العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 30-09-01, 04:01 am   رقم المشاركة : 1
خيال
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : خيال غير متواجد حالياً
قلق الحرب - فضيلة الشيخ / سلمان ...(2).


وهكذا يضيع كثير من الشباب في إشكالية عجيبة ، وهي أن الأمر الذي يحلمون به ويتطلعون إليه قد يكون أمرًا محالاً ، أو صعبًا على أقل تقدير ، بينما الأمور التي بإمكانهم وقدرتهم أن يعملوها تتحول عندهم إلى جزئيات لا يقيمون لها وزنًا ، فلا تشبع طموحاتهم ولا ترضي رغباتهم.

إن دورك لم يبدأ الآن لكنه بدأ من بداية رشدك ووعيك ، ولن ينتهي بنهاية الحدث ولكن بموتك 0

ولتبدأ الآن بأداء دورك جيدًا ، شريطة ألا ينتهي هذا الشعور بنهاية الحدث مهما كانت نهايت0

إنه ليس من الرشد ولا من الحمّية الحقة لدين الله ، والغيرة لحدوده أن ننام نومة أهل الكهف ثم لا نصحو إلا عند أزمة تحل ، فنطرح هذا السؤال بقوة ثم ننام بعدها إلى مثلها 0

وصفات شرعية :

إن هذا القلق والتوتر الذي ينتاب الكثير من الناس لا يكون إلا مع ضعف الإيمان ، ولكي نستطيع أن نتغلب على هذه المشاعر لا بد من أمور :

أولاً : تجريد التوحيد وتجديده ، فإن الله - تعالى - هو رب الكون ومدبره ، ولا يقع شيء إلا بإذنه، له الخلق والأمر [ كل يوم هو في شأن ] 0

فعلى المسلم أن يجدد إيمانه بربه ، وثقته به ، وتوكله عليه ، فإنه - سبحانه - أغير على دينه ، وعباده المؤمنين من كل أحد [ إن الله يدافع عن الذين آمنوا ] .

وتحقيق الإيمان المطلق بالقضاء والقدر ، وأنه لا يقع في الكون شيء دقَّ أو جلَّ كبُر أم صغُرَ إلا بقضاء الله وقدره 0 0 [ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله 00]0 [إنا كل شيء خلقناه بقدر] 0[قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون]0

ثانياً : التوبة والاستغفار والتسبيح : [ فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ] قال العباس وعلي - رضي الله عنهما - : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة 0

ثالثاً : العبادة والعمل الصالح ، فقد روى مسلم في الفتن عن معقل بن يسار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (العبادة في الهرج كهجرة إليّ) وفي هذا إشارة إلى ملمحين مهمين :

أولهما : الاشتغال بالشيء المثمر من المحافظة على الصلاة واللهج بالذكر ، والإلحاح بالدعاء والصوم ، والبذل ، والحرص على الدعوة إلى الله ونحوها ، بدلاً من استطرادات الأحاديث ، ومداولات الأسئلة التي قد لا تؤتي ثمرة ، بقدر ما تشغل البال وتقلق النفس .

ثانيهما : إرجاع النفس إلى طبيعتها وسجيتها بهذه الجرعات المهدئة من طاعة الله وذكره حتى تفكر بشكل صحيح ، وتعمل بشكل صحيح أيضاً .

رابعاً : الصبر ، فإنه لا إيمان إلا بالصبر ، وعلينا ألاّ نملَّ من التواصي بالصبر ، بل نصبر على ذلك ، لأنه علاج لكثير من المشكلات المزمنة ( والعجلة من الشيطان ، والأناة والحلم من الله) فالأناة والتروي تجعل المرء دارسًا لقراراته ، مقبلاً على أمره بإدراك ونظر صحيح، فلا يتصرف بطريقة عشوائية ، مرتجلة ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وفي رواية ( إنما الشديد الذي يصرع غضبه) وهذا غاية الشجاعة مع النفس وهي إحدى مظاهر الكمال الإنساني .

خامساً : ترك التنازع والاختلاف [ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ] فإن الاختلاف يحدث الفشل ويذهب الريح ويؤلب الأعداء ، ويشتت الجهود ، وربما انشغل أقوام بأنفسهم عن عدوهم من جرائه ، وقد عاب الله - تعالى - على أهل الكتاب من قبلنا وعلى من يتبعهم من هذه الأمة تفرّقَهم وتنازعَهم فقال : [ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ] والعقل الرشيد يملي على الإنسان أن يكون في غاية الحرص على رأب الصدع بين الطوائف والشرائح التي تُكَوِّن سَدَى المجتمع الإسلامي ولحمته .

سادساً : التفاؤل ، فقد كان - صلى الله وعليه وسلم - يعجبه الفأل ، وفي الصحيحين عن أنس قال : كان النبي - صلى الله وعليه وسلم - أشجع الناس ، وأحسن الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي - صلى الله وعليه وسلم - وهو على فرس لأبي طلحة عري وهو يقول : (لن تراعوا ، لن تراعوا ...)

ولذا فإن من أعظم ما ينبغي أن يعالج في قلوب فئة ليست قليلة من المسلمين اليوم، هذا الشعور بالوهن والعجز ، وقلة الحيلة ، وبرغم اتفاقنا على خطورة الحدث وتداعياته إلا أننا نفزع إلى مسلمات يقينية دالة على أن هذه الأمة باقية إلى قيام الساعة ، وأنها أمة تستعصي على الفناء فقد دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – ألا تهلك أمته بسنة بعامّة ، وقد أجيبت دعوته ، فبقيت هذه الأمة على مدار التاريخ تمرض ولكن لا تموت. ولذا فإنا نعجب من حالات الفزع والذعر الذي بدأنا نلمسه في كلام متكلمين وإرجاف مرجفين، فأين ثبات المؤمنين وعزم أولي العزائم ، إن هذه الأمة قد دهمتها خطوبٌ ومحن أعظم فصبرتْ لها وتجاوزتها ، ومرتْ بأطوار كانت فيها أشد ضعفاً وتفرقاً مما هي الآن فحفظ الله الضيعة وجبر الكسر وجمع الشَّمل، ومن يذكر ما جرى على أهل الإسلام يوم كان الإعصار التتري المدمر يطوي مدن الإسلام إلى أن طوى بساط الخلافة ، وقوَّض حاضرة الدولة ، إن من يتصور ذلك التاريخ ويحاول أن يعيش بوجدانه تلك المرحلة ، سيشعر أنها قد وقعت الواقعة والقارعة والحاقة والصاخة ، وأن بساط الإسلام قد طوي ، وأمته آذنت بالفناء ، ولكنها بعد قرنين فَتَحت القسطنطينية وطَرقَت أبواب فِيَنَّا ، فيا أهل الإسلام أبشروا وأمّلوا ما يسركم فإن أمتكم لن تموت بالضربة القاضية ، على أن التفاؤل المشروع هو التفاؤل الإيجابي الفاعل المنتج الذي يرفع المعنويات ويدفع للعمل، وليس ما رأيناه من حال فريق وجد ملاذه بالفزع إلى توقع المعجزات وانتظار الخوارق ، والتوكل بصورة مغلوطة تلغي الأسباب وتنتظر المعجزات ، ونحن نعلم أن المعجزات قد ذهبت مع الرسل ، وأننا نعيش عالم الأسباب المسخرة لنا ، نستخدمها ولا نتكل عليها ، ولذا فبين هذا وذاك موقف آخر وهو الثبات والصبر والتعامل مع الأحداث بيقين المؤمن ورضاه ، بلا عجز ولا تواكل ، وإنما في التعامل مع الحدث وفق الأسباب المتاحة ، والنظرة الواقعية ، وحساب الأرباح والخسائر ، وحفظ المصالح ، وتقليل المفاسد ، بعيداً عن الوهن والخور ، أو الرعونة والتعجل ، وابتغ بين ذلك سبيلاً ، وسنن الله جارية حتى مع الأنبياء ، فقد انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في بدر وهم أذلة ، وهزموا في أُحد ، وعقدوا صلحاً في الحديبية ، وفتحوا مكة ، وأدبروا يوم حُنين ، والتاريخ له سنن ولكن نفسه طويل ، ونحن نعجل والله لا يعجل " بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلاً".

سابعاً : تحقيق مبدأ الأخوة الإسلامية في أجلى صورها ، وذلك بشعور القلب وحركة اللسان وعمل البدن وفق المعطيات المتاحة . ومن ذلك :

1- الولاء للمؤمنين وعدم إعانة الكافرين عليهم ، إذ أن الحكم في مناصرة الكافرين على المسلمين ، وتولي اليهود والنصارى جليٌّ مُشرق لا لبس فيه ولا غموض ، تواردت عليه آيات الكتاب ، وأبدأَ القرآن فيه وأعاد " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين" وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة . . " ولذا عدّ العلماء تولي الكافرين ومظاهرتهم على المسلمين انسلاخاً من الدين ، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نواقض الإسلام : "الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله - تعالى - : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" وقال الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – "الكفار الحربيون لا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقض الإسلام لقوله - عز وجل - : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم" أ.هـ والمطلوب من المسلمين تحقيق الأخوة فيما بينهم ، ونصرة بعضهم بعضاً ، فإن عقد الولاء قائم في محكم التنـزيل ونصوص السنة "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه . . ".

وفي خطبة الوداع يقول -صلى الله عليه وسلم - : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ) وليس صحيحًا أن يكون انتماؤنا لإخواننا المسلمين وقتياً لا دائماً ، أو متخاذلاً نائماً ، لا يستيقظ إلا عند الأزمات ، فنهبّ لنجدتهم ومؤاخاتهم ثم نرجع لنومنا فور ذهاب تلك الأزمة .

2- ومن ذلك السعي في إغاثة المنكوبين وإعانتهم من الأطفال والشيوخ والنساء والمشردين، وأن يكون لإخوانهم زمام المبادرة والسبق ، وليس لمنظمة الصليب الأحمر أو برنامج الغذاء العالمي أو غيرهم من الدول الشرقية والغربية ، ونحن نعلم أن ملايين من الأفغان مقيمون أصلاً في مخيمات بباكستان ، وظهرت مع الظروف المتجددة مجموعات بل ملايين أخرى منهم يوماً تلو الآخر ، وكل هؤلاء وأولئك أوضاعهم مأساوية صحياً وغذائياً ومعيشياً .

3- الحذر الشديد من الوقوع في فخاخ تنصب للمسلمين قد يوقعهم فيها ذهول الصدمة ، أو ثورة الحماس ، فليس بعيداً أنه يراد لأفغانستان أن تكون بؤرة جذب للطاقات الجهادية ليسهل حشرهم فيها ، ومن ثم تطويقهم والقضاء عليهم ، وبعد هذا كله ، فإن أكثر ما نحتاج إليه في أمور كثيرة من حياتنا هو التوازن ، والانطلاق من الثوابت الراسخة ، من غير أن يفقدنا التأثر بالأفعال وردود الأفعال توازننا المطلوب ، ولا نحتاج إلى كبير عناء لنكتشف أن كثيراً من خطايانا وأخطائنا كانت نتيجة جنوح في النظرة بعيداً عن التوازن والاعتدال المطلوب .

إن للمشاعر حقها في أن تغلي وتفور ، أما الأفعال فلابد أن تكون مزمومة بهدي الكتاب والسنة ، ومقاصد الشرع وضوابط المصلحة، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى أهل الرسوخ من العلماء الربانيين الورعين ، الذين لا يجاملون لمصالح خاصة ، ولا يتملقون عواطف عامة، وقد كان العلماء على تعاقب العصور صمام أمان عندما تطيش الآراء وتضطرب الأمور "ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" ولذا فإن من أعظم ما يوصى به في مثل هذه الأحداث العامة كبح جماح الانفعالات ، بحيث لا تنتج اجتهادات خاصة ربما جنى بعضها أول ما يجني على المسلمين ومصالحهم ، وأن يكون عند الشباب بخاصة برغم حرارة الانفعال وشدة التأثر تبصر في معالجة الأمور ، وحسن تأتٍّ في التعامل مع أحداث خطيرة لها ما بعدها ، فينبغي ألا يخرجنا التأثر إلى التهور ، ولا الحماس إلى الطيش ، وإن حماس الشباب طاقة فاعلة منتجة إذا وجهت في الطريق الرشيد ، وعلى كل شاب ألا يجعل من حماسه صهريج وقود يمكن أن يشعلهُ أي عابث ، وإن العبرة ليست بتنفيس المشاعر ، وتفريغ العواطف ، ولكن العبرة بتحقيق المصالح ، ودرء المفاسد ، وهذا لا يخبره ولا يقدره إلا أهل العلم والورع ، لقد بينّا في بداية الأحداث حرمة ما جرى تجاه المدنيين في ديار الكفر ، ونحن اليوم أكثر تأكيداً على حرمة مثل هذه الأعمال في بلاد الإسلام ، فإن الشعوب الإسلامية لا تحتمل المزيد من المصائب والقلاقل ، ومن واجبنا أن نتصرف بمسؤولية وانضباط في مثل هذه الظروف الصعبة حتى تنجلي الغمة وتطمئن الأمة .

إن شرارة واحدة تؤجج نارًا يصبح كثيرون حطباً لها .

ودعوة الله إنما تنمو وتكبر وتنتعش وتعيش في أجواء السكينة والاستقرار 0 ولهذا قال الزهري عقب صلح الحديبية : إن الناس أمن بعضهم بعضًا فلم يكن أحد يعقل في الإسلام إلا دخل فيه ، حتى دخل في الإسلام بعد الصلح وقبل الفتح أضعاف من دخلوا فيه قبل ذلك ، حتى إن الرسول - صلى الله عليه سلم - جاء إلى الحديبية بنحو أربعة عشر مائة ثم جاء في فتح مكة بما يزيد على عشرة آلاف ، وما بينهما إلا وقت يسير .

نسأل الله – عز وجل – أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ، وأن يعز الإسلام ، وينصر المسلمين ، ويجمع كلمتهم على الحق ، ويدفع عنهم المصائب والمحن . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .







موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 08:17 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة