قصه قصيره لكاتبه غير معروفه أحببت أن ترى النور من هنــآ ...~
أتمنى تنال أعجابكم ..!
-
لا يعبث احدهم معك و أنت تضحك و تملئ جو الأصدقاء عبثاً
ينتظرونه منك أنت و حسب!
تعرف لما!
لأنك حينهآ أشد ما تكون صبراً على غصه بحجم البؤس العربي ~
على الطآوله ... زجاجات الكولآ و ورق اللعب , و فاتورة العشآء
الذي لا يمتلك جيبك سوى قيمتهآ!
و أصدقاء اللعب الليلي الفآرغه وجوههم من الفرح و الحياة~
و حين تغادر قبيل الفجر و تسحب أقدامك في الزقآق المعتم و المنثوره في زواياه
عيون القطط الجائعه , كان لابد لك أن تزيح دمعه بارده بالصدفه ساحت على تعاريج الرجوله السمراء
الكاسحه في وجهك !
كان لابد لك أن تكون أشد تماسكاً حتى تصل عتبة البيت!
لكن الليل الأخير يغري بالقلب و البكاء
و حديث الحب المغطى تحت الستره السميكه التي
تخبئ خلفهآ صدرك المنحوته فيه الليالي الملاح و الجمال و الأمنيات
و الأمل و عنفوان الشبآب الفائر ~
كآن أن انحرفت قدمك عن الطريق المؤدي إلى البيت المسكون بالنيآم!
كانت السماء كـ صدر جميلتك الضائعه ...
واسعه...
بعيده...
متلألأه...
تُغري بالرحيل إليهآ كل ليله يحلو فيهآ السهر
و يطرب فيها الندماء ~
كان إحتضان السماء ليلتئذ أقرب من إحتضان صدرهآ ~
كان برد المساء ألطف بكثير من صقيع هجرهآ~
و الكثير من العتب شرحه للسماء و الليل و الدكاكين المغلقه و الفارغه
إلا من بضائع بلهاء لا تعي ~
إلتحف غطاءوه بإهمال بعد أن تجرد من ملابسه ...
و بطش به النو سريعاً!
لم يكن هذا ديدنه قبل أن تغادره الجميله و تأخذ معها الحياة و معاني الأشياء
بما فيهآ الصباح !
-
فيب الطابق العلوي من الشركه التي يعمل بهآ كان أشبه بمدير قوي و صلب
و متواضع و يجبر المكان على حبه ~
أولاه رئيسه كل أزمّة العمل ليضع رأسه على الوساده وهو مطمئن فـ اليد التي جعلها
على شركته لها صنائع المعروف و جذور الأمانه ~
كان محقاً حين جعل (غسان) بمنزلة ولده الذي يصلح أن يتولى أمر أمواله وهو مطمئن أنه لن ينقص
منها فلساً واحداً...
و غسان لم يعد البنيه القويه التي لا تتنازل عن المستحيل بسرعه !
كان رحيل (سوزان) ضربه قاضيه جعلته أشبه بطفل ضائع
في جموع صماء بلهاء لا تسمع و لا تعي ...
لم يعرف يوماً أنها الضياء الذي يُذكّره دائماً بالصبح و العمل و الابتسامه و كأس الشآي~
فقط حين إختارت الرحيل ... أدرك أنها الزناد الذي يشعل حماسه
حماسه في العمل
في حديثه لأمه
في حمل الأطفال في الحاره القديمه و وضع النقود القليله في جيوبهم حين يكون في زيارة جدته
الضريره
حتى في بعده عن أصدقاء الليل الفارغين من العمل و الطموح و آخر أمنياتهم أوراق نقديه
متسخه بالقمار و الجشع ...!
كان أشرف من أن يعبث كما يعبثون ~
و حين تهشمت أضلاع الأمنيه الكبيره لم يجد سوى
طريق الهرب مع كم كبير من الضمير الحي الذي يُفقده المتع الآنيه الممثله بضحك
أشبه بالعويل على طاوله تُأوي أصحاب الحظ الساقط ...
لم يكن ليطارحهم مالاً متسخ كفايةً , كان أنقى من نزوه كهذه ~
و كل قبيل فجر يحمل فيها أقدامه إلى البيت كان يوقن بأن النجوم تبكي إلى جانب قلبه
بصمت و خشوع !
غسان -
ربما يعود غسان القريب للثريآ
ربما يعود غسان الذي يصحو قبل أي عصفوره نشيطه في الحديقه المجاوره
ربما يعود ذلك الصفاء
ذلك التفاني بالعمل
ذلك الغسان الذي لا يغضب سريعاً !
و سوزان ~ ربما لن تعود !
العرض العادي
