أبو تهاني وفقك الله وبارك فيك
واشكرك لطيب خلقك والتماسك العذر
أنا اقصد أن الأية التي ذكرتها لايمكن ان تقع على شخص بعينه
يعني الملاعنه أو المباهلة تكون بين شخصين أو جماعتين !!
هذا ما اريد ان نصل إليه
وموضوع الأخ فيصل الخالدي يتكلم عن شخص يلعن أمه أو أباه ليصدقه من يستمع إليه
ولو كان قد طلب منه شخص آخر هذا العن لنكرانه له
لكانت الآية في مكانها
بارك الله في الجميع
وهذا شرح وافر للمباهلاة : منقول من ملتقى اهل السنه
ولم أضعه إلا للفائده .
-----------------------------------------------------
أحكام المباهلة ، وبعض أقوال وقصص العلماء حولها
ولفائدة القراء الأفاضل فهذه أحكام المباهلة ، مع ذكر بعض أقوال وقصص ومواقف العلماء حولها :
[ فأولاً : لقد بَيَّن أهل العلم حكم ( المباهلة ) ، وقد بين بعضهم في رسالةٍ كَتَبها شروطَها المستنبطة من الكتاب والسنة والآثار وكلام الأئمة الأطهار ؛ وحاصِل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعا وقع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بـ ( المباهلة ) فيشترط كونها بعد إقامة الحجة والسعي في إزالة الشبهة وتقديم النصح والإنذار وعدم نفْع ذلك ومساس الضرورة إليها (1) .
ثانياً : ( المباهلة ) سُنَّة ماضية أنزل الله بها قرآنا لقطع عناد ومكابرة نصارى " نجران " ، قال تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (2) .
ولقد أُرْعَب ( النصارى ) فلم يُبَاهِلُوا ، فَصَار ذلك هَزِيِمَةً مُنكَرَة لأعداءِ اللهِ .
وقال تعالى : ( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَـةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْـداً ) (3) ، قال « ابن كثير » - رحمه الله - : ( وَهَذِهِ مُبَاهَلَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى هُدًى فِيمَا هُمْ فِيهِ كَمَا ذَكَرَ تَعَالَى مُبَاهَلَة الْيَهُود فِي قَوْله : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (4) ، أَيْ اُدْعُوا بِالْمَوْتِ عَلَى الْمُبْطِل مِنَّـا أَوْ مِنْكُـمْ إِنْ كُنْتُمْ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ عَلَى الْحَـقِّ فَإِنَّهُ لاَ يَضُرّكُمْ الدُّعَاء ، فَنَكَلُوا عَنْ ذَلِكَ ) انتهى (5) .
وعلى مُقْتَضَى هذا الأصل الذي يقتضي أن الممتنع عن ( المباهلة ) يُعتبر مُبْطِلاً مَهْزُوماً غير عَالِمٍ أنه على الْحَقِّ ! ، قال شيخ الإسلام « ابن تيمية » - رحمه الله - : ( وَالنَّصَارَى لَمَّا لَمْ يَعْلَمُوا أنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ نَكَلُوا عَنْ الْمُبَاهَلَةِ ! ) انتهى (6) .
ثالثاً : ( المباهلة ) يُدعى إليها في الأمُورِ الكبيرة والصَّغِيرة لبيانِ الحقِّ من الباطل فِيمَا أشْكَلَ .
وهذه أمثلة لَهَا وأقوال لأهل العلم حَولها غير ما سَبَق :
● عَنْ « مَسْرُوقِ بْنِ الأجْدَعِ » - رحمه الله - قَالَ : قَالَ « عَبدُ اللهِ بنِ مَسْعُود » - رضي الله عنه - ( مَنْ شَـاءَ لاَعَنْتُهُ " أيْ بَاهَلْـتُهُ " : لَأُنْزِلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى (7) بَعْـدَ : ( أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) (8) (9) .
● وَعَنْ « عَطَاءِ ابنِ أبي رَبَاح » - رحمه الله -أنَّ « عَبدَ اللهِ بن عبَّاسٍ » - رضي الله عنهما - أنه كَانَ يَقُولُ : ( مَنْ شَاءَ لاَعَنْـتُهُ عِنْدَ الْحَجَرِ الأسْـوَدِ أنَّ اللهَ لَمْ يَذْكُرْ فِي القُـرْآنِ جَدًّا وَلاَ جَـدَّةً إنْ هُمْ إلاَّ الآبَاءُ ، ثُمَّ تَلاَ : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) (10) (11) .
● وعن « ابنِ عبَّاسٍ » - رضي الله عنهما - أنه قَالَ : ( لَوَدِدْتُ أنِّي وَالَّذِينَ يُخَالِفُونِي فِي الْجَدِّ تَلاَعَنَّا : " أيُّنَا أسْوَأُ قَوْلاً " ) (12) .
● وقال « ابنُ عبَّاسٍ » - رضي الله عنهما - أيضاً - : ( مَنْ شَاءَ بَاهَلْتُهُ أنَّ الظِّهَارَ لَيْسَ مِنْ الأمَةِ ، إِنَّمَا قَالَ اللهُ : ( مِنْ نِسَائِهِمْ ) (13) (14) .
● وقَالَ العَلاَّمَةُ الْمُفَسِّرُ « عِكْرِمَةُ القُرَشِي » - مَوْلَى « ابنِ عبَّاسٍ » - رضي الله عنهما - في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ) الآيات (15) ، قال - رضي الله عنهما - : ( مَنْ شَاءَ بَاهَلْـتُهُ أنَّهَا نَزَلَتْ فِي أزْوَاجِ النَّبِيِّ ) (16) .
● وَمِمَّنْ طَلَبَ ( الْمُبَاهَلَةَ ) : « الشَّعْبِي » (17) .
وكَذَلك « الأوْزَاعِي » (18) .
وأيضاً شَيخ الإسْلامِ « ابن تيمِيَّة » حَيْثُ قَالَ عَنْ بَعْضِ خُصُومِهِ : ( وَطَلَبْتُ مُبَاهَلَةَ بَعْضِهِمْ ) (19) ، وَقَالَ عَنْ بَعْضِهِمْ : ( وَبَيَّنْتُ مَا دَخَلُوا فِيهِ مِنْ " القَرْمَطَةِ " حَتَّى أظْهَرْتُ مُبَاهَلَتَهُمْ ) انتهى (20) .
● وَقَدْ طَلَبَهَا « ابنُ القيِّمِ » مِنْ ( الْمُعَطِّلَةِ ) ، وَذَكَرَ ذَلِكَ فِي مُقَدِّمَةِ نُونيَّتِهِ (21) .
● وقال - رحمه الله - : ( وَالْمُنَاظَرَةُ إِذَا انْتَهَتْ إِلَى هَذَا الْحَدِّ لَمْ يَبْقَ فِيهَا فَائِدَةٌ ، وَيَنْبَغِي العُدُولُ إِلَى مَا أمَرَ الله بِهِ رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْمُبَاهَلَةِ ) ؛ وَذَكَرَ آيَةَ " آلِ عِمْرَانَ " (22) .
● وقال - رحمه الله - فِي قِصَّةِ وَفْدِ " نَجْرَانَ " : ( وَمِنْهَا أنَّ السُّنَّةَ فِي مُجَادَلَةِ أهْلِ البَاطِلِ إذَا قَامَتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ اللهِ وَلَمْ يَرْجِعُوا بَلْ أصَرُّوا عَلَى العِنَادِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ ، وَقَدْ أمَرَ الله سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ رَسُولَهُ وَلَمْ يَقُلْ : " إنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ " ، وَدَعَا إِلَيْهَا ابْنُ عَمِّهِ « عَبد اللهِ بن عبَّاسٍ » { لِمَنْ أنْكَرَ عَلَيْهِ بَعْضَ مَسَائِلِ الفُرُوعِ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ ، وَدَعَا إِلَيْهَا « الأوْزَاعِي » « سُفْيَانَ الثَّوْرِي » فِي مَسْأَلَةِ رَفْعِ اليَدَيْنِ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، وَهَذَا مِنْ تَمَامِ الْحُجَّةِ ) انتهى (23) .
تَأمَّلْ قَوْلَهُ - رحمه الله - : " إِنَّهَا سُنَّةٌ فِي مُجَادَلَةِ أهْلِ البَاطِلِ " ، وَقَوْلَهُ : " إِنَّهَا لِلأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ - صلى الله عليه وسلم - " .
● وَقَال الْحَافِظُ « ابن حَجَر » بَعْدَ أنْ ذَكَرَ قِصَّةَ وَفْدِ " نَجْرَانَ " وَمَا فِيهَا مِنْ الفَوَائِدِ ، قَالَ : ( وَفِيهَا مَشْرُوعِيَّـةُ مُبَاهَلَـةِ الْمُخَالِفِ إِذَا أصَرَّ بَعْدَ ظُهُورِ الْحُجَّـةِ ، وَقَدْ دَعَـا « ابنُ عَبَّاسٍ » { إلَى ذَلِكَ ثُمَّ « الأوْزَاعِي » ، وَوَقَعَ ذَلِكَ لِجَمَاعَةٍ مِنْ العُلَمَـاءِ ؛ وَمِمَّا عُرِفَ بِالتَّجْرُبَـةِ أنَّ مَنْ بَاهَـلَ وَكَانَ مُبْطِلاً لاَ تَمْضِي عَلَيْهِ سَنَةٌ مِنْ يَوْمِ الْمُبَاهَلَةِ ) ثُمَّ قَالَ : ( وَوَقَعَ لِي ذَلِكَ مَعْ شَخْصٍ كَانَ يَتَعَصَّبُ لِبَعْضِ الْمَلاَحِدَةِ فَلَمْ يَقُمْ بَعْدَهَا غَيْرَ شَهْرَيْنِ ) انتَهَى الْمَقْصُودُ مِنْ كَلاَمِهِ (24) .
وَقَدْ بَيَّنَ « السَّخَاوِي » فِي كِتَابِهِ ( القَوْلُ الْمُنْبِي عَنْ تَرْجُمَةِ « ابْنِ عَرَبِي » ) مَنْ هُوَ الشَّخْصُ الذِي بَاهَلَ ومَنْ هُوَ الْمُلْحِدُ الذِي تَبَاهَلُوا لِأَجْلِهِ حَيْثُ قَالَ : ( سَمِعْتُ شَيْخَنَا « ابن حَجَر » - رحمه الله - مِرَاراً يَقُولُ : إِنَّهُ جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ شَخْصٍ يُقَالُ لَـهُ « ابنُ الأمِينِ » مِنْ الْمُحِبِّينَ لـ « ابنِ عَرَبِي » مُنَازَعَةً كَبِيرَةٍ فِي أمْرِ « ابنِ عَرَبِي » حَتَّى نِلْتُ مِنْ « ابنِ عَرَبِي » لِسُوءِ مَقَالَتِهِ فَلَمْ يَسْهُلْ ذَلِكَ بِالرَّجُلِ الْمُنَازِعِ لِي فِي أمْرِهِ ؛ وَكَانَ بـ " مِصْرَ " شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ « الشَّيْخُ صَفَاء » فَهَدَّدَنِي الْمَذْكُورُ بِأنْ يُغْرِيهِ بِي فَيَذْكُرُ لِلسُّلْطَانِ أنَّ بِـ " مِصْرَ " جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ فُـلاَنٌ - يَذْكُرُونَ الصَّالِحِينَ بِالسُّـوءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ - ، فَقُلْتُ : مَا لِلسُّلْطَانِ فِي هَذَا مَدْخَلٌ لَكِنْ نَتَبَاهَلُ أنَا وَإِيَّاكَ فِي أمْرِهِ لِأَنَّهُ قَلَّ مَا يَتَبَاهَلُ اثْنَانِ فَكَانَ أحَدُهُمَا كَاذِباً إلاَّ وَأصِيبَ (25) ، فَأجَابَ لِلْمُبَاهَلَةِ .
قَالَ شَيْخُنَا : فَقُلْتُ لَهُ : قُلْ " الَّلهُمَّ إِنْ كَانَ « ابنُ عَرَبِي » عَلَى ضَـلاَلٍ فَالْعَنِّي بِلَعْنَتِكَ " ، فَقَالَ ذَلِكَ ، وَقُلْتُ أنَا : " الَّلهُمَّ إِنْ كَانَ « ابنُ عَرَبِي » عَلَى هُدَى فَالْعَنِّي بِلَعْنَتِكَ " ، وَافْتَرَقْنَا .
قَالَ : وَكَانَ يَسْكُنُ " الرَّوْضَةَ " ، فَاسْتَضَافَهُ شَخْصٌ مِنْ أبْنَاءِ الْجُنْدِ جَمِيلِ الصُّورَةِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ لِضِيَافَتِهِ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ عَدَمُ الْمَبِيتِ عِنْدَهُ وَخَرَجَ فِي أوَّلِ اللَّيْلِ وَصَحِبَهُ مَنْ يُشَيِّعُهُ إلَى " الشخْتوُرِ " ، فَلَمَّا رَجَعَ أحَسَّ بِشَيْءٍ مَرَّ عَلَى رِجْلِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : " مَرَّ عَلَى رِجْلِي شَيْءٌ نَاعِمٌ فَانْظُرُوا " ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً ، وَمَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ إِلاَّ وَقَدْ عَمِيَ بَصَرُهُ وَمَا أصْبَحَ إِلاَّ مَيِّتاً ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي " ذِي القِعْدِةِ " ، وَكَانَتْ الْمُبَاهَلَةُ فِي " رَمَضَانَ " فِي نَفْسِ السَّنَةِ ، قَالَ : وَكُنْتُ قَدْ عَرَّفْتُ مَنْ حَضَرَ أنَّ مَنْ كَانَ مُبْطِلاً لاَ تَمْضِي عَلَيْهِ السَّنَةُ ) انتهى (26) .
● وقال « السُّيُوطِي » - رحمه الله - أثناء تَرجمتِه لِلخَلِيفَةِ العَباسِي « هَارُونَ الرَّشِيد » : ( وَمِن الْحَوَادِثِ فِي أيَّامِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَة افْتَرَى « عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ الزُّبَيْرِي » عَلَى « يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَن العُلَوِيِّ » أَنَّهُ طَلَبَ إِلَيْهِ أنْ يَخْرُجَ مَعَهُ عَلَى « الرَّشِيدِ » ؛ فَبَاهَلَهُ « يَحْيَى » بِحَضْرَةِ « الرَّشِيدِ » وَشَبَّكَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَقَالَ : قُلْ : " الَّلهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْـلَمُ أَنَّ « يَحْيَى » لَمْ يَدْعُنِي إِلَى الْخِلاَفِ وَالْخُرُوجِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا فَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي وَاسْحَتْنِي بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ ؛ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ ؛ فَتَلَجْلَجَ « الزُّبَيْرِيُّ » وَقَالَهَا ، ثُمْ قَالَ « يَحْيَى » مِثْلَ ذَلِكَ وَقَامَا ؛ فَمَاتَ « الزُّبَيْرِي » لِيَوْمِهِ ! ) انتهى (27) .
● وَقَدْ دَعَا إِلَى ( الْمُبَاهَلَةِ ) الشَّـيْخُ « مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ » - رحمه الله - فِي رِسَالَتِهِ إِلَى « عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ » - رحمه الله - حَيْثُ قَالَ : ( وَأنَا أدْعُو مَنْ خَالَفَنِي إِلَى أحَدِ أرْبَعٍ : إِمَّا إلَى كِتَابِ اللهِ ، وَإِمَّا إلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ، وَإِمَّا إلَى إِجْمَاعِ أهْلِ العِلْمِ ، فَإِنْ عَانَـدَ دَعَوتُهُ إِلَى " الْمُبَاهَلَةِ " كَمَا دَعَا إِلَيْهَا « ابن عَبَّاس » فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ فِي الفَرَائِضِ ، وَكَمَا دَعَا إِلَيْهَا « الأوْزَاعِي » « سُفْيَانَ » فِي مَسْأَلَةِ رَفْعِ اليَدَيْنِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أهْلِ العِلْمِ ) انتهى (28) .
● وقَالَ الشَّيْخُ « صِدِّيقُ حَسَن خَان القنوجِي » - رحمه الله - : ( أرَدْتُّ الْمُبَاهَلَةَ فِي ذَلِكَ البَابِ - يَعْنِي بَابَ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى - مَعَ بَعْضِهِمْ فَلَمْ يَقُمْ الْمُخَالِفُ غَيْرَ شَهْرَيْنِ حَتَّى مَاتَ ) انتهى (29) .
-------------- هوامش ----------------
(1) وقد أورد هذا الكلام الشيخ ( أحمد بن إبراهيم بن عيسى ) - رحمه الله - شارح « الكافية الشافية » وذلك بعد أن ذكر مطالبة الإمام ( ابن القيم ) خصومه بـ ( المباهلة ) ؛ أنظر : « توضيح المقاصد وتصحيح القواعد » ( 1 / 37 ) .
(2) سورة آل عمران ، الآيات : 59 - 61.
(3) سورة مريم ، آية : 75 .
(4) سورة الجمعة ، آية : 6 .
(5) « تفسير ابن كثير » ، ( 3 / 136 ) .
(6) « الجواب الصحيح لِمَن بدَّل دين المسيح » ، ( 4 / 57 ) .
(7) أي قوله تعالى : ( وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) [ سورة الطلاق ، آية : 4 ] .
(8) سورة البقرة ، آية : 234.
(9) أخرجه أبو داود في « سننه » برقم ( 1963 ) ، والنسائي في « سننه » برقم ( 3464 ) ، وغيرهم ؛ وإسناده صحيح .
(10) سورة الجمعة ، آية : 6.
(11) أخرجه سعيد بن منصور في « سننه » برقم ( 51 ) ، وإسناده حَسَن .
(12) أخرجه الدارمي في « سننه » برقم ( 2925 ) .
(13) سورة المجادلة ، من الآية : 2 .
(14) أخرجه الدارقطني في « سننه » برقم ( 267 ) ، والبيهقي في « سننه الكبرى » برقم ( 15027 ) .
(15) سورة الأحزاب ، الآيات : 31 - 34.
(16) أنظر : « تفسير ابن كثير » ، ( 3 / 484 ) .
(17) أنظر : « تفسير ابن جرير » ، ( 27 / 142 ) .
(18) أنظر : « السنن الكبرى » للبيهقي ( 2 / 82 ) ورقم ( 2372 ) ؛ و « تاريخ دمشق » لابن عساكر ( 35 / 170 ) .
(19) « مجموع الفتاوى » ، ( 4 / 82 ) .
(20) « السبعينية » ، ص ( 520 ) .
(21) أنظر : « الكافية الشافية بشرح ابن عيسى » ، ( 1 / 31 ) .
(22) « مختصر الصواعق المرسلة » ، ( 2 / 359 ) .
(23) « زاد المعاد » ، ( 3 / 643 ) .
(24) « فتح الباري » ، ( 7 / 697 ) .
(25) ( المباهلة ) من جنس الدعاء فقد تستجاب وقد لا تستجاب ، ولذلك قال " ابن حجر " : ( قَلّ ما يتباهل اثنان فكان أحدهما كاذباً إلاَّ وأصيب ) .
(26) وقد ذكرها - أيضاً - الألوسي في كتابه « غاية الأماني في الرد على " النبهاني " » ( 2 / 374 ) ، والبقاعي في « مصرع التصوف » ص ( 149 ) ، وذَكَر نقلاً عن كتاب الشيخ " تقي الدين الفاسي " في تكفير " ابن عربي " أن " ابنَ حجر " قال بأن هذه المباهلة المشهودة جَرَتْ في شهر رمضان من عام 797هـ ، وهلك " ابن الأمين " في شهر ذي القعدة من العام نفسِه .
(27) « تاريخ الخلفاء » ، ص ( 117 ) ؛ وانظر : « تاريخ الإسلام » للذهبي ( 3 / 278 ) .
(28) أنظر : « الدرر السنية » ، ( 1 / 41 ) .
(29) « عون الباري لحل أدلة صحيح البخاري » ، ( 5 / 334 ) ] انتهى ..
نقلاً عن كتاب ( جلاء حقيقة الدين وعزة المتدينين ، ص 85 - 89 ، ط 3 )
للشيخ / عبد الكريم الحميد - حفظه الله - ..
-----------------------------------------------------
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه