ضاق حي الخليج بأهله , وتتابع الناس أفواجاً لتقبيل الشيخ في نعشه , ولا أنسى تلك القبلة التي طبعها د. سلمان بن فهد العودة على جبين الشيخ فمعها سبح الشيخ وحلق في ذكرياته مع صديقه الراحل , ولا أنسى تنظيم المرور للسير في ذلك اليوم فقد كان تنظيماً رائعاً بحق , ومما أذكره أن كثيراً من الناس لم يتسنى لهم مكان إلا في الحارة الشمالية من المسجد حيث كانت الصفوف متصلة , وحضر جنازته ما يربوا على العشرين ألف , كلهم تلظوا يلهيب الشمس , وفيهم الأمير والمأمور والغني والفقير والعربي والأعجمي , اللهم اغفر له وارحمه .
ومن شدة الزحام : صُلِّي على الجنازة أكثر من سبع مرات , ولا تكاد تميز في ذاك الموقف بين المُعَزِّي والمُعَزِّى لفداحة الخطب وعظيم الفاجعة على الجميع .
وقد تقدم المصلين خلف الشيخ صالح الونيان : سمو أمير القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز , وسمو نائبه آنذاك الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز , وبالمناسبة فإن الأمير فيصل بن بندر يولي الشيخ عناية خاصة وكان للشيخ عنده قدر كبير , و كذلك الأمير عبد العزيز .
أيام العزاء
وقد كان في مقدمة المعزين الأميرين المتقدمين , وكذلك فقد بادر فضيلة الشيخ العلامة بالاتصال على أبناء الشيخ معزياً وقد بدى عليه التأثر حيث أنه درس الشيخ في برنامج الدكتوراه , وكذلك معالي الشيخ : صالح بن حميد , رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب الجامع الحرام , وكذلك د. عمر بن سعود العيد .
وقد حضر العزاء جمع كبير من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر :
د. سلمان بن فهد العودة , د. سليمان بن حمد العودة , الشيخ أحمد الشاوي , د. عبد العزيز الشاوي ,
الشيخ عبد الله المطوع , الشيخ سليمان العثيم , الشيخ عثمان العثيم , الشيخ عبد الله العيادة ,
د. محمد بن حمد المحيميد , د. محمد بن عبد الله المحيميد , د. عبد العزيز المقبل , د. ناصر بن سليمان العمر , الشيخ صالح بن عبد الرحمن الخضيري , د. محمد الخضيري , د. محمد صدقي البورنو ( والد زوجة الشيخ التي توفيت معه في الحادث ) , الشيخ سليمان الأحمد , الشيخ يحي اليحيى , الشيخ عبد الله بن علي الغضية , الشيخ عبد الله بن إبراهيم القرعاوي ( إمام الجامع الكبير ) , الشيخ عبد الله بن صالح القرعاوي , د. عبد الله بن علي الجعيثن , الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الزومان , الشيخ سليمان العدل , الشيخ عبد العزيز العقل , الشيخ عبد الرحمن العقل , د. عبد العزيز العويد , د. صالح الونيان , د. خالد المشيقح , الشيخ إبراهيم العمر
د. فهد اليحيى , د. ناصر القفاري , الشيخ ناصر السعوي , الشيخ فهد المشيقح , الشيخ محمد الراشد .
الوفاء بعد الموت
أخرجت مؤسسة بينات شريطاً منوعاً عن حياة الشيخ اسمه ( وترجل الفارس ) أو ( وانكسر الباب ) كلاهما نفس المحتوى , وللحق فإن المؤسسة قامت بجهد مشكور , جزاها الله والعاملين فيها خير الجزاء , وكذلك قامت مؤسسة أحد بعمل شريط منوع ولكنه يقل حجماً ومضموناً وجودة عن شريط بينات , واسمه ( فقيد المنابر )
أخيراً : لم أضع يدي لأكتب منذ بداية الحلقات وحتى نهايتها إلا احتساباً للأجر من عند الله تعالى ووفاء لذلك الرجل الفذ , ومحاولة لإبراز كثير من المثل التي تمثل بها لينتفع بها المسلمون جميعاً , وما هذا إلا جزء قليل من حقه علينا .
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرك نزله واغسلم بالماء والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وصفحاً وغفراناً إنك جواد كريم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ابنكم : نوح فجر الأربعاء 7/12/1427هـ
_____________________________
البريد : ali.11a@hotmail.com







رد مع اقتباس
قديم 16-05-07, 10:18 am   رقم المشاركة : 2
باسم الاحمد
عضو مميز
 
الصورة الرمزية باسم الاحمد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : باسم الاحمد غير متواجد حالياً

جزاك الله خير







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 06:33 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة