بسم الله الرحمن الرحيم
لم أقدر أن أُعطي جواب لأحد الأصدقاء عندما سألني (من مثلك) الأعلى...؟
تظاهرت بأني لم أسمع السؤال كي يعيده لأستفيد من اللحظات التي يستغرقها
في الإعادة في التفكير...ولكنّي في النهاية استسلمت له بأن السؤال غلبني...!
هنا لا يأتي ببال من يقرأ أنّي لم أكن أريد قول أنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم
هو مثلي الأعلى لا والله هو مثلي الأعلى في كل حال وحال ومثل كل المسلمين
فقط أنا أدركتُ بأن صيغة السؤال كائنة بمثل الشخص في حياته الآن بين أيامه
التي يعيشها وساعاته التي يقضيها...
بصدق حتى كتابة هذا الكلمات لم أعرف بعد من هو المثل الأعلى الذي يستحق أن
أقلدّه هذا المنصب الذي أعتبره أعلى المناصب الفخرية والذي يستحق كذلك
بأن يكون الجهة التشريعية لحياة الشخص في بعض الأمور...
في مجتمعاتنا العربية الآن قد يُفرض من يتخذه كافة الأفراد المثل الأعلى فرضًا
كالرئيس مثلًا في سوريا تحت حكم البعث حيث يُكتب في جدران المُدن جهارًا نهارًا
(الأسد أو لا أحد) أو عندما قال لي أحد الأخوة من السودان والذي يعمل عامل
تنظيف في أحد المطاعم ويحمل شهادة جامعية بأنه في السودان عليك أن تسجل
كعضو في الحزب الحاكم هناك كي (يمكن) أن تتمكن من الوظيفة هناك ويقول (يمكن)
أمّا في الشعوب الأخرى فحالة من يقع تحت الحكم الشيوعي أشد وطأة...فهل تتذكرون
الزعيم الكوري الشمالي والذي لا أحفظ اسمه لصعوبته الذي مات منذ فترة قصيرة
وكيف شُلَّ التفكير لدى الشعب الكوري وتوقف كل شئ بمجرد أن شخصًا واحدًا مات...
وبالعودة إلى أواسط القرن الماضي نقرأ عن اليابان والتي كانت أحد الأطراف
في الحرب العالمية الثانية أُسطورة (الامبراطور المُقدس) الذي لا يستطيع أي
ياباني رؤيته لدرجة أنّ الأمريكيين عندما انتصروا على اليابانيين أرادوا أن
يهينوهم(وهذه من العادة الأمريكية) بأن يخرج امبراطور اليابان على الملأ
وفي وسوائل الإعلام ليعلن هزيمة اليابان...!
من كل ذلك خُلصت أنّ المثل الأعلى لا يمكن أن يكون شخصًا واحدًا للجميع بل
لكل شخص أو عدة أشخاص مثل أعلى تطابق فيه التفكير وطريقة التفكير
وتتشابه في المؤثرات وتتوازى فيه الأحلام...
هنا لا يمكن اغفال نقطة الأشخاص الذين لا يريدون أن يضعوا مثلًا أعلى لهم
بل هم من يريدوا أن يكونوا المثل لمن سيأتي بعدهم كالفلسفة التي تقول:
(إذا كانت الحكمة المعروفة [بالصاحب ساحب] صحيحة , لكّن من يؤثر على
الصاحب نفسه ربما أنت ) ...!
من هو مثلي الأعلى ؟؟؟؟!
العرض العادي
