[align=center]
هذه الأيام عشتُ في العصر العباسي حتى أني تطقست طقوسهم
رأيت الخليفة يجلس فينشدة الحضور الذين قدموا من أماكن بعيدة !
يجلس الخليفة فيسمع هذا ! ويطرب لذاك ! ويُصفق لآخر !
واسم الخليفة يترنح على ألسنة الشعراء !
بحثوا عن أجود الصور وأجزل الكلمات !
اغرقوا أنفسهم في المدائح
كي يكسبوا ذاك الرهان !
منهم من عثرت به دابة الشعر في منتصف الطريق فأنكفأ على وجهه !
ومنهم من ضل طريقة في بداياتها فظلَّ هائماً على وجهه !
-بعض من أولئك- كالنائحة المستأجرة عاطفتها مدفوعة الثمن !
وحينما يفقد الحظ في المنافسة يحاول أن يظفر بالنوال
فيلقي قصيدة مدح وهو ينظر إلى يد الخليفة !
أو ينادي النصرة من قبيلته !
هذا هو شاعر المليون !
الذي أذكى العصبية القلبية ! التي قال عنها الرسول
( دعوها فإنها منتنة )
وجعل الشعراء - في الغالب - يتهافتون عن البحث عن الأعطيات
في مظهر لاترضاه النفوس الأبية - [/align]