[align=center],
الورقة الخامسة . .
أمد ورقتي الخامسة . . وأنا متردداً . . ومتسائلاً . .
أين الشباب من الردود . . ؟
من العجلة . . مامسيتكم بالخير . . مساء العسل . . والزهر . .
,,,,,,,,,,,,,,
عندما آذنت الشمس بالمغيب . . وهمت بالغروب
كنت على متن طيارة هندية من شركة جت . . وكان الطيران الهندي بحق أفضل
من طيران السعودية . . المقاعد مريحة . . وأكثر رحابة . . كما أنني لا حظت أن مضيفاتهم أكثر حشمة
من مضيفات طيران عريبيا قاطبة . . يمكن لأننا مسلمين . . - أستغفر الله -
أكثر رحابة . . لأني رأيت ابا عبد الله . . يتحرك في مقعده . . ويدخل يده في جيوبه الجانبية بكل راحة . .
وحرية مطلقة . . وكان قبل في طيران السعودية كأنه مقيد . . ويتضايق كثيراً
لأنه كان متينا . . وأكبر منا جسماً . . وقد تحسن عن ذي قبل . . بعد التزامه ببرنامج تخسيس
خفف عليه بعض الشحوم المتراكمة . .
كنت قرب النافذة . . وأنا أراقب مدينة كويتشن محلقا فوق سمائها . . لا أكاد أبصرها
لأن زجاج النافذة كان مبتلاً من المطر . .
فكنت أطل على الجبال المكسوة بالخضرة . . ومزارع الشاي . .
هبط بنا قائد الطيارة . . وبرج المراقبة يرحب بنا . . ويعلن أن درجة الحرارة
خمسة عشر درجة مئوية . .
نزلنا على مطار كويتشن .. فإذا هو مطار جديد . . وبدا لنا بتصميم جميل
وطراز حديث . . وكأنه للتو فرغ من بناءه
استقبلنا سواقنا .. سلمنا عليه . . حاولنا نتحدث معه . . فإذا هو لا يحسن
اللغة العربية .. أما اللغة الإنجليزية فالكل في الهند يتحدثها ...
كنا ثلاثتنا لا نحسن اللغة الإنجليزية . .
إلا ما كان من أبو حمد فإنه أفضلنا لغة . . وكان يلوك بعض الكلمات المتكسرة من الإنجليزية.. التي
يفهما هو أكثر ممن يخاطبه ..
بقينا في مأزق مع سواقنا .. فاللغة التي يفهمها منا هي لغة الإشارة .. تعبت أيدينا من الوصف
ولم يفهم ..
بعد جهد .. فهم منا أننا نريد سواقاً غيره . . يحسن اللغة العربية .. فاتصل على سواق آخر اسمه
بابو الذي واعدنا من الصباح في المنتجع الذي سنبيت فيه ..
بابو كيرلاوي . . من كويتشن في الخمسينات من عمره . . أسمر , معتدل الطول , له نظرات مخيفة ..
سبق أن عمل في السعودية في مدينة الأحساء في بقاله ثم أنتقل إلى مقصف ...
يمثل الرجل الكيرلاوي .. في أدبه وتعلمه .. وثقافته.. يحب النظام ومحترم جداً.. إلا أنه يخفي خلف قهقهاته مكر نظيف ..
أول ليلة بتناها في كيرلا .. كانت في منتجع في ضاحية كوماراكوم ..
كنت أظن أن السواق سيأخذنا على فندق في قرية كوماراكوم ..
سرنا قرابة الساعة والنصف من المطار إلى كوماراكوم . .
مررنا خلالها . . وكان الوقت بعد العشاء . . بين مناطق ريفية على طرق ملتوية وضيقة .. حتى وصلنا
منتجع ووتر سكيبس ..
الأرياف بعد المساء . . تغطيها سكينة . . والكل قد آوى إلى بيته المكوخ . . والشوارع خالية
لا تكاد تقابلنا سيارة . .إلا بعد فترة طويلة . .
منتجع ووتر سكيبس .. جميل جداً .. يقع في غابة من الأشجار الطويلة . . على نهر كبير ..
بين شجر الموز .. والمانجو وبعض الحمضيات بالإضافة إلى شجر جوز الهند .. وأخرى كبيرة
فارعة الطول ..
كانت الغرف على شكل أكواخ من الخشب الجميل المطلي .. فيها حمام نظيف وواسع . . كما يوجد فيها
مطبخ أو بوفية صغير . . علية غلاية كهربائية ..
مما أتاح لأبي عبدالله أن يستعيد أنفاسه .. برائحة الهيل ..
صار للشباب ثلاث ليال أو أربع لم يرتشفوا القهوة . . ولم يشموا رائحتها .. مع أننا في بلد
الهيل والبهارات ..
أنا لا تستهويني القهوة كثيراً .. ولا الشاهي .. وأحيانا أجامل بشربهما
أما أبو عبدا لله .. فإنه وجد نفسه أمام فرحتين . .
,,,,,,,,,,,,,,,,
هنا .. .فرحت بك وأنت تعيش معي . . وتقرأ ..
إنتظرني .. في الورقة السادسة . . وفرحات ابو عبد الله ..
,,[/align]