العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-10-01, 01:57 am   رقم المشاركة : 1
أبــو محمـــــد
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبــو محمـــــد غير متواجد حالياً
خطبة فضيلة الشيخ … في الأحداث ( كاملة ومنقحة )


خطبة فضيلة الشيخ … في الأحداث ( كاملة ومنقحة )

مدخـل . .

الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهراً ..

عقارب الساعة الآن تلامس الثلاث دقائق بعد الثانية عشرة .. الباب يفتح .. المشاهد تمر بسرعة ؛ هذا يرفع مصحفه وهذا ينهي دعواته وذلك يخرج السواك من جيبه وهذا يغط في سبات ! .. وهاهو الشيخ ترمقه العيون وهو يعتلي منبره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآن .. انتهى المؤذن .. وابتدأ الشيخ المفوه يعانق السماء .. بتلك الخطبة العصماء ، وبدأ التأريخ يكتب هذه الخطبة بمداد من ذهب ..

(( الخطبة الأولى ))

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وخيرتها من خلقه ، الله صلي وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد معاشر المسلمين أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أقوم وأقوى ..

{{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }}

{{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }}

أيها المسلمون . .

الأيام دول ، والفتن والبلايا قديماً وحديثاً تحل وترتحل ، ومن قرأ التأريخ وجد في حوادث الماضي ما يكشف له عن طبيعة المعركة في الحاضر .

ومن آلام هذا القرن وفتنه إلى آلام القرن الثالث الهجري وفتنه أنقلكم عبر مشهد من مشاهد الصراع بين المسلمين والنصارى ، تحدث عنه المؤرخون ؛ كابن جرير الطبري وابن الأثير وابن كثير رحمهم الله ، وقالوا : في سنة ثلاث وعشرين ومائتين خرج توفيل بن ميخائيل ملك الروم النصارى إلى بلاد الإسلام ، وأوقع بأهل زبطرة ملحمةً عظيمة ، قتل بها من الرجال ، وسبى الذرية والنساء ، أغار على مالطية وغيرها من حصون المسلمين ، وسبى المسلمات ، ويقال إن أكثر من ألف امرأة وقعت في السبي ، ومُثّل بمن صار في يده من المسلمين ، وسمل أعينهم ، وقطع أنوفهم وآذانهم .

فخرج إليه أهل الثغور من الشام والجزيرة إلا من لم يكن له دابة أو سلاح ، أما الخليفة العباسي فكان حينها منشغلاً بفتنة بابكٍ الخرميّ ، ويسر الله له القضاء عليه ، وأخمد فتنته ، وكان ذلك ـ أعني فتنة بابك وانشغال المسلمين به ـ سبباً في طمع النصارى في بلاد المسلمين ، واستثماراً سيئاً لهذه الفتنة في حين غفلة المسلمين عنهم أو هكذا ظنوا .

ولكن الخليفة المعتصم حين بلغه خبر النصارى وما صنعوا في بلاد المسلمين استعظم الأمر ، وتألم لمصاب المسلمين على أيدي النصارى ، وزاد من أثره كما ذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم تقول : (( وا معتصماه )) ، فبلغه ذلك الصريخ ، فأجابها من ساعته بقوله : (( لبيك .. لبيك )) ونهض من ساعته وصاح في قصره : (( النفير .. النفير )) ، وأمر بتعبئة الجيوش ، واستدعى القاضي والشهود فأشهدهم أن ما يملكه من الضياع ثلثه صدقه وثلثه لولده وثلثه لمواليه .

وخرج المعتصم قائداً للجيش العظيم بنفسه ، وانتصاراً للمسلمين المحاصرين من قبل الروم ، وبعث الرسل بين يديه ليأتوه بالأخبار ، فرجعوا إليه يقولون : إن ملك الروم صنع ما صنع بالمسلمين ثم رجع قافلاً إلى بلاده ، فلم يثن ذلك من عزم الخليفة ؛ بل أراد الانتصار للمسلين وتأديب النصارى وحصارهم في أعظم مدنهم ، ولذا ؛ سأل المعتصم أمراءه قائلاً : أي بلاد الروم أمنع وأحصن ؟ قالوا : عمورية ؛ فهي عين النصرانية وهي أشرف عندهم من القسطنطينية ولم يعرض لها أحد منذ كان الإسلام ، فقرر المعتصم غزوها ، وجهز لها جيشاً لم يجهزه أحد قبله من الخلفاء ، حتى فتحها الله على يديه وعلى أيدي الأبطال من المسلمين الذين أبلوا بلاءً حسناً حتى تم الفتح لهم ، وكسروا شوكة النصارى ، وعَـزّ الإسلام ، وانتصر للمسلمين المظلومين .

أيها المسلمون . .

ذلكم مشهدٌ من مشاهد تأريخنا ، ونموذج للنصرة والدفاع عن حياض الإسلام والمسلمين عند أسلافنا .

واليوم .. آهات وأنّـات لملايين من المسلمين والمسلمات ، من شيوخ ونساء وأطفال تقطع أنياط القلوب ولا تكاد تجد لها سامعاً أو منقذاً ؛ بل حصارٌ عالمي وأمميّ لا تدري أتعجب فيه من عظم القوة المحاصِرة أم من كبرياء أصحابها ! أم تعجب من ضعف المحاصرين والظلم الواقع عليهم وصمودهم وثباتهم رغم المحن داخلياً وخارجيا ، ورغم الحصار الواقع عليهم سلفا ، والحصار والتهديد والإنزال الواقع عليهم حاضرا !! وكان الله في عون المسلمين وثبت أقدامهم وأمدهم بنصر من عنده .

اخوة الإسلام . .

ويزداد العجب ، ويغضب الرب ، حينما يتخاذل المسلمون عن نصرة إخوانهم المسلمين المظلومين ، فكيف إذا همّ أو فكّرَ أو تطوّعَ أحدٌ من المسلمين على مشاركة الكافرين بضرب المسلمين ؟! إنها فتنٌ تدع الحليم حيران ، ومصائب تتصدع لهولها الجبال ، وإلى الله المشتكى وهو وحده المستعان .

أيها الناس . .

إن الإرهاب مرفوض من قبلنا معاشر المسلمين مثل بل أكثر مما هو مما هو مرفوض عند غيرنا من الأمم ، ولكن السؤال المهم : ما مفهوم الإرهاب ومن يصدره ؟ وإذا رفض الإرهاب الفردي أو الجماعي ومن أي فئة قامت به فأشد من ذلك الإرهاب العالمي بصوره وأشكاله المختلفة ، السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، والفكرية ، والعقدية ، والذي يمارسه الغرب على العالم عبر قطار العولمة القسري وعبر المؤتمرات والملتقيات التي يصر الغرب فيها على قلب الحقائق ، بل والضغط بقوة حتى يصدر القرار باعتبار دولة الصهاينة دولةً ديموقراطية وليست في عداد العنصرية ؛ بل وليست في عداد الدول الإرهابية ؛ بل في قائمة الدول المتحضرة !

وإذا كنا معاشر المسلمين كذلك نستنكر قتل الأبرياء بغير حق ، وسواء وقع ذلك في بلاد الغرب أم في بلاد الشرق فاستنكارنا لقتل المسلمين الأبرياء أو محاصرتهم أشد .

وأين العدل .. بل وهل من مقررات حقوق الإنسان أن يثأر للأمريكان على حساب الأفغان ؟؟ وبأي حق يحاصر ما يزيد على عشرين مليون مسلم والمبررات المعلنة للحصار لا تزال في دائرة الشكوك والتهم ، ولم تتجاوز حدود المشتبه به أو المتهم الأول أو غيرها من عبارات لا تتكئ على حق ولا تستند إلى برهان ؟؟

وكان الله في عونكم يا مسلمي الأفغان ؛ فلقد أوتيتم من فوقكم ومن أسفل منكم ، رمتكم ملل الكفر عن قوس واحدة ، وتخاذل عنكم إخوانكم المسلمون في ذروة الشدة ، لقد وقع عليكم نوع من الحصار فيما مضى ، فأهلك الجوع شيوخا ونساءً ركع وأطفالاً رضع ، وخلف أعداداً من المهاجرين تهيم على وجوهها حتى تجد مأوى أو تهلك في البيداء ، فكيف إذا حلّ الشتاء وتكالبت عليكم الأعداء ؟

واليوم .. واليوم .. يحكم الحصار عليكم ، وتهددون بالضرب الماحق عشية أو ضحاها ، ويزيد من آلامكم ويعمق جرحكم حين يدعى إخوانكم المسلمون لحصاركم ، وتلك وربي حين تقع مأساة ليس في حقكم فحسب ؛ بل وفي حق المسلمين جميعاً ، وإن شئت فقل في حق الإنسانية أجمع .

وإلا .. فأين عقيدة الولاء للمسلمين ، والبراءة من الكافرين ، تلك التي نقرأ آياتها في كتاب ربنا صباح مساء ، ونعلمها أطفالنا ونساءنا ومنه قوله تعالى : {{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }} ويصف ربنا الذين يتولون الكافرين بقوله : {{ ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ( :: ) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون }}

أتُرى نفراً من المسلمين اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ! وإلا فأين هم من هذا النداء الرباني : {{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }} أفلا يتأمل من في قلبه مرضٌ شفاء القرآن في قوله تعالى : {{ فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين }}

يا أمة محمد .. وأين أنتم من هديه عليه الصلاة والسلام حيث يقول : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه )) متفق عليه ، وفي رواية : (( لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام ؛ عرضه وماله ودمه ))

أمة الإسلام . .

لابد من مراجعة للنفس ، ولابد من مراجعة للنصوص الشرعية ، وما أجمل تلك العبارة التي سطرها أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله حين قال : (( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأة أعداء الشريعة )) إلى أن يقول وقد ذكر نموذج للولاء غير المشروع إلى أن قال : (( وهذا يدل على برودة الدين في القلب ))

يا اخوة الإسلام في أرض الأفغان . .

ونحن نشهد الله ثم نشهدكم أننا نبرأ إلى الله مما يصنعه بكم الأعداء ، ونعتذر مما يصنعه المسلمون ، ونسأل الله تعالى أن يردهم إلى الحق عاجلاً غير آجل ، ونقول لكم ناصحين : وحين تغلق عنكم منافذ الأرض فثقوا أن أبواب السماء مفتوحة ، وحين يتخلى عن نصرتكم القريب والبعيد والعدو والصديق فارتبطوا بالله وحده يجركم ويدافع عنكم وتوكلوا على الله حقّ توكله ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه .

وننصح لكم معاشر المسلمين الأفغان بالحرص على سلامة المنهج ، وإصلاح الأخطاء ، وعدم التعصب للرأي المخالف للكتاب والسنة ، وجمع الكلمة ، وعدم إعطاء فرصة للمنتقدين والشانئين بل ؛ والمصطادين في الماء العكر ، وحين تحققون أسباب النصر الواردة في آيات سورة الأنفال فثقوا بنصر الله لكم ، فالله يقول : {{ وإن جندنا لهم الغالبون }} ويقول : {{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين }}

اللهم انصر عبادك الصالحين ، واخذل أعداءك أعداء الدين يا رب العالمين ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا غليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .

==========================================


أبو محمد







التوقيع

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ......

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 04:25 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة