العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 13-05-05, 02:15 am   رقم المشاركة : 46
أبوفالح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوفالح






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبوفالح غير متواجد حالياً

[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سلافه .. يا غالية


لو كنت أدرك هذا .. لجعلت الموقف في سطرين .. فأنت إحدى رياحين المنتدى العطرة

شكراً لطيب متابعتك


أعذب تحية[/align]







التوقيع

[align=center][/align]

قديم 13-05-05, 02:29 am   رقم المشاركة : 47
أبوفالح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوفالح






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبوفالح غير متواجد حالياً

[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشرفنا الرائع .. ماجد الأول

لا تسأل عن سعادتي وثقتي .. حين ألمس ثناءاً وتشجيعاً من أقلام رائعة وأحرف جميلة أحفل كثيراً بشهادتها

وحين تقدم شكري ومتناني من أجل تثبيت الموضوع .. فأنا أود تحديث الشكر وتثنية الامتنان من أجل إضفاء شهادة التميز لهذه المشاركة .. أعتقد هذا إسراف في الكرم والإحتفاء .. لذا أتمنى أن أكون أهلاً لهذا الجميل .




أعذب تحية [/align]







التوقيع

[align=center][/align]

قديم 13-05-05, 02:39 am   رقم المشاركة : 48
فريـــد
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فريـــد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فريـــد غير متواجد حالياً

[align=center]
نسأل الله المغفرة والرحمة

ولزوجته وأهله الصبر والسلوان

- لا أراك الله مكروهاً -

لكن :

تدرج سلس في القصة جعلني أتابعها من مبدأ إنساني صادق
التسلسل جيد
والأحداث كأننك تتابعها في الواقع
أشكر لك ذلك .
[/align]







قديم 14-05-05, 01:47 am   رقم المشاركة : 49
أبوفالح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوفالح






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبوفالح غير متواجد حالياً

[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تقهو .. يا غالي

يعطيك العافية .. أسعدني كثيراً مرورك وتعليقك

أنا فعلاً تقهويت من جمال عبارتك وصدق متابعتك ... شكراً لك


أعذب تحية [/align]







التوقيع

[align=center][/align]

قديم 14-05-05, 06:59 pm   رقم المشاركة : 50
أبوفالح
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوفالح






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أبوفالح غير متواجد حالياً

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الكرام ... سأثقل على أبصاركم بسرد هذا الموقف العالق بذاكرتي مند عام 1422 للهجرة ..
وما جعلني استحضر هذا الموقف .. هو ما نسمع ونرى من سيول جارفة اجتاحت مناطق متفرقة من المملكة .. فموقفي لا يبتعد كثيراً عن هذه الأحداث الماطرة والمخيفة في آن واحد ..
وقبل أن أدعكم في أحداث هذا الموقف .. أحب التنويه إلى أني شاهد العيان على ما أذكر وأصف دون زيادة أو مبالغة .

ذي بدء ... أود إعطاء لمحة موجزة عن عقبة جيزان ( مكان الحادثة ) ... فهي تتصف في الآتي :

- هذا الطريق يربط بين أبها ومنطقة جيزان .. وهو شديد الإنحدار والخطورة .. لهذا يمنع رجال الشرطة السيارات ذات ( القير التماتيك ) من عبوره خوفاً من الإنزلاق وعدم القدرة على التوقف .

- الطريق يحاذي الجبال من اليمين والوادي من اليسار .. لمن كان في حال النزول إلى جيزان .

- الأمطار دائماً مخيفة لمن يتجاوز هذا الطريق .. ليس خوفاً من كثافتها وشدتها .. ولكن روافد الوادي هي الجبال المحيطة .. ونحدار المطر من أعالي الجبال يجعل سرعته تتضاعف رغم قلته .

- هناك عدداً من الجسور تتجاوز الوادي في مناطق منخفظة وروافد قوية .. وهي دائماً مكمن الخطر والحذر .

- من يرتاد ذلك الطريق دائماً .. قد اعتاد على التوقف في الأجواء الممطرة .. حتى يخف ظغط الإنحدار المائي من أمام الجسر الذي يود تجاوزه .. . فا الماء رغم شدته قد يتوقف بسرعة .

- بقي أن أحدثكم .. أنّ ذلك اليوم الذي أصبحت فيه شاهداً على نكبة الأوبل .. هو من الأيام المشهودة في غزارة المطر .. وكثرة الجسور التي منعت التجاوز والمواصلة .. حدثني بهذا بعض المتجمهرين قرب الأوبل .

( البداية )

كنّا خمسة من الشباب ننحدر من أبها إلى جيزان عبر طريق العقبة .. وهدفنا هو جزيرة فرسان والشوق الملح إلى ركوب العبّارة .. لا غير !!
ومع بداية هذا الطريق المتعرج أنشقت السماء بأمطار غزيرة جدآ .. فكنا نمشي الهوينا خوفآ من الإنزلاق إلى الوديان السحيقة .. وبعد أن تجاوزنا ما يقارب 30 كم ، كنا على موعد مع مفاجأة غريبة .. لقد توقف السير فجأة ، وأصبح الجميع في عرض الطريق لا يتقدمون خطوة واحدة .. فتوقفت جانبآ وذهبت لأستكشف الأمر والسبب في هذا التوقف .. فكانت أرى مفاجأة جميلة في بدايتها ، و في نهايتها كانت أمر من العلقم ...
السبب في توقف الجميع .. كان خوفآ من تجاوز ( الجسر ) اللذي أمامهم ، فكانت كميات هائلة من مياه المطر ، تنحدر من أعالي الجبال وتحمل معها أحجار كبيرة جداً ،ثمّ ترتفع فوق الجسر بسرعة مذهلة تدعو إلى الخوف والترقب .. ولكن لم يكن يخلو هذا المنظر من جمال وإثارة ومتعة سعدنا بها كثيراً
حتى حدثت هذه المفاجأة ..!!
لقد كان بين هؤلا الذين منعهم طوفان الجسر من التجاوز والتريث حتى يتوقف أو يخف ظغط الإنحدار المائي .. شاب وشابة ، تدرك بداهة أنهم ( معاريس .. ينعمون في شهر العسل ) وقد اصطافا في أجواء عسير الجميلة .. فهم يرتمون في نعومة ودلال داخل سيارة ( أوبل ) فارهة وجديدة .. وكانا كغيرهم ينتظرون رحمة السماء حتى يواصلو المسير .. ولكن فجأة وبتهور غير مسبوق عزم هذا الشاب على تجاوز الجسرأمام أعين الناس ، وحين ظهرت منه بوادر الجنوان .. سارع الجميع إلى تحذيره ومنهم من سعى إلى منعه .. ولكن كان عنيدآ فلم يقبل النصح والتحذير ... فأخذ في التقدم .. حتى تجاوز الجسر بسلام .
عفوآ .. العبارة الأخيرة لم تكن هي النتيجة ، ولكن : هي الأمنية الصادقة لهذا العش الزوجي ، يلهج بها من خلفهم في تلك الجموع الخائفة .
فحين أخذ الشاب في التقدم رويدآ رويدآ .. كانت قوة الماء تشتد ، بفعل إنحداره من أعالي الجبال .. وحين تجاوزا منتصف الجسر ، بلغ جريان الماء ورتطامه بجانب السياره الأيمن أشد ما يكون .. وفي هذه اللحظات الحالكة كنت أشاهد بوضوح سيارة الشاب تنجرف قليلآ نحو هاوية الجسر إلى الشعيب الجارف .. وحين أدرك الشاب هذا المأزق ، حاول التدارك والرجوع .. ولكن فات الأوان لقد فقد السيطرة والتحكم في ثباتها ، وأخذت تقترب بشدة نحو الهاوية وأخذت تقترب وتقترب وتقترب ، وكانت شهقات الفزع لا تتوقف من أجلهم فا الجميع قد احتبست أنفاسهم ، وبلغت القلوب الحناجر .. خوفاً وهلعاً .
فكنت في تلك اللحظات العصيبة ، أمسك قلبي فزعآ وإشفاقاً ، لما أشاهد أمامي من لحظات حاسمة في حياة واعدة تكاد تطوى وتغرق أمام عيني .. وكدت أصل إلى حد البكاء ، والكثير من حولي بكى فعلآ ..
وحين تأرجحت سيارتهم قرب الهاوية .. أغمضت عيناي ، وحين سمعت صراخ الناس من حولي ، أدركت بداهة أن عش الزوجية قد سقط في الهاوية .. ففتحت عيناي لأرى بوضوح سيارة الأوبل تتقلب بشده ، والأمواج تعبث بها في كل مكان ... وفي داخلها كانت تتقلب وتتهاوى مشاريع وأماني واعدة ، تفوهت بها شفاه من كان داخل هذه السيارة الغارقة ..!!

وبعد هذه اللوحة المسرفة في ألمها وقسوتها ، أخذنا ننتظر أن يخف جريان الوادي وتدفقه الشديد .. فكنا ننتظر ونحن نعيش سباتاً من الذهول والصمت المطبق .. .. وبعد أن مكثنا أكثر من ساعتين ونحن نتلظى مرارة الحادثة ، والرغبة الملحة إلى معرفة النهاية والأحداث الحالكة التي عاشها العريسان بعد أن هوت سيارتهم في الوادي السحيق !!

وبعد أن تجاوزنا هذا الجسر .. أخذنا نتقدم ببط وألم.. فكنا نمشي الهوينا وأبصارنا قد تركزت في مجرى الوادي المحاذي لنا ونحن نترقب في خوف وأنفاس لاهثة.. مشاهدة ( الأوبل ) ... أو حتى مشاهدة جثث غارقة وكئيبة لعريس وعروسة ... ولكن لا شئ يدرك أو يرى وكأن الوادي قد أبتلع سيارة الأوبل بما تحمل من أجساد ناعمة وطرية ..

وبعد أن تجاوزنا 2كم ونحن بمحاذاة هذا الوادي ... أصبحنا نرى بوضوح هذه المفاجأة والفاجعة في آن واحد .

كنت أرى أمامي سيارة الأوبل وقد أصبحت كومة من الحديد ، فهي مستقرة على رأسها وعجلاتها إلى الأعلى وقد اختنقت وغاصت في الطين ، فأصبح ارتفاع السيارة لا يتجاوز 40 سم .. والسيارة في جميع أجزائها قد تهشمت بصورة شديدة جداً .. فأنت لا تدرك نوع السيارة أبداً حتى تخبر بذلك ، فأخذت ألتفت يمنة ويسرة .. ولكن لا فائدة لم أجد أثراً أو ألحظ جسداً .. فهالني مجرد التفكير أن يكون العروسين يقبعون داخل هذه السيارة التي أمامي .. وإذاً كان هذا صحيحاً .. فالموت في حساب البشر هو مصيرهم المحقق ، ولا أمل في الحياة لمن تحوي في جنباتها..
وحين توقفي عند سيارتهم.. لم يكن هناك غير القليل من الرجال لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة .. وقد ذهبت محاولاتنا الكثيرة لرفع (الأوبل )وقلبها إلى الوضع الصحيح .. أدراج العبث واليأس .. فقد تشبثت في الطين حتى الثمالة .. فلم ينفع معها ( عفريته ) .. أوحتى وسيلة جر .. وهذه الأخيرة كانت تتأرجح معها الأوبل فقط ... وبينما كنا نقلب الفكر والرأي والمشورة .. و لحظات قاتلة من اليأس وقلة الحيلة والرغبة في مسابقة الزمن تحرقنا بلظاها المتأجج والمستعر مع كل دقيقة أو ثانية تمر ...
في هذه اللحظات المريرة على قلوبنا .. غمزني صديقي ( ي _ ف ) قائلاً بدهشة وصوت مبحوح وصارخ .. أنظر إلى هناك .. فكنت أرى حيث أشار .. جسد العروس بقامتها الممشوقة ولباسها الجنز ، وشعرها المتناثر .. ممدداً على الأرض .. فلم ننتظر لحظة واحدة ، أو نتوانى برهة .. بل سارعنا إليها ونحن نلهج با الدعاء أن تكون هذه المسكينة على قيد الحياة

ولكن قبل أن نصل إلى موضعها في بضعة أمتار ، كنا على موعد مع مفاجأة سارة جداً .. لقد نهضت هذه الفتاة حين شعرت في اقترابنا ، وأصبحت في وضعية الجلوس مطرقة برأسها إلى الأرض ، وبعدها أصبحت تمثالاً من الثلج .. وحين اقتربنا منها ، ارتضينا سريعاً أن يتقدم ويقترب إليها شخص واحد ، حتى لا نضاعف عليها الخوف والهلع .. فتقدم ذلك الشيخ المسن ذو الهيئة الوقورة ، والذي يسكن تلك الأرض منذ نعومة أظفارة .. ليسألها بلطف وصوت دافئ وحنون هذا السؤال الملح في أذهاننا منذ إدراكنا أنّها على قيد الحياة ... كان سؤال الشيخ المسن :
يا بنتي .. وين بعلك ؟؟
ولكن لم تزل مطرقة .. ولم تنطق ببنت شفة .. فأخذ يكرر عليها السؤال :
يا بنتي .. خبريني وين بعلك ... عشان نخرجه ؟؟
ولكن لا فائدة .. فهي لم تزل مطرقة .. وتساؤلات الشيخ ذهبت أدراج الوادي ..
وهنا افترضت أن الفتاة .. لا تفهم معنى ( بعلك ) .. فأخذت أنادي عليها وأسمعها صوتي قائلاً :
هذا الشيخ يقصد .. أين زوجك ؟ أين عريسك؟
فكنت أترقب بلهفة شديدة أن تجيب الفتاة على توضيحي الأخير .. ولكن لا فائدة .. فا الصمت المطبق هو جوابها المتكرر والمؤلم في ذات الوقت ..

ومع هذه اللحظات المتسائلة .. أخذت سيارة الأوبل المنكوبة تعج با الفئام المختلفة من البشر، بعد أن أصبحت الجسور المتفرقة في متناول التجاوز وعدم الخوف .. فأخذ الكثير يقترب من الفتاة ، وأصبح جسدها مرتعاً للنظرات الطائشة والعابثة .. فأدركت بداهة .. أن وجودها في هذا المكان لا فائدة منه .. بل يزيد القضية تعقيداً ، والبحث عن الشاب تقصيرا .. وكان الشيخ تختلج في خاطره هذه الخطوة الملحّة .. فاتفقنا سريعاً دون أن نحفل برأي الفتاة المسكينة على إبعادها عن هذا المكان .. وحين اقترب الشيخ بسيارته القديمة ، وأصبح بمحاذاتها .. ترجل منها ، وفتح الباب الخلفي وهو يدعوها إلى الركوب ، والذهاب إلى مكان آمن ومريح .. بعيداً عن هذا الضجيج ..
وهنا وقعنا أيضاً في مشكلة الرفض والصمت المطبق .. فهي لا تجيب ولا تستجيب .. فأصبحنا في حيرة تعاملية لا نحسد عليها .. فنحن لم نعتد على كسر خصوصية الفتاة بذات اليد وإركابها عنوة .. أيضاً نحن نتلمس لها العذر في هذا الإحجام .. فهي خائفة جداً ، والرعب يكاد يقتلها .. وتجربة الوادي التي عايشتها قبل قليل ، جعلت منها فتاة ذاهلة وبائسة ، فهي لا تكبي ولا تصرخ لا تستغيث .. فهي تجاوزت هذه الوقفات الإنفعالية بمراحل ... فأصبح الصمت المطبق ملاذها الأخير ..

ولكن حين أصبح التقاطر الشبابي لايطاق .. ضاق الشيخ ذرعاً ، وصرخ فيها قائلاً :
يابنتي .. أنا مثل أبوك .. أرفعي راسك حتى تنظري كيف الرجّاله حولك .

وهنا رفعت رأسها ، واختلست النظر .. وكانت حقاً .. نظرة موفقه جداً .

فا الرعب تضاعف في داخلها .. فأصبحت تحمل وجهاً شاحباً لا يختلف عن الأموات .. وسارعت إلى النهوض ولكن بتردد يشوبه الخوف .. وحتى نضفي عليها قليلاً من الأمن .. فقد أخذنا على سمعها وبصرها بيانات الشيخ كاملة ورجوناها أن تركب سريعاً .. فا استجابت وركبت وتحرك الشيخ بسيارته ، ولكن لم يتجاوز أكثر من 100م حتى حظرت أول سيارة للشرطة .. فأصبحت الفتاة في معيتهم إلى حيث لا أدري ..
وهنا تنفسنا الصعدا .. وأصبح البحث يتجدد ويتحدد من أجل العثور على الشاب البائس .. وكانت سيارة الأوبل وقلبها إلى الوضع الصحيح هي الخطوة الأولى والمخيفة والمرعبة في ذات الوقت .. فنحن نترقب ونخشى أن نفاجأ بجسد الشاب ممزقاً ومهترياً ومخنوقاً في داخلها ..

فبعد أن توارت الفتاة واختفت .. بأحلامها الموءودة وآلامها المولودة ، أصبح البحث والتحري لاينفك ولا يقف عن الشاب البائس .. فهناك خليط من الشباب سلك مجري الوادي بحثاً عنه . وهناك قلة من الرجال الأفاضل أخذت على عاتقها قلب الأوبل إلى الوضع الصحيح
. ولكن الكثير من هذا التواجد الزاحف أخذ يرقب سيارة الأوبل ، وينظر هنا وهناك غير عابئ بما يحدث .. فاخترت موقفي قريبا من الأوبل ، وكانت الفكرة التي ارتضيناها سريعاً .. هي سحب الأوبل في سيارة ( جيب ) وأن يتضافر الجميع في الجانب الآخر إلى الرفع والمساعدة على قلبها إلى الوضع الصحيح .. وفعلاً تم ّ التهيؤ .. فأصبح الجيب في وضع الاستعداد ، وسواعد الرجال تهيأت لرفع الأوبل .. وحانت ساعة الصفر ، والخوف من القادم بلغ منتهاه وتزاحم الانفعالات المشفقه والمترقبه يعبث في الجميع .. فتقدم الجيب ، ورفع الرجال .. فتحركت الأوبل وأخذت ترتفع وترتفع .. فكنت في هذه اللحظات أسارق النظر إلى أسفل السيارة ، وخشيتي كبيرة أن تظهر أمامي يداً متدلية أو قدماً متمزقة أو دما تنزف .. أو أيّ شئ يصفعني في حقيقة وجود الشاب البائس داخل الأوبل
وفجأة .. توقف كل شئ .. لقد عجز الجيب عن التقدم وأصبحت إطاراته تصدر صريخاً مزعجاً وهي في مكانها لا تتقدم قيد أنمله ، وسواعد الرجال قد تعبت وأجهدت .. أضف إلى هذا عدم الثبات في أرض طينية وحلة ، فا الأرجل مع شدة الرفع أخذت تتزحاق بدورها فلا تثبت في مكانها .. فسائنا العجز وأحزننا الإخفاق .. فأخذنا نصرخ بشدة ، كي يهب الجميع للمساعدة ، فليس هناك فسحة للتفرج .. ومع هذه اللحظات الحانقة .. حضرت بإخفاق شديد أول سيارة للدفاع المدني ، ومن خلفها وسيلة مخجلة جداً في تقدير الإنقاذ والنجدة ، لقد كان في معيتها ( وايت ممتلئ بالماء ) .. وكأن الوادي في حاجة إلى إطفاء وإغراق .. ولكن لا بأس ، فقد كان التصرف سريعاً ، فهذا ( الوايت ) .. وسيلة قوية وثابته لرفع وقلب ( الأوبل ) .. ولكن هذه المرة تفاجأنا برفض رجال الدفاع المدني تلبية هذه الرغبة الملحة ، بحجة واهية لست أتذكرها الآن .. ولكن في النهاية تم الإذعان ، ورجع ( الوايت ) إلى موقع قريب من ( الأوبل ) .. وتم إحكام سلسلة الجر في كلا الطرفين ، وفي هذه المرة لم نكن بحاجة إلى رفع الأوبل بسواعدنا .. فنحن نثق بقوة ( الوايت ) والتي تأكدت بوجود ثقل الماء فوق ظهره .. فأخذت مكاني جانباً وأخذت أترقب اللحظات القادمة .. وهنا أخذ الوايت يتقدم رويداً رويداً .. فأخذت سيارة الأوبل ترتفع ببساطة مدهشة ، وقلوبنا أخذت ترتفع إلى حناجرنا .. والأنفاس لاهثة والأعين مفتوحة عن آخرها .. ومع ارتفاع ( الأوبل ) لأكثر من متر .. حدثت مفاجأة محزنة .. توالت معها الشهقات وصرخ من أجلها البعض وتوقف الوايت في أثنائها .. فمع ارتفاع السيارة وانكشاف الأرض التي عانقتها الأوبل وتشبثت بها منذ ساعات .. ظهرت في مكان السائق تحديداً ( بقعة حمراء كبيرة ) ... سالت على الأرض وأخذت تنتشر محدثة طبقة خفيفة فوق الأرض الطينية الوحلة .. فأدركتنا الكآبة لرؤيتها وآلمنا وفاة الشاب .. وترحمنا عليه قبل أن تبين جثته .. وفي هذه اللحظات العصيبة .. كان أحد الحاضرين ذكياً في فراسته ، سريعاً في إدراكه .. فقد لاحظ قبل غيره .. أنّ هذه الطبقة الحمراء لا تتمازج مع الماء الضحل .. فا قترب منها وجسها بيده .. ثم التفت إلى الجميع وهو يصرخ بصوت طفولي قائلاً : ( هذا ماهو دم .. هذا زيت الدركسون ) .. وكان محقاً في ذلك ، فهذا الزيت يتفرد دون غيره من الزيوت بلونه الأحمر ... وهنا تنفست الراحة ، وعاودني الأمل ، فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..

فأشرنا إلى سائق ( الوايت ) أن يكمل قلبها إلى الوضع الصحيح .. فتحرك قليلاً ثم تهاوت (الأوبل ) إلى وضعها الصحيح تماماً ..

فاقتربنا منها ، والأعين قد فتحت عن آخرها ، والرهبة بلغت منتهاها .. ولكن بعد مرور مدة وجيزة .. تنفس الجميع الصعداء ، فليس هناك أحد داخل السيارة .. أيضاً من سلك مجرى الوادي بحثاً عنه .. رجع أدراجه ولم يعثر على شئ ... فأصابتنا الحيرة ، وأخذ الملل والكآبة يدب إلى قلوبنا .. فعزمنا على ترك المكان ، ومواصلة السفر إلى مدينة جيزان ،
فغادرنا المكان ، ونحن نشعر بشفقة وفضول عظيمين إلى التعرف على مصير الشاب البائس .. وفي تلك الليلة التي أصبحت جيزان هي مكان المبيت .. لم ننفك من إجراء الاتصالات الكثيرة ، على الشرطة والدفاع المدني ومستشفى جيزان العام إلى قبيل الفجر .. وسؤال يتيم كنا نردده على كل مجيب :
هل استقبلتم أو تلقيتم حالة إصابة أو غرق في طريق العقبة ؟؟
ولكن .. لا فائدة ، فنحن لم نحر جواباً مع الجميع .. فهم بين جاهل أو غير مكترث .. فأصبحنا نطوي الأمل ، وآثرنا النسيان .. فليس هناك أيّ نتيجة!

وبعد أن رجعنا إلى مدينة بريدة ، وأصبحنا في أحضانها لأكثر من يوم ..

كنت في ذلك المساء على موعد مع مفاجأة غير متوقعة أبداً .. فقد اتصل برقمي ، صديق الرحلة ( س – ه ) .. فكنت أجد في صوته .. نبرة الاهتمام والاحتفاء والمفاجأة .. حتى أخبرني أن صحيفة ( الوطن أو الرياض ) قد نشرت مقتطع بسيط من تفاصيل حادثة الأوبل ..
فكنت أحترق فضولاً وشفقة ... إلى التعرف على مصير الشاب ..
حتى أدركت أنّ تقرير الصحيفة .. يحوي هذا الخبر المؤلم :


( وقد عثر على جثة السائق غريقاً .. عل بعد 7كم من سيارته المنكوبة )

أخيراً

لست أملك في ختام هذا الموقف إلاّ أن أقول :

- اللهم ارحم ذلك الشاب وأدخله فسيح جناتك .. اللهم اجعل غرقه شفاعة .. ومصيبته تكفيراً .

- اللهم ارزق تلك الفتاة الصبر والسلوان ، وأخلفها خير منه .. إنك سميع مجيب .

اعذب تحية[/align]







التوقيع

[align=center][/align]

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 09:06 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة