مـــدخــل :
لقد درسنا في المدارس مع المتعلمين وفي المساجد مع المحتسبين الذين تلقوا العلم بالاستماع وكل أولئك من عالم ومتعلم وأمي اتفقوا بأن الإسلام علمُ وعمل ولم أسمع أبداً بأن أحدهما ينفصل عن الآخر فأنت لا تقول أنا مسلم وأنت لا تصلي أو لا تصوم ( لا تؤدي حق الله عليك ).
ولا تقول بأنني مسلم وأنت تتعرض للناس فهذا قد انتهكت عِـرضه وذاك سلبت ماله وآخر قد أرقت دمه ( وهذا من حقوق العباد التي حذرنا الله سبحانه ورسوله
منها أشد الحذر ).
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
انتهـى..
قبل بضعة أيامٍ كنت في مكتب الخطوط السعودية وتعلمون أن هناك أرقام يمشي بموجبها المراجعون.
أتى ذاك الرجل وأخذ رقماً وبعد أن انتهى أحد المراجعين إذ بهذا الرجل ينطلق إلى موظف الخطوط ويسلّم عليه فقلت في نفسي علّه يريد السلام.
ولكن وبعد سلامٍ أمام الناس ( وطق حنك ) لبضع دقائق لا حياء من الله ولا من خلقة،زاد الطين بـِله أنه بدأ بالحجز فلا هذا ولا ذاك استأذنا أو استحيا من الله أو من خلقه.
أمام هذا الموقف الكل بدأ ينظر للآخر ( نظرة استغراب ) فالصالة يتواجد بها ما يقرب على( عشرة أشخاص )جميعنا أمامه،ناهيكم عن من يريد فقط قص التذاكر
( يعني سالفة دقائق ) بعكس من يريد الحجز.
نعم لو كان كبيراً بالسن أو امرأة لتنازل الإنسان تقديراً له،ولكن فيه من هو أكبر منه، ومن أمضى الربع ساعة أو أكثر في الانتظار.
فالرسول الله عليه وسلم يقول : " ليس منا من لم يحترم كبيرنا ويعطف على صغيرنا ".
مع أن قريبٌ لي هو مدير هذا الفرع ولكن يعلم الله أنني لم أذهب له في مكتبه احتراماً للآخرين.
نرى مثل هذه التصرفات كثيراً في الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية وحتى عند بائع الخبز فنتساءل دائماً :
هل هذه هي أخلاقنا كمسلمين ؟
أليس الإسلام أمرنا بالاحترام فيما بيننا وإعطاء الحقوق لأهلها ؟
لماذا نُلطِّخ ديننا بهذه التصرفات التي تُحسب على الدين خاصةً عند من لا يعرفون بأن الإسلام هو دين التسامح والعفو الاحترام والتكافل ؟
في سنوات مضت جاورنا نصارى بعضهم أكبر منا سناً والشيب يعلو رأسه ومع ذلك يقدمك على نفسه،ويخجلك من حسن تصرفاته بغض النظر عن دينه.
وتعاملنا مع رافضة والله إن الورقة عندما تسقط منك على الطاولة أنه يفزلإحضارها لك، بل إننا تعلمنا منهم كل عبارةٍ جميلة.
" بغض النظر عن دينه فأنا لن أُعــاشرة أو أُناسـبه ".
" ولي كلام في قادم الأيام إن شاء الله عنهم "
إذاً :فالإيمان اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والأركان، ولا يكون العبد مؤمناً إلا بهذه الثلاث.
والدين معاملة، والدين احترام، والدين حياء،و الدين قولٌ وفعل. وفي كتاب الإيمان لـابن تيمية نقلاً عن الإمام البخاري أنه قال:
" لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".
حديثٌ شـريف /
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة،
أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".متفق عليه.
فأيُ دينٍ تنتمي إليه مثل هذه التصرفات.!!
حكمـــة /
" عندمـا نكون لُطَفــا مع شخـصٍ مـا ! نحـن لا نرجـو الحصـول عليـه كمـا يعتقـد هــو..!!
نحــن فقــط نمــارس أخـــلاقنــا ".
دمتــــم بـــود،،،
أبـو وســن
الأربعاء 24 أغسطس،2011م