معذبتي ...!!
نبع الألم في أعـماق الأنسان لا ينضب أبداً
مهما حاول أن يغـترف منه , ويسكبه في سراديب النسيان , وتائه الأيام
معذبتي ...!!
ما أقسى رحلة النسيان في مشاوير حياتي
أتمنى في رحلتي هذه موت الألم ... أن يتقهقر خلف حواجز العدم
أن يندحر إلى أقـصي النهايات ... كي أضمن عدم عودته إلى جذور قلبي ...!!
ولكن .......!!
الألم لا يعترف بكلمة لكن ... بل سحقها وأذابها في كؤوس الردى
كادت كلمة الأمل في نفسي أن تنتحر ... أن يذبحها الألم ويحرق هيكلها الدامي
فتنطفئ شموعها ويبعثر ضوءها ذلك الندى الساخر ...
معذبتي ...!!
كنتِ تحسبين أنني أسير هواك كما كنت أسير لقدري
لا ... لعمري ... لن أكون ... ولن تسخري مني ... لن تضحكي على مشاعري ..!!
معذبتي ...!!
كنا أنا وأنتِ حين نتربع أهداب الحب يسود بيننا الصمت الموحش كالخيال الحزين
ولحظة الغروب المدماة تطل علينا كالشيخ الكئيب
ثم تنطوي لحظات اللقاء وتنطوي معاها الآمال الخاوية مع أنفاسنا
ويندثر بين طوايا الليالي معسول الأماني وحلو الأحلام
معذبتي ...!!
ماذا أخذنا من قناني الأيام سوى كؤوساً من الألم المذاب برحيق اليأس والكتمان ..!!
وماذا أخذت منك معذبتي ((
من حبك ))
سوى روح ذواها الحرمان وأعتصرتها الحيرة ... تحولت إلى شبح للشتاء
عبثت به يد
ة ... حولت غدي إلى ماض تولى وأرتحل
معذبتي ...!!
سلي عن حبي ضمير الوجود ... سليه كيف كنت أدفن نفسي بين طيات الليالي
أحببت أن أمسك باللحظة الهاربة وأضعها في سطوري .. في كلماتي وحروفي
وأسكب معها خلجاتي ودموعي ..
معذبتي ...!!
لا أعرف ماهي حياتي سوى أنها من قدر الله... فتكونت من الشعاع والهواء والدم ..
روحي من قبس القمر يظهر ويغيب ... يبدأ ثم ينتهي ليظهر من جديد في كل رحلة من رحلات عمري ..
تدب لحظة أمل في نفسي ... تزورني كما يزور النوم أجفاني بعد طول سهر ..
معذبتي ...!!
كلما تذكرت واقعي المستمر تسيل من مقلتي دمعة أودع فيها منتهى إحساسي ..
أبكي أحلامنا التي تحتضر فوق ذرات الضياع ... فتسل في مقلة الزمن بضع دمعات ...!!
ودي وورودي