قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : نحن الخريجين والخريجات ممن طال بهم العمر وامتد بهم الزمن في انتظار التعيين خلال السنوات الماضية ؛ دون أن نخرج من ذلك النفق المظلم ؛ فمِـنّا من بلغ الثلاثين من عمره ؛ ولم يذق طعم الراحة ، أو حتى النوم !!
فالشتات نصيبه بين شركات القطاع الخاص التي لا استقرار فيها ولا أمان وظيفي ، أو في مدارس أهلية تستعبده وتستنزف جهوده برواتب متدنية لا تغطي أبسط متطلبات الحياة ، وفي الإجازات يُحرم من تلك الرواتب الزهيدة !
نحن معشر الخريجين والخريجات ممن ينتظرهم سوق العمل ، طالباً تخصصاتهم في مجال التدريس ؛ فنحن قد تجاوزنا قنطرة أو عقبة ( اختبار الكفايات) في انتظار محطة التعيين ؛ ولكننا نجد التجاهل والتسويف من الخدمة المدنية تارة ، ومن وزارة التربية والتعليم أخرى !
وبعد كل ذلك رفعنا تظلمنا للمقام السامي ؛ وفي يوم 2/7/1432هـ صدر الأمر الكريم بتوفير ( 52 ألف وظيفة تعليمية ) للخريجين والخريجات ، على أن تُـشغَـل بداية العام الدراسي المقبل على أن تكون مدة تنفيذ الأمر خلال شهرين فقط .
ولكن مع الأسف الشديد وحتى هذه اللحظات فالجهات المعنية لم نلحظ منها تحركاً تجاه تنفيذ الأمر وممارسة التعيين ؛ فحتى اليوم ومع قرب بداية العام الدراسي لم تُـعلن قوائم المرشحين للتدريس ، بل لم نلمس أي تحرك أو حتى تصريح من أحد المسئولين يحمل شيئاً من التطمين ؛ بل حتى التفسير ؛ فالموضوع داخل دائرة التجاهل والكتمان !!
فلماذا لا يشعر المسئولون بحجم معاناتنا ؟! لماذا يتجاهلون آلامنا ؟! لماذا لا يضع أحدهم نفسه في خانتنا ؛ فيتخيل حاله لو مَـرّ عليه شهر دون أن يجد راتبه يقفز إلى حسابه البنكي ؟! لماذا لا يتصور أحدهم نفسه وهو يستدين قيمة لُقيمات طفله مع أنه يتأبط مؤهله الدراسي وشهادات خبراته ؟!
فو الله لو عاش أولئك المسئولون تلك الصور ولو في الخيال العَـابر ؛ لكانوا سارعوا إلى إنصافنا وإعطائنا حقنا ؛ ولكن الكثير منهم في الـعَـسَـل يسرحون ويمرحون أما نحن فلسنا آخِـر اهتماماتهم ؛ بل خارجها ؛ فإلى متى ؟!
تلك الكلمات كتبتها دموع الخريجين العاطلين ، وتحديداً وصلت للضمير المتكلم من منتداهم ؛ ويبقى السؤال : لماذا هذا التباطؤ في تعيين أولئك المستحقين ؟! ألا يعلم أولئك المسئولون أن ( البطالة ) هي أم الخبائث التي قد تكون إفرازاتها المخدرات أو التطرف والإرهاب ؟!
أرجوكم ياهؤلاء أدركوا شباب هذا الوطن حتى لا يصبحوا أدوات خَـرابٍ له في أيدي أعدائه ، وحينها لن ينفع أن نقول : أنتم السبب !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة ...